30‏/10‏/2017

الذخيرة المفضلة لأطقم الدبابات العراقية أبرامز !!

الذخيـــــــرة المفضلــــــة لأطقــــــــم الدبابــــــات العراقيــــــــة أبرامـــــــز !!


اللون الأحمر يشير للذخيرة M83A1، واللون الأزرق يشير للذخيرة M908، واللون البرتقالي يشير للذخيرة M1028.

شريط فيديو من داخل دبابة M1A1 عراقية يظهر نمط التعامل من أرض المعركة مع هدف معادي هو عبارة عن عربة مفخخة تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية (يبدو أنها من نوع هامر) كانت تتقرب من مواقع الشرطة الاتحادية العراقية. الهدف كما يذكر الرامي كان على مسافة 4230 م وكما سجلت ذلك قراءة محدد المدى الليزري، فكان عليه الإنتظار قليلاً لحين دخول الهدف ضمن قدرات نيران الدبابة "الدقيقة"  وتحديدا عند مدى 3000 م. في النهاية، رامي الدبابة أطلق النار وأصاب الهدف كما أظهر منظار الرامي الحراري. في نفس الشريط يظهر تعامل طاقم الدبابة مع أفراد راجلين من قوات العدو على مسافة بعيدة أيضاً (على الأرجح تم التعامل معهم من مسافة 3000 م لتأمين دقة الإصابة) وتم إصابة الهدف مع نتائج جزئية وليست حاسمة كما هو مؤمل، وهذا راجع غالبا لنوع الذخيرة المستخدمة.. طلب رامي الدبابة العراقي من ملقم الدبابة تعبئة المدفع بذخيرة من نوع MPAT لمعالجة الهدف الأول كان فرصة للإطلاع على أنواع الذخيرة الأمريكية التي تستخدمها الدبابات العراقية من نوع أبرامز. إذ مع إنزلاق باب مخزن الذخيرة الفولاذي، بدت أنواع الذخيرة أكثر وضوحا للمشاهد. دبابات الأبرامز العراقية لا تستخدم ذخيرة طاقة حركية KE، لكنها تكتفي بالأنواع ذات الطابع متعدد الغرض والمضادة للأفراد!! فهناك الذخيرة M83A1 وهناك M908 وأخيرا هناك M1028.
النوع الأول M83A1 ويطلق عليه تعبير MPAT (الأحرف اختصار فقرة متعدد الأغراض مضاد للدروع) طور العام 1992، ولا يزال في مرحلة الإنتاج. لقد جاءت هذه القذيفة لتحل محل سابقتها M830 التي طورت في العام 1984 وتوقف إنتاجها حالياً. لقد اشتملت القذيفة M830A1 على العديد من المميزات الفريدة، ربما كان أبرزها سرعة إطلاقها المرتفعة التي بلغت 1.410 م/ث، مقابل 1.140 م/ث لسابقتها M830. الميزة الأخرى اشتمال الرأس الحربي للقذيفة على صمام متعدد الخيارات، تقاربي/تصادمي، الذي يوفر للقذيفة القدرة على مشاغلة والاشتباك مع أهداف مختلفة، مثل العربات خفيفة التدريع والمخابئ والدشم bunkers الخرسانية، بالإضافة لمهاجمة المروحيات منخفضة الطيران والأهداف المحمولة جواً airborne، حيث يتم تسليح الرأس الحربي بعد الإطلاق على مسافة 20-30 م من فوهة السلاح.

النوع الثاني M908 (التي تم استخدامها في شريط الفيديو) كسابقه، متعدد الأغراض مضاد للدروع MPAT، لكنه مخصص لحد أكبر لتحطيم الموانع والحواجز الخرسانية concrete obstacles. البناء الهيكلي للقذيفة M908 مماثل تماما للقذيفة M83A1، والفرق الوحيد يكمن في تحوير أنف أو مقدمة القذيفة وإستبدال الصمام التقاربي للنوع الأول والمستعمل للدفاع ضد المروحيات الهجومية، بآخر من الفولاذ المصلب في النوع الثاني. هذا التحوير يتيح للقذيفة M908 قابلية ثقب العقبة أو الحاجز ثم تفجير الرأس الحربي بداخلها (هذه الوسيلة وجد أنها أكثر فاعلية وتأثير من تفجير شحنة متفجرة أكبر حجما على سطح كتلة الحاجز الخرساني).  
النوع الثالث والأخير هو M1028 الذي طورته إحدى الشركات الأمريكية في العام 2004 وهي قذيفة متخصصة مضادة للأفراد من عيار 120 ملم. هذه القذيفة من النوع القابل للاحتراق الكلي combustible cartridge باستثناء العقب المعدني، وتشتمل على نحو 1.100 كرة معدنية من التنغستن tungsten balls عالي الكثافة بقطر 9.5 ملم لكل منها. تطلق بشكل مباشر من سبطانة المدفع (لا يوجد صمام Fuze تفجير للقذيفة لتبسيط عملها) بسرعة فوهة 1.410 م/ث، حيث يصل المدى الفعال لكرات التنغستن نحو 500-700 م (مع زيادة تفرق الكرات وتشتتها بإطالة المدى، فإن سرعة الكرات تبدأ في التهاوي والانخفاض) والقذيفة فعالة لمواجهة مواقع كمائن الأسلحة الكتفية والمشاة الراجلين.
في الحقيقة لفت نظري عدة أمور في التسجيل العراقي المصور، أحدها أن الأطقم العراقية لا تتجهز بالأردية والأبسة الحديثة التي تؤمن وقاية كافية للأفراد من الشظايا عند حدوث خرق لدروع الدبابة!! الخوذ كانت من النوع القديم والملقم لم يكن يرتدي خوذة أو قفازات خلال العمل!! الرامي (كان برتبة نقيب) هو الآخر أظهر جهلاً ببعض تفاصيل الذخيرة المستعملة على دبابته عندما تحدث عن ميزة ودقة القذيفة MPAT المستخدمة في معالجة الهدف المعادي وبرر هذا الأمر "لأن القذيفة موجهه بالليزر" !! لا شك أن إلمام الطاقم بمواصفات ذخيرة الدبابة أمر حيوي جداً، وهو لا يقل أهمية عن خطوات مشاغلة الهدف ذاته. المدفعي Gunner في اغلب الأحيان يوصف بقلب الدبابة tank heart!! فهو الذي يميز الأهداف ويطلق النار عليها . وأحد أهم الوظائف الأساسية في عمله، هو التعرف والتحقق من ماهية الأهداف target identification، بمعني تمييز الصديق منها عن العدو وإختيار الذخيرة المناسبة للتعامل معها. فلا تنحصر مهمة الرامي في البحث عن الأهداف وتدميرها بالسرعة الفاعلة، بل هو يجب أن يعمل ذلك بدقة.. معدل التلقيم اليدوي القياسي standard loading في الجيش الأمريكي مع المدفع M256 عيار 120 ملم، يبلغ نحو 5 ثوان لكل طلقة. خلالها يستطيع الرامي نظرياً التصويب بالمدفع على الهدف، وإطلاق النار لحظة إعطاء الملقم إشارة الاستعداد والجاهزية لشحن الذخيرة المناسبة. ويتولى الملقم في هذه الدبابة مهمة فتح باب مخزن ذخيرة الخلفي، والإمساك بقذيفة المدفع من الملائمة، وتحميلها في عقب السلاح بأسرع ما يمكن. إن موقع تواجد الملقم البشري مصمم لتقليل تعقيدات العمل المتطلبة لعملية التلقيم، حيث يجلس الملقم في مقعد على الجانب الأيسر للبرج. وتكون سلسلة العمل الأساسية لتحميل القذيفة في المدفع كالتالي (1) يفتح المحمل باب مقصورة الذخيرة الإنزلاقي بتنشيط مفتاح جانبي بركبته اليمنى. الباب يفتح ويسحب المحمل مفتاح نابض لتحرير القذيفة المختارة من مقصورة التخزين المشابهة لخلية قرص العسل، حيث ينتزع المحمل القذيفة المحدد نوعها من قبل قائد الدبابة أو الرامي ويبدأ بالاستدارة نحو عقب المدفع (2) باب مقصورة الذخيرة يبدأ بالانغلاق تلقائياً بعد ثانيتين من رفع المحمل ركبته عن مفتاح التنشيط الجانبي. هذا الباب يحمي الطاقم من انفجار ذخيرتهم الخاصة في حالة ما إذا الدبابة ضربت بقذيفة معادية في هذا الموضع وتم اختراقه (3) يستدير المحمل وهو جالس على مقعده متجهاً نحو مؤخرة السلاح، حيث يدك القذيفة في عقب المدفع مستخدماً قبضته المغلقة. ينغلق العقب فجأة بعد أن يصدر صوت قرقعة نتيجة حشر القذيفة. المحمل عند هذه المرحلة يقوم بتسليح المدفع بإدارة وسحب أداة محددة، وعند إنجاز هذه، يصرخ المحمل "UP" للدلالة وإعلام قائد الدبابة والمدفعي أن المدفع محمل وجاهز للإطلاق.

 فيديـــــو للمشاهــــــدة ..

25‏/10‏/2017

صـــورة اليـــوم وتعليـــق !!

صــــــــــــــــورة اليــــــــــــــــوم وتعليـــــــــــــــق !!

دبابة جزائرية من نوع T-90SA أثناء معايرة وتصفير سلاحها الرئيس من عيار 125 ملم !! عملية المعايرة والتصفير هذه تستعمل لصف وضبط محور سبطانة السلاح مع نقطة التسديد aim point في منظار الدبابة وباستخدام أداة تلسكوبية خاصة. بمعنى أن تكون نقطة التسديد aim point في منظار الرامي ونقطة الضرب strike point لقذيفة الدبابة متزامنتان ومتطابقتان بشكل كبير عند المدى المحدد سلفاً، بذلك يمكن زيادة دقة النيران في جميع مديات النيران المباشرة. إن أية أخطاء في عملية المعايرة أو إذا كانت إجراءات المعايرة غير دقيقة فإن ذلك سينتج عنه بالضرورة أخطاء في دقة تصويب السلاح، خصوصا مع تزايد المدى إلى الهدف. فمن المعروف أن التغيرات الحرارية التي تتعرض لها سبطانة السلاح عبر العديد من العوامل البيئية المحيطة environmental factors، مثل أشعة الشمس والرياح والأمطار أو حتى نتيجة إطلاق النار المتكرر، جميعها يمكن أن تتسبب في تغيير شكل المدفع وتقوسه أو انحناءه بشكل جزئي!! لذا تزود أغلب دبابات المعركة الرئيسة الآن بنظام معايرة تسديد يطلق عليه اختصاراً MRS أو نظام معايرة الفوهة، الذي يسمح للطاقم بمراقبة ورصد أي حالة عدم انتظام أو عدم اصطفاف بين فوهة المدفع ونقطة التسديد في منظار الرامي. هذه المعايرة يجب أن تنجز بشكل دوري وذلك لأن حركة نظام السلاح واهتزازاته أثناء إطلاق النار، هي الأخرى يمكن أن تتسبب في انتقال وتحول بصريات التسديد عن وضع التوافق المطلوب. تعديل ومعايرة منظار التسديد أمر أساسي في علم المدفعية gunnery، ويستحيل إطلاق النار بدقة قبل تأمينه أولاً.

24‏/10‏/2017

المشبهــات وبرامــج المحاكــاة الحاسوبيــة .

لبنـاء المهـارات الفرديـة وتعزيـز التكامـل بيـن الإنسـان والآلـة
المشبهـــــــــــــــات وبرامـــــــــــــــج المحاكـــــــــــــاة الحاسوبيــــــــــــــة  


عسكريون من المملكة العربية السعودية يستخدمون برنامج متقدم للمحاكاة الحاسوبية خاص بالدبابة أبرامز M1A2

مصاعب تحصيل الدقة لمدافع الدبابات كما يؤكد الخبراء والتقنيين تأتي في أحد أسبابها نتيجة أخطاء فردية لمشغلي هذه الأسلحة خلال عملية المشاغلة والاشتباك target engagement. فعندما يتم تعيين وتمييز الهدف في منظار المدفعي، تمضي هذه العملية بسلاسة ابتداء من التصويب على الهدف ووصولاً حتى إطلاق القذيفة التي ستصيب الهدف أو تخطئة. إن أخطاء الدقة المحتملة accuracy errors تحدث أثناء كامل هذه العملية. ويناقش المهتمين الدور المكمل الذي يلعبه المدفعي/الرامي gunner في دبابة المعركة إلى جانب نظام السيطرة على النيران. فحتى مع نظام متقن وظروف محيطة مثالية، يمكن لعامل الدقة أن يكون مخفضاً وأقل قيمة إذا أستخدم المدفعي نظامه بشكل غير مؤثر.. العوامل التي تؤثر على أداء المدفعي يمكن أن تتضمن: الإعياء fatigue، الخوف fear، قلة الخبرة inexperience، والحماس الزائد excitement. لحسن الحظ، تأثيرات هذه المشاكل يمكن أن تقلص وتقلل للحد الأدنى من خلال التدريب والممارسة الجيدة. وفي هذه الجزئية تحديداً يمكن الإشارة إلى الدور الذي تلعبه "المشبهات" Simulation وبرامج المحاكاة الحاسوبية الأخرى لبناء المهارات الفردية وتعزيز التكامل بين الإنسان والآلة لتحقيق النتائج المرجوة في ساحة المعركة. النظام الأمريكي AGTS على سبيل المثال هو واحد من هذه الأنظمة المعدة خصيصاً لتدريب أطقم الدبابات M1A2 على مهارات الكشف والرمي والمشاغلة، والأحرف هي اختصار كلمات "نظام تدريب الرماة المتقدم". هذا النظام التدريبي يضع قائد الدبابة والمدفعي في محطة أو مركز محاكاة واقعي realistically simulated ويصور لهم طيف كامل ومتنوع من حالات الاشتباك والمشاغلة المدارة بالحاسوب. إذ ينتج النظام AGTS مشاهد عمل ملونة مولدة بالحاسوب، التي يتفاعل معها أفراد الطاقم بمواقف وأوضاع الهدف المختلفة. وتتفاوت التمارين المبرمجة مع نوع وعدد الأهداف ومداها عن العربة، وكذلك حركة كل من العربة والهدف، وظروف الرؤية وشروط معقدة أخرى complex conditions يتولى تأمينها البرنامج. بالنتيجة، الطاقم لن يواجه أي مستوى من المخاطر، لا مزيد من الوقود المستهلك، ولا ذخيرة منفقة.

عسكريون من المملكة العربية السعودية خلال جلسة تعليم على لوحة حاسوب السيطرة على النيران (يسار الصورة) ولوحة التحكم والتسديد الخاصة بالدبابة أبرامز M1A2 (يمين الصورة)

21‏/10‏/2017

نظـــــرة علـــــى تاريـــــخ محركـــــات التوربينـــــه الغازيـــــــة .

نظـــــرة علـــــى تاريـــــخ محركـــــات التوربينـــــه الغازيـــــــة

صورة خاصة من داخل المصنع 200 المصري والمخصص لإنتاج الدبابة M1A1 تظهر مقصورة المحرك في مؤخرة الهيكل وقبل تثبيت المحرك .

بديل آخر لمحركات الديزل برز للمستخدمين على شكل محركات التوربينات الغازية gas turbines ، التي منذ ظهورها أصبحت المنافس الرئيس إلى محركات الديزل التقليدية وغيرها . دراسة تطبيق التوربينات الغازية إلى الدبابات بدأت بحدود العام 1944 في ألمانيا ، حيث شغلت التوربينة الغازية الأولى في العالم طائرة Heinkel He 178 التي طارت في العام 1939 وبلغت سرعتها القصوى 598 كلم/س . العمل الألماني لم يتقدم كثيراً بعد التصميم الأولي للتوربين الغازي الذي قدرت قوة خرجه بنحو 1000 حصان ، وتوقف العمل بالمشروع مع نهاية الحرب العالمية الثانية وهزيمة ألمانيا العام 1945 . الاستخدام الأول لمحركات التوربينة الغازية على العربات المدرعة كان أيضاً خلال الحرب العالمية الثانية ، عندما قام قسم التطوير في الجيش الألماني Heereswaffenamt (اختصار هيئة مدفعية الجيش) بدراسة عدد من محركات التوربينة الغازية لاستعمالها على الدبابات في منتصف العام 1944 . النوع الأول من المحركات حمل التعيين GT 101 واكتمل تصميمه الأساس في شهر نوفمبر العام 1944 ويثبت على الدبابة الألمانية Panther ، لينتج بعدها عدة تصاميم طيلة مدة البرنامج ، بضمن ذلك GT 102 وGT 103 لكن أياً منها لم يستخدم بشكل عملياتي operationally . على أية حال ، الفوائد والمزايا المحتملة لمحركات التوربين الغازي من حيث ناتج الخرج النوعي المرتفع وخصائص سرعة عزم الدوران الملائمة والايجابية جذبت انتباه أوسع بعد الحرب العالمية الثانية . لكن عقبة ونقيصة استهلاكهم المرتفع للوقود fuel consumption والحاجة لتخفيض هذه القيمة قبل استخدامهم بشكل مرضي في الدبابات لوحظ أيضا وجرى بحثه . الاستخدام الثاني لهذا النوع من المحركات على العربات المدرعة أثار من جديد قضية الاستهلاك العالي للوقود ، عندما اختبرت التوربينية الغازية على الدبابات البريطانية ، وتحديداً من قبل شركة C.A. Parsons & Company التي ثبتت المحرك العام 1954 في هيكل الدبابة الثقيلة Conqueror . المحرك البريطاني الذي حمل التعيين Unit 2979 ، شمل ضاغط بطارد مركزي من مرحلة واحدة ، مقاد ومشغل من قبل توربين ذو تدفق محوري من  مرحلة واحدة ، وتوربين طاقة من مرحلتين ، قدرت قابلية خرجه بنحو 655 حصان والتي اعتبرت قليلة آنذاك ودون المستوى . محرك التوربين الغازي التالي لشركة Parsons كان Unit 2983 ، وقدرت قابلية خرجه بنحو 910 حصان . بعدها توقفت اختبارات المحركات التوربينة الغازية في بريطانيا المخصصة للدبابات ولم يتم بناء المزيد من المحركات لهذا الغرض . 



أما أول دبابة عملياتية استخدمت المحرك التوربيني الغازي ودخلت الإنتاج الواسع فقد كانت السويدية Stridsvagn 103 التي طورت في الخمسينات ، وحملت هذه محرك توربيني بقوة خرج 300 حصان من طراز Boeing GT502 . وبشكل عام ، هذا النوع من المحركات يوفر حجم أصغر ووزن أقل بالمقارنة بنظرائه الديزل التقليدية مع توفير نفس ناتج خرج القوة power output ، لكن النماذج التي ركبت حتى الآن أقل كفاءة من ناحية استهلاك الوقود بالمقارنة مع محركات الديزل ، خصوصا أثناء فترات السكون والانتظار ، مما يتطلب مخزون وقود أكثر لإنجاز نفس المدى القتالي . في الحقيقة محرك التوربين الغازي نظرياً أكثر موثوقية واعتمادية ، وأسهل بكثير للإدامة والصيانة من المحرك المكبسي ، كونه يشتمل على تركيب أسهل وأجزاء متحركة أقل ، لكن عملياً ومن خلال التجربة ، أجزاء التوربين تعرض نسبة إهتراء أعلى نتيجة سرعة جريانهم المرتفعة . إن الأنصال التوربينية turbine blades حساسة جدا للغبار وحبيبات الرمال المتطايرة ، لذلك في العمليات الصحراوية ، مرشحات الهواء air filters يجب أن توفر وتستبدل عدة مرات في اليوم الواحد . ويمكن لمرشح غير ملائم أو مثبت بشكل غير صحيح ، أو حتى عندما تقوم شظية أو رصاصة بثقب المرشح ، فإن ذلك يمكن أن يؤدي لتلف وتعطيل المحرك . في المقابل المحركات المكبسية (خصوصا إذا كانت مع شاحن توربيني turbocharger) تحتاج هي الأخرى للمرشحات لتبقي عملها بشكل جيد ، لكنها أكثر مرونة وقدرة على الاستمرار إذا ما تعطل المرشح أو أخفق في أداء عمله .
 

في الستينات بدأت محركات الدبابات التوربينية الغازية في الظهور ، عندما بدأ تطويرهم واعتمادهم في الولايات المتحدة ضمن متطلبات محددة مثل (1) قوة الخرج (2) الاقتصاد بالوقود (3) مستوى الضوضاء (4) وحجم التوضيب الأدنى ، وذلك لإتاحة تركيبهم وتثبيتهم على العربات القتالية قيد التطوير . فتبنى الجيش الأمريكي العام 1961 مشروع تطوير تنافسي لمحرك توربيني غازي بقوة خرج 600 حصان بين شركتي Solar Aircraft و Ford Motor. في الناتج ، مصممي شركة سولر مع محركهم Solar T-600 حاولوا تخفيض استهلاك الوقود بشكل كافي وذلك باستخدام اسطوانتين مع إعادة توليد/تشغيل ، بالتزامن مع ضاغط تدفق محوري من ستة مراحل ، مقاد ومدار من قبل توربين بتدفق محوري من مرحلتين وتوربين طاقة من مرحلة واحدة . أما مصممو فورد فقد تبنوا المحرك Ford 705 ذو البكرتين الأكثر تعقيداً مع ترتيب ثلاثة قنوات ، والذي كان قد اختير سابقاً كنموذج مصغر في محرك حمل التعيين Ford 704 خاص بشاحنة تجريبية مع قوة خرج 300 حصان . لقد دمج المحرك Ford 705 وهو بقوة خرج تبلغ 600 حصان ، عدد اثنان من مراحل الضغط ، الأولى مجهزة ببكرة منخفضة الضغط low-pressure spool تشمل ضاغط طرد مركزي مقاد ومدار من قبل توربين ذو تدفق محوري من مرحلة واحدة ، والمرحلة الثانية جهزت ببكرة عالية الضغط high-pressure spool مع ضاغط طرد مركزي آخر مدار من قبل توربين دائري ذو تدفق داخلي ، دمج خاصية التبريد الداخلي بالهواء بين مرحلتي الضغط . هناك أيضاً مسترجع من النوع الصفيحي plate recuperator (أداة تستخدم لاسترداد واسترجاع طاقة الحرارة من منظومة التدفئة أو التهوية وبالتالي تحسين كفاءة الطاقة ، يطلق عليها أحيانا مصطلح مبدلات الحرارة heat exchanger) بين منفذ ضاغط الضغط العالي وحجرة الاحتراق الرئيسة ، والذي حدد مكانه عند قمة التوربين فوق بكرة الضغط العالي . بناء وتركيب المحرك Ford 705 اشتمل أيضاً على غرفة احتراق أخرى من أجل إعادة التسخين reheat combustion chamber (عادة ما يتضمن المحرك التوربيني حجرة إعادة تسخين والتي فيها الهواء والوقود وغازات العادم الصادرة عن التوربين الأول توقد لتشكيل منتج احتراق يستعمل لإدارة وتشغيل التوربين الثاني) بين المخرج من التوربين ذو البكرة عالية الضغط وتوربين الطاقة ذو المرحلة الواحدة ، الذي حدد مكانه بشكل استثنائي بين توربينات البكرة عالية الضغط ومثيلتها منخفضة الضغط . لأسباب عديدة تخص مواصفات الأداء ، المحركات Ford 705 بالإضافة إلى Solar T-600 أخفقا في ترسيخ مزايا أو فوائد عامة تتجاوز ما تحمله محركات الديزل ، لذا مشاريع تطويرهم تركت وأهملت دون أن تختبر أو تعتمد لأي دبابة ، رغم من أن محرك Solar Saturn التوربيني الغازي الذي كان قد صمم لأغراض أخرى ، جرى تثبيته في الدبابة T95 لأغراض العرض والاستيضاح .


على أية حال ، الجيش الأمريكي واصل اهتمامه بهذا النوع من المحركات ، وفي العام 1965 طرح تعاقده مع شركة Lycoming Division من شركة Avco لتطوير محرك توربيني غازي آخر ، الذي سيصبح بعد ذلك AGT-1500 مع قابلية خرج 1500 حصان ، والذي كان مقدراً له في الأصل أن يستخدم في مشروع الدبابة MBT-70 (ألغي مشروع الدبابة في شهر نوفمبر العام 1971) . هذا المحرك استند في تصميمه على محرك T53 الخاص بالمروحية Bell UH-1 . وللتطبيق على عربة أرضية ، التوربين كان لزاما عليه أن يغير ويحور لهذا الغرض . الاختبارات على النموذج الأول بدأت في شهر يناير العام 1967 ، وفي العام 1968 دبابتين اختباريتين من طراز M48 جرى تجهيزهما بالمحرك AGT-1500 واختبرت قدرات المحرك ميدانياً على نطاق واسع . في العام 1972 اختير المحرك AGT-1500 من قبل شركة من قبل Chrysler's Defense Division لدفع نموذج الدبابة XM-1 . أثناء اختبارات الدبابة XM 1 وضمن سنوات الخدمة الأولى ، أظهر محرك التوربين بعض المشاكل الرئيسة ، خصوصا فيما يتعلق بعوامل الثقة والاعتمادية reliability . الاختبارات الإضافية تحت شروط وظروف ساحة المعركة أتاحت المزيد من التعديلات لمعالجة مشاكل التوربين ، ليتم في النهاية تجاوز الإخفاقات ويظهر المحرك AGT-1500 كأحد أنظمة الدفع الموثوقة اليوم . وبعد أن تم قبوله أخيراً من قبل الجيش الأمريكي العام 1976 ، المحرك التوربيني AGT-1500 وضع قيد الإنتاج لصالح دبابة المعركة الرئيسة M1 Abrams وبدأ بدخول الخدمة معها العام 1980 .

9‏/10‏/2017

الحلة الجديدة لنسخة الأبرامز M1A2 SEP 2 .

الحلة الجديدة لنسخة الأبرامز M1A2 SEP 2 وهي مجهزة كما يلاحظ بالصور بنظام القتل الصعب تروفي Trophy وكذلك بدروع تفاعلية نشطة !! الدبابة هكذا أصبحت محصنة بنسبة 70% على الأقل تجاه أخطار ساحة المعركة المحتملة !!