29‏/10‏/2016

مع فوهات المدافع .. مفاهيم سرعة الفوهة وطاقة الفوهة .

مــع فوهــــات المدافــــع .. مفاهيــــم سرعــــة الفوهــــة وطاقــــة الفوهــــة

بشكل عام ، عند تطوير قذائف الطاقة الحركية لمدفع الدبابة ، فإنه يتم التأكيد على عنصرين مهمين ومتلازمين في أداء المقذوف ، هما سرعة الفوهة Muzzle velocity ، وطاقة الفوهة Muzzle energy . سرعة الفوهة تعني السرعة التي يخرج بها المقذوف من فوهة السبطانة ، ويمكن لهذه أن تبلغ في المدافع الحديثة بالنسبة لمقذوفات الطاقة الحركية ، نحو 1750 م/ث (أي أعلى من سرعة الصوت التي تبلغ 330 م/ث بأكثر من 5 أضعاف) وهي السرعة القريبة إلى الحد الممكن انجازه بشحنات الدفع الكيميائية التقليدية chemical propellants . وتتحدد سرعة الفوهة بعدد من العوامل ، أهمها نوعية وخصائص شحنة الدافع من حيث حجمها وكميتها وسرعة احتراقها وتمددها . كذلك هناك عامل كتله المقذوف ، فأي مقذوف أثقل أطلق بنفس وزن ونوع الدافع ، سيكون له سرعة فوهة أقل قياساً بمقذوف أخف أطلق في ذات الشروط . درجة حرارة شحنة الدافع ومحتوى الرطوبة moisture content لها دور كبير أيضاً في تحديد سرعة الفوهة ، حيث تتسبب هذه في اختلافات في حجم الطاقة المتحصلة عند الاحتراق (نموذجياً تغير في درجة حرارة الدافع لنحو 10 درجات فهرنهايت ، من شأنه تغيير من سرعة الفوهة لنحو 0.5%) . من العوامل التي تؤثر على سرعة الفوهة أيضاً معدل إهتراء السبطانة Barrel wear ، حيث تنخفض سرعة فوهة السبطانة بالعدد الكلي للقذائف المطلقة . فمن المعروف أنه مع سبطانة وصلت نسبة إهترائها الطبيعي لمقدار 3% من قطرها ، فإن ذلك يمثل خسارة نحو 5% من سرعة فوهتها ، حيث يؤدي تآكل تجويف السبطانة erosion إلى حدوث اتساع وتزايد لحجم الثقب أو التجويف الداخلي ، مما يتسبب في هروب غازات الدافع وبذلك ينخفض ضغط الغاز وبالتالي سرعة الفوهة . وأخيراً من العوامل التي تؤثر على سرعة الفوهة هو طول سبطانة السلاح barrel length ، فعند استخدام شحنات دافع بطيئة الاحتراق slower burning ، فإننا نحتاج لسبطانات أطول لتحقيق كامل الاحتراق ، وبالتالي يمكن إطلاق مقذوفات أثقل . أما مع شحنات الدفع سريعة الاحتراق ، فإنها تستطيع تعجيل وتسريع المقذوفات الأخف إلى السرعات العالية ، إذا استخدمت نفس كمية المادة الدافعة . وتوفر السبطانات الأطول فرصة أكبر لغازات الاحتراق للعمل على دفع المقذوف لمسافة أبعد ، وبالتالي تزود السبطانات الأطول سرع أعلى للمقذوف قياساً بالسبطانات القصيرة ، مع ملاحظة أن ضغوط غازات الدفع مع تمددها في جوف السبطانة ، فإنها تبدأ في الانخفاض وتقليل دفعها للمقذوف . إن المقذوف يكون في قمة سرعته عند فوهة السبطانة نتيجة ضغوط غازات الدفع ، وتتهاوي هذه السرعة وتنخفض بثبات وتدرج ، نتيجة التأثيرات خارجية ، مثل قوى الجاذبية الأرضية ، ومقاومة الهواء air resistance .. وبشكل عام ، تفقد المقذوفات الأخف وزناً سرعتها بشكل اكبر من المقذوفات الأثقل . 
أما طاقة الفوهة Muzzle energy ، فهي الطاقة الحركية KE للمقذوف عند مغادرته فوهة السلاح . وكقاعدة عامة بالنسبة لمقذوفات الطاقة الحركية ، كلما زادت كتلة المقذوف وازدادت سرعته ، فإن طاقة الفوهة تزداد (تحسب هذه على أساس كتلة المقذوف المشتمل على الخارق والكعب المحيط به) وتتعاظم أضرارها المحتملة على الهدف المقصود . لذلك يتم التأكيد هنا أيضاً على نوعية الدافع ، وحجمه ، وكتله المقذوف ، وأخيراً طول السبطانة . يمكن حساب طاقة فوهة مدافع الدبابات بوحدة قياس للطاقة تسمى "ميغا جول" megajoule ، والتي هي وحدة قياس للطاقة تعادل مليون جول ، أو تقريباً الطاقة الحركية لعربة تزن طن واحدة وتتحرك بسرعة 160 كلم/س . عملية الحساب هذه في أحد أشكالها تكون بضرب كتلة المقذوف (كيلوغرام) ، في مربع سرعة الفوهة (متر/ثانية) ، ثم نقسم الناتج على 2000 ، لتظهر لنا طاقة الفوهة . على سبيل المثال لحساب طاقة الفوهة لمقذوف الطاقة الحركية الخاص بالقذيفة الأمريكية M829A1 ، نجد أن كتلة المقذوف كما حددتها العديد من المصادر تبلغ 9 كجم ، وسرعة الفوهة تبلغ 1575 م/ث ، فإننا نقول أن (9×1575×1575) ÷ 2000 = 11162812 جول ، أو للاختصار 11 ميغا جول . كما يمكن تحصيل طاقة الفوهة وفق معادلة الطاقة الحركية المبسطة التالية :
Kinetic Energy = 0.5 x Mass x Velocity x Velocity
ويلاحظ أنه لتطوير طاقة الفوهة فأن سرعة الفوهة muzzle velocity أهم بكثير من كتلة المقذوف ، فمضاعفة سرعة الفوهة للقذيفة تربع طاقتها ، في حين أن مضاعفة كتلة القذيفة تضاعف من طاقة حركتها ، لذلك يركز مصممو القذائف على زيادة سرعة اصطدامها بالهدف لتحقيق أكبر طاقة ممكنة .

