31‏/1‏/2017

نظرة على مصباح الإشعاع تحت الأحمر في الصاروخ كونكورس .

نظـرة قريبـة علـى مصبـاح الإشعـاع تحـت الأحمـر فـي الصـاروخ كونكــورس 

في المؤخرة المتطرفة لذيل الصاروخ ، يوجد أداة كهربائية لبث وإصدار الإشعاع تحت الأحمر مع طبقة محيطة عاكسة (M2) من الألمنيوم المصقول . هذه الأداة ترتكز في عملها على مصباح توهج (M1) محمي من القمة بقرص معدني سميك نسبياً منصف ومقسم إلى مقطعين متماثلين (N) وذلك من قبل نابض تحميل حلزوني . مصباح التوهج في الصاروخ 9M113 Konkurs يحمل التعيين الرسمي RN 13,5-100 ، وهو عبارة عن مصباح كهربائي يشع الضوء من خلال مرور التيار الكهربائي في سلك معدني رفيع من التنغستن ، فترتفع درجة حرارة السلك إلى درجة السطوع والتوهج (الجهد الكهربائي للمصباح يبلغ 13,5 فولط وقدرة خرجه تبلغ 100 وات) . سلك التوهج الرفيع filament له مقاومة عالية ومحمي من التأكسد بواسطة كرة زجاجية مفرغة من الهواء تحتوي على الأرجح غاز خامل inert gas منخفض الضغط يحمي السلك من التبخر .

مقطعي القرص في مؤخرة لذيل الصاروخ المتطرفة يحافظان على موضعهما وتماسكهما في المكان بواسطة حلقتين رقيقتين منصفتين من السيلولويد celluloid (مركب كيميائي سهل التشكيل ، سريع الاشتعال وقابل للتحلل بسهولة كبيرة) مقحمتين في شق ضيق حول محيط أداة الإنارة . وعندما يطلق مولد الغاز غازاته شديدة السخونة ، أنصاف حلقة السيلولويد سوف تحترق ، لكن جزئي القرص disc halves يستمران في الدفع للداخل نتيجة الضغط الغازات الخارجي ، وهكذا يتم حماية المصباح من الضرر (مصدر الإشعاع هذا قابل للتبادل بين صواريخ الكونكورس وصواريخ الفاغوت ، كما هو الحال مع إمكانية تبادل منصات الإطلاق بين الصاروخين) . وبعد أن يترك الصاروخ حاوية الإطلاق ، أنصاف القرص تفتح بقوة نتيجة عمل نابض التحميل spring loaded ، ويبدأ المصباح في إضاءته وإطلاق ترددات محورة من الإشعاع تحت الأحمر باتجاه معاكس لوجهة طيران الصاروخ ، تلتقطها عدسة القياس الزاوي المثبتة بمحاذاة عدسة منظار التعقب البصري الخاصة بالرامي ، لتعمل هذه على تتبعها وتصحيح مسار الصاروخ بواسطة الأوامر السلكية التوجيهية وصولاً حتى الارتطام بالهدف .. إن المصباح تحت الأحمر سوية مع عجلة الجايروسكوب هما من أجزاء الصاروخ الأولى التي سوف تنشط وتفعّل activated .
مصدر الطاقة الكهربائية الخاص بتشغيل مصباح التوهج incandescent light bulb هو عبارة عن بطاريتان متماثلتان في النوع ، موصولتان بنمط تسلسلي في مقطع المؤخرة وتحملان التعيين T-417 (عبارة عن اسطوانات معدنية محكمة الغلق وضعت فيها خلايا كهروكيميائية electrochemical cells) يبلغ وزن كل من هذه البطاريات 925 غرام ، مع قابلية توفير فولطية تشغيل لكل منها حتى 15-22.5 فولت . زمن التشغيل الذي توفره البطارية يبلغ في أقصاه 26 ثانية ، الأمر الذي يعكس وقت أكثر من كافي لبلوغ الصاروخ وجهته النهائية ومداه الأقصى (قابلية تخزين ممتدة لنحو 12.5 سنة) .

30‏/1‏/2017

كيــف تطلـق دبابـات المعركــة النـار أثنــاء الحركــة والتنقــــل .

كيـــــــف تطلــــــق دبابــــــات المعركـــــــة النــــــار أثنـــــــاء الحركـــــــة والتنقــــــــــل 

الحملة الأفريقية في الحرب العالمية الثانية كشفت الحاجة لثبتت المدفع وإطلاق النار بدقة من الدبابة خلال التحرك على تضاريس وعرة rough terrain . الأطقم أجبرت لإيقاف الدبابات بشكل مؤقت للتصويب بدقة على أهدافها ، وبذلك هي وفرت فرصة جيدة لمدفعيي العدو لالتقاطها بسهولة كأهداف ثابتة . لاحقاً مثبت أو موازن ارتفاع elevation stabilizer من شركة "وستنغ هاوس" وضع قيد الاستخدام في الدبابة المتوسطة M4 ، ثم بعد ذلك في سلسلة الدبابات الأخرى ، التي تضمنت الدبابة الخفيفة M5 والدبابة المتوسطة M26 . إن تحقيق أقصى حد من الفوائد والمزايا للدبابة المتحركة مع استقرار السلاح الرئيس على الأراضي الوعرة ، أصبحت هدفاً أساسياً للتصميم لدى الكثير من الدول منتجة الدبابات بعد الحرب العالمية الثانية .
تتسبب حركة تنقل العربات المدرعة حول محوريها الطولي والعرضي أثناء عبور التضاريس غير المستوية uneven terrain ، في نشاط وتأرجح غير مرغوب فيها للأسلحة المصعدة فوقها . هذا التأرجح والتمايل يجب أن يقلل ويخفض للحد الأدنى إذا ما أريد لهذه الأسلحة التي تطلق النار من وضع الحركة fired on move والحصول بالتالي على فرصة مرتفعة لإصابة الهدف . رماة المدافع في الدبابات توقعوا التعويض عن حركة العربة هذه ، خصوصا في مستوى الارتفاع ، وذلك بإدارة الأسلحة في الاتجاه المعاكس للحركة الزاوية angular motion للعربات . لكن الحاصل في هذه التذبذبات أنها تحدث عموماً في الترددات التي تتجاوز ردود الأفعال الإنسانية الممكن تحملها أو مجاراتها . في الحقيقة تردد حركة العربة يقع ضمن حدود من 0 إلى 3 أو 4 هيرتز ، بينما نطاق الاستجابة مع المشغل البشري لا يتجاوز حدود 0.5 هيرتز . على أية حال ، تأثيرات حركة العربة يمكن تقليلها وتخفيضها في ظل استخدام تقنية منظومات استقرار السلاح stabilisation systems ، التي صممت للمحافظة على توجيه سبطانة السلاح الرئيس نحو هدفها ، بالرغم من درجات التأرجح والميلان التي تواجهها العربات المتحركة . لقد صممت هذه الأنظمة لتعمل بالتزامن مع استخدام أجهزة حفظ التوازن والاتجاه أو الجيروسكوبات gyroscopes لتحسس وتدارك حركة الأسلحة نسبة إليها ، وتعويض المتغيرات في موقع المركبة بسرعة كافية ، وبالتالي قيادة الأسلحة بطريقة أكثر دقة . لقد انحصر عمل هذه الأنظمة في شكلها الأبسط ، بالتحكم في ارتفاع وتأرجح سبطانة السلاح الرئيس ، حيث تتضمن في تركيبها الداخلي نظام حلقة أو دائرة مغلقة للمؤازرة closed-loop servo ، مع مقدر جيروسكوبي صعد على المدفع لتحسس سرعته الزاوية .
وعند أي اختلاف بين هذه السرعة وتلك المأمورة من قبل المدفعي ، يعمل محرك مساعد أو مشغل servo motor (أداة كهروميكانيكية electro-mechanical تعمل على تحسس واستشعار أخطاء التغذية العكسية السالبة ، ومن ثم تصحيح أداء الآلية والسيطرة على الموقع الميكانيكي) على إدارة السلاح ، وهكذا بالتالي تخفيض الاختلاف أو الخطأ الزاوي ، مما يبقي السلاح على ارتفاع ثابت . أنظمة من هذا النوع استخدمت في أغلب الدبابات الأمريكية أثناء الحرب العالمية الثانية ، حيث كانت البداية لتقديم منظومات استقرار السلاح ، كما أنها استخدمت أولاً في الدبابات السوفيتية T-54 . في البداية كان هناك نقاش وخلاف حول المحافظة على تثبيت واستقرار الأسلحة فقط في محور الارتفاع elevation axis ، خصوصاً مع كون حالات التذبذب والتأرجح حول المحاور الأخرى قليلة جداً ، لذا هي كانت أقل أهمية للعربة . لكن المستخدمين ورماة الدبابات أكدوا على أهمية مراعاة الاضطرابات حول المحور العرضي أو الجانبي للبرج traverse axis والتي لم تكن بسيطة أو ضئيلة ، لذا باستثناء أنظمة الاستقرار الأصلية ، فإن جميع الدبابات الأخرى ثبتت أبراجها في زاوية السمت بالإضافة إلى تثبيت الأسلحة في زاوية الارتفاع .
عموماً ، تقنية أكثر تقدماً بدأ إدخالها في دبابات المعركة المطورة حديثاً (كما في الروسية T-90MS والهندية Arjun Mark II والتطوير جنوب أفريقي للدبابة T-72 الذي عرض قبل سنوات على الجزائر) تعتمد الاستعانة بنظام للتتبع والتعقب الآلي والذي يختلف عن نظام استقرار المدفع الأقل دقة . نظام تعقب الأهداف آلياً target auto-tracker هو جهاز بصري إلكتروني تقوم فيه بصريات نظام التحكم بالنيران بمتابعة صورة الهدف بصورة تلقائية . بمعنى أن نظام إدارة النيران يرى صورة الهدف البصرية المعينة من قبل الطاقم ، ويقوم بتعقبها بعد ذلك عن طريق تتبع صورة الهدف المتباينة مع تراكيب الخلفية background combinations (أثناء تثبيت منظار الرامي على الهدف ، يقوم معالج الصور image processer بتحليل الصورة المنظورة) ، أو بصورة أكثر تعقيدا بتتبع صورة الهدف رقمياً والتي يتم فيها تخزين صورة الهدف ويتم مقارنة الصورة عدة مرات في الثانية الواحدة مع الصورة المكتسبة في بداية عملية الإطباق Lock On  ، مما يسمح بتعقب الهدف حتى مع اختفائه مؤقتا خلف ساتر أو شجيرات أو تله صغيرة أثناء حركته . هذا النظام أدق من نظام الاستقرار التقليدي الخاص بالمدفع والذي يقوم بتثبيت المدفع باتجاه واحد مهما تحركت الدبابة على طرق غير مستوية وذلك بناء على معلومات تستقى من جيروسكوب التوجيه directional gyro ، بينما يقوم طاقم الدبابة بتحريك البرج يدويا لا أليا ورفع المدفع إذا تحرك الهدف لإبقائه في دائرة التصويب واحتساب حلول الإطلاق .

29‏/1‏/2017

الذخيـــرة الخارقـــة للــدروع النابــــذة للكعــــب APDS .

الذخيــــــــرة الخارقــــــــة للــــــــدروع النابــــــــذة للكعــــــــــب APDS

عالجت مقذوفات الذخيرة APDS مشكلة النزاع وربما التضارب في متطلبات شكل المقذوف وحجمه وكتلته المنصبة على الهدف من جهة ، وبين متطلبات المقذوف فيي سبطانة المدفع وخلال طيرانه من جهة أخرى . ففي المدفع يرجى من المقذوف أن يوفر المنطقة العرضية الأكبر التي يتطلب من شحنات غازات الدفع التصرف وفق مساحتها لتوفير التعجيل اللازم ، مما يعني أن يكون المقذوف قصير وبدين وأيضاً خفيف الوزن ، ومصنع من مواد ذات كثافة منخفضة .. وفي المقابل فإن مقذوف بكثافة أكبر يحمل طاقه أعظم من مقذوف مماثل بكثافة أقل ، لذلك فاعليته وطاقته الكامنة ستكون أفضل عند المديات الأبعد . كما أن مقذوف طويل ورقيق السماكة مع مقطع عرضي صغير ، ستبقي سرعته أفضل من آخر مقطعه العرضي أكبر . لذلك ما نحتاجه نحن بالضبط يتمثل في مقذوف طويل ونحيف وذو كثافة عالية لتحسين الخصائص البالستية ، خصوصاً وأن هذه السمات تعزز من عمق الأداء الإختراقي مع ذلك المقذوف الذي ينجو عند الاصطدام من الكسر والتحطم .. فنحن نبحث عن زيادة سرعة الاصطدام مع زيادة طول المقذوف أو الخارق penetrator وزيادة كثافته  .
قذائف APDS طورت بالأصل من قبل مهندسين فرنسيين يعملون في شركة Edgar Brandt ، ولصالح مدافع من عيار 57 و75 ملم المضادة للدبابات ، وذلك قبل الهدنةة الفرنسية الألمانية في العام 1940 . لاحقاً مهندسو الشركة الفرنسية جرى إخلاءهمم وإجلاءهم للمملكة المتحدة ، حيث انظموا لجهود تطوير مقذوفات APDS هناك من قبلل المصممين البريطانيين Permutter وCoppock في قسم بحوث الأسلحة ، لتدخل أولل قذيفة من هذا النوع الخدمة في شهر مارس العام 1944 على مدفع الدبابة Churchill من عيار 57 ملم . تشابهت مقذوفات APDS مع مثيلتها APCR في اشتمالها على قلبب أو خارق عالي الكثافة ، إلا أنها تميزت بامتلاكها لكعب أو قبقاب sabot ينفصل عنن جسم المقذوف حال خروجه من فوهة السلاح (بمعنى الاستغناء عن الحاوية المعدنية الخفيفة التي كانت تحيط نواة المقذوف ، كما هو الحال مع مقذوفات APCR) والنتيجةة هي تهاوي وانخفاض أقل في معدل السرعة مع تزايد المدى والاختراق . وفي الحقيقةة حملت هذه الذخيرة اثنان من سمات المقذوفات الحديثة ، سرعة الفوهة وتركيز القوة . سرعة الفوهة العالية منجزة بإطلاق مقذوف صغير الحجم ، محاط بغطاء خارجي خفيف الوزن يسمى كما أسلفنا القبقاب ، وعندما يغادر المقذوف فوهة السلاح ، تنتفي الحاجة لهذا القبقاب وتسقط أجزاءه بعيداً نتيجة مقاومة الهواء ، هذا يسمح للمقذوف للحركة والطيران بسرعة عالية جداً نحو هدفه ، مع مقطع عرضي cross-sectional أصغرر حجماً ، يؤدي لتخفيض عائق الديناميكا الهوائية للحدود الدنيا . تركيز القوة على منطقةة أصغر أنجز باستبدال المعدن التقليدي الوحيد المستخدم للخارق وهو الفولاذ steel ، بآخر من نوع أكثر كثافة ، أستند في بناءه على التنغستن tungsten .
ومع ذلك فقد بدا أن تكلفة إنتاج الذخيرة APDS أعلى من غيرها ، كما واجه مستخدموها خطر تطاير أجزاء القبقاب في المنطقة المحيطة بسبطانة الإطلاق ، وتأثير ذلك علىى القوات الصديقة .. رغم ذلك فرضت الذخيرة APDS نفسها كأفضل وسيلة لدحر الدروعع ضمن سلسلة مقذوفات الطاقة الحركية المتوفرة آنذاك . فمع سرعة فوهة muzzle velocity عالية نسبياً ، وتركيز التأثير وطاقة الاصطدام على نقطة صغيرة impact area ، فيما لا يزال الخارق محتفظاً بكتلة كبيرة نسبياً وكثافة مرتفعة ، كان لهذهه المقذوفات أن حققت نجاحات مستحقة . ومع نهاية العام 1944 ، أنتجت ذخيرة APDS أكبر قطراً من عيار 76.2 ملم لصالح المدافع البريطانية المضادة للدبابات ، وبلغتت سرعة فوهتها آنذاك 1200 م/ث ، والتي لم تكن أعلى بكثير من سرعة APCR التيي كانت تطلق عندها من المدفع الألماني L/71 عيار 88 ملم . في نفس الوقت استطاعتت مقذوفات APDS المعدة لصالح المدفع 83.8 ملم ، الذي قدم في العام 1948 ، تحقيقق سرعة فوهة بلغت 1465 م/ث . كما كان للاستخدام الواسع للمدفع البريطاني L7 عيارر 105 ملم ، الذي أنتج خلال حقبة الخمسينات ، أن أمكن إطلاق مقذوفات APDS بسرعةة فوهة مشابهة تقريباً ، بلغت نحو 1478 م/ث . مثلت هذه السرعة الأعظم التي أمكنن تحقيقها في الاستخدام المنتظم لمقذوفات APDS ، والاستثناء الوحيد ربما مع النسخةة السويدية من المدفع البريطاني L7 عيار 105 ملم الذي كان يجهز الدبابة Strv 103 ،، حيث استطاع هذا السلاح ونتيجة لزيادة طول سبطانته مقارنة بالمدفع البريطانيي (6.510 م مقابل 5.355 م) تحقيق سرعة فوهة بلغت 1500 م/ث . المقذوفات APDS من نوع L15 الخاصة بالمدفع البريطاني L11 عيار 120 ملم الذي كان يجهز الدبابةة Chieftain ، كانت لديها سرعة فوهة بلغت 1372 م/ث ، وكانت قادرة على اختراقق 355 ملم من الفولاذ عند مسافة 1000 م . وطريقة عملهم عند الاصطدام كانت بسيطةة جداً ، حيث يتحطم الغطاء الرأسي البالستي ballistic cap خفيف الوزن مع الارتطام ،، ليعمل الغطاء الثاني الخاص بالاختراق على ضرب الهدف ، موزعاً الصدمة على كاملل سطح الأنف الخارق ومخفضاً الصدمة الأولى المنجزة بالخارق ، عندها يعمل الغمد أو الغلاف الخارجي الفولاذي steel sheath المحيط بالخارق على الانهيار جانباً ليسمحح للخارق بالتقدم واختراق الدروع (هذه الذخيرة استبدلت لاحقاً بقذائف APFSDS نوع L23 ، خاصة بالمدفع L30 من نفس العيار) .
في بادئ الأمر كانت خوارق القذائف APDS مشابهة لتلك المستخدمة في قذائف APCR ، وكان إنتاجهم مرتكز بشكل خاص على كربيد التنغستن tungsten carbide ، الذي خفض بشكل ملحوظ قدرات اختراقهم لصفائح الدروع المائلة والمنحدرة . ولاا يزال حتى وقت قريب هذا المنتج مستخدم من قبل بعض الأمم في مقذوفات APDS كانت قد طورت في منتصف الخمسينات لصالح العيار 105 ملم ، مثل L22 وL28 ،، وكذلك الأمريكية المشابهة M392 (هذه الأخيرة استخدمت بكثرة من قبل جيش الدفاع الإسرائيلي IDF أثناء حرب أكتوبر 1973 ، عندما أطلقت من المدفع M68A1 عيار 105 ملم ، وعانت في الكثير من الأحيان من مشاكل عدم فاعلية اختراقها لدروع الدبابات المصرية والسورية نوع T54/55 وT-62 ، فالشكل المدور rounded shape لأبراج هذه الدبابات كان يتسبب في انحراف خارق القذيفة عنها دون أن يخترقها ، مما استدعى تطوير نسخة محسنة بغطاء رأسي أطلق عليها M392A2) ، ولكن الجديد كانن إضافة غطاء من سبيكة التنغستن tungsten alloy لرأس الخارق لتحسين الاختراق فيي الزوايا المائلة oblique angles . فسبيكة التنغستن كانت أقل قسوة ولكنها في المقابلل كانت أكثر مرونة من كربيد التنغستن ، وإضافة الأغطية الرأسية للخارق ، خفضتت بالنتيجة ميله للتحطم والتكسر عند الاصطدام بالزوايا غير المباشرة . في أوائل الستينات جرى تحسين أداء مقذوفات APDS في بريطانيا مع القذيفة L52 عيار 105 ملم ، التيي جرى تصنيع خارقها وكذلك الغطاء الرأسي من سبيكة التنغستن . القذيفة L52 جرىى تبنيها أيضاً من قبل الولايات المتحدة ، وأنتجت في الأعوام 1974-1977 تحت اسمم M728 ، وكانت قادرة على اختراق 120 ملم من الدروع الفولاذية ، عند زاويةة اصطدام تبلغ 60 درجة من مسافة 1830 م ، والتي تعادل ضعف قدرة اختراق مقذوفف APCBC أطلق من نفس المدفع .

24‏/1‏/2017

النيران تشتعل في دبابة T-90 بعد إصابتها بصاروخ موجه !!

النيــران تشتعــل فــي دبابــة T-90 بعــد إصابتهــا بصــاروخ موجــه !!

أخيرا أمكن للمراقبين مشاهدة دبابة روسية من نوع T-90 تحترق وبدون أدنى شك لماهية أو عنوان الدبابة !! هذه الدبابة كانت قد أصيبت بصارخ موجه أطلقه أحد مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية باتجاه الدبابة في منطقة دريهم شرق بلدة خناصر بريف حلب ، ويبدو أن نظام إطفاء النيران الفوري لم يسعف الدبابة للنجاة (الدبابة كانت ترفع علم لواء فاطميون ، وهو تشكيل عسكري متطرف يقاتل أفراده مع قوات النظام السوري) .. الدبابات الروسية من نوع T-90 ، تستخدم نظام 3ETS13 Rime (تعني الصقيع بالروسية) للإطفاء الآلي .. فلإخماد النيران ، هناك أربعة اسطوانات لمكافحة الحرائق ، اثنتان في حجرة الطاقم واثنتان في مقصورة المحرك . هذه الإسطوانات تستخدم مزيج كيميائي من مواد Halon 2402 و Halon 1301 للإطفاء والكبح الفوري . المركب Halon 2402 أو التسمية الأخرى R-114B2 ، معروف بفعاليته الشديدة تجاه أي صنف أو نوع من النار ، لكن استنشاق كميات كبيرة منه في فضاء محصور وكما هو الحال ضمن تجويف هيكل الدبابة ، يمثل خطر عظيم على الصحة (في 8 نوفمبر العام 2008 ، حادث عرضي على متن الغواصة النووية الروسية K-152 Nerpa تضمن تنشيط غير مقصود لنظام إطفاء مجهز بمركب R-114B2 ، أدى إلى وفاة 20 شخص نتيجة الاختناق) . النظام يستخدم عدد عشرة مجسات بصرية optical sensors من نوع EA1-1C ، يزن كل منها 0.25 كلغم . هذه المجسات تستخدم لتحويل إشعاع لهب الوقود وزيوت التشحيم المكتشف (زاوية الكشف حتى 90 درجة) إلى إشارة كهربائية ، وذلك خلال زمن استجابة لأقل من 2 ملي ثانية . هناك أيضاً خمسة مجسات حرارية thermal sensors من نوع TD1 يزن كل منها 0.1 كلغم ، وهي مصممة لتحويل درجة حرارة اللهب المكتشفة (من خلال استشعار الاختلاف في درجات الحرارة) إلى إشارة وناتج كهربائي electrical signal يشير إلى بداية حدوث نشاط الحريق . هذه المجسات تستعين في عملها بعدد 15 من المزدوجات الحرارية thermocouples . هذه المزدوجات التي سبق شرحها ، هي عبارة عن مجس كهربائي يستخدم لقياس درجة الحرارة وذلك بالاستعانة بموصلين من معدنين مختلفين متصلان ببعضهما البعض في نقطة طرفية ، وعند حدوث اختلاف في درجات الحرارة لدى طرف أحدى الموصلات ، فإنه يتولد جهد كهربائي عند هذا الطرف . ونظراً لوجود اختلاف بالتيار ، يقوم مكون إلكتروني بقياس هذا الجهد المولد ويحول قيمته الحرارية إلى قيمة مقروءة . المجسات الحرارية قادرة على استشعار وكشف الارتفاع الخطر والمتطرف لدرجات الحرارة حتى 150 درجة مئوية لتعمل بعد ذلك على الاستجابة وتحفيز عمل النظام . مجموعة المستشعرات توضع في كلاً من مقصورة المحرك وحجرة الطاقم ، لتعمل بعد ذلك على إفراغ نحو 90% من محتويات قناني الإطفاء خلال 150 جزء من الألف من الثانية قبل الوصول لحالة الإيقاد ، مما يساعد على منع اشتعال مخزون الوقود الداخلي أو الذخيرة (حرمان وعزل حاويات خراطيش الدافع السيلوزية cellulose casing من الأكسجين يجعلها غير قابلة للاشتعال) . 

فيديو للمشاهدة ..

23‏/1‏/2017

إهداء للأخوة الكرام أعضاء مدونة دبابة المعركة الرئيسة .

إهداء للأخوة الكرام أعضاء مدونة دبابة المعركة الرئيسة .. كتاب حديث طباعة العام 2015 يحمل العنوان "الدرع ، المواد ، النظرية والتصميم" Armour: Materials, Theory, and Design للكاتب "بول هازل" Paul J. Hazell من جامعة نيو ساوث ويلز كانبرا الإسترالية . هذا الكتاب الجديد الذي يتضمن 395 صفحة من الحجم المتوسط ، يتناول تقنيات حماية الدرع في أحدث تصوراتها والتي مثلت على الدوام العنصر الأهم للكثير من المنظومات القتالية حول العالم ، وتحديداً توفير الحماية ضد الإنفجارات والهجمات الباليستية blasts/ballistic attacks . يغطي الكتاب تقنيات المواد المستعملة في الحماية وتأثير موجات الانفجار المتشكلة إلى العربات ، بالإضافة إلى التأثير على الجسم البشري .. يناقش الكتاب السيراميك وتطبيقاته على الدرع ceramic applications وكذلك المعادن وتطبيقاتها على الدرع (بما في ذلك سبائك الألمنيوم ، سبائك المغنيسيوم ، سبائك التيتانيوم وسبائك الفولاذ) ، بالإضافة لأنظمة الدرع المركب وأنظمة الدرع التفاعلي المتفجر وغير ذلك .. قراءة ممتعة للجميع .
https://www.mediafire.com/?bf4py8wjerdrjth

http://depositfiles.com/files/3uc5junv9

22‏/1‏/2017

الحاسـوب البالستـي للدبابـة الأمريكيـة أبرامـز .

الحاســـــــوب البالستـــــــي للدبابـــــــة الأمريكيـــــــة أبرامـــــــز

في السبعينات ، مهندسين في مركز تصميم وتطوير ذخيرة الجيش الأمريكي في Frankford Arsenal بالتعاون مع مختبر البحث البالستي BRL كانوا قادرين علىى تطوير حاسوب رقمي للسيطرة على النيران بالسرعة والدقة المحسنة جداً لصالح الدبابةة أبرامز . يدخل المدفعي يدوياً بيانات نوع الذخيرة ، درجة الحرارة ، والضغط الجوي ، ليكامل الحاسوب ويدمج البيانات الأخرى مثل مدى الهدف وسرعته وغيرها من البيانات ليعلن النظام جاهزيته لإطلاق النار . في الحقيقة نظام الحاسوب البالستي الرقمي digital ballistic computer للدبابة أبرامز يشتمل على مكونين رئيسين هما وحدةة إلكترونيات الحاسوب ولوحة تشغيل وسيطرة الحاسوب . حيث يستعين هذا النظامم بمعلومات تخزين مدخلة بشكل آلي ، ومعلومات أخرى مدخلة بشكل يدوي لتحسين دقة تصويب السلاح الرئيس . تتضمن المساهمات المدخلة آلياً بيانات الميل والانحراف ، الرياح العرضية ، المدى ، زاوية التسديد . هذه المساهمات الآلية يتم تحصيلها من خلال مجسات ملحقة بالدبابة أبرامز ، مثل مجس الريح المثبت على صارية في مؤخرة سقف البرج ، ومجس قياس انحراف وميلان البندول الساكن pendulum static cant على مركز سقف برج الدبابة من الداخل (هذا المجس عبارة عن أداة بسيطة متدلية من السقف ، مشتقة من نظام الحاسوب الفرعي M19 الخاص بالدبابة M60A3) ويمكن تجاوز الأمر وإدخال هذه  البيانات يدوياً عند الحاجة لذلك .
أما المساهمات والبيانات المدخلة يدوياً إلى الحاسوب فتتضمن درجة حرارة الجو ، درجة حرارة الذخيرة ، نوع ذخيرة ، الضغط الجوي ، إهتراء السبطانة ، انحناء السبطانة (المعلومة الأخيرة تؤخذ من مجس مراجعة الفوهة MRS) وأخيراً مدخلات السيطرة على موضع البرج/المدفع . مع ملاحظة أن إدخال أي بيانات خاطئة ، مثل اظهار قيمة لدرجة الحرارة الجوية تعادل 3315 درجة مئوية ، فإن الحاسوب سوف لن يقبل هذه المساهمة ، وسيومض مفتاح المساهمة اليدوي المرتبط manual input key ، ويعطي إشارة أو دلالة إلى وجوب إدخال مساهمة أخرى أكثر دقة . عموماًً وقبل بدء العمل ، يستهل نظام السيطرة على النيران مهامه باختبار ذاتي عن طريقق ضغط المشغل لمفتاح الفحص على لوحة السيطرة control panel ، ليتوالى بعد ذلكك آلياً إجراء سلسلة اختبارات متتابعة لنظام السيطرة على النيران الفرعي . أما إذا حدثث فشل أو إخفاق للعملية ، فإن مصباح تحذيري سيضيء ، وكذلك الأمر بالنسبة لمصباح المجس ذو العلاقة ، وسيعرض النظام رمز رقمي numeric code لتمييز وتعيينن مصدر الفشل . وبعد الانتهاء وإكمال الاختبار الناجح ، سيضيء مصباح الانطلاقق ليعلن عن جاهزية العمل .
قضية أخرى مرتبطة بتحسين دقة تصويب السلاح الرئيس ، يطلق عليها عملية Bore-sighting ، وهي تعبير يستخدم لوصف عملية ترصيف/اصطفاف alignment جميع مناظير الدبابة البصرية لمركز محور تجويف سبطانة المدفع الرئيس . وتتمم عملية تصفير نظام السيطرة على النيران من خلال لوحة تحكم الحاسوب ، فالحاسوب البالستي له قابلية لإجراء فحص واختبار ذاتي ليس فقط تجاه بياناته الخاصة المدخلة آلياً ، لكن أيضاً نحو بعض وحداته الملحقة بنظام السيطرة على النيران . لوحة تحكم وتشغيل الحاسوب هذه موجودة على يمين المدفعي ، ولها غطاء واقي حيث هي مصممة لإيقاف العرض الحاسوبي computer display تلقائياً عندما تكون مغلقة . ويتولى  نظام الإدارة الآلي في منظومة السلاح الرئيس توفير وتزويد معلومات مستمرة إلى المنظار النهاري والليلي في شبكية التسديد الظاهرة في منظار المدفعي الأساس GPS ، بهدف مشاغلة الأهداف المتحركة (المشغل يحتاج فقط لإبقاء مركز شبكية التسديد reticle على مركز الهدف) . حيث تعمل المعلومات والبيانات الآلية فقط عندما يكونن المدفع في نمط الإطلاق الطبيعي ، وذلك بالضغط يدوياً على المفاتيح المثبتة علىى مقبض السيطرة الكهربائية ، وبعد إدخال معلومات المدى (إما يدوياً أو بواسطة محدد المدى الليزري) . في هذه اللحظة ، يستقبل الحاسوب البالستي معلومات نسبة الهدف منن حركة مقبض السيطرة ، ويتولى إجراء الحسابات لعمليات التعديل والتعويض وترتيباتت شبكية التسديد في منظار المدفعي الأساس ونظام التصوير الحراري TIS ، بالإضافةة إلى تحري واستكشاف حركة الدبابة أبرامز وكذلك حركة الهدف . وعندما تكونن مقابض السيطرة الكهربائية control handles مثبته ، فإن الحاسوب يحدد ويدونن آلياً البيانات إلى النقطة صفر (هذه مفيدة بعد الاستدارة والتحول عن الهدف) .
الحاسوب يتولى كذلك إجراء العمليات الحسابية وتوفير إشارات التحكم المطلوبة لتمثيل المعلومات البالستية والتعديلات لاختلاف الوضع الزاوي في منظار المدفعي الأساس GPS ، وكذلك عارض شبكية التسديد (زاوية السمت) وزاوية ارتفاع المدفع الرئيس .. هذه التعديلات معتمدة على بيانات محيط ووسط العربة ، مجس قياس انحراف وميلانن البندول الساكن (الزاوية التي تستقر عندها الدبابة وهي في وضع التوقف) ، نطاقق ومدى ميل الهدف ، معدل وقيم التتبع ، نوع الذخيرة ، إهتراء سبطانة السلاح ، وأنماطط المشاغلة engaging modes . القابلية الآلية لكشف الأعطال ، ميزة مدمجة إلىى نظام السيطرة على النيران ، وذلك لتعريف قائد الدبابة عند حدوث عطل إجمالي فيي نظام الحاسوب البالستي والمكونات الرئيسة الأخرى . في هذه الحالة ، سلسلة من الاختبارات النشيطة الداخلية تبدأ ممارساتها بشكل يدوي للحاسوب البالستي ، وجميع المجسات الأخرى والبيانات المرتبطة بمنظومة التصويب ، ويقارن بعد ذلك استجاباتهم الفردية كما هو مقرر ومحدد سلفاً لمعايير النجاح والخطأ pass/fail criteria .

20‏/1‏/2017

صور جديدة تظهر حجم الدمار الذي لحق بالدبابات التركية !!

صور جديدة تظهر حجم الدمار الذي لحق بالدبابات التركية من نوع Leopard 2A4 نتيجة المشاركة في عملية درع الفرات ضد قوات الدولة الإسلامية في سوريا !! هذه الدبابات (دبابتين للدقة) تم أسرها من قبل مقاتلي التنظيم المتشدد ثم دمرت بعد ذلك بمتفجرات شديدة الإنفجار وضعت في هيكلها أسفل حلقة البرج . 


19‏/1‏/2017

منظومـــــة القتـــــل الصعــــــب الروسيــــــة ARENA .

ربما نشاهدها قريباً في سوريا ومن باب إختبار القدرات !!
منظومـــــــــــــة القتـــــــــــل الصعـــــــــــب الروسيــــــــــــة ARENA 

أعمال تطوير نظام الحماية الروسي النشط من الجيل الثاني المدعو "أرينا" ARENA (النسخة التصديرية ARENA-E) بوشرت من قبل مكتب التصميم الهندسي KBM في كولومنا Kolomna (المطور الرئيس للنظام) سوية مع مكتب تصميم الآلات KBP في تولا Tula ، وذلك أواخر الثمانينات وتحت إشراف رئيس المصممين "نيكولاي غوشين" Nikolai Gushchin (مصمم أسلحة روسي حاصل على العديد من الجوائز الرسمية السوفييتية ، يحمل شهادة الدكتوراه في العلوم التقنية ولديه أكثر من 200 منشور ودراسة علمية) ليختبر النظام أولاً في أرض الاختبار "كوبينكا" Kubinka بداية العام 1995 وذلك تجاه صاروخ موجه مضاد للدبابات ، علماً أن وجود النظام لم يكشف عنه رسميا إلا في أواخر العام 1997 عندما عرض أولاً على الجمهور في Omsk على دبابة T-80UM-1 .. في الحقيقة العمل على النظام علق أوائل التسعينيات ، لينشط بعد ذلك ويفعل أثر هجوم الجيش الروسي المطول على العاصمة الشيشانية غروزني من ديسمبر 1994 وحتى مارس 1995 ، وما تبع ذلك من خسائر كبيرة نسبياً في القوات البشرية والآلية التي لحقت بالطرف المهاجم ، وبشكل خاص في سلاح الدبابات . يومها وزير الدفاع الروسي الجنرال "بافل غراشيف" Pavel Grachev عقد مؤتمره الخاص في كوبينكا وتحديداً في 20 فبراير العام  1995، وتحدث عن خسائر الدبابات المرتفعة خلال المعركة والأداء العام المنخفض لعنصر الحماية في هذه المعدات .. قدرات النظام أرينا تندرج تحت مسمى منظومة القتل الصعب hard-kill system ، حيث قصد من تطويره توفير حماية من المقذوفات الكتفية والصواريخ الموجهة المضادة للدروع التي تطلق من قبل المشاة ، بما في ذلك الصواريخ التي تهاجم من الأعلى top-attack وكذلك الصواريخ المطلقة من المروحيات .. إذ أثبتت الدراسات الإختبارية الحديثة أنه لتخفيض مستويات التأثير للرؤوس الحربية ذات الشحنة المشكلة (عملياً لمستوى الصفر) ، فإننا نحتاج لاعتراضها وتدميرها عند مسافة مباعدة تزيد عن 40 ضعف قطر الرأس الحربي للمقذوف المهاجم . هذه المسافة يمكن تقديرها جزئياً بنحو 6-8 م عن جسم الدبابة . ومع الأخذ بنظر الاعتبار أن الغالبية العظمى من منظومات الصواريخ المضادة للدروع تمتلك سرعة عالية تقدر بنحو 300 م/ث ، لذلك تأكد أن عملية التعامل الآمن يجب أن تتم عند مسافة لا تقل عن 20 م من العربة حاملة النظام .
يتراوح وزن النظام أرينا ما بين 1100-1300 كلغم وذلك اعتماداً على مستوى التغطية والترتيب ، ويستهلك نحو 1 كيلو وات من الطاقة الكهربائية . النظام قادر على العمل كما يؤكد مصمموه على مدار الساعة وفي أي ظروف جوية لاكتشاف وشغل الأهداف المعادية مع احتمالية قتل تصل إلى 85% . كما يؤكد هؤلاء أن مجسات نظامهم غير قابلة للتفاعل مع الأهداف الوهمية ، كالأجسام بطيئة الحركة slow-moving objects مثل الطيور والصخور المتطايرة قريباً من العربة وكذلك الأمر بالنسبة للشظايا الناتجة عن انفجار القذائف حول الدبابة (الذخيرة الفرعية ذاتها محمية من الانفجار الناتج عن تأثير الإطلاقات الصغيرة وحتى العيار 7.62 ملم) ، فهو لا يتعامل إلا مع الأجسام ذات الحجم والسرعة المؤكدة . كما أنه لا يتأثر بالأهداف التي لا تشكل تهديدا مباشراً immediate threat ، مثل المقذوفات التي تطير على مسافة تتجاوز 50 م عن الدبابة ، وهذه تبدو ميزة مهمة خلال القتال في التضاريس الحضرية urban warfare .
يعمل النظام بنمط آلي متكامل automatic operating mode بالاعتماد على رادار مليمتري جرى تثبيته على صارية في مؤخرة قمة البرج . هوائيات الرادار الموضوعة في حاويات متعددة الأضلاع polygonal casing توفر قطاع تغطية عمودي لنحو 75 درجة ، وفي زاوية السمت لنحو 220-270 درجة حسب نوع النظام المستخدم ، وهي كافية لتأمين مقدمة وجانبي الدبابة لكنها تترك منطقة ميتة إلى الخلف منها . أما بالنسبة لزوايا الاعتراض التي يغطيها النظام ، فهي ±140 في السمت ، و-5/+20 في الارتفاع . تسلسل عملية الاشتباك الآلي تبدأ مع اكتشاف ورصد الرادار للتهديد المقترب من العربة بسرعة طيران تتراوح ما بين 70-700 م/ث وضمن مدى قدر بنحو 40-50 م عن العربة ، ليبدأ بعد ذلك مرحلة التعقب والمتابعة الآلية Auto-track mode وذلك ضمن مدى 20-25 م . في هذه المرحلة ، جميع بيانات الهدف من حيث سرعته وزاوية وروده تنقل للحاسوب البالستي الذي بدوره يختار عدد الذخائر الوقائية المتطلبة وزمن الاستجابة أو ردة الفعل response time ، لتطلق بعد ذلك الذخيرة باتجاه الهدف القادم .. ابتداء يقوم النظام بتحذير الطاقم بوجود خطر يهدد الدبابة ، وفي ذات الوقت يقوم الرادار بالإطباق على الهدف بعد دخوله منطقة القتل المقدرة بنحو 8-10 م عن العربة ، يتبع ذلك إدخال بيانات الهدف بشكل تلقائي إلى حاسوب النظام . الحاسوب البالستي ballistic computer يمتلك زمن ردة فعل واستجابة مقدر بنحو 0.05 ثانية ، يحدد بعدها الوحدة المناسبة من عدد 22-26 ذخيرة وقائية للقيام بعملية الاشتباك والاعتراض (حسب موقعها بالنسبة لمسار التهديد) . 
على مدى مقدر بنحو 8-10 م إلى الهدف أو حتى أقل من ذلك ، الحاسوب المركزي يقرر إطلاق الذخيرة المتشظية التي تم اختيارها وعلى أساس البيانات البالستية المكتسبة . وبعد إطلاقها بواسطة مولد غاز gas generator وبزاوية إطلاق من 20-40 درجة ، فإن هذه الذخيرة سوف لن تنفجر مباشرة وذلك لأنها موصولة إلى حاسوب النظام بواسطة سلك اتصال wire connection ، الذي يقرر اللحظ المناسبة للانفجار وتكون هذه غالباً على ارتفاع يتراوح ما بين 1.3-3.9 م عن سقف العربة وعلى مسافة مقدرة بنحو 5-7 م عنها . وطبقا لإدعاء شركة KBM ، فإن الوقت المطلوب من كشف الهدف إلى تدميره يبلغ فقط 0.07 ثانية أو ما يعادل 70 جزء من الألف من الثانية . كما يستطيع النظام بعد تصديه للهجوم الأول الاستعداد لهجوم ثاني خلال فتره زمنيه تتراوح ما بين 0.2-0.4 ثانيه . 
النظام أرينا لم يقبل في الخدمة حتى الآن بشكله الحالي ، وذلك لأسباب تتعلق بانخفاض زمن الاستجابة للتهديدات الخارجية slow response وتحديدا القريبة من النظام والتي يمكن مواجهتها خلال القتال في التضاريس والبيئات الحضرية . أيضاً النظام واجه ضعف أداء ملحوظ تجاه الهجمات السقفية وذلك نتيجة توزيع شظايا ذخيرته الوقائية وتوجيهها بشكل مخروطي نحو الأسفل ، مما جعلها عديمة الفائدة تقريبا (الشظايا) تجاه المقذوفات المضادة للدروع التي تواجه من الأعلى ، كما هو حال الأمريكي FGM-148 Javelin . لقد تم الحديث عن انكشاف هوائيات الرادار للشظايا وطلقات الأسلحة مخفضة العيار والتي بالتأكيد ستلحق الضرر الكبير بقدراته عند الإصابة . علاوة على ذلك ، دمار المقذوفات القادمة لم يضمن والخبراء الروس يتحدثون فقط عن نسبة 55% ، وفي حالة العطب الميكانيكي للمقذوف القادم فإنه لا يزال هناك خطر الضربة والضرر . وأخيرا خطورة شظايا القذائف الوقائية على المشاة المرافق للعربة حاملة النظام .
نتيجة نقائص النظام في نسخته الأولى ، نسخة متقدمة من نظام الحماية النشط Arena-E عمل عليها خبراء مكتب التصميم الهندسي KBM وعرضت في معرض Expo 2013 للأسلحة الروسية على برج T-72B وذلك ضمن برنامج تطوير الدبابة . المنظومة الجديدة التي حملت التعيين Arena-3 تعمل بنمط آلي وتوفر تغطية أفقية حتى 360 درجة في أربعة اتجاهات مقطعية وذلك من خلال أربعة وحدات موزعة على كل من جانبي البرج ، والتي اثنان منها عبارة عن مجسات sensors والأخرى هي عبارة عن مستجيبات رادارية effectors . المنظومة الجديدة قادرة حسب رأي مصمميها على اعتراض هدفين من اتجاهين مختلفين خلال 0.3 ثانية (النظام قادر على اعتراض ثمانيات تهديدات قبل أن يحتاج لإعادة التحميل) .

فيديو للمشاهدة

16‏/1‏/2017

النظـام البريطاني آردفارك لتطهير حقول الألغام .

النظــــــام البريطانــــــي آردفــــــارك لتطهيــــــر حقــــــول الألغــــــام 

يعتبر نظام "آردفارك" Aardvark (آكل النمل) المطور من قبل شركة Aardvark Clear Mine Limited في بريطانيا أحدث أنظمة تطهير حقول الألغام العاملة بالسلاسل الدقاقة ، وقد ظهر لأول مرة عام 1986 في معرض معدات الجيش البريطاني ، إلا أن النموذج الأحدث Mark 4 دخل حيز الإنتاج العام 1999 . العربة الحاملة للنظام التي يبلغ وزنها 12 طن ذات هيكل مدرع بالكامل ، وحجرة قيادتها وتوجيهها أيضاً مصفحة ومثبتة بعيداً إلي خلف الهيكل ، كما الزجاج الخاص بحجرة القيادة بسماكة 56 ملم . هي مصممة لتطهير حقول الألغام المضادة للأفراد والمضادة للدبابات مع وزن متفجر أقصى من 10 كلغم . فقد زود عمود الدوران بعدد 72 سلسلة طويلة مع رؤوس ضاربة striker tips في أطرافها . كل سلسلة يمكن أن تجهز بضاربة مختلفة لملائمة متطلبات العملية (هناك الرأس القرصي ، الكرة ، الحرف T) حيث يمكن للألغام الأرضية مع الضربات العنيفة أن تتعرض للتمزق أو الانفجار ، مع ملاحظة أن السلاسل أو المطارق المتضررة Damaged يمكن أن تستبدل بسهولة .. عمود الدوران يدور بسرعة مقدرة تقريباً بنحو 300 دورة/دقيقة ، وكل سنتمتر مربع واحد من الأرض أمام العربة يضرب بمعدل مرتين على الأقل struck twice بقوةة  تكفي لتفجير أي نوع من الألغام المعروفة .
العربة تجهز أيضاً في مقدمتها بدرع واقي فولاذي ، يعمل على حماية العربة من شظايا الألغام المتفجرة والضغط الناتج ، كما أن مقصورة الطاقم crew compartment التي تضم فردين (السائق والمشغل) مصفحة بالكامل وتزود حماية ضد نيران الأسلحة  الخفيفة وحطام شظايا الألغام . لقد تم وضع هذه المقصورة بعيداً عن عمود السلاسل الدقاقة لمسافة ثمانية أمتار لضمان الأمان الأقصى ، علماً أن العربة لها هيكل ثنائي التدريع على هيئة الحرف V لحرف موجات الانفجار . نظام آردفارك قادر على تطهير ممر بعرض ثلاثة أمتار ، ويمكن استخدامه لمهام أخري من بينها ردم خنادق الدبابات وعمليات الاستعادة وذلك بالاستعانة برافعته القوية ، بالإضافة إلى تنظيف المدارج والممرات من العوائق وقطع الأسلاك أو وضع أوتاد لدعم الجدران . نسب التطهير Clearance rates ترجع إلى نوع التربة والتضاريس القائمة مع حد عملياتي أقصى من 3000 متر مربع في الساعة (مع ذلك معدل أكثر واقعية في الميدان يبلغ 1500 متر مربع بالساعة يبدو أكثر قبولا لدى الخبراء) . نظام آردفارك ذو السلاسل الدقاقة مستخدم حالياً من قبل 24 بلد حول العالم ، بما في ذلك دول عربية مثل المملكة العربية السعودية والأردن . هي باختصار طريقة عملية وفعالة لإزالة الألغام لكن يعاب عليه أنه كثير الضجة والصخب أثناء التشغيل .

14‏/1‏/2017

بدائل وأفكار أخرى لتطوير أداء مدافع الدبابات .

بدائــــــل وأفكــــــار أخــــــرى لتطويــــــر أداء مدافــــــع الدبابــــــات

التوجه نحو زيادة العيار وبالتالي تحقيق طاقة فوهة أعلى رافقته العديد من المعضلات التقنية والعملياتية ، ربما كان أبرزها صعوبة تناول وحمل ذخيرة هذه الأسلحة بسهولة نسبية . فذخيرة العيار 140 ملم التي ظهرت في الغرب بعض نماذجها ، كانت كبيرة وثقيلة جداً للتداول اليدوي ، حيث تراوح وزن القذيفة ما بين 38-40 كلغم ، وطولها بلغ نحو 1.5 م . لذا كان لابد من البحث عن بعض الحلول الناجعة ، أحدها كان باعتماد أنظمة التلقيم الآلي auto-loading . لكن دراسات أكثر طموحاً كانت تتحدث في إحداها عن استبدال شحنات الدافع الصلبة التقليدية solid propellant بأخرى من النوع السائل liquid propellants . هذا النوع من شحنات الدافع كان يمكن أن يوصل من حاوياته الخاصة بواسطة أنابيب مباشرة إلى عقب المدفع . ففكرة عمل هذا النوع من الدوافع قائمة على حقنه مباشرة في حجرة احتراق السلاح لتتولى شرارة كهربائية بعد ذلك مهمة إشعاله وتحويله إلى غازات عالية الضغط ، تدفع المقذوف للخارج من فوهة السلاح بسرعة مرتفعة جداً  في نفس الوقت ، ظهرت ميزة الكثافة الأعظم للدوافع السائلة وكذلك الأفضلية النسبية لاعتماد عناصر الشكل وموقع حاويات التغذية لانجاز تخفيضات هامة ومجزية في السعة الداخلية internal volume للدبابات وبالتالي في حجمهم وذلك مقارنة باستخدام شحنات الدافع الصلبة التقليدية . أيضاً شحنات الدافع السائلة عند تجربتها ، كانت منعدمة الدخان تقريباً مما خفض عملياً من فرص رصد وكشف مصدر النيران . الاختبارات أظهرت أيضاً أن استخدام هذا النوع من الشحنات يزيد من معدل ووتيرة النيران لنحو 2-3 مرات مقارنة بالدوافع الصلبة . كما أمكن معها تعديل مدى الرمي ، ليس عن طريق خفض أو رفع زاوية السلاح فحسب ، بل عن طريق تعيين كمية أو جرعة الشحنة السائلة عند الإطلاق .. تطوير شحنات الدافع السائلة والمدافع العاملة بها بدأت أواخر الأربعينات في الولايات المتحدة الأمريكية ، وذلك بالاستفادة من التقدم الذي أحرزه الألمان خلال الحرب العالمية الثانية في تطبيق الدوافع السائلة لمحركات دفع وتسيير صواريخهم البالستية . الاختبارات الأمريكية قادت لتطوير مدفع تجريبي من عيار 90 ملم يعمل بحشوة دفع سائلة ، وأجريت التجارب عليه أولاً العام 1951 . لكن النتائج التي تم الحصول عليها وكذلك الأمر مع دوافع سائلة أخرى لمدافع أكبر قطراً وبحدود 120 ملم أظهرت أداء متذبذب ومتباين ، لدرجة أن الدافع السائل لم يعرض أي فائدة رئيسة في الأداء مقابل الدوافع الصلبة . علاوة على ذلك ، شحنات الدافع السائلة المستخدمة في المدافع المبكرة العاملة بهذه التقنية ، كانت تتصف بأنها شديدة التآكل والسمية highly corrosive/toxic ، مما تطلب معالجة خاصة للتناول . لذا لم يكن من المستغرب بعد العديد من الدراسات البحثية والاختبارات التي أجريت منتصف الستينات في الولايات المتحدة على المدافع العاملة بالدوافع السائلة أن تنتهي دون نتيجة مثمرة .
مصير مماثل واجه العمل على مدافع بشحنات دافع سائلة في بريطانيا. الجهد البريطاني بدأ في العام 1952 ، وبعد مرور سنة تقريباً هو قاد إلى صناعة مدفع تجريبي مستند على نسخة مدفع دبابات معاصر من عيار 83.8 ملم . هذا المدفع استخدم حمض النتريك الدخاني الأحمر HNO3 كجزء من مزيجه الدافع والذي كان بطبيعة الحال مادة كيميائية شديدة التآكل والحت Corrosive Chemicals ، مما ساهم آنذاك بشكل مثير في تبديد الأفكار حول الأسلحة بشحنات الدافع السائلة التي ستسلح دبابات المستقبل . مع بداية السبعينات تجدد الاهتمام الغربي بشحنات الدافع السائلة ، عندما طورت القوة البحرية الأمريكية دافع سائل أحادي monopropellant لصالح الطوربيدات ، الذي بالإضافة إلى كثافته العالية ، هو عرض مميزات رائعة ، مثل سمية أقل low toxicity ، قابلية اشتعال أدنى low flammability واستعداد أو ميل أكثر انخفاضاً نحو الانفجار . محاولة عمل أنجزت خلال منتصف السبعينات لاستغلال واستثمار ملكيات الدافع السائل الأحادي الجديد في التحميل الحجمي عالي السرعة bulk-loaded high-velocity لصالح مدفع من عيار 75 ملم مع دافع سائل والذي بدوره شكل جزء من برنامج أمريكي لتطوير العربات خفيف الحركة . لكن هذه المبادرة أيضاً واجهت مصاعب تقنية وانتهت بنتائج كارثية . الاهتمام وجه بعد ذلك نحو استعمال تقنية الدافع السائل الأحادي في المدافع العاملة بشحنات سائلة مع الحقن أو التغذية المتجددة regenerative injection أثناء دورة الاحتراق ، التي بدأت فيها العمل شركة جنرال إلكتريك في الولايات المتحدة العام 1973 . وفي العام 1977 وصل هذا العمل لمرحلة متطورة مع تقديم المدفع التجريبي العامل بشحنات دافع سائلة من عيار 105 ملم ، ثم بعد ذلك بعشرة سنوات بدأت دراسات استعمال المدافع العاملة بشحنات سائلة مع التغذية المتجددة في الدبابات . على أية حال ، هذه الدراسات أهملت في العام 1991 لأن الجيش الأمريكي وصل إلى قناعة مفادها أن تلك الدوافع السائلة قد تكون أكثر ملائمة إلى سلاح المدفعية منها إلى مدافع الدبابات . 

11‏/1‏/2017

نظام الحماية النشط السوفييتي المسمى Drozd .

كــان أول نظــام يدخــل الخدمــة علــى مستــوى العالــم
نظــــــــــام الحمايـــــــــة النشــــــــط السوفييتــــــــــي المسمـــــــى Drozd

رغم أن بداية منظومات الحماية النشطة اقترحت أولاً في ألمانيا العام 1960 حيث سجلت براءة الاختراع الأولى ، إلا أن السوفييت كانوا أول من بدأ في إنتاج هذا النوع من الأنظمة وإقحامه فعلياً في الخدمة . السوفييت كان لهم السبق عندما قدموا نظام الحماية النشط المسمى "دروز" Drozd (تعني بالروسية طائر السمنة Thrush) والذي طور خلال الأعوام 1976-1978 في مكتب البحث والتصميم المركزي TsKIB في مدينة "تولا" Tula ، ليدخل النظام بعد ذلك الخدمة في شهر ديسمبر العام 1983 على دبابات T-55A التابعة لمشاة البحرية السوفيتية (أعيد تعيين الدبابة لتحمل الاسم T-55AD) . النظام من تطوير مصمم الأسلحة السوفييتي الشهير "باكالوف فاسيلي" Bakalov Vasily الذي حصل نتيجة عمله على شهادة لينين . لقد صمم الدروز الذي يدخل ضمن مفهوم أنظمة القتل الصعب للعمل كبديل للدروع السلبية التقليدية والدفاع ومواجهة أسلحة العدو المضادة للدبابات . هو معد لتوفير الحماية الفعالة تجاه المقذوفات الكتفيه والصواريخ الموجهة المضادة للدروع ، حيث استخدم النظام مجسات رادارية ذات موجة مليمتريه millimeter radar (من النوع بدائي التصميم والقدرات ، تعمل في النطاق الترددي 24.5 غيغا هيرتز) على كل من جانبي البرج ، بالإضافة إلى وحدة كهربائية مساعدة حدد مكانها إلى الخلف من البرج وكذلك وحدة سيطرة إلكترونية داخل البرج . رادار الرصد أشتمل على مرشح معالج Processor لتحديد طبيعة الأخطار ، وبالتالي توجيه أسلحة النظام نحو مصادر التهديد الحقيقية المقتربة بسرعة تتراوح ما بين 70-700 م/ث ، وضمن قطاع حماية حتى 80 درجة في زاوية السمت ، و20 درجة في الارتفاع اعتماداً على زاوية دوران البرج . رادار الرصد كان قادراً على اكتشاف المقذوفات القادمة من مسافة 330-350 م ، لتبدأ بعد ذلك عملية التعقب والمتابعة للذخيرة المهاجمة target tracking من مسافة 130 م ، حيث يتم تقرير سرعة الذخيرة المعادية والزاوية التي تقترب فيها من الدبابة ليتم الاعتراض النهائي من مسافة 6-8 م . استخدم النظام دروز عدد مطلقات قذائف من عيار 107 ملم يزن كل منها 9 كلغم . القذائف غير الموجهة والتي حملت التعيين  3UOF14 ، وزعت بشكل زوجي ، أربعة منها على كل من جانبي البرج مع زمن جاهزية لمواجهة هجوم آخر يبلغ 0.35 ثانية . عملية إعادة شحن كامل مطلقات القذائف يستغرق نحو 15 دقيقة فقط . 
مقذوفات النظام الدفاعية تمتلك سرعة انطلاق أولية لنحو 180 م/ث مع اشتمالها على رؤوس حربية متشظية ذات صمامات تحفيز تقاربيه . الرأس الحربي خلال تمزقه سيلفظ نحو 1000 شظية مع نمط بعثرة مخروطي cone-shaped وبزاوية تفرق من ± 30 درجة . المصادر الروسية تشير إلى أن سرعة الشظايا التي يبلغ وزن كل منها نحو 3 غرام ، كانت تبلغ 1600 م/ث (كثافة حقل التجزؤ تبلغ تقريبا 120 شظية لكل متر مربع على مسافة 1.5 م) . لقد عانى نظام دروز من عدة عيوب ونواقص ، إذا بدا أن راداره كان غير قادر على تقرير مستويات التهديد threat levels بشكل كافي خصوصا أثناء الأحوال الجوية غير الملائمة ، ومقذوفات النظام تسببت في مستويات عالية من الأضرار العرضية والجانبية collateral damage ، خصوصاً للمشاة المرافقين والمترجلين وكذلك العربات المجاورة . كما أن النظام وفر حماية قصوى فقط إلى الجزء الأمامي للدبابة ولنحو 60 درجة ، وترك الجوانب والمؤخرة الضعيفة عرضه للهجوم (طاقم الدبابة كان قادراً على تغيير توجيه النظام بإدارة البرج) . كما أن ذخيرته الفرعية محدود العدد لم تكن تسمح باشتباكات مطولة في ساحة المعركة . جميع العمليات الحسابية في النظام كانت تتم باستخدام كمبيوتر بدائي من النوع التماثلي analog computer بدلاً من الأجهزة الرقمية المتقدمة .. مع ذلك ، ورغم الملاحظات العديدة التي سجلت إلا أن السوفييت يدعون أن منظومة دروز استطاعت تسجيل نسبة نجاح في أفغانستان بلغت 80% تجاه مقذوفات RPG ، وتم بالفعل تصنيع عدد 250 وحدة من النظام لصالح الدبابات التابعة للبحرية السوفييتية T-55 . استمر إنتاج النظام دروز لأكثر من 6 سنوات وأوقف بعد توقيع اتفاقية الرئيس السوفييتي ميخائيل غورباشوف Mikhail Gorbachev مع الجانب الأمريكي والتي نصت في أحد بنودها على تخفيض الأسلحة التقليدية في أوروبا وإدراج أسلحة T-55 من ضمن قائمة شروط التصفية .

9‏/1‏/2017

مصاعب رصد وكشف الألغام الأرضية .

مصاعــــــــــب رصــــــــــد وكشــــــــــف الألغــــــــــام الأرضيــــــــــة 

النماذج الأحدث للألغام الأرضية تحتوي على النسب الأقل minimum amount من المواد والأجزاء المعدنية في بناءها العام ، وبعض التصاميم لا تحتوي تقريباً إلا علىى الجزء اليسير جداً من المعادن . نموذجياً ، هذا منجز باستخدام الجسم والهيكل الزجاجي أو الخشبي أو البلاستيكي لحمل الشحنة المتفجرة ، مع بضع المكونات المعدنية الصغيرة التي ليس من السهولة استبدالها بمواد أخرى غير معدنية ، مثل النابض اللولبي spring ، رأس الطارق striker tip ، وسلك القص shear wire . الألغام ذات المحتوى المعدني الأدنى صعبة الاكتشاف عند استخدام كاشفات الألغام المعدنية التقليديةة metal mine detectors ، لكنها عرضة للكشف والتعيين باستخدام تقنياتت عصرية باهظة الكلفة . في الحرب العالمية الثانية ، طور الألمان ألغام Glasmine 43 ، Schu-mine 42 ، Topfmine ، جميعها بأجزاء معدنية مخفضة . النوعع الأول على سبيل المثال مضاد للأفراد وكان بهيكل كامل من الزجاج . في البدايةة استخدم معه آلية إشعال/إيقاد ميكانيكية mechanical igniters ، لكن لاحقاً تمتت الاستعانة بآلية كيميائية chemical لنفس الغرض . هذه التصاميم كانت إما صعبة أوو  مستحيلة الكشف والإيجاد باستخدام كاشفات معادن الأربعينات .
العديد من الأنواع الأخرى للألغام مخفضة المعادن أنتجت في البلدان المختلفة على مر السنين . تتضمن هذه أمثلة حديثة نسبياً لألغام مضادة للدبابات مثل الأمريكي M19 معع أقل من 3 غرامات من المحتوى المعدني ، وكذلك الصربي TMA-3 الذي تقريباً بدونن أي محتوى معدني Metallic content (هيكل من ألياف الزجاج المقواة) . اللغمم البلاستيكي M19 مربع الشكل طور في الولايات المتحدة منتصف الستينات ، وله فقطط مكونان معدنيان ، هما كبسولة المفجر النحاسية detonator capsule وإبرةة الإشعال firing pin الفولاذية غير قابلة للصدأ ، الذين يزنان بالضبط 2.86 غرام .. هذا اللغم ذو اللون الأخضر الزيتي الغامق صعب جداً للكشف بعد زرعه تحت الرمل ،، حيث يجهز عادة بصمام ضغط مركزي من نوع M606 ، مجهز بمفتاح تسليحح arming switch ذو وضعيتين ، "S" وتشير للوضع الآمن و"A" تشير لوضعع  التسليح وجاهزية العمل . هذه العلامات إما طليت باللون الأصفر أو نقشت على البلاستيك . عندما المفتاح موضوع A ودبوس الأمان مزال من مكانه ، اللغم سينفجرر مباشرة إذا عجلات عربة تحركت أو عبرت فوقه . إن آلية الإشعال ستكون محفزةة بتأثير نابض "بيلي فايل" Belleville spring ، حيث يتم قلب النابض والتسبب في نقر الطارق باتجاه الأسفل ، نحو فتيل التفجير الحساس الابتدائي ، ومن ثم تحفيز وتفجير الشحنة الرئيسة للغم . اللغم يجهز أيضاً بصمامين ثانويين (واحد في الجانب وآخر في القاع) ، الذي يسمحان لمواجهة أدوات ضد المعالجة anti-handling devices ، أحدهما M1 بصمام سحب Pull fuzes (الصمام يتم توصيله عادة إلى سلك رقيق ربط بالأرض ، حيث يسحب السلك تلقائياً إذا تم رفع اللغم ، وتتسبب هذه العملية في تحرير نابض الطارق ومن ثم إشعال الشحنة الرئيسة) ، والآخر هو صمامم M5 ضد الرفع Anti-lifting fuzes والمسمى "مصيدة الفئران" mouse-trap . كلا الصمامين الثانويين على اللغم M19 يمكن أن يجهزا بأداة ضد المعالجة .هذا اللغمم ينتج بترخيص في العديد من الدول ، مثل تشيلي وكوريا الجنوبية وتركيا ، كما يوجدد نسخة منه منتجه في إيران . المخزون الأمريكية للغم بلغ تقريباً 74,000 قبل حرب الخليج 1990 وانخفض إلى 63,000 لغم بحلول العام 2002 . يبلغ وزن اللغم 12.56 كلغم ، منها 9.53 كلغم وزن المادة المتفجرة من التركيب B . ويحتاج اللغمم لضغط نحو 118-226 كلغم للتحفيز والانفجار .
الإيطاليون بدورهم ومنذ السبعينات تزعموا إنتاج الألغام الأرضية على مستوى العالم ، فمنتجو هذه الألغام الذين اقتصروا على ثلاثة شركات إيطالية رئيسة هي Valsella ،، Misar ، و Tecnovar ، بدءوا العمل على هذا النمط من الألغام مخفض المعادن فيي الغالب مع أوائل الثمانينات . فصنعت شركة فالسيلا اللغم VS-50 وVS-Mk2 .. وأنتجت ميسار اللغم SB-81 وSB-33 . أما شركة تكنوفار فقد طورت الألغام TS-50 ، TC/3.6 ، TC/6 . مع ذلك كان بالإمكان رؤية ألغام منعدمة المعادن تماماً ،، حيث ظهرت فعلاً فيما مضى نماذج وتصاميم ألغام لا تشتمل على أي نسبة معادن فيي تركيبها العام الخارجي والداخلي . نموذجياً ، مثل هذه التصاميم تستخدم قارورة زجاجية glass vial تحتوي تركيب مؤلف من خليط ناري حساس للاحتكاك ومسحوق زجاجيي . الضغط السفلي المركز على القارورة يعمل على سحقها وتحطيمها ، مما يتسبب فيي إصدار وميض ناري يعمل على تحفيز المفجر detonator وإيقاد الشحنة المتفجرةة الرئيسة . كاشفات المعادن لا تستطيع إيجاد هذا النوع من الألغام لأنه لا يحتوي فيي الأساس على أجزاء معدنية للكشف .