26‏/6‏/2017

يــــوم حلــــق الغــــراب فــــي سمــــاء العــــراق !!

طائــرة الدعــم الجــوي القريــب Sukhoi Su-25
يـــــــوم حلـــــــق الغـــــــراب فـــــــي سمـــــــاء العـــــــراق !!

الطائرة الروسية Sukhoi Su-25 هي طائرة نفاثة ثنائية المحركات twin-engine jet مع مقعد واحد ، طورت في الإتحاد السوفييتي من قبل مكتب التصميم سوخوي . أنطلق النموذج الأول للطائرة Su-25 في 22 فبراير من العام 1975 ، ثم دخلت الإنتاج في العام 1978 ولقبها السوفييت بإسم Grach وتعني "الغراب" Rook . ترجع بداية هذه الطائرة للعام 1968 عندما قررت القيادة السوفييتية تطوير طائرة هجومية مدرعة متخصصة لتوفير الدعم الجوي القريب CAS للقوات السوفييتية الأرضية . فكرة تطوير هذا النوع من الطائرات جاءت بعد تحليل تجارب الطائرات الهجومية خلال الحرب العالمية الثانية وخبرات معارك الخمسينات والستينات . المقاتلات القاذفة السوفييتية التي كانت في الخدمة ، أو التي تحت التطوير في تلك الفترة أمثال Su-7 وSu-17 وMiG-21 وMiG-23 كانت غير قادرة على تلبية متطلبات الدعم الجوي القريب ، فنتيجة لسرعة طيرانها العالية ، عانت هذه الطائرات من صعوبة المحافظة على الاتصال البصري مع الهدف ، ناهيك عن افتقارها للدروع الواقية الكافية لحماية الطيار وتجهيزاتها الداخلية الحيوية من النيران الأرضية والصواريخ الكتفية المضادة للطائرات .. وعلى مدى سنوات طويلة من الخدمة ، شوهدت طائرة الدعم الجوي القريب الروسية Su-25 في عدة قوات جوية ، كما رصدت هذه الطائرة في الكثير من المواجهات والصراعات الإقليمية والدولية ، فاشتركت بكثافة في الحرب السوفييتية على أفغانستان في الثمانينات ، وقامت بالعديد من عمليات القصف الجوي ضد قوات ومعاقل التمرد الخاصة بالمجاهدين الأفغان . كما استخدمت الطائرة في مواضع أخرى ، مثل الحرب الشيشانية وحرب أبخازيا وفي الصراع المقدوني والصراع في استونيا وكذلك حديثا خلال الحرب الأهلية السورية .
خلال عقد الثمانينات شهدت فصول الحرب العراقية الإيرانية Iran-Iraq War أيضاً استخدام هذه الطائرة في العمليات العسكرية ، عندما أصبح العراق زبون التصدير الأول للطائرة Su-25K خارج حلف وارسو (شحنت العام 1985 بحراً في صناديق محكمة الغلق للخدمة بسلاح الجو العراقي) حيث شوهدت الطائرة بعد ذلك خلال السنين الأخيرة للحرب التي امتدت من العام 1980 وحتى العام 1988 . وصول الغراب إلى العراق لم يكن مفاجئة ، خصوصاً وأن الإتحاد السوفيتي كان مجهز الأسلحة الرئيس لهذا البلد العربي ، فحوالي 53% من الأسلحة التي جهز بها العراق في الثمانينات جاءت من الإتحاد السوفيتي ، تليه في ذلك فرنسا التي جهزت حوالي 20% من احتياجات العراق العسكرية . الطيارون العراقيون تدربوا على أيدي مدربين سوفيت مقيمين في العراق ، على أية حال ، أغلب هؤلاء الطيارين افتقروا إلى الثقة والخبرة ، واحتاجوا إلى تدريبات أولية رئيسة لتنفيذ عمليات ومهام الهجوم الأرضي على المستويات المنخفضة . وبالنتيجة ، المدربين السوفيت لقنوا الطيارين العراقيين تكتيكات الهجوم من الارتفاعات المتوسطة والعالية . مع ذلك لم تشهد هذه الطائرة سوى استخدام محدود في الحرب (الطائرة بالأساس كانت تفتقد آنذاك للتجهيزات الداخلية الحديثة وإلكترونيات الطيران avionics ، بما في ذلك أنظمة السيطرة على النيران وأدوات الرؤية الليلية .. وغيرها) ، حيث اعتمد سلاح الجو العراقي أكثر على الطائرة المروحية Mi-24 Hind لتنفيذ مهام الدعم الجوي القريب ، بدل الاعتماد على الطائرات ثابتة الجناح . التسليح القياسي المحمول من قبل Su-25K أثناء الحرب مع إيران كان حاويات المقذوفات غير الموجهة من نوع UB-32 عيار 57 ملم ، وقنابل السقوط الحر المختلفة . كما يعتقد أن السوفييت سلم العراق صواريخ جو-أرض من نوع AS-14 Kedge لكن يعتقد بأن هذا السلاح لم يستخدم قط . تحدثت بعض التقارير أيضاً عن استخدام الطائرات العراقية Su-25 لإطلاق وإسقاط قنابل كيميائية محلية الصنع زنة 500 كلغم (هذه القنابل كانت ترتكز في تصنيعها على القنابل الأسبانية شديدة الانفجار من نوع BR-500 التي تنتجها شركة EXPAL) . لقد كان هناك ما مجموعه ثلاثون طائرة Su-25 سلمت إلى العراق ما بين السنوات 1985-1987 ، حيث خصصت هذه الطائرات إلى التشكيلات المستقلة المسندة في المطارات المختلفة في كافة أنحاء البلاد ، وعندما توقفت الحرب العام 1988 ، كان لا يزال هناك نحو عشرون طائرة في الخدمة العملياتية . وفي حادثة واحدة موثقة ، أسقط الإيرانيون طائرة Su-25 عراقية بواسطة صاروخ أرض جو من نوع Hawk ، لكن الطيار أستطاع القفز بمظلته والهبوط بسلام .
Image result for Su-25 IRAQ
الاستخدام العملياتي العراقي الثاني للطائرة Su-25 كان خلال حرب الخليج وعمليات عاصفة الصحراء Desert Storm العام 1991 . فنتيجة للتفوق الجوي الهائل لقوات التحالف ، لم تستطع طائرات Su-25 العراقية مغادرة مخابئها ودشمها الخرسانية . كما ساهمت عمليات قوات التحالف في تحطيم أغلب شبكات الاتصال العراقية ، وبالتالي تعقيد توجيه الطائرات Su-25 أو تسييرها في أي شكل من أشكال الهجوم تجاه تجمعات القوات المتحالفة ، ولهذا السبب ، أغلب الطائرات العراقية بقيت على الأرض . في 25 يناير من العام 1991 استطاعت سبعة طائرات من هذا النوع الهروب من قواعدها العراقية والهبوط في جمهورية إيران المجاورة ، مما اضطر سلاح الطيران الأمريكي لعمل دوريات جوية في شمال شرق العراق بهدف منع الطائرات العراقية المقاتلة من الهروب والوصول بأمان إلى إيران . أغلب الطائرات الهاربة هبطت لدى القواعد الإيرانية في تبريز وهمدان وديزفول . وفي مساء 6 فبراير من ذات العام ، بعد فترة قليلة من شروق الشمس ، استطاعت مقاتلتين تابعتين لسلاح الجو الأمريكي من نوع F-15C Eagle ، تعملان في قاعدة الخرج الجوية Al Kharj Air Base في المملكة العربية السعودية ، اعتراض زوج من طائرات MiG-21 وزوج آخر من طائرات Su-25 العراقية ، وتم إسقاط جميع الطائرات الأربعة بواسطة صواريخ Sidewinder (طائرات Su-25 سقطت في الصحراء عند منطقة قريبة من الحدود العراقية الإيرانية) .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق