11‏/12‏/2017

الصورة الأولى للنسخة العراقية من دبابة T-90S وهي قيد الإنتاج.

الصــورة الأولى للنسخــة العراقيــة مــن دبابــة T-90S وهــي قيــد الإنتــاج
صورة من مصنع إنتاج الدبابات الروسية تظهر على ما يبدو النموذج أو النسخة المخصصة للجيش العراقي من الدبابة T-90 وقد تم طلاؤها باللون الصحراوي مع بقع زيتية داكنة. جدير بالذكر أن العراقيين قاموا قبل فترة وجيزة بتوقيع عقد شراء عدد 73 دبابة روسية من النوع T-90S (لتعزيز أسطولهم الكبير من دبابات M1A1 الأمريكية وT-72 الشرقية)، لكن ما يميز النسخة العراقية عن غيرها من النسخ التصديرية هو تعزيز عنصر الحماية لجانبي الهيكل بدروع تفاعلية متفجرة قابلة للفصل بالإضافة لتجهيز المقطع الخلفي للهيكل بشبكة حماية من مقذوفات RPG.. التعديلات العراقية المطلوبة تماثل مستوى الحماية المقرر لهيكل النسخة التصديرية الأحدث T-90MS. برج النسخة العراقية لم يطرأ عليه تغيير ويمكن ملاحظة الدروع التفاعلية المتفجرة Kontakt-5 التي لا يمكن تركيبها وتوضيبها إلا في مصنع الإنتاج. 



9‏/12‏/2017

معركة الدبابة أبرامز في مدينة الديوانية العراقية 2006 .

فــي مواجهــة وصفــت بأنهــا الأشــرس
معركــــة الدبابــــة أبرامــــز فــــي مدينــــة الديوانيــــة العراقيــــة 2006 

واحدة من أشرس المعارك التي خاضتها الأبرامز في العراق كانت بتاريخ 9 أكتوبر العام 2006، عندما فصيل دبابات أمريكي من الكتيبة الثانية لفوج المشاة الثامن مدعوماً بفصيل إسناد من مشاة الجيش العراقي، أجروا هجوم ليلي على منطقة "الديوانية" Diwaniya (إحدى مدن جنوب العراق ومنطقة الفرات الأوسط وهي المركز الإداري والاقتصادي والسياسي لمحافظة القادسية) لأسر أحد شيوخ المنطقة المتهمين بالإرهاب. ففي أواخر أغسطس 2006، قوة كبيرة من الميليشيا الشعبية المنتسبة بشكل غير منضبط لتنظيم "جيش المهدي" Jaish al-Mahdi بزعامة رجل الدين الشيعي "مقتدى الصدر" Moqtada al-Sadr، اجتاحت موقع لقوة عسكرية عراقية بحجم فصيل في مدينة الديوانية. بعد اجتياح الفصيل، أحد زعماء التمرد جمع في مكان عام سبعة عشر أسير من الجيش العراقي وقام بإعدامهم أمام حشد كبير من المواطنين. بعد هذا الحادث، أخلت القوات العراقية المتبقية المدينة إلى منشأة مؤمنه قريبه. هذا الإجراء جعل المقاومة الشعبية تسيطر بشكل عملي وفعلي على جميع أرجاء المدينة.. الكتيبة الأمريكية الثانية الملحقة بفوج المشاة الثامن التي كانت تتمركز في إحدى القواعد على مسافة 80 كلم إلى الشمال من محافظة بابل، تلقت أوامر بالاستعداد للتوجه إلى الديوانية لإعادة النظام وتمكين الجيش العراقي من استعادة السيطرة على مركز المدينة city center. هدف الهجوم الرئيس تركز على اعتقال قائد محلي (أحد شيوخ المنطقة) متهم بتنظيم عملية إطلاق نار وإعدام الجنود العراقيين الذين كانوا أسرى لديه.. بعد الحصول على معلومات إستخباريه دقيقة intelligence، توجهت القوة العسكرية المشتركة عبر تضاريس المدينة إلى المنزل حيث يسكن الشيخ المطلوب. في الطريق، القوة المهاجمة التي ضمت بشكل رئيس عدد خمسة دبابات أبرامز M1A2 SEP أمريكية وعدد ثلاثة عربات همفي Humvee تابعة للجيش العراقي، جرى اعتراضها ومهاجمتها من قبل الميليشيا الشعبية في معركة محمومة ومشوشة دامت أكثر من أربعة ساعات. دبابة أمريكية من طراز M1A2 SEP ضُربت في الجهة الجانبية من هيكلها بقذيفة RPG، التي أصابت مقصورة المحرك في المؤخرة وتسببت في اشتعاله. الطاقم حاول جاهداً وبشكل متواصل لنحو 15 دقيقة محاربة النيران، لكنه أجبر في النهاية على مغادرة الدبابة وتركها لمصيرها. احترقت الدبابة لفترة زمنية طويلة وفُقدت للأبد. وعلى الرغم من تدمير الدبابة M1A2 SEP، إلا أن عملية الاشتباك والمشاغلة أثبت بلا شك كم هو الدرع الثقيل مهم ولا غنى عنه في معركة التضاريس الحضرية. كما عرض فريق الأسلحة المشتركة combined-arms team قيمة كبيرة أيضاً في العمليات.

25‏/11‏/2017

ذخيرة "خلية النحل" المضادة للأفراد المجهزة براسم.

ذخيـــــــرة "خليــة النحــل" المضـــــادة للأفــــــراد المجهــــــزة براســـــــم

تستخدم دبابات المعركة الرئيسة أنماط أخرى من القذائف لأهداف محددة. فبالإضافة للنموذجين الشائعين APFSDS وHEAT، هناك نوع من ذخائر الطاقة الكيميائية يطلق عليه "شديد الانفجار" High Explosive. وهي قذائف تستخدم عادة لمهاجمة الأهداف غير المحمية أو المحمية بشكل محدود، كالعربات خفيفة التدريع بالإضافة لتجمعات المشاة وحشوده عن طريق تأثير التشظية Fragments effect. الأهداف التي يتم مهاجمتها بهذا النوع من الذخائر، قد تتعرض للأضرار والعطب إما بفعل تأثير الشظايا أو بتأثير العصف أو كلاهما. فمن وجهة نظر مثالية خالصة فإن من المفيد أن تكون الدبابة قادرة استخدام وإطلاق نوع واحد من الذخيرة، لكن لسوء الحظ، استخدام نوع واحد لا يمكن أن يلبي الطموحات في مواجهة أهداف متنوعة ومختلفة. على سبيل المثال قذائف مثل APDS وAPFSDS فعالة لمواجهة الدبابات والأهداف المقساة بشدة، ولكنها حقيقتاً لا تصلح لمواجهة المشاة المتخندقين أو حتى المتواجدين في العراء، وبالنتيجة لا بد من وجود ذخيرة متممة لعمل مقذوفات الطاقة الحركية. لقد أثبتت الصراعات السابقة والحديثة أن هذا النوع من الذخائر ضروري جداً لمواجهة المشاة الراجلين، الذين يحملون أسلحة كتفية مضادة للدروع. يقول ضابط إسرائيلي في مذكراته عن حرب أكتوبر " كنا نتوقع أن نقاتل دبابات وليس أفراد مشاة، فلم يكن لدينا مقذوفات لمدافع الدبابات، وهي التي كانت ستحطم فرق صيد الدبابات المصرية وهم في الأرض المفتوحة ". في الحقيقة فان هذا النوع من الذخائر يوفر حماية فعالة للدبابة، في مواجهة هجمات المشاة المركزة، والأسلحة المضادة للدبابات قصيرة المدى، التي يتفاوت مداها بين 300-600 م. بالإضافة إلى إمكانية استخدام هذا النوع من القذائف في فتح ممرات آمنة للمشاة الصديقة، بحيث تحطم الأسلاك الشائكة Barbed wire. وتستخدم لهذا الغرض متفجرات شديدة الانفجار في تركيب الرأس الحربي لمقذوفات HE، لإحداث أكبر فرقعة وتشظية ممكنة.
الولايات المتحدة وبالاستفادة من دروس السنوات الأولى من حرب فيتنام، عملت على تطوير أنواع من الذخيرة شديدة الانفجار لصالح العيار 105 ملم المثبت على سلسلة الدبابات M60، بعضها كان مخصصاً للتعامل مع الأفراد antipersonnel. أحد هذه الذخائر حمل التعيين العام APERS-T أو المضاد للأفراد المجهز براسم، وهو معد خصيصاً لمواجهة القوات البرية المكشوفة في المديات المتراوحة ما بين 50 إلى 4.400 م، حيث يمكن التحكم يدوياً بمدى تحفيز الرأس الحربي بواسطة صمام وقت ميكانيكي mechanical-time fuze من نوع M571. القذيفة M494 التي أدخلت الخدمة في فبراير العام 1968 وبلغ اجمالي وزنها 14 كلغم، كانت من النوع المضاد للأفراد المجهز براسم، وتضمنت في تركيبها العام المقذوف وغلاف الخرطوشة والصمام. جسم المقذوف صنع من الألمنيوم رقيق السماكة مع قاعدة فولاذية مجوفة التي تحوي أيضاً شحنة الطرد والراسم. تجهيز الراسم tracer قصد منه التحقق من مسار المقذوف خلال الخمسة ثوان التي هي زمن الاشتعال الأقصى، كما أن صبغة صفراء yellow dye سوف تتدفق وتظهر ككرة صفراء للتثبت من موضع انفلاق المقذوف في الهواء وبالتالي تصحيح النيران اللاحقة. جسم المقذوف اشتمل في تجويفه الداخلي وفي ترتيب خاص من سبعة صفوف، عدد 5000 سهم فولاذي flechette بزعانف قصيرة لتأمين الاستقرار، يبلغ وزن كل منها أقل من واحد غرام مع طول 37 ملم. هذه الأسهم تتفرق عند تحفيز شحنة الطرد في قاعدة المقذوف فوق منطقة الهدف على هيئة قوس أو مخروط cone-shaped بزاوية انفتاح مقدراها 20 درجة، لتؤمن مساحة تأثير للأسهم حتى 300 م في الطول و94 م في العرض (عادة، عمل صمام التحفيز يتم على ارتفاع مقداره ستة أمتار وقبل بلوغ الهدف المعين بمسافة 60 متر لضمان تفرق كامل الأسهم بشكل مثالي). وتضاف قوى الطرد المركزية Centrifugal forces الناتجة عن دوران المقذوف حول محوره إلى سرعة انطلاق الأسهم العالية لتبلغ هذه في حدها الأقصى نحو 822 م/ث. الذخيرة تكتسب أيضاً تسمية "خلية النحل" beehive وذلك بسبب تأثير التحشيد أو التركيز الواضح للمقذوفات الفرعية. خطورة هذه الذخيرة سبق عرضها خلال اشتباك في الضفة الغربية عندما قامت دبابة إسرائيلية بإطلاق APERS-T باتجاه مركز مدينة مشغول، مما تتسبب في مقتل ثمانية وجرح أكثر من 100 شخص (حصل الجيش الإسرائيلي على الآلاف من هذه القذائف الأمريكية بعد حرب أكتوبر العام 1973). 


18‏/11‏/2017

تاريخ تطور الأسلحة الموجهه وتقنيات القيادة البدائية .

تاريــــخ تطــــور الأسلحــــة الموجهـــــــه وتقنيــــات القيـــــادة البدائيــــة 

تعود فكرة السلاح الذي يمكن التحكم به عن بعد وتوجيهه guided نحو الهدف بعد إطلاقة إلى زمن بعيد في التاريخ العسكري. فقد أجرت وزارة الدفاع الأمريكية خلال الحرب العالمية الأولى تجارب على قنبلة موقوتة طائرة، تدعى The Bug "الحشرة" لكنها لم تستعمل ميدانياً قط، وحذر نقاد هذا السلاح الجديد من أن أجهزة التوجيه والتحكم به كانت غير جديرة بالثقة. وفي عام 1923 كررت التجربة على طائرة بحرية بدائية موجهة عن بعد أطلق عليها Wild Goose، إلا أن نظام التوجيه في هذه الطائرة لم يكن أفضل من سابقه. في الحقيقة، فكرة الأسلحة الموجهة لم تتحقق بوجهها المقبول إلا خلال الحرب العالمية الثانية، عندما استخدمت البحرية الألمانية في شهر مارس من العام 1943 الطوربيد الموجه صوتياً acoustic-homing torpedo الذي أطلق عليه G7e/T4 Falke. أستخدم هذا السلاح أولاً على الغواصات البحرية U-boats وكان له دور في إغراق عدة سفن تجارية لقوات التحالف. وبعدها بشهرين اختبر الأمريكان طوربيد صوتي مشابه في عمله للطوربيد الألماني، أطلق عليه Mark-24. هذا السلاح كان معداً للإطلاق من طائرة الدورية البحرية PBY-5، وبالفعل في استخدامه الأول استطاع إغراق الغواصة الألمانية U-640. ومع العام 1945 استطاع هذا السلاح إغراق عدد 37 غواصة ألمانية ويابانية والإضرار بعدد 18 أخرى. في شهر سبتمبر من العام 1943 وبعد أربعة أشهر من تدمير الغواصة U-640، هاجمت 15 قاذفة قنابل ألمانية من طراز Dornier-217 الأسطول الإيطالي بقنابل إنزلاقية موجهة راديوياً radio-guided، أطلق عليها Fritz X، واستطاع هذا السلاح الذي كان يزن 1540 كلغم، إغراق السفينة الحربية الإيطالية Roma. ويذكر التاريخ كيف قامت طائرتي Dornier-217 بإطلاق قنبلتين من هذا النوع بتاريخ 9 سبتمبر من العام 1943 على السفينة الإيطالية في موقع عند جبل طارق Gibraltar، ومن ثم إغراقها على الفور.  
أما الأمريكان فقد استخدموا في أواخر 1944 وبداية 1945 قاذفات قنابل موجهة من طراز B-17، محملة بنحو 15 طن من المتفجرات TNT، وأطلق على هذا السلاح اسم Weary Willie. اشتركت هذه الطائرات في مهام شن غارات على أحواض إصلاح الغواصات الألمانية في Helgoland، وكان الطيارون ينزلون بالمظلات على بعد 30 كلم من الهدف، ويجرى التحكم بالطائرة عن بعد بقية الطريق حتى الهبوط المدمر. سلاح أمريكي آخر بنظام توجيه راداري radar guidance وهيكل خشبي، هو القنبلة الإنزلاقية glide bomb المجنحة التي تدعى BAT. أطلق هذا السلاح ضد السفن اليابانية في أواخر الحرب العالمية الثانية، وفي أحد شهر مايو استطاعت قاذفات أمريكية من طراز PB4Y-2 إغراق مدمرة يابانية على بعد 30 كلم بهذا السلاح. أما القنبلة الإنزلاقيه GB-1 التي تزن طناً واحداً، فقد أطلقت من القاذفات الأمريكية في العام 1944 على مدينة cologne الألمانية. كما طور اليابانيون بدورهم خلال الحرب العالمية الثانية أسلحتهم الموجهة الخاصة، أو طائرات الكاماكازي Kamikaze (تعني الريح المقدسة divine wind) ولكنها صادفت نجاحاً محدوداً، وفي أوكيناوا Okinawa عام 1945، أخطأت 93% من هذه الطائرات المأهولة والمليئة بالمتفجرات أهدافها أو أسقطت قبل وصولها للسفن الأمريكية. وفي ذلك الوقت أقترح التقنيون العسكريون الألمان سلاح Natter المأهول، وهو صاروخ موجه guided missiles يطلق عمودياً، ويغادره الطيار بالمظلة بعد الانقضاض على الهدف. كما جرب الألمان والأمريكان القنابل الموجهة تلفزيونياً قبل بث البرامج التلفزيونية المنتظمة بوقت طويل . ومع ذلك فقد كان لهذه الأسلحة تأثير محدود جداً على النتائج التي تمخضت عنها الحرب العالمية الثانية outcome of World War II.  
خلال الحرب التي دارت رحاها في أوربا، أسقطت طائرات الحلفاء ما مجموعة 2.5 بليون كيلو غرام من الذخائر المتفجرة، على مدى أكثر من أربعة ملايين طلعة هجومية للطائرات القاذفة والمقاتلة. وحسب دراسة "القصف الاستراتيجي" Strategic bombing الأمريكية، وهي تقييم لفعالية القصف الجوي أعد بعد الحرب، فإن 20% من القنابل الموجهة نحو أهداف دقيقة، سقطت في منطقة الهدف. وفي تلك الحرب كانت مختلفة الطائرات والقاذفات، تقوم بإلقاء قنابلها من خلال التكتيكات المعروفة باسم الإلقاء الحر Free Fall ويعني هذا الأسلوب ترك القنابل تسقط من الطائرة إلى الأرض بفعل العوامل البالستية، ودون التحكم في مسارها بعد إفلاتها من الطائرة. فبعد تحرير القنبلة من الطائرة، تتخذ هذه مسار بالستي ballistic trajectory دون أي قابلية أو قدرة على المناورة. ولتحسين دقة التصويب، كان على الطائرات القاصفة أن تلجأ لخط ومسار الطيران المستقيم عند لحظة الإطلاق، فحتى مع مقدار قليل من التأرجح أو الميلان الجانبي (أو ريح عابرة) يمكن أن تنخفض دقة التصويب. لذلك عملياً لا يمكن استخدام القنابل حرة السقوط لمشاغلة أهداف محددة بدقة شديدة (بمعنى عندما تكون الدقة العالية مطلوبة) أو الضربات الجراحية surgical strikes التي يكون عندها الضرر الإضافي في أنحاء الهدف غير مقبولة. ويتحدد مسار القنبلة من الطائرة إلى الهدف (أو المسافة الأفقية horizontal distance التي ستقطعها القنبلة قبل ارتطامها بالأرض) من محصلة سرعة الطائرة وسرعة الرياح، إضافة إلى الارتفاع الذي أفلتت القنبلة منه في لحظتها، مع عامل الشكل الديناميكي الهوائي للقنبلة aerodynamics. ويتحكم عاملي السرعة والارتفاع الذي تفلت القنابل عنه، إلى حد بعيد بدقة الإصابة، فكلما زاد الارتفاع والسرعة أصبح احتمال الخطأ أكبر في إصابة الهدف، حتى مع وجود أدق الأجهزة الخاصة بالتصويب. 
اتبعت خلال الحرب العالمية الثانية أساليب التحقق من الخطأ، وذلك بأن تقوم طائرة أو قاذفة ضمن التشكيل بإلقاء قنابلها أولاً، ومن حساب الخطأ بين نقطة التصويب aim point ونقطة الإصابة الفعلية، يمكن لبقية الطائرات إجراء التعديلات على مسارها وسرعتها بغرض إصابة الهدف. ورغم كون أجهزة التصويب للأسلحة في طائرات الحرب العالمية الثانية بالقياس الحالي متخلفة وبدائية، إلا أن إلقاء القنابل من الارتفاعات العالية حقق (خاصة من خلال القاذفات الغربية الثقيلة) نتائج مثيرة. إن قنبلة صغيرة الحجم ربما تكون غير قادرة على تدمير دبابة ميدان حديثة، ويمكن الذكاء هنا في دقة الإصابة. فدبابة المعركة الرئيسة MBT تكون عادة منيعة نسبياً إلى الإنفجارات القريبة أو الشظايا splinters، ولكي تكون الضربة فعالة لهدف بحجم الدبابة، فإننا بحاجة إلى درجة عالية من التوجيه الدقيق أكثر مما هو متوفر في قنبلة حديدية حرة السقوط. لقد جاء الجواب مع تطوير أنظمة حديثة لتحويل القنابل الحديدية القديمة إلى قنابل دقيقة التوجيه precision- guided وشديدة التدمير في نفس الوقت. وبالتأكيد فإن عملية التحوير هذه أرخص بكثير من تطوير سلاح موجه جديد، مما وفر مخزوناً من القنابل الأكثر فعالية. إن الدور المتزايد للذخيرة والأسلحة الموجهة بدقة في النزاعات والصراعات العسكرية military conflicts موثق في الكثير من الإحصائيات، ففي الحرب الفيتنامية العام 1972 بلغ عدد القنابل الجوية الموجهة 2% فقط من مجمل القنابل التي أسقطت من قبل سلاح الجو الأمريكي. وفي حرب الخليج 1991 بلغت هذه النسبة 8%. في حين بلغت هذه النسبة في عمليات Allied Force في يوغسلافيا العام 1991 نحو 30%. وخلال عمليات الحرية الدائمة Enduring Freedom في أفغانستان العام 2001-2002 بلغت 50%. أخيراً في عمليات حرية العراق Iraqi Freedom في العراق، بلغت نسبة الذخيرة دقيقة التوجيه المستخدمة 60%.


16‏/11‏/2017

بداية عصر الصواريخ الموجهه المضادة للدبابات.

الدكتــور الألمانــي ماكــس كرامــر .. 
وبدايــــــة عصــــــر الصواريــــــخ الموجهــــــه المضــــادة للدبابـــــات 

العلماء الألمان هم أول من بادر إلى تطوير وإنتاج الصواريخ الموجهة المضادة للدبابات ATGM ، وذلك على أمل توفير سلاح فعال لقواتهم يلغي أو يحجم دور الدبابة (على غرار المدافع الرشاشة التي ألغت دور الخيالة) . فلكي يواجه الألمان التعزيزات الكبيرة في حماية الدبابات السوفييتية آنذاك وهم يفتقدون للمواد الصناعية الأولية ، عمدوا لاستكشاف وسيلة أخرى مختلفة عن المدافع المضادة للدبابات ، التي بدت وكأنها تواجهه طريقاً مسدوداً فيما يتعلق بالسباق بين زيادة العيار من جهة وكثافة التدريع من جهة أخرى . لقد حدا هذا الأمر بالمصممين الألمان في الفترة الأخيرة من الحرب العالمية الثانية ، وتحديداً في العام 1944 لإنتاج أول صاروخ موجه مضاد للدروع ، أطلق عليه X-7 . بدأ العمل على تصميم وتطوير هذا السلاح العام 1941 من قبل شركة Ruhrstahl AG ، التي أنطلقت للبحث في حقل الأسلحة الصاروخية الموجهه ، وبقصد إنتاج قذيفة موجهه مضادة للدبابات تستخدم من المواضع الدفاعية . لكن بسبب تفوق الألمان العسكري آنذاك بالاضافة لرغبتهم في توفير كلف التطوير ، تم رفض الفكره ، حتى أعيد إحياء البرنامج من جديد العام 1943 . 
لقد جاء تطوير هذا السلاح بجهد مباشر من الدكتور الألماني "ماكس كرامر" Max Kramer الذي عمل أوائل العام 1938 في البحث عن وسائل تقنية مبتكرة للتحكم عن بعد في القنابل الجوية حرة السقوط free-falling bombs ، وأنظم في العام 1940 للعمل لدى شركة Ruhrstahl . الدكتور كرامر الذي ولد في 8 سبتمبر 1903 واكتسب علومه في الهندسة الإلكترونية من جامعة ميونخ (حصل بعد ذلك على عدة براءات إختراع في مجال الديناميكيا الهوائية aerodynamics) ، ينسب له الفضل في تطوير العديد من الأسلحة والمقذوفات الموجه لاسلكياً ، مثل القنبلة الموجهه Fritz-X التي كان بالامكان التحكم بها والسيطرة عليها من الطائرة الأم . هذه القنبلة استخدمت في عدد من المناسبات خلال العام 1943 وبداية العام 1944 ، وسجلت عدة نجاحات ، مثل إغراق السفينة الحربية الإيطالية Roma وإلحاق أضرار شديدة بالسفينة الحربية الملكية البريطانية HMS Warspite وأهداف بحرية أخرى ، قبل أن تتحقق السيادة الجوية لطائرات التحالف بالاضافة لتطوير الإجراء الإلكترونية المضادة . كرامر طور أيضاً وصمم الصاروخ الموجه سلكياً جو-جو Ruhrstahl X-4 ، الذي حمل أيضاً مسمى Kramer X-4 . لقد كانت الميزة الحقيقية لهذا الصاروخ استعانته بالتوجيه السلكي Wire-Guided ، لهذا هو يعتبر السلف الحقيقي لجميع الفصائل المعاصرة من الصواريخ التي تستعين بالتوجيه السلكي .

وفي تاريخ 21 سبتمبر العام 1944 أجريت أو سبعة تجارب على الصاروخ X-7 . لكن نتيجة لخصائص الطيران غير المؤلوفة والغريبة ، الأربعة صواريخ الأولى المطلقة لامست وإرتطمت بالأرض بعد طيرانها لمسافة قصيرة ، لذلك هي تحطمت . محركي الصاروخين التاليين إنفجرا في الجو وهما في الطريق إلى الهدف . الصاروخ الأخير طار نحو هدفه المتمثل في دبابة متوقفة ليصيبها من مسافة 500 م ، وهذه مثلت المنطقة الميتة للصاروخ .. جسم أو هيكل الصاروخ X-7 كان أشبه بجسم قذيفة مدفعية ، مع زعنفتين في النهاية المتطرفة للذيل ، وجناحين جانبيين عريضين ، ملحق بأطرافهما بكرات وصلة السلك . فلمواجهة متطلبات التوجيه ، اشتمل الصاروخ X-7 على سلكان دقيقان يترنحان من طرفي أجنحة الصاروخ ، أحدهما للتصحيحات الطولية longitudinal والآخر للتصحيحات الجانبية lateral ، وكانت أوامر التصحيح ترسل للصاروخ من وحدة السيطرة والتعقب البصرية في وحدة الإطلاق حتى الاصطدام بالهدف .. البناء العام للصاروخ X-7 تضمن محرك صاروخي ذو وقود صلب من مرحلتين نوع WASAG 109-506 ، الذي كفل له بلوغ سرعة طيران حتى 98 م/ث . الصاروخ كان أيضاً مجهز برأس حربي عبارة عن شحنة مشكلة زنتها 2.5 كلغم مع صمام صدمي ، وقدرة اختراق بلغت 200 ملم من الصلب . الوزن الإجمالي للمقذوف X-7 بلغ 9 كلغم ، أما مداه الأقصى فبلغ 1200 م . لقد أنتج الألمان من الصاروخ 300 وحدة ، اختبرت ابتداء على الجبهة الروسية بهدف التقييم ، ولكن لم يتسنى معرفة نتائج الاستخدام ، حتى جرى اجتياح ألمانيا من قبل جيوش الحلفاء الغربيين والإتحاد السوفيتي ليسدل الستار عن هذا السلاح المثير .

13‏/11‏/2017

أوكرانيا تساعد الولايات المتحدة على كشف أسرار المنظومة دروز !!

أوكرانيــا تساعــد الولايــات المتحــدة علــى كشــف أســرار المنظومــة دروز !!

على مدى سنوات طويلة، حاول الأمريكان مرارا وتكرارا الحصول على أنظمة روسية تركب على الدبابات من أجل الدفاع النشط active defense systems. كانت البداية مع المنظومة "أرينا" Arena لكن هذه وجميع المحاولات الأخرى باءت بالفشل. مؤخرا تم الإفصاح عن محاولة كتب لها على ما يبدو النجاح وتحدثت عن تزويد أوكرانيا للولايات المتحدة بعدد دبابتي T-55 مجهزة بأنظمة "دروز" Drozd للقتل الصعب. هذه المنظومات كانت من تركة وإرث الحقبة السوفييتية وتم توجيهها للأمريكان في عملية عالية سرية، نقلت على أثرها إلى ميريلند Maryland (مقاطعة هارفورد) ثم إلى أرض الأختبار أبردين Aberdeen. هناك تم إختبار المنظومة مع تشيكلة واسعة من الأسلحة المضادة للدبابات الموجهه وغيرها وإن لم تتوفر نتائج هذه الإختبارات.. النظام دروز ظهر العام 1983، واختبرت قدراته أولاً بأعداد قليلة في حرب أفغانستان 1979-1989، حيث أدعي السوفييت أنه استطاع تحقيق نسبة نجاح حتى 80% تجاه المقذوفات الكتفية من نوع RPG. هذا النظام السوفيتي شمل وحدة رادار وأربعة حاويات إطلاق من عيار 107 ملم مع مقذوفات برؤوس تشظية على كل من جانبي برج دبابة، والتي شكلت في مجملها الإجراء المضاد countermeasures. النظام دروز غطى القوس الأمامي للدبابة ولنحو 80 درجة، الذي كان كافياً لحمايتها ووقايتها من الهجمات الأمامية في التضاريس المفتوحة.

3‏/11‏/2017

نماذج القردة التي حكمت العديد من الجيوش العربية !!

العراقييـــن كانـــوا أحـــد ضحاياهـــا !!
نمـــــاذج القـــــردة التـــــي حكمــــت العديـــــد مـــــن الجيـــــوش العربيـــــة

نماذج القردة Monkey models هو التعيين غير الرسمي الذي أعطى من قبل الجيش السوفيتي إلى نسخ الأجهزة العسكرية (بشكل عام عربات مدرعة، طائرات، قذائف) ذات القابلية والقدرات دون المستوى جداً بالمقارنة مع التصاميم الأصلية، حيث كانت هذه النماذج مقصودة في الغالب لأغراض التصدير. بالنسبة لدبابات المعركة، نماذج القردة صدرت بتعيين واسم مماثل تقريباً كما في التصميم السوفيتي الأصلي original design، لكنها في الحقيقة افتقرت إلى العديد من الميزات الأصلية المتقدمة أو الغالية. فقد كانت هذه الدبابات مجهزة بأنظمة سيطرة على النيران من درجة أدنى، مستوى تدريع منخفض، تفتقر في الغالب إلى حماية NBC ومجهزة بذخيرة دون المستوى substandard. على سبيل المثال عرض السوفييت نماذج متقادمة من قذائف الطاقة الحركية المثبتة بزعانف، أمثال 3BM-12/15/17 عيار 125 ملم، التي وجهت للاستخدام مع عائلة الدبابات T-72. هذه صممت بشكل محدد للتصدير وكانت تتحصل على قابلية اختراق أقل بكثير مما تمتلكه النماذج السوفييتية الأصلية.

ففي كتابه "من داخل الجيش السوفييتي" Inside the Soviet Army الذي صدر العام 1982 ويتناول التنظيم العام ومذهب واستراتيجية القوات المسلحة السوفيتية، يتحدث الكاتب "فيكتور سوفروف" Viktor Suvorov عن المفاجأة التي تنتاب البعض عند مشاهدة بساطة الأسلحة السوفيتية، لكن في الحقيقة كل نوع من هذه الأسلحة ينتج بمغايرين أو بديلين مختلفين، أحدهما متكامل المواصفات والآخر هو نموذج القرد. ويضيف الكاتب أنه رأى اثنان من مغايرات عربة المشاة القتالية BMP-1، أحدها الذي هو معد لاستخدامات الجيش السوفيتي والآخر يقصد توجيهه لأصدقاء الاتحاد السوفيتي من الدول العربية. لقد كان بإمكانه كما يذكر حساب ثلاثة وستون اختلاف ألحق بالمغاير الثاني المخصص للتصدير أو "نموذج القرد" مقارنة بالنسخة الأصلية. من بين أهم هذه الاختلافات، عدم تجهيز مدفع العربة بنظام للتلقيم نصف الآلي semi-automatic وكذلك افتقادها لأداة مختصة باختيار نوع القذيفة. بينما في النسخة السوفيتية، المدفعي فقط يضغط الأزرار الملائمة والقذيفة التي يطلبها ستنزلق إلى حجرة الإطلاق. في النموذج المبسط، هذه العملية برمتها كان يجب أن تؤدى بشكل يدوي. علاوة على ذلك، المدفع لم يكن يتحصل على أداة استقرار stabilising system. في النموذج المبسط، البرج يدار والمدفع يرفع بطريقة ميكانيكية. في النسخة السوفيتية من العربة، هذا الأمر ينجز بشكل كهربائي والنظام الميكانيكي موجود فقط للدعم في حال إخفاق الأول. أيضاً النسخة التصديرية كانت مسلحة بصاروخ Malyutka، في حين أن النسخة السوفيتية كانت مزودة بالصاروخ الأحدث Malyutka-M، الذي يختلف عن النموذج الآخر في قدرات اختراقه وتحسين خصائص طيرانه. نموذج القرد كان بدون بطانة رصاص على جدران العربة الداخلية، والتي يفترض أنها تحمي الطاقم من اختراق الإشعاع النووي. أنظمة الرؤية البصرية كانت بسيطة للغاية، كما هو الحال بالنسبة لأجهزة الاتصالات. العربة لم تتحصل على كاشف آلي للتحذير من تسرب الغاز أو الإشعاع radiation/gas detector لمقصورة العربة. النسخة التصديرية لم تكن مجهزة بنظام آلي للغلق المحكم ولا بنظام لترشيح الهواء air filtration، للاستعمال في ظروف التلوث الشديد جداً، والعديد من الأنظمة الأخرى كانت مفقودة. وعندما سقط بعض نماذج القردة هذه بيد الاختصاصيين الغربيين، هم كسبوا انطباع خاطئ جداً false impression عن قابليات القتال الحقيقية للعربة BMP-1 وغيرها من الدبابات السوفيتية.
[​IMG]
قصة المعاناة العراقية تعود في الأصل للعام 1976، عندما قرر وزير الدفاع السوفييتي آنذاك "دمتري أستينوف" Dmitriy Ustinov تخصيص T-72 كدبابة التصدير القادمة لزبائن السوفيت بدلاً من الدبابة T-62، وبشكل خاص لشركاء حلف وارسو Warsaw Pact (الممارسة السوفيتية كانت تسمح لزبائن التصدير ببناء وإنتاج مغايرات للدبابة T-72 متخلفة لنحو جيل خلف نظيراتها السوفيتية من ناحية حماية الدرع وأنظمة السيطرة على النيران). هذه النسخ التصديرية كانت عنصر هام في الحالة العراقية، خصوصاً مع كون جميع الدبابات T-72 التي بحوزتهم من هذا النمط أو النموذج، وهذه تضمنت بشكل عام دبابات T-72، T-72M و.T-72M1 اشترى العراق دفعته الأولى البالغة 100 دبابة T-72 Ural-1 من الإتحاد السوفيتي في العام 1979-1980 وكانت الدبابات مجهزة بمحدد مدى بصري من نوع TPD-2-49 (بدلاً من محدد المدى الليزري الذي شوهد لاحقاً على النسخ T-72M وT-72M1). ومقارنة بتلك التي يستخدمها الجيش السوفيتي، هي اختلفت بشكل رئيس في تصميم المقطع الأمامي للبرج من حيث حماية الدرع، بالإضافة إلى نوعية الذخيرة المستخدمة ونظام الحماية من الأسلحة الإشعاعية (أخذت هذه الدبابات جزء مهم في المرحلة الأولى للحرب العراقية الإيرانية).. بعد اندلاع الحرب مع إيران، حدد الإتحاد السوفيتي مبيعاته إلى العراق في الوقت الذي كانت فيه القيادة السوفييتية تتملق للإيرانيين أيضاً. على أية حال، شجع الإتحاد السوفيتي شركاءه في حلف في وارسو لأخذ مكانه في عمليات التصدير. هكذا وفي يناير العام 1982 باعت بولندا العراق دفعة من 250 دبابة T-72M. وفي شهر سبتمبر من نفس السنة، رفع الإتحاد السوفيتي حظر التسلح على نظام صدام حسين وبدأ ثانية ببيع دبابات T-72 إلى العراق. في المجمل، كان هناك حوالي 1100 دبابة من هذا النوع قد سلمت للجيش العراقي لاستخدامها من قبل قوات النخبة المسماة "الحرس الجمهوري" Republican Guard خلال الحرب مع إيران. ونتيجة لسياسة التصدير السوفيتية، زبائن مثل العراق لم يتلقوا دبابات تقارن بالنوعية الأفضل لتلك التي في خدمة الجيش السوفيتي آنذاك. 
عند اندلاع حرب الخليج العام 1991، الجيش العراقي كان لديه حوالي 1000 دبابة T-72M وT-72M1 من كلتا المصانع السوفيتية والبولندية. هذه الدبابات تركزت في معظمها لدى الفرق المدرعة التابعة لقيادة قوات الحرس الجمهوري Republican Guards. لقد أدت هذه الوحدات بشكل سيئ جداً بسبب ضعف تقنيات الدبابات المستخدمة، والتأثيرات المنهكة لأسابيع من القصف الجوي لطيران التحالف. العديد من معارك الدبابات حدثت في الليل أو في ظل ظروف الطقس السيئة، حيث الدبابة T-72 كانت عمياء عملياً. نظام سيطرة على النيران السيئ في الدبابات العراقية أثبت لكي يكون سبب رئيس في سقوطها وفشلها المفاجئ مع بداية المعركة. فقد اعتمدت الدبابات T-72 على أنظمة الرؤية الليلية النشطة تحت الحمراء أو تكثيف وتضخيم الصورة السلبية للرؤية الليلية، بينما في المقابل الدبابات أمريكية M1A1 كانت تتحصل على تقنيات التصوير الحراري thermal imaging. لقد أتاحت مثل هذه الأنظمة، بالإضافة لمقومات أخرى، القدرة لدبابات M1A1 على مشاغلة غريمتها T-72 بشكل نموذجي من مديات تتراوح ما بين 2500-3000 م قبل هم يمكن أن يشاهدوا أو يرصدوا من قبل أطقم الدبابات العراقية. أنظمة التصوير الحراري thermal sights كانت مفيدة ليس فقط في الليل، بل في ساعات النهار أيضاً، خصوصاً عندما كانت الأحوال الجوية كثيراً ضبابية وساحة المعركة حجبت بالدخان. المناظير الحرارية يمكن أن ترى خلال معظم هذه الظروف لتحديد وتعيين مكان الأهداف المعادية، بينما العراقية T-72 كانت لحد كبير مغيبة عن مجرى العمليات. وفي العديد من الحالات الموثقة، الدبابات العراقية دمرت حتى قبل أن تتمكن من البدء بمشاغلة الدبابات الأمريكية. 


30‏/10‏/2017

الذخيرة المفضلة لأطقم الدبابات العراقية أبرامز !!

الذخيـــــــرة المفضلــــــة لأطقــــــــم الدبابــــــات العراقيــــــــة أبرامـــــــز !!


اللون الأحمر يشير للذخيرة M83A1، واللون الأزرق يشير للذخيرة M908، واللون البرتقالي يشير للذخيرة M1028.

شريط فيديو من داخل دبابة M1A1 عراقية يظهر نمط التعامل من أرض المعركة مع هدف معادي هو عبارة عن عربة مفخخة تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية (يبدو أنها من نوع هامر) كانت تتقرب من مواقع الشرطة الاتحادية العراقية. الهدف كما يذكر الرامي كان على مسافة 4230 م وكما سجلت ذلك قراءة محدد المدى الليزري، فكان عليه الإنتظار قليلاً لحين دخول الهدف ضمن قدرات نيران الدبابة "الدقيقة"  وتحديدا عند مدى 3000 م. في النهاية، رامي الدبابة أطلق النار وأصاب الهدف كما أظهر منظار الرامي الحراري. في نفس الشريط يظهر تعامل طاقم الدبابة مع أفراد راجلين من قوات العدو على مسافة بعيدة أيضاً (على الأرجح تم التعامل معهم من مسافة 3000 م لتأمين دقة الإصابة) وتم إصابة الهدف مع نتائج جزئية وليست حاسمة كما هو مؤمل، وهذا راجع غالبا لنوع الذخيرة المستخدمة.. طلب رامي الدبابة العراقي من ملقم الدبابة تعبئة المدفع بذخيرة من نوع MPAT لمعالجة الهدف الأول كان فرصة للإطلاع على أنواع الذخيرة الأمريكية التي تستخدمها الدبابات العراقية من نوع أبرامز. إذ مع إنزلاق باب مخزن الذخيرة الفولاذي، بدت أنواع الذخيرة أكثر وضوحا للمشاهد. دبابات الأبرامز العراقية لا تستخدم ذخيرة طاقة حركية KE، لكنها تكتفي بالأنواع ذات الطابع متعدد الغرض والمضادة للأفراد!! فهناك الذخيرة M83A1 وهناك M908 وأخيرا هناك M1028.
النوع الأول M83A1 ويطلق عليه تعبير MPAT (الأحرف اختصار فقرة متعدد الأغراض مضاد للدروع) طور العام 1992، ولا يزال في مرحلة الإنتاج. لقد جاءت هذه القذيفة لتحل محل سابقتها M830 التي طورت في العام 1984 وتوقف إنتاجها حالياً. لقد اشتملت القذيفة M830A1 على العديد من المميزات الفريدة، ربما كان أبرزها سرعة إطلاقها المرتفعة التي بلغت 1.410 م/ث، مقابل 1.140 م/ث لسابقتها M830. الميزة الأخرى اشتمال الرأس الحربي للقذيفة على صمام متعدد الخيارات، تقاربي/تصادمي، الذي يوفر للقذيفة القدرة على مشاغلة والاشتباك مع أهداف مختلفة، مثل العربات خفيفة التدريع والمخابئ والدشم bunkers الخرسانية، بالإضافة لمهاجمة المروحيات منخفضة الطيران والأهداف المحمولة جواً airborne، حيث يتم تسليح الرأس الحربي بعد الإطلاق على مسافة 20-30 م من فوهة السلاح.

النوع الثاني M908 (التي تم استخدامها في شريط الفيديو) كسابقه، متعدد الأغراض مضاد للدروع MPAT، لكنه مخصص لحد أكبر لتحطيم الموانع والحواجز الخرسانية concrete obstacles. البناء الهيكلي للقذيفة M908 مماثل تماما للقذيفة M83A1، والفرق الوحيد يكمن في تحوير أنف أو مقدمة القذيفة وإستبدال الصمام التقاربي للنوع الأول والمستعمل للدفاع ضد المروحيات الهجومية، بآخر من الفولاذ المصلب في النوع الثاني. هذا التحوير يتيح للقذيفة M908 قابلية ثقب العقبة أو الحاجز ثم تفجير الرأس الحربي بداخلها (هذه الوسيلة وجد أنها أكثر فاعلية وتأثير من تفجير شحنة متفجرة أكبر حجما على سطح كتلة الحاجز الخرساني).  
النوع الثالث والأخير هو M1028 الذي طورته إحدى الشركات الأمريكية في العام 2004 وهي قذيفة متخصصة مضادة للأفراد من عيار 120 ملم. هذه القذيفة من النوع القابل للاحتراق الكلي combustible cartridge باستثناء العقب المعدني، وتشتمل على نحو 1.100 كرة معدنية من التنغستن tungsten balls عالي الكثافة بقطر 9.5 ملم لكل منها. تطلق بشكل مباشر من سبطانة المدفع (لا يوجد صمام Fuze تفجير للقذيفة لتبسيط عملها) بسرعة فوهة 1.410 م/ث، حيث يصل المدى الفعال لكرات التنغستن نحو 500-700 م (مع زيادة تفرق الكرات وتشتتها بإطالة المدى، فإن سرعة الكرات تبدأ في التهاوي والانخفاض) والقذيفة فعالة لمواجهة مواقع كمائن الأسلحة الكتفية والمشاة الراجلين.
في الحقيقة لفت نظري عدة أمور في التسجيل العراقي المصور، أحدها أن الأطقم العراقية لا تتجهز بالأردية والأبسة الحديثة التي تؤمن وقاية كافية للأفراد من الشظايا عند حدوث خرق لدروع الدبابة!! الخوذ كانت من النوع القديم والملقم لم يكن يرتدي خوذة أو قفازات خلال العمل!! الرامي (كان برتبة نقيب) هو الآخر أظهر جهلاً ببعض تفاصيل الذخيرة المستعملة على دبابته عندما تحدث عن ميزة ودقة القذيفة MPAT المستخدمة في معالجة الهدف المعادي وبرر هذا الأمر "لأن القذيفة موجهه بالليزر" !! لا شك أن إلمام الطاقم بمواصفات ذخيرة الدبابة أمر حيوي جداً، وهو لا يقل أهمية عن خطوات مشاغلة الهدف ذاته. المدفعي Gunner في اغلب الأحيان يوصف بقلب الدبابة tank heart!! فهو الذي يميز الأهداف ويطلق النار عليها . وأحد أهم الوظائف الأساسية في عمله، هو التعرف والتحقق من ماهية الأهداف target identification، بمعني تمييز الصديق منها عن العدو وإختيار الذخيرة المناسبة للتعامل معها. فلا تنحصر مهمة الرامي في البحث عن الأهداف وتدميرها بالسرعة الفاعلة، بل هو يجب أن يعمل ذلك بدقة.. معدل التلقيم اليدوي القياسي standard loading في الجيش الأمريكي مع المدفع M256 عيار 120 ملم، يبلغ نحو 5 ثوان لكل طلقة. خلالها يستطيع الرامي نظرياً التصويب بالمدفع على الهدف، وإطلاق النار لحظة إعطاء الملقم إشارة الاستعداد والجاهزية لشحن الذخيرة المناسبة. ويتولى الملقم في هذه الدبابة مهمة فتح باب مخزن ذخيرة الخلفي، والإمساك بقذيفة المدفع من الملائمة، وتحميلها في عقب السلاح بأسرع ما يمكن. إن موقع تواجد الملقم البشري مصمم لتقليل تعقيدات العمل المتطلبة لعملية التلقيم، حيث يجلس الملقم في مقعد على الجانب الأيسر للبرج. وتكون سلسلة العمل الأساسية لتحميل القذيفة في المدفع كالتالي (1) يفتح المحمل باب مقصورة الذخيرة الإنزلاقي بتنشيط مفتاح جانبي بركبته اليمنى. الباب يفتح ويسحب المحمل مفتاح نابض لتحرير القذيفة المختارة من مقصورة التخزين المشابهة لخلية قرص العسل، حيث ينتزع المحمل القذيفة المحدد نوعها من قبل قائد الدبابة أو الرامي ويبدأ بالاستدارة نحو عقب المدفع (2) باب مقصورة الذخيرة يبدأ بالانغلاق تلقائياً بعد ثانيتين من رفع المحمل ركبته عن مفتاح التنشيط الجانبي. هذا الباب يحمي الطاقم من انفجار ذخيرتهم الخاصة في حالة ما إذا الدبابة ضربت بقذيفة معادية في هذا الموضع وتم اختراقه (3) يستدير المحمل وهو جالس على مقعده متجهاً نحو مؤخرة السلاح، حيث يدك القذيفة في عقب المدفع مستخدماً قبضته المغلقة. ينغلق العقب فجأة بعد أن يصدر صوت قرقعة نتيجة حشر القذيفة. المحمل عند هذه المرحلة يقوم بتسليح المدفع بإدارة وسحب أداة محددة، وعند إنجاز هذه، يصرخ المحمل "UP" للدلالة وإعلام قائد الدبابة والمدفعي أن المدفع محمل وجاهز للإطلاق.

 فيديـــــو للمشاهــــــدة ..

25‏/10‏/2017

صـــورة اليـــوم وتعليـــق !!

صــــــــــــــــورة اليــــــــــــــــوم وتعليـــــــــــــــق !!

دبابة جزائرية من نوع T-90SA أثناء معايرة وتصفير سلاحها الرئيس من عيار 125 ملم !! عملية المعايرة والتصفير هذه تستعمل لصف وضبط محور سبطانة السلاح مع نقطة التسديد aim point في منظار الدبابة وباستخدام أداة تلسكوبية خاصة. بمعنى أن تكون نقطة التسديد aim point في منظار الرامي ونقطة الضرب strike point لقذيفة الدبابة متزامنتان ومتطابقتان بشكل كبير عند المدى المحدد سلفاً، بذلك يمكن زيادة دقة النيران في جميع مديات النيران المباشرة. إن أية أخطاء في عملية المعايرة أو إذا كانت إجراءات المعايرة غير دقيقة فإن ذلك سينتج عنه بالضرورة أخطاء في دقة تصويب السلاح، خصوصا مع تزايد المدى إلى الهدف. فمن المعروف أن التغيرات الحرارية التي تتعرض لها سبطانة السلاح عبر العديد من العوامل البيئية المحيطة environmental factors، مثل أشعة الشمس والرياح والأمطار أو حتى نتيجة إطلاق النار المتكرر، جميعها يمكن أن تتسبب في تغيير شكل المدفع وتقوسه أو انحناءه بشكل جزئي!! لذا تزود أغلب دبابات المعركة الرئيسة الآن بنظام معايرة تسديد يطلق عليه اختصاراً MRS أو نظام معايرة الفوهة، الذي يسمح للطاقم بمراقبة ورصد أي حالة عدم انتظام أو عدم اصطفاف بين فوهة المدفع ونقطة التسديد في منظار الرامي. هذه المعايرة يجب أن تنجز بشكل دوري وذلك لأن حركة نظام السلاح واهتزازاته أثناء إطلاق النار، هي الأخرى يمكن أن تتسبب في انتقال وتحول بصريات التسديد عن وضع التوافق المطلوب. تعديل ومعايرة منظار التسديد أمر أساسي في علم المدفعية gunnery، ويستحيل إطلاق النار بدقة قبل تأمينه أولاً.

24‏/10‏/2017

المشبهــات وبرامــج المحاكــاة الحاسوبيــة .

لبنـاء المهـارات الفرديـة وتعزيـز التكامـل بيـن الإنسـان والآلـة
المشبهـــــــــــــــات وبرامـــــــــــــــج المحاكـــــــــــــاة الحاسوبيــــــــــــــة  


عسكريون من المملكة العربية السعودية يستخدمون برنامج متقدم للمحاكاة الحاسوبية خاص بالدبابة أبرامز M1A2

مصاعب تحصيل الدقة لمدافع الدبابات كما يؤكد الخبراء والتقنيين تأتي في أحد أسبابها نتيجة أخطاء فردية لمشغلي هذه الأسلحة خلال عملية المشاغلة والاشتباك target engagement. فعندما يتم تعيين وتمييز الهدف في منظار المدفعي، تمضي هذه العملية بسلاسة ابتداء من التصويب على الهدف ووصولاً حتى إطلاق القذيفة التي ستصيب الهدف أو تخطئة. إن أخطاء الدقة المحتملة accuracy errors تحدث أثناء كامل هذه العملية. ويناقش المهتمين الدور المكمل الذي يلعبه المدفعي/الرامي gunner في دبابة المعركة إلى جانب نظام السيطرة على النيران. فحتى مع نظام متقن وظروف محيطة مثالية، يمكن لعامل الدقة أن يكون مخفضاً وأقل قيمة إذا أستخدم المدفعي نظامه بشكل غير مؤثر.. العوامل التي تؤثر على أداء المدفعي يمكن أن تتضمن: الإعياء fatigue، الخوف fear، قلة الخبرة inexperience، والحماس الزائد excitement. لحسن الحظ، تأثيرات هذه المشاكل يمكن أن تقلص وتقلل للحد الأدنى من خلال التدريب والممارسة الجيدة. وفي هذه الجزئية تحديداً يمكن الإشارة إلى الدور الذي تلعبه "المشبهات" Simulation وبرامج المحاكاة الحاسوبية الأخرى لبناء المهارات الفردية وتعزيز التكامل بين الإنسان والآلة لتحقيق النتائج المرجوة في ساحة المعركة. النظام الأمريكي AGTS على سبيل المثال هو واحد من هذه الأنظمة المعدة خصيصاً لتدريب أطقم الدبابات M1A2 على مهارات الكشف والرمي والمشاغلة، والأحرف هي اختصار كلمات "نظام تدريب الرماة المتقدم". هذا النظام التدريبي يضع قائد الدبابة والمدفعي في محطة أو مركز محاكاة واقعي realistically simulated ويصور لهم طيف كامل ومتنوع من حالات الاشتباك والمشاغلة المدارة بالحاسوب. إذ ينتج النظام AGTS مشاهد عمل ملونة مولدة بالحاسوب، التي يتفاعل معها أفراد الطاقم بمواقف وأوضاع الهدف المختلفة. وتتفاوت التمارين المبرمجة مع نوع وعدد الأهداف ومداها عن العربة، وكذلك حركة كل من العربة والهدف، وظروف الرؤية وشروط معقدة أخرى complex conditions يتولى تأمينها البرنامج. بالنتيجة، الطاقم لن يواجه أي مستوى من المخاطر، لا مزيد من الوقود المستهلك، ولا ذخيرة منفقة.

عسكريون من المملكة العربية السعودية خلال جلسة تعليم على لوحة حاسوب السيطرة على النيران (يسار الصورة) ولوحة التحكم والتسديد الخاصة بالدبابة أبرامز M1A2 (يمين الصورة)

21‏/10‏/2017

نظـــــرة علـــــى تاريـــــخ محركـــــات التوربينـــــه الغازيـــــــة .

نظـــــرة علـــــى تاريـــــخ محركـــــات التوربينـــــه الغازيـــــــة

صورة خاصة من داخل المصنع 200 المصري والمخصص لإنتاج الدبابة M1A1 تظهر مقصورة المحرك في مؤخرة الهيكل وقبل تثبيت المحرك .

بديل آخر لمحركات الديزل برز للمستخدمين على شكل محركات التوربينات الغازية gas turbines ، التي منذ ظهورها أصبحت المنافس الرئيس إلى محركات الديزل التقليدية وغيرها . دراسة تطبيق التوربينات الغازية إلى الدبابات بدأت بحدود العام 1944 في ألمانيا ، حيث شغلت التوربينة الغازية الأولى في العالم طائرة Heinkel He 178 التي طارت في العام 1939 وبلغت سرعتها القصوى 598 كلم/س . العمل الألماني لم يتقدم كثيراً بعد التصميم الأولي للتوربين الغازي الذي قدرت قوة خرجه بنحو 1000 حصان ، وتوقف العمل بالمشروع مع نهاية الحرب العالمية الثانية وهزيمة ألمانيا العام 1945 . الاستخدام الأول لمحركات التوربينة الغازية على العربات المدرعة كان أيضاً خلال الحرب العالمية الثانية ، عندما قام قسم التطوير في الجيش الألماني Heereswaffenamt (اختصار هيئة مدفعية الجيش) بدراسة عدد من محركات التوربينة الغازية لاستعمالها على الدبابات في منتصف العام 1944 . النوع الأول من المحركات حمل التعيين GT 101 واكتمل تصميمه الأساس في شهر نوفمبر العام 1944 ويثبت على الدبابة الألمانية Panther ، لينتج بعدها عدة تصاميم طيلة مدة البرنامج ، بضمن ذلك GT 102 وGT 103 لكن أياً منها لم يستخدم بشكل عملياتي operationally . على أية حال ، الفوائد والمزايا المحتملة لمحركات التوربين الغازي من حيث ناتج الخرج النوعي المرتفع وخصائص سرعة عزم الدوران الملائمة والايجابية جذبت انتباه أوسع بعد الحرب العالمية الثانية . لكن عقبة ونقيصة استهلاكهم المرتفع للوقود fuel consumption والحاجة لتخفيض هذه القيمة قبل استخدامهم بشكل مرضي في الدبابات لوحظ أيضا وجرى بحثه . الاستخدام الثاني لهذا النوع من المحركات على العربات المدرعة أثار من جديد قضية الاستهلاك العالي للوقود ، عندما اختبرت التوربينية الغازية على الدبابات البريطانية ، وتحديداً من قبل شركة C.A. Parsons & Company التي ثبتت المحرك العام 1954 في هيكل الدبابة الثقيلة Conqueror . المحرك البريطاني الذي حمل التعيين Unit 2979 ، شمل ضاغط بطارد مركزي من مرحلة واحدة ، مقاد ومشغل من قبل توربين ذو تدفق محوري من  مرحلة واحدة ، وتوربين طاقة من مرحلتين ، قدرت قابلية خرجه بنحو 655 حصان والتي اعتبرت قليلة آنذاك ودون المستوى . محرك التوربين الغازي التالي لشركة Parsons كان Unit 2983 ، وقدرت قابلية خرجه بنحو 910 حصان . بعدها توقفت اختبارات المحركات التوربينة الغازية في بريطانيا المخصصة للدبابات ولم يتم بناء المزيد من المحركات لهذا الغرض . 



أما أول دبابة عملياتية استخدمت المحرك التوربيني الغازي ودخلت الإنتاج الواسع فقد كانت السويدية Stridsvagn 103 التي طورت في الخمسينات ، وحملت هذه محرك توربيني بقوة خرج 300 حصان من طراز Boeing GT502 . وبشكل عام ، هذا النوع من المحركات يوفر حجم أصغر ووزن أقل بالمقارنة بنظرائه الديزل التقليدية مع توفير نفس ناتج خرج القوة power output ، لكن النماذج التي ركبت حتى الآن أقل كفاءة من ناحية استهلاك الوقود بالمقارنة مع محركات الديزل ، خصوصا أثناء فترات السكون والانتظار ، مما يتطلب مخزون وقود أكثر لإنجاز نفس المدى القتالي . في الحقيقة محرك التوربين الغازي نظرياً أكثر موثوقية واعتمادية ، وأسهل بكثير للإدامة والصيانة من المحرك المكبسي ، كونه يشتمل على تركيب أسهل وأجزاء متحركة أقل ، لكن عملياً ومن خلال التجربة ، أجزاء التوربين تعرض نسبة إهتراء أعلى نتيجة سرعة جريانهم المرتفعة . إن الأنصال التوربينية turbine blades حساسة جدا للغبار وحبيبات الرمال المتطايرة ، لذلك في العمليات الصحراوية ، مرشحات الهواء air filters يجب أن توفر وتستبدل عدة مرات في اليوم الواحد . ويمكن لمرشح غير ملائم أو مثبت بشكل غير صحيح ، أو حتى عندما تقوم شظية أو رصاصة بثقب المرشح ، فإن ذلك يمكن أن يؤدي لتلف وتعطيل المحرك . في المقابل المحركات المكبسية (خصوصا إذا كانت مع شاحن توربيني turbocharger) تحتاج هي الأخرى للمرشحات لتبقي عملها بشكل جيد ، لكنها أكثر مرونة وقدرة على الاستمرار إذا ما تعطل المرشح أو أخفق في أداء عمله .
 

في الستينات بدأت محركات الدبابات التوربينية الغازية في الظهور ، عندما بدأ تطويرهم واعتمادهم في الولايات المتحدة ضمن متطلبات محددة مثل (1) قوة الخرج (2) الاقتصاد بالوقود (3) مستوى الضوضاء (4) وحجم التوضيب الأدنى ، وذلك لإتاحة تركيبهم وتثبيتهم على العربات القتالية قيد التطوير . فتبنى الجيش الأمريكي العام 1961 مشروع تطوير تنافسي لمحرك توربيني غازي بقوة خرج 600 حصان بين شركتي Solar Aircraft و Ford Motor. في الناتج ، مصممي شركة سولر مع محركهم Solar T-600 حاولوا تخفيض استهلاك الوقود بشكل كافي وذلك باستخدام اسطوانتين مع إعادة توليد/تشغيل ، بالتزامن مع ضاغط تدفق محوري من ستة مراحل ، مقاد ومدار من قبل توربين بتدفق محوري من مرحلتين وتوربين طاقة من مرحلة واحدة . أما مصممو فورد فقد تبنوا المحرك Ford 705 ذو البكرتين الأكثر تعقيداً مع ترتيب ثلاثة قنوات ، والذي كان قد اختير سابقاً كنموذج مصغر في محرك حمل التعيين Ford 704 خاص بشاحنة تجريبية مع قوة خرج 300 حصان . لقد دمج المحرك Ford 705 وهو بقوة خرج تبلغ 600 حصان ، عدد اثنان من مراحل الضغط ، الأولى مجهزة ببكرة منخفضة الضغط low-pressure spool تشمل ضاغط طرد مركزي مقاد ومدار من قبل توربين ذو تدفق محوري من مرحلة واحدة ، والمرحلة الثانية جهزت ببكرة عالية الضغط high-pressure spool مع ضاغط طرد مركزي آخر مدار من قبل توربين دائري ذو تدفق داخلي ، دمج خاصية التبريد الداخلي بالهواء بين مرحلتي الضغط . هناك أيضاً مسترجع من النوع الصفيحي plate recuperator (أداة تستخدم لاسترداد واسترجاع طاقة الحرارة من منظومة التدفئة أو التهوية وبالتالي تحسين كفاءة الطاقة ، يطلق عليها أحيانا مصطلح مبدلات الحرارة heat exchanger) بين منفذ ضاغط الضغط العالي وحجرة الاحتراق الرئيسة ، والذي حدد مكانه عند قمة التوربين فوق بكرة الضغط العالي . بناء وتركيب المحرك Ford 705 اشتمل أيضاً على غرفة احتراق أخرى من أجل إعادة التسخين reheat combustion chamber (عادة ما يتضمن المحرك التوربيني حجرة إعادة تسخين والتي فيها الهواء والوقود وغازات العادم الصادرة عن التوربين الأول توقد لتشكيل منتج احتراق يستعمل لإدارة وتشغيل التوربين الثاني) بين المخرج من التوربين ذو البكرة عالية الضغط وتوربين الطاقة ذو المرحلة الواحدة ، الذي حدد مكانه بشكل استثنائي بين توربينات البكرة عالية الضغط ومثيلتها منخفضة الضغط . لأسباب عديدة تخص مواصفات الأداء ، المحركات Ford 705 بالإضافة إلى Solar T-600 أخفقا في ترسيخ مزايا أو فوائد عامة تتجاوز ما تحمله محركات الديزل ، لذا مشاريع تطويرهم تركت وأهملت دون أن تختبر أو تعتمد لأي دبابة ، رغم من أن محرك Solar Saturn التوربيني الغازي الذي كان قد صمم لأغراض أخرى ، جرى تثبيته في الدبابة T95 لأغراض العرض والاستيضاح .


على أية حال ، الجيش الأمريكي واصل اهتمامه بهذا النوع من المحركات ، وفي العام 1965 طرح تعاقده مع شركة Lycoming Division من شركة Avco لتطوير محرك توربيني غازي آخر ، الذي سيصبح بعد ذلك AGT-1500 مع قابلية خرج 1500 حصان ، والذي كان مقدراً له في الأصل أن يستخدم في مشروع الدبابة MBT-70 (ألغي مشروع الدبابة في شهر نوفمبر العام 1971) . هذا المحرك استند في تصميمه على محرك T53 الخاص بالمروحية Bell UH-1 . وللتطبيق على عربة أرضية ، التوربين كان لزاما عليه أن يغير ويحور لهذا الغرض . الاختبارات على النموذج الأول بدأت في شهر يناير العام 1967 ، وفي العام 1968 دبابتين اختباريتين من طراز M48 جرى تجهيزهما بالمحرك AGT-1500 واختبرت قدرات المحرك ميدانياً على نطاق واسع . في العام 1972 اختير المحرك AGT-1500 من قبل شركة من قبل Chrysler's Defense Division لدفع نموذج الدبابة XM-1 . أثناء اختبارات الدبابة XM 1 وضمن سنوات الخدمة الأولى ، أظهر محرك التوربين بعض المشاكل الرئيسة ، خصوصا فيما يتعلق بعوامل الثقة والاعتمادية reliability . الاختبارات الإضافية تحت شروط وظروف ساحة المعركة أتاحت المزيد من التعديلات لمعالجة مشاكل التوربين ، ليتم في النهاية تجاوز الإخفاقات ويظهر المحرك AGT-1500 كأحد أنظمة الدفع الموثوقة اليوم . وبعد أن تم قبوله أخيراً من قبل الجيش الأمريكي العام 1976 ، المحرك التوربيني AGT-1500 وضع قيد الإنتاج لصالح دبابة المعركة الرئيسة M1 Abrams وبدأ بدخول الخدمة معها العام 1980 .