24‏/10‏/2016

مع تصاعد الضربات .. الدبابة أبرامز تفقد بريقها في العراق !!

  فيديــو جديــد لتنظيــم الدولــة يشهــد إذلال الدبابــة
مـــع تصاعـــد الضربـــات .. الأبرامـــز تفقـــد بريقهــــا فـــي العــــراق !!

النزاعات التي جرت في الشرق الأوسط وتلك التي جرت من قبل في جنوب شرق آسيا أظهرت بوضوح أن القذائف شديدة الانفجار المحملة في العربات المدرعة تشكل خطراً جدياً extremely hazardous على العربة والشاغلين ، خصوصا تجاه هجمات الرؤوس الحربية ذات الشحنات المشكلة . فمخازن الذخيرة يمكن أن تصمم لاحتواء ومقاومة انفجار رأس حربي واحد ، لكن ليس 40 رأس حربي دفعة واحدة أو حتى دفعات .. هذه المقدمة كانت تمهيدية لعرض إصدار جديد لتنظيم الدولة يظهر تدمير دبابة أبرامز عراقية قرب مفرق القيارة جنوب الموصل . الصاروخ (على الأرجح من نوع كورنيت) أصاب مخزن الذخيرة في مؤخرة البرج وأدى لحدوث كرة لهب أمتدت عشرات الأمتار في السماء ، مما نتج عنه تدمير الدبابة بشكل مثير .. في الحقيقة برنامج أمريكي مكثف عند تطوير دبابة المعركة الرئيسة M1 Abrams استهله مختبر الجيش الأمريكي للبحوث البالستية BRL لتحديد المسببات الظاهرية لانفجار مخزون الذخيرة في دبابات المعركة عند الإصابة ، ومن ثم ابتكار التقنيات الوقائية اللازمة لتجنب النتائج المترتبة . البداية كانت مع الدبابة M1 التي جهزت بمدفع من عيار 105 ملم ومخزون من 55 قذيفة ، ثم بعد ذلك انتقل العمل على الدبابة M1A1 التي حملت مدفع من عيار 120 ملم ومخزون كامل من 40 قذيفة . خلال العمل ، حرص مصممو الدبابة أبرامز على تطوير مقصورات ذخيرة تراعي اعتبارات السلامة وتخفيض الحساسية تجاه وسائل التحفيز أياً كان مصدرها ، ووفق مبادئ هندسية محسنة تناولت أعتبارات كثيرة .
التركيب الهيكلي للدبابة أبرامز كان يجب أن يكون قوياً بما فيه الكفاية لمقاومة الإنفجارات الداخلية بالإضافة إلى الإنفجارات الخارجية . في العديد من دبابات المعركة الحالية ، يشكل الدرع الخارجي الاعتبار الرئيس والأهم الذي يجري التأكيد على قوته بما فيه الكفاية لمواجهة أحمال الانفجار أو العصف الخارجي وضغوطه blast loads ، لكن قليل من الاهتمام يعطي إلى أحمال الانفجار الداخلي .. شحنات الدافع ، خصوصا تلك المعبأة في حاويات الخراطيش القابلة للاحتراق combustible-cased ، يمكن أن تكون أكثر خطراً على العربة القتالية من الرؤوس الحربية العدائية . فهذه الدوافع الصلبة تحت الضغط ستحترق بمعدل أكثر سرعة ، وسوف يزداد معدل الاحتراق burn rate بشكل تصاعدي مع الضغط المتزايد . لقد أظهرت هذه الشحنات قابلية أكيدة على الاحتراق متى ما تعرضت للصدم من قبل نفاث شحنة مشكلة . كما أظهرت الاختبارات أن الضغط المتزايد والمتصاعد في مخزن الذخيرة سيكون له تأثير تفاعلي synergistic effect مع الرؤوس الحربية القريبة وبالتالي سوف يزيد احتمالات تفجيرها حتى مع استخدام وسائط تخفيض الانفجار .  
ذخيرة الدبابة مكدسة في مخزنين منفصلين ، أحدهما في عنق البرج ويحوي عدد 34 قذيفة ، والآخر في مؤخرة الهيكل ويحوي عدد 6 قذائف . المخزن في عنق البرج مفصول عن مقصورة الطاقم بأبواب إنزلاقية مصفحة sliding doors ، وهو مقسم إلى حجرتين منفصلتين ، كل منها يحوي عدد 17 قذيفة ، وكل منها أيضاً له صفيحة تنفيسه الخاصة blow-away panel على سطحها العلوي . أما بالنسبة لمخزن الذخيرة في مؤخرة الهيكل ، فهو أيضاً يمتلك صفيحة تنفيس خاصة به في القاطع الذي يفصل ما بين مقصورة الطاقم وحجرة المحرك . مخازن الذخيرة في الدبابة الأبرامز يمكن أن تتضمن تداخلاً بين ذخائر الطاقة الحركية والكيميائية دون قيود على المزيج أو التقارب الموضعي بين الأنواع المختلفة . في سلسلة الدبابات M1A1 وما تبعها ، هناك رف لقذيفتين إضافيتين حدد مكانها على أرضية السلة basket floor . أفراد الطاقم يؤمرون لاستخدام هذا الرف المتوفر فقط لقذائف الطاقة الحركية ، في حين أن القذائف شديدة الانفجار متعددة الأغراض لا يجب أن توضع في هذا المكان ، علماً أن موضع هذا الرف محمي فقط من قبل موقعه في الدبابة . 
 
فيديو تدمير الأبرامز للمشاهدة ..

23‏/10‏/2016

الجزائر ثاني زبائن الصاروخ الروسي الموجه Kornet-EM بعد مملكة البحرين .

في صفقة وقعت خلال شهر مارس العام 2015 ، الجزائر ثاني زبائن الصاروخ الروسي الموجه المضاد للدروع Kornet-EM بعد مملكة البحرين .. هذه النسخة من الصاروخ مخصصة للتثبيت على مثل العربة الروسية متعددة المهام Tiger أو غيرها من المركبات التي يتراوح وزنها ما بين 1.2-1.5 طن ، كما يمكن إطلاقها من المنصة ثلاثية القوائم الخاص بالصاروخ Kornet-E . هذه النسخة مع مدى مضاعف يبلغ أقصاه 150-8000 م للنوع المضاد للدروع ذو الشحنة المشكلة والرأس الحربي الترادفي ، ومدى أقصى حتى 150-10000 م للنوع المضاد للمباني والدشم والخنادق الذي يحمل رأس حربي بمتفجرات الوقود الجوي (مكافئ في قدراته لنحو 7 كلغم من متفجرات TNT) . الصاروخ يستعين بالتوجيه بركوب شعاع الليزر مع تقنية التتبع الآلي للهدف automatic tracker من خلال وحدة الإطلاق ، مما يجعل النظام قابلاً للاستغناء عن جهد المشغل البشري أثناء عملية التوجيه وتطبيق مفهوم "أطلق وأنسى" fire-and-forget . العربة القاذفة المجهزة بوحدتي إطلاق سقفيتين قابلتين للإخفاء (كل منها يحمل عدد أربعة صواريخ Kornet-EM) يمكن أن تطلق النار على هدفين منفصلين بشكل آني ، أو للدقة ، صاروخين مستقلين يطلقان من كل وحدة . بحيث تستطيع كل وحدة توجيه صاروخين بشعاع ليزري واحد one beam على ذات الهدف وذلك لمضاعفة احتمالات الضربة وأيضاً تسهيل التغلب على أنظمة الحماية النشطة APS المرتبطة بالهدف . هذه التقنية وفرت كما يدعي مصممي النظام زيادة لنحو 5 مرات في مستوى دقة تتبع الهدف أثناء الاستخدام القتالي ، واحتمال إصابة مرتفع لنحو الضعف بالمقارنة إلى نظام الصاروخ في نسخته الأولى . أضف لذلك ، أسلوب الاشتباك والتتبع الآلي يخفض الإجهاد الطبيعي والنفسي الذي يمكن للمشغل مواجهته أثناء العمل ويحسن بالتالي من قابليات المشاغلة في مختلف الظروف .. ونتيجة لمدى النظام الطويل نسبياً ، الصاروخ قادر على الاشتباك ومهاجمة الأهداف السطحية والجوية ، بما في ذلك الطائرات من دون طيار والمروحيات من مسافة آمنة ، حتى مع كون سرعته لما دون سرعة الصوت بقليل subsonic أو نحو 280 م/ث . ويؤكد مصمموه أن قدرة اختراق رأسه الحربية القصوى تتراوح بين 1100-1300 ملم ، وهو بذلك قادر عملياً على تدمير جميع دبابات المعركة الرئيسة المعروضة في الساحة حالياً .

12‏/10‏/2016

مدفع الدبابات الروسية الجديدة أملس الجوف 2A82-1M .

مدفـــــــــع الدبابــــــــــات الروسيـــــــــة الجديــــــــدة أملــــــــــس الجـــــــــوف
2A82-1M

عرضت بعض المواقع المتخصصة تفاصيل أكثر عن السلاح الرئيس الذي يجهز الدبابة الروسية الأحدث T-14 Armata . هذا السلاح الذي حمل في نسخته الأحدث التعيين الرسمي 2A82-1M ، هو كسابقيه من السلسلة 2A46 ، أملس الجوف ومن عيار 125 ملم . عملية تطوير وإنتاج السلاح تم انجازها في مصنع المدفعية No.9 في مدينة "يكاترينبورغ" Yekaterinburg التي تعد المركز الصناعي والعلمي والثقافي الرئيس والأكبر لمنطقة الأورال (المصنع يتبع شركة الصناعات الميكانيكية الروسية أورالفاغونزافود Uralvagonzavod التي تقع في مدينة نازني تاغل Nizhny Tagil ، وهي واحدة من أكبر المنشآت الصناعية والعلمية في روسيا والمنتج الأكبر في العالم لدبابات المعركة الرئيسة) . مصنع المدفعية No.9 تأسس في 30 أكتوبر العام 1942 في منطقة "الأورال" Ural ، حيث أوكل إليه حينها مهمة تصنيع جميع أشكال مدافع الميدان الثقيلة خلال الحرب العالمية الثانية ، كما تولى تصنيع جميع مدافع الدبابات السوفييتية بعد إنتهاء الحرب . السلاح 2A82-1M ورغم عدم توافر معلومات رسمية مفصلة عن تاريخ تطويره والعمل على بناءه ، إلا أن بعض المصادر الروسية تتحدث عن أن هذا الأمر بوشر به مع بداية الألفية الجديدة ، واستكمل في نهاية العام 2006 مع أنتاج مصنع المدفعية No.9 نسخة محاكية من السلاح ونسختان تجريبيتان ، خضعت جميعها لتجارب إطلاق النار حية وأكملت كل منها على التوالي 787 ، 613 و554 إطلاقة . النسخة الابتدائية من السلاح والتي حملت التعيين 2A82 كانت قد طورت في الأساس عن المدفع 2A66 (D-91T) أملس الجوف من عيار 125 ملم ، والذي أختبر في أواخر الثمانينات على مشاريع الدبابات الواعدة Object 187 وObject 785 مع سبطانة بطول 6000 ملم (الذي يعني نسبة L/48) . المكسب الرئيس للسلاح 2A66 جرى إنجازه من خلال زيادة حجم حجرة النار chamber لتحمل المزيد من ضغوط الغازات ، مما أتاح استخدام شحنات دافع propellant charges أكبر حجماً وبالتالي أكثر قوة مما سبق . لقد أختلف السلاح 2A66 في مظهره الخارجي عن السلاح الكلاسيكي 2A46M وذلك بامتلاكه لتصميم كابح فوهة مميز muzzle brake لمعادلة الارتداد العنيف للمدفع . استقرار المصممين الروس على العيار 125 ملم لصالح دباباتهم الجديدة جاء لأسباب واعتبارات منطقية عديدة ، منها أن زيادة قطر السلاح ستقترن بالضرورة بزيادة كتلة منظومة السلاح بتفاصيلها العامة ، وكذلك زيادة مضاعفة في وزن الذخيرة المستخدمة ناهيك عن مستوى غير مقبول من الارتداد على بناء الهيكل .   
طبقا للمعلومات المتوافرة فإن البناء العام للسلاح 2A82-1M يتضمن سبطانة بتجويف أملس يبلغ طولها 7000 ملم (الذي يعني نسبة L/56) تفتقد لنازع الدخان الذي ينصف في العادة سبطانات سلسلة المدافع 2A46 . الاستغناء عن نازع الدخان Fume extractor كان نتيجة حتمية لانتفاء الحاجة إليه مع برج الدبابة T-14 غير المأهول . فلم يعد هناك خوف من تسلل غازات مسحوق الدافع لمقصورة البرج وبالتالي تضرر أفراد الطاقم الذين جرى تسكينهم ضمن مقصورة خاصة معزولة إلى مقدمة الهيكل (المصممين الروس يدعون أن سلاحهم الجديد وبالإضافة للدبابة T-14 ، هو قابل للتصعيد والتثبيت على نسخ الدبابات المطورة من نوع T-72 و T-90، لكن هناك شكوك حول هذه الجزئية خصوصا مع افتقاد السلاح لمنظومة نازع الدخان) .. لقد جرى تطوير سبطانة السلاح 2A82-1M باستخدام سبائك وتقنيات تصنيع محسنة زادت من قسوتها Stiffness وقدرتها على مواجهة التشوه ، وخفضت بالتالي من الاهتزازات لحد كبير . إذ تشير المعلومات إلى استعانت المصممين الروس بتقنية تصنيع غربية الأصل تعرف باسم "أوتوفريتاغ" autofrettage ، التي تعني بشكل حرفي الإحاطة أو التطويق الذاتي self-hooping . عملية أوتوفريتاغ التي استعان بها الروس لإنتاج سبطانة المدفع 2A82-1M هي عبارة عن تقنية تصنيع متقدمة تستخدم لزيادة عمر سبطانات المدافع وتمديد خدمتها عن طريق تقوية هذه السبطانات أثناء مراحل الإنتاج وزيادة تحملها ومتانتها ، وذلك بإخضاع التجويف الداخلي لإجهاد وضغوط هيدروليكية هائلة hydraulic pressure من أجل الحصول على تحسينات هامة في النهاية السطحية surface finish ومتانة الجزء المطلوب تقويته وحمايته من التشققات والتصدعات المتطورة من الداخل . الأعمال الأخرى الخاصة بتعزيز قدرات السلاح 2A82-1M اشتملت على طلاء تجويف السبطانة بعنصر الكروم chrome plating وذلك بقصد زيادة العمر التشغيلي . هذه العملية هي عبارة عن ترسيب كهربائي لتكسيه جوف السبطانة بطبقه رقيقه بيضاء مائلة للزرقة من مادة الكروم ، ومهمة هذه الطبقة هي مقاومة مظاهر التعرية والإهتراء الشديدة الناتجة عن غازات الدوافع شديدة السخونة ، كما أنها تعمل على تحسين قيم وخصائص المدفع ورفع أداءه (الفرق بين المصطلحين هو أن الأول يبحث تدهور خواص المادة الأساسية نتيجة لتفاعل كيميائي مع بيئتها المحيطة والتسخين المفرط ، مما يطلق عليه مصطلح التعرية Erosion . في حين يحدث الإهتراء Wearing نتيجة عملية ميكانيكية مثل الاحتكاك الحاصل بين المقذوف وجدار السبطانة الداخلي) .
لقد حرص المصممين الروس ، وكما هو معمول به في السابق ، على تأكيد قابلية استبدال سبطانة السلاح عن مجموعة العقب بسهولة نسبية ودون الحاجة لنزع برج الدبابة كاملاً ، وكذلك الأمر عند الوصل والربط . إذ تنزلق سبطانة المدفع داخل عقب السلاح ثم تستدير لنحو 45 درجة ، وتقوم أسنان الوصل الحلزونية bayonet connection بربط كل من جزئي العقب وسبطانة المدفع ببعضهما البعض . كما جرى تحسين دعامة الإسناد الفولاذية الخاصة بامتداد السبطانة ، مما حسن معه من الاتزان الديناميكي dynamic balance للمدفع . وفي الحقيقة التعديلات طالت أيضاً حاضنة أو حاملة المدفع Cradle والتي هي تجهيز رