25‏/11‏/2017

ذخيرة "خلية النحل" المضادة للأفراد المجهزة براسم.

ذخيـــــــرة "خليــة النحــل" المضـــــادة للأفــــــراد المجهــــــزة براســـــــم

تستخدم دبابات المعركة الرئيسة أنماط أخرى من القذائف لأهداف محددة. فبالإضافة للنموذجين الشائعين APFSDS وHEAT، هناك نوع من ذخائر الطاقة الكيميائية يطلق عليه "شديد الانفجار" High Explosive. وهي قذائف تستخدم عادة لمهاجمة الأهداف غير المحمية أو المحمية بشكل محدود، كالعربات خفيفة التدريع بالإضافة لتجمعات المشاة وحشوده عن طريق تأثير التشظية Fragments effect. الأهداف التي يتم مهاجمتها بهذا النوع من الذخائر، قد تتعرض للأضرار والعطب إما بفعل تأثير الشظايا أو بتأثير العصف أو كلاهما. فمن وجهة نظر مثالية خالصة فإن من المفيد أن تكون الدبابة قادرة استخدام وإطلاق نوع واحد من الذخيرة، لكن لسوء الحظ، استخدام نوع واحد لا يمكن أن يلبي الطموحات في مواجهة أهداف متنوعة ومختلفة. على سبيل المثال قذائف مثل APDS وAPFSDS فعالة لمواجهة الدبابات والأهداف المقساة بشدة، ولكنها حقيقتاً لا تصلح لمواجهة المشاة المتخندقين أو حتى المتواجدين في العراء، وبالنتيجة لا بد من وجود ذخيرة متممة لعمل مقذوفات الطاقة الحركية. لقد أثبتت الصراعات السابقة والحديثة أن هذا النوع من الذخائر ضروري جداً لمواجهة المشاة الراجلين، الذين يحملون أسلحة كتفية مضادة للدروع. يقول ضابط إسرائيلي في مذكراته عن حرب أكتوبر " كنا نتوقع أن نقاتل دبابات وليس أفراد مشاة، فلم يكن لدينا مقذوفات لمدافع الدبابات، وهي التي كانت ستحطم فرق صيد الدبابات المصرية وهم في الأرض المفتوحة ". في الحقيقة فان هذا النوع من الذخائر يوفر حماية فعالة للدبابة، في مواجهة هجمات المشاة المركزة، والأسلحة المضادة للدبابات قصيرة المدى، التي يتفاوت مداها بين 300-600 م. بالإضافة إلى إمكانية استخدام هذا النوع من القذائف في فتح ممرات آمنة للمشاة الصديقة، بحيث تحطم الأسلاك الشائكة Barbed wire. وتستخدم لهذا الغرض متفجرات شديدة الانفجار في تركيب الرأس الحربي لمقذوفات HE، لإحداث أكبر فرقعة وتشظية ممكنة.
الولايات المتحدة وبالاستفادة من دروس السنوات الأولى من حرب فيتنام، عملت على تطوير أنواع من الذخيرة شديدة الانفجار لصالح العيار 105 ملم المثبت على سلسلة الدبابات M60، بعضها كان مخصصاً للتعامل مع الأفراد antipersonnel. أحد هذه الذخائر حمل التعيين العام APERS-T أو المضاد للأفراد المجهز براسم، وهو معد خصيصاً لمواجهة القوات البرية المكشوفة في المديات المتراوحة ما بين 50 إلى 4.400 م، حيث يمكن التحكم يدوياً بمدى تحفيز الرأس الحربي بواسطة صمام وقت ميكانيكي mechanical-time fuze من نوع M571. القذيفة M494 التي أدخلت الخدمة في فبراير العام 1968 وبلغ اجمالي وزنها 14 كلغم، كانت من النوع المضاد للأفراد المجهز براسم، وتضمنت في تركيبها العام المقذوف وغلاف الخرطوشة والصمام. جسم المقذوف صنع من الألمنيوم رقيق السماكة مع قاعدة فولاذية مجوفة التي تحوي أيضاً شحنة الطرد والراسم. تجهيز الراسم tracer قصد منه التحقق من مسار المقذوف خلال الخمسة ثوان التي هي زمن الاشتعال الأقصى، كما أن صبغة صفراء yellow dye سوف تتدفق وتظهر ككرة صفراء للتثبت من موضع انفلاق المقذوف في الهواء وبالتالي تصحيح النيران اللاحقة. جسم المقذوف اشتمل في تجويفه الداخلي وفي ترتيب خاص من سبعة صفوف، عدد 5000 سهم فولاذي flechette بزعانف قصيرة لتأمين الاستقرار، يبلغ وزن كل منها أقل من واحد غرام مع طول 37 ملم. هذه الأسهم تتفرق عند تحفيز شحنة الطرد في قاعدة المقذوف فوق منطقة الهدف على هيئة قوس أو مخروط cone-shaped بزاوية انفتاح مقدراها 20 درجة، لتؤمن مساحة تأثير للأسهم حتى 300 م في الطول و94 م في العرض (عادة، عمل صمام التحفيز يتم على ارتفاع مقداره ستة أمتار وقبل بلوغ الهدف المعين بمسافة 60 متر لضمان تفرق كامل الأسهم بشكل مثالي). وتضاف قوى الطرد المركزية Centrifugal forces الناتجة عن دوران المقذوف حول محوره إلى سرعة انطلاق الأسهم العالية لتبلغ هذه في حدها الأقصى نحو 822 م/ث. الذخيرة تكتسب أيضاً تسمية "خلية النحل" beehive وذلك بسبب تأثير التحشيد أو التركيز الواضح للمقذوفات الفرعية. خطورة هذه الذخيرة سبق عرضها خلال اشتباك في الضفة الغربية عندما قامت دبابة إسرائيلية بإطلاق APERS-T باتجاه مركز مدينة مشغول، مما تتسبب في مقتل ثمانية وجرح أكثر من 100 شخص (حصل الجيش الإسرائيلي على الآلاف من هذه القذائف الأمريكية بعد حرب أكتوبر العام 1973). 


18‏/11‏/2017

تاريخ تطور الأسلحة الموجهه وتقنيات القيادة البدائية .

تاريــــخ تطــــور الأسلحــــة الموجهـــــــه وتقنيــــات القيـــــادة البدائيــــة 

تعود فكرة السلاح الذي يمكن التحكم به عن بعد وتوجيهه guided نحو الهدف بعد إطلاقة إلى زمن بعيد في التاريخ العسكري. فقد أجرت وزارة الدفاع الأمريكية خلال الحرب العالمية الأولى تجارب على قنبلة موقوتة طائرة، تدعى The Bug "الحشرة" لكنها لم تستعمل ميدانياً قط، وحذر نقاد هذا السلاح الجديد من أن أجهزة التوجيه والتحكم به كانت غير جديرة بالثقة. وفي عام 1923 كررت التجربة على طائرة بحرية بدائية موجهة عن بعد أطلق عليها Wild Goose، إلا أن نظام التوجيه في هذه الطائرة لم يكن أفضل من سابقه. في الحقيقة، فكرة الأسلحة الموجهة لم تتحقق بوجهها المقبول إلا خلال الحرب العالمية الثانية، عندما استخدمت البحرية الألمانية في شهر مارس من العام 1943 الطوربيد الموجه صوتياً acoustic-homing torpedo الذي أطلق عليه G7e/T4 Falke. أستخدم هذا السلاح أولاً على الغواصات البحرية U-boats وكان له دور في إغراق عدة سفن تجارية لقوات التحالف. وبعدها بشهرين اختبر الأمريكان طوربيد صوتي مشابه في عمله للطوربيد الألماني، أطلق عليه Mark-24. هذا السلاح كان معداً للإطلاق من طائرة الدورية البحرية PBY-5، وبالفعل في استخدامه الأول استطاع إغراق الغواصة الألمانية U-640. ومع العام 1945 استطاع هذا السلاح إغراق عدد 37 غواصة ألمانية ويابانية والإضرار بعدد 18 أخرى. في شهر سبتمبر من العام 1943 وبعد أربعة أشهر من تدمير الغواصة U-640، هاجمت 15 قاذفة قنابل ألمانية من طراز Dornier-217 الأسطول الإيطالي بقنابل إنزلاقية موجهة راديوياً radio-guided، أطلق عليها Fritz X، واستطاع هذا السلاح الذي كان يزن 1540 كلغم، إغراق السفينة الحربية الإيطالية Roma. ويذكر التاريخ كيف قامت طائرتي Dornier-217 بإطلاق قنبلتين من هذا النوع بتاريخ 9 سبتمبر من العام 1943 على السفينة الإيطالية في موقع عند جبل طارق Gibraltar، ومن ثم إغراقها على الفور.  
أما الأمريكان فقد استخدموا في أواخر 1944 وبداية 1945 قاذفات قنابل موجهة من طراز B-17، محملة بنحو 15 طن من المتفجرات TNT، وأطلق على هذا السلاح اسم Weary Willie. اشتركت هذه الطائرات في مهام شن غارات على أحواض إصلاح الغواصات الألمانية في Helgoland، وكان الطيارون ينزلون بالمظلات على بعد 30 كلم من الهدف، ويجرى التحكم بالطائرة عن بعد بقية الطريق حتى الهبوط المدمر. سلاح أمريكي آخر بنظام توجيه راداري radar guidance وهيكل خشبي، هو القنبلة الإنزلاقية glide bomb المجنحة التي تدعى BAT. أطلق هذا السلاح ضد السفن اليابانية في أواخر الحرب العالمية الثانية، وفي أحد شهر مايو استطاعت قاذفات أمريكية من طراز PB4Y-2 إغراق مدمرة يابانية على بعد 30 كلم بهذا السلاح. أما القنبلة الإنزلاقيه GB-1 التي تزن طناً واحداً، فقد أطلقت من القاذفات الأمريكية في العام 1944 على مدينة cologne الألمانية. كما طور اليابانيون بدورهم خلال الحرب العالمية الثانية أسلحتهم الموجهة الخاصة، أو طائرات الكاماكازي Kamikaze (تعني الريح المقدسة divine wind) ولكنها صادفت نجاحاً محدوداً، وفي أوكيناوا Okinawa عام 1945، أخطأت 93% من هذه الطائرات المأهولة والمليئة بالمتفجرات أهدافها أو أسقطت قبل وصولها للسفن الأمريكية. وفي ذلك الوقت أقترح التقنيون العسكريون الألمان سلاح Natter المأهول، وهو صاروخ موجه guided missiles يطلق عمودياً، ويغادره الطيار بالمظلة بعد الانقضاض على الهدف. كما جرب الألمان والأمريكان القنابل الموجهة تلفزيونياً قبل بث البرامج التلفزيونية المنتظمة بوقت طويل . ومع ذلك فقد كان لهذه الأسلحة تأثير محدود جداً على النتائج التي تمخضت عنها الحرب العالمية الثانية outcome of World War II.  
خلال الحرب التي دارت رحاها في أوربا، أسقطت طائرات الحلفاء ما مجموعة 2.5 بليون كيلو غرام من الذخائر المتفجرة، على مدى أكثر من أربعة ملايين طلعة هجومية للطائرات القاذفة والمقاتلة. وحسب دراسة "القصف الاستراتيجي" Strategic bombing الأمريكية، وهي تقييم لفعالية القصف الجوي أعد بعد الحرب، فإن 20% من القنابل الموجهة نحو أهداف دقيقة، سقطت في منطقة الهدف. وفي تلك الحرب كانت مختلفة الطائرات والقاذفات، تقوم بإلقاء قنابلها من خلال التكتيكات المعروفة باسم الإلقاء الحر Free Fall ويعني هذا الأسلوب ترك القنابل تسقط من الطائرة إلى الأرض بفعل العوامل البالستية، ودون التحكم في مسارها بعد إفلاتها من الطائرة. فبعد تحرير القنبلة من الطائرة، تتخذ هذه مسار بالستي ballistic trajectory دون أي قابلية أو قدرة على المناورة. ولتحسين دقة التصويب، كان على الطائرات القاصفة أن تلجأ لخط ومسار الطيران المستقيم عند لحظة الإطلاق، فحتى مع مقدار قليل من التأرجح أو الميلان الجانبي (أو ريح عابرة) يمكن أن تنخفض دقة التصويب. لذلك عملياً لا يمكن استخدام القنابل حرة السقوط لمشاغلة أهداف محددة بدقة شديدة (بمعنى عندما تكون الدقة العالية مطلوبة) أو الضربات الجراحية surgical strikes التي يكون عندها الضرر الإضافي في أنحاء الهدف غير مقبولة. ويتحدد مسار القنبلة من الطائرة إلى الهدف (أو المسافة الأفقية horizontal distance التي ستقطعها القنبلة قبل ارتطامها بالأرض) من محصلة سرعة الطائرة وسرعة الرياح، إضافة إلى الارتفاع الذي أفلتت القنبلة منه في لحظتها، مع عامل الشكل الديناميكي الهوائي للقنبلة aerodynamics. ويتحكم عاملي السرعة والارتفاع الذي تفلت القنابل عنه، إلى حد بعيد بدقة الإصابة، فكلما زاد الارتفاع والسرعة أصبح احتمال الخطأ أكبر في إصابة الهدف، حتى مع وجود أدق الأجهزة الخاصة بالتصويب. 
اتبعت خلال الحرب العالمية الثانية أساليب التحقق من الخطأ، وذلك بأن تقوم طائرة أو قاذفة ضمن التشكيل بإلقاء قنابلها أولاً، ومن حساب الخطأ بين نقطة التصويب aim point ونقطة الإصابة الفعلية، يمكن لبقية الطائرات إجراء التعديلات على مسارها وسرعتها بغرض إصابة الهدف. ورغم كون أجهزة التصويب للأسلحة في طائرات الحرب العالمية الثانية بالقياس الحالي متخلفة وبدائية، إلا أن إلقاء القنابل من الارتفاعات العالية حقق (خاصة من خلال القاذفات الغربية الثقيلة) نتائج مثيرة. إن قنبلة صغيرة الحجم ربما تكون غير قادرة على تدمير دبابة ميدان حديثة، ويمكن الذكاء هنا في دقة الإصابة. فدبابة المعركة الرئيسة MBT تكون عادة منيعة نسبياً إلى الإنفجارات القريبة أو الشظايا splinters، ولكي تكون الضربة فعالة لهدف بحجم الدبابة، فإننا بحاجة إلى درجة عالية من التوجيه الدقيق أكثر مما هو متوفر في قنبلة حديدية حرة السقوط. لقد جاء الجواب مع تطوير أنظمة حديثة لتحويل القنابل الحديدية القديمة إلى قنابل دقيقة التوجيه precision- guided وشديدة التدمير في نفس الوقت. وبالتأكيد فإن عملية التحوير هذه أرخص بكثير من تطوير سلاح موجه جديد، مما وفر مخزوناً من القنابل الأكثر فعالية. إن الدور المتزايد للذخيرة والأسلحة الموجهة بدقة في النزاعات والصراعات العسكرية military conflicts موثق في الكثير من الإحصائيات، ففي الحرب الفيتنامية العام 1972 بلغ عدد القنابل الجوية الموجهة 2% فقط من مجمل القنابل التي أسقطت من قبل سلاح الجو الأمريكي. وفي حرب الخليج 1991 بلغت هذه النسبة 8%. في حين بلغت هذه النسبة في عمليات Allied Force في يوغسلافيا العام 1991 نحو 30%. وخلال عمليات الحرية الدائمة Enduring Freedom في أفغانستان العام 2001-2002 بلغت 50%. أخيراً في عمليات حرية العراق Iraqi Freedom في العراق، بلغت نسبة الذخيرة دقيقة التوجيه المستخدمة 60%.


16‏/11‏/2017

بداية عصر الصواريخ الموجهه المضادة للدبابات.

الدكتــور الألمانــي ماكــس كرامــر .. 
وبدايــــــة عصــــــر الصواريــــــخ الموجهــــــه المضــــادة للدبابـــــات 

العلماء الألمان هم أول من بادر إلى تطوير وإنتاج الصواريخ الموجهة المضادة للدبابات ATGM ، وذلك على أمل توفير سلاح فعال لقواتهم يلغي أو يحجم دور الدبابة (على غرار المدافع الرشاشة التي ألغت دور الخيالة) . فلكي يواجه الألمان التعزيزات الكبيرة في حماية الدبابات السوفييتية آنذاك وهم يفتقدون للمواد الصناعية الأولية ، عمدوا لاستكشاف وسيلة أخرى مختلفة عن المدافع المضادة للدبابات ، التي بدت وكأنها تواجهه طريقاً مسدوداً فيما يتعلق بالسباق بين زيادة العيار من جهة وكثافة التدريع من جهة أخرى . لقد حدا هذا الأمر بالمصممين الألمان في الفترة الأخيرة من الحرب العالمية الثانية ، وتحديداً في العام 1944 لإنتاج أول صاروخ موجه مضاد للدروع ، أطلق عليه X-7 . بدأ العمل على تصميم وتطوير هذا السلاح العام 1941 من قبل شركة Ruhrstahl AG ، التي أنطلقت للبحث في حقل الأسلحة الصاروخية الموجهه ، وبقصد إنتاج قذيفة موجهه مضادة للدبابات تستخدم من المواضع الدفاعية . لكن بسبب تفوق الألمان العسكري آنذاك بالاضافة لرغبتهم في توفير كلف التطوير ، تم رفض الفكره ، حتى أعيد إحياء البرنامج من جديد العام 1943 . 
لقد جاء تطوير هذا السلاح بجهد مباشر من الدكتور الألماني "ماكس كرامر" Max Kramer الذي عمل أوائل العام 1938 في البحث عن وسائل تقنية مبتكرة للتحكم عن بعد في القنابل الجوية حرة السقوط free-falling bombs ، وأنظم في العام 1940 للعمل لدى شركة Ruhrstahl . الدكتور كرامر الذي ولد في 8 سبتمبر 1903 واكتسب علومه في الهندسة الإلكترونية من جامعة ميونخ (حصل بعد ذلك على عدة براءات إختراع في مجال الديناميكيا الهوائية aerodynamics) ، ينسب له الفضل في تطوير العديد من الأسلحة والمقذوفات الموجه لاسلكياً ، مثل القنبلة الموجهه Fritz-X التي كان بالامكان التحكم بها والسيطرة عليها من الطائرة الأم . هذه القنبلة استخدمت في عدد من المناسبات خلال العام 1943 وبداية العام 1944 ، وسجلت عدة نجاحات ، مثل إغراق السفينة الحربية الإيطالية Roma وإلحاق أضرار شديدة بالسفينة الحربية الملكية البريطانية HMS Warspite وأهداف بحرية أخرى ، قبل أن تتحقق السيادة الجوية لطائرات التحالف بالاضافة لتطوير الإجراء الإلكترونية المضادة . كرامر طور أيضاً وصمم الصاروخ الموجه سلكياً جو-جو Ruhrstahl X-4 ، الذي حمل أيضاً مسمى Kramer X-4 . لقد كانت الميزة الحقيقية لهذا الصاروخ استعانته بالتوجيه السلكي Wire-Guided ، لهذا هو يعتبر السلف الحقيقي لجميع الفصائل المعاصرة من الصواريخ التي تستعين بالتوجيه السلكي .

وفي تاريخ 21 سبتمبر العام 1944 أجريت أو سبعة تجارب على الصاروخ X-7 . لكن نتيجة لخصائص الطيران غير المؤلوفة والغريبة ، الأربعة صواريخ الأولى المطلقة لامست وإرتطمت بالأرض بعد طيرانها لمسافة قصيرة ، لذلك هي تحطمت . محركي الصاروخين التاليين إنفجرا في الجو وهما في الطريق إلى الهدف . الصاروخ الأخير طار نحو هدفه المتمثل في دبابة متوقفة ليصيبها من مسافة 500 م ، وهذه مثلت المنطقة الميتة للصاروخ .. جسم أو هيكل الصاروخ X-7 كان أشبه بجسم قذيفة مدفعية ، مع زعنفتين في النهاية المتطرفة للذيل ، وجناحين جانبيين عريضين ، ملحق بأطرافهما بكرات وصلة السلك . فلمواجهة متطلبات التوجيه ، اشتمل الصاروخ X-7 على سلكان دقيقان يترنحان من طرفي أجنحة الصاروخ ، أحدهما للتصحيحات الطولية longitudinal والآخر للتصحيحات الجانبية lateral ، وكانت أوامر التصحيح ترسل للصاروخ من وحدة السيطرة والتعقب البصرية في وحدة الإطلاق حتى الاصطدام بالهدف .. البناء العام للصاروخ X-7 تضمن محرك صاروخي ذو وقود صلب من مرحلتين نوع WASAG 109-506 ، الذي كفل له بلوغ سرعة طيران حتى 98 م/ث . الصاروخ كان أيضاً مجهز برأس حربي عبارة عن شحنة مشكلة زنتها 2.5 كلغم مع صمام صدمي ، وقدرة اختراق بلغت 200 ملم من الصلب . الوزن الإجمالي للمقذوف X-7 بلغ 9 كلغم ، أما مداه الأقصى فبلغ 1200 م . لقد أنتج الألمان من الصاروخ 300 وحدة ، اختبرت ابتداء على الجبهة الروسية بهدف التقييم ، ولكن لم يتسنى معرفة نتائج الاستخدام ، حتى جرى اجتياح ألمانيا من قبل جيوش الحلفاء الغربيين والإتحاد السوفيتي ليسدل الستار عن هذا السلاح المثير .

13‏/11‏/2017

أوكرانيا تساعد الولايات المتحدة على كشف أسرار المنظومة دروز !!

أوكرانيــا تساعــد الولايــات المتحــدة علــى كشــف أســرار المنظومــة دروز !!

على مدى سنوات طويلة، حاول الأمريكان مرارا وتكرارا الحصول على أنظمة روسية تركب على الدبابات من أجل الدفاع النشط active defense systems. كانت البداية مع المنظومة "أرينا" Arena لكن هذه وجميع المحاولات الأخرى باءت بالفشل. مؤخرا تم الإفصاح عن محاولة كتب لها على ما يبدو النجاح وتحدثت عن تزويد أوكرانيا للولايات المتحدة بعدد دبابتي T-55 مجهزة بأنظمة "دروز" Drozd للقتل الصعب. هذه المنظومات كانت من تركة وإرث الحقبة السوفييتية وتم توجيهها للأمريكان في عملية عالية سرية، نقلت على أثرها إلى ميريلند Maryland (مقاطعة هارفورد) ثم إلى أرض الأختبار أبردين Aberdeen. هناك تم إختبار المنظومة مع تشيكلة واسعة من الأسلحة المضادة للدبابات الموجهه وغيرها وإن لم تتوفر نتائج هذه الإختبارات.. النظام دروز ظهر العام 1983، واختبرت قدراته أولاً بأعداد قليلة في حرب أفغانستان 1979-1989، حيث أدعي السوفييت أنه استطاع تحقيق نسبة نجاح حتى 80% تجاه المقذوفات الكتفية من نوع RPG. هذا النظام السوفيتي شمل وحدة رادار وأربعة حاويات إطلاق من عيار 107 ملم مع مقذوفات برؤوس تشظية على كل من جانبي برج دبابة، والتي شكلت في مجملها الإجراء المضاد countermeasures. النظام دروز غطى القوس الأمامي للدبابة ولنحو 80 درجة، الذي كان كافياً لحمايتها ووقايتها من الهجمات الأمامية في التضاريس المفتوحة.

3‏/11‏/2017

نماذج القردة التي حكمت العديد من الجيوش العربية !!

العراقييـــن كانـــوا أحـــد ضحاياهـــا !!
نمـــــاذج القـــــردة التـــــي حكمــــت العديـــــد مـــــن الجيـــــوش العربيـــــة

نماذج القردة Monkey models هو التعيين غير الرسمي الذي أعطى من قبل الجيش السوفيتي إلى نسخ الأجهزة العسكرية (بشكل عام عربات مدرعة، طائرات، قذائف) ذات القابلية والقدرات دون المستوى جداً بالمقارنة مع التصاميم الأصلية، حيث كانت هذه النماذج مقصودة في الغالب لأغراض التصدير. بالنسبة لدبابات المعركة، نماذج القردة صدرت بتعيين واسم مماثل تقريباً كما في التصميم السوفيتي الأصلي original design، لكنها في الحقيقة افتقرت إلى العديد من الميزات الأصلية المتقدمة أو الغالية. فقد كانت هذه الدبابات مجهزة بأنظمة سيطرة على النيران من درجة أدنى، مستوى تدريع منخفض، تفتقر في الغالب إلى حماية NBC ومجهزة بذخيرة دون المستوى substandard. على سبيل المثال عرض السوفييت نماذج متقادمة من قذائف الطاقة الحركية المثبتة بزعانف، أمثال 3BM-12/15/17 عيار 125 ملم، التي وجهت للاستخدام مع عائلة الدبابات T-72. هذه صممت بشكل محدد للتصدير وكانت تتحصل على قابلية اختراق أقل بكثير مما تمتلكه النماذج السوفييتية الأصلية.

ففي كتابه "من داخل الجيش السوفييتي" Inside the Soviet Army الذي صدر العام 1982 ويتناول التنظيم العام ومذهب واستراتيجية القوات المسلحة السوفيتية، يتحدث الكاتب "فيكتور سوفروف" Viktor Suvorov عن المفاجأة التي تنتاب البعض عند مشاهدة بساطة الأسلحة السوفيتية، لكن في الحقيقة كل نوع من هذه الأسلحة ينتج بمغايرين أو بديلين مختلفين، أحدهما متكامل المواصفات والآخر هو نموذج القرد. ويضيف الكاتب أنه رأى اثنان من مغايرات عربة المشاة القتالية BMP-1، أحدها الذي هو معد لاستخدامات الجيش السوفيتي والآخر يقصد توجيهه لأصدقاء الاتحاد السوفيتي من الدول العربية. لقد كان بإمكانه كما يذكر حساب ثلاثة وستون اختلاف ألحق بالمغاير الثاني المخصص للتصدير أو "نموذج القرد" مقارنة بالنسخة الأصلية. من بين أهم هذه الاختلافات، عدم تجهيز مدفع العربة بنظام للتلقيم نصف الآلي semi-automatic وكذلك افتقادها لأداة مختصة باختيار نوع القذيفة. بينما في النسخة السوفيتية، المدفعي فقط يضغط الأزرار الملائمة والقذيفة التي يطلبها ستنزلق إلى حجرة الإطلاق. في النموذج المبسط، هذه العملية برمتها كان يجب أن تؤدى بشكل يدوي. علاوة على ذلك، المدفع لم يكن يتحصل على أداة استقرار stabilising system. في النموذج المبسط، البرج يدار والمدفع يرفع بطريقة ميكانيكية. في النسخة السوفيتية من العربة، هذا الأمر ينجز بشكل كهربائي والنظام الميكانيكي موجود فقط للدعم في حال إخفاق الأول. أيضاً النسخة التصديرية كانت مسلحة بصاروخ Malyutka، في حين أن النسخة السوفيتية كانت مزودة بالصاروخ الأحدث Malyutka-M، الذي يختلف عن النموذج الآخر في قدرات اختراقه وتحسين خصائص طيرانه. نموذج القرد كان بدون بطانة رصاص على جدران العربة الداخلية، والتي يفترض أنها تحمي الطاقم من اختراق الإشعاع النووي. أنظمة الرؤية البصرية كانت بسيطة للغاية، كما هو الحال بالنسبة لأجهزة الاتصالات. العربة لم تتحصل على كاشف آلي للتحذير من تسرب الغاز أو الإشعاع radiation/gas detector لمقصورة العربة. النسخة التصديرية لم تكن مجهزة بنظام آلي للغلق المحكم ولا بنظام لترشيح الهواء air filtration، للاستعمال في ظروف التلوث الشديد جداً، والعديد من الأنظمة الأخرى كانت مفقودة. وعندما سقط بعض نماذج القردة هذه بيد الاختصاصيين الغربيين، هم كسبوا انطباع خاطئ جداً false impression عن قابليات القتال الحقيقية للعربة BMP-1 وغيرها من الدبابات السوفيتية.
[​IMG]
قصة المعاناة العراقية تعود في الأصل للعام 1976، عندما قرر وزير الدفاع السوفييتي آنذاك "دمتري أستينوف" Dmitriy Ustinov تخصيص T-72 كدبابة التصدير القادمة لزبائن السوفيت بدلاً من الدبابة T-62، وبشكل خاص لشركاء حلف وارسو Warsaw Pact (الممارسة السوفيتية كانت تسمح لزبائن التصدير ببناء وإنتاج مغايرات للدبابة T-72 متخلفة لنحو جيل خلف نظيراتها السوفيتية من ناحية حماية الدرع وأنظمة السيطرة على النيران). هذه النسخ التصديرية كانت عنصر هام في الحالة العراقية، خصوصاً مع كون جميع الدبابات T-72 التي بحوزتهم من هذا النمط أو النموذج، وهذه تضمنت بشكل عام دبابات T-72، T-72M و.T-72M1 اشترى العراق دفعته الأولى البالغة 100 دبابة T-72 Ural-1 من الإتحاد السوفيتي في العام 1979-1980 وكانت الدبابات مجهزة بمحدد مدى بصري من نوع TPD-2-49 (بدلاً من محدد المدى الليزري الذي شوهد لاحقاً على النسخ T-72M وT-72M1). ومقارنة بتلك التي يستخدمها الجيش السوفيتي، هي اختلفت بشكل رئيس في تصميم المقطع الأمامي للبرج من حيث حماية الدرع، بالإضافة إلى نوعية الذخيرة المستخدمة ونظام الحماية من الأسلحة الإشعاعية (أخذت هذه الدبابات جزء مهم في المرحلة الأولى للحرب العراقية الإيرانية).. بعد اندلاع الحرب مع إيران، حدد الإتحاد السوفيتي مبيعاته إلى العراق في الوقت الذي كانت فيه القيادة السوفييتية تتملق للإيرانيين أيضاً. على أية حال، شجع الإتحاد السوفيتي شركاءه في حلف في وارسو لأخذ مكانه في عمليات التصدير. هكذا وفي يناير العام 1982 باعت بولندا العراق دفعة من 250 دبابة T-72M. وفي شهر سبتمبر من نفس السنة، رفع الإتحاد السوفيتي حظر التسلح على نظام صدام حسين وبدأ ثانية ببيع دبابات T-72 إلى العراق. في المجمل، كان هناك حوالي 1100 دبابة من هذا النوع قد سلمت للجيش العراقي لاستخدامها من قبل قوات النخبة المسماة "الحرس الجمهوري" Republican Guard خلال الحرب مع إيران. ونتيجة لسياسة التصدير السوفيتية، زبائن مثل العراق لم يتلقوا دبابات تقارن بالنوعية الأفضل لتلك التي في خدمة الجيش السوفيتي آنذاك. 
عند اندلاع حرب الخليج العام 1991، الجيش العراقي كان لديه حوالي 1000 دبابة T-72M وT-72M1 من كلتا المصانع السوفيتية والبولندية. هذه الدبابات تركزت في معظمها لدى الفرق المدرعة التابعة لقيادة قوات الحرس الجمهوري Republican Guards. لقد أدت هذه الوحدات بشكل سيئ جداً بسبب ضعف تقنيات الدبابات المستخدمة، والتأثيرات المنهكة لأسابيع من القصف الجوي لطيران التحالف. العديد من معارك الدبابات حدثت في الليل أو في ظل ظروف الطقس السيئة، حيث الدبابة T-72 كانت عمياء عملياً. نظام سيطرة على النيران السيئ في الدبابات العراقية أثبت لكي يكون سبب رئيس في سقوطها وفشلها المفاجئ مع بداية المعركة. فقد اعتمدت الدبابات T-72 على أنظمة الرؤية الليلية النشطة تحت الحمراء أو تكثيف وتضخيم الصورة السلبية للرؤية الليلية، بينما في المقابل الدبابات أمريكية M1A1 كانت تتحصل على تقنيات التصوير الحراري thermal imaging. لقد أتاحت مثل هذه الأنظمة، بالإضافة لمقومات أخرى، القدرة لدبابات M1A1 على مشاغلة غريمتها T-72 بشكل نموذجي من مديات تتراوح ما بين 2500-3000 م قبل هم يمكن أن يشاهدوا أو يرصدوا من قبل أطقم الدبابات العراقية. أنظمة التصوير الحراري thermal sights كانت مفيدة ليس فقط في الليل، بل في ساعات النهار أيضاً، خصوصاً عندما كانت الأحوال الجوية كثيراً ضبابية وساحة المعركة حجبت بالدخان. المناظير الحرارية يمكن أن ترى خلال معظم هذه الظروف لتحديد وتعيين مكان الأهداف المعادية، بينما العراقية T-72 كانت لحد كبير مغيبة عن مجرى العمليات. وفي العديد من الحالات الموثقة، الدبابات العراقية دمرت حتى قبل أن تتمكن من البدء بمشاغلة الدبابات الأمريكية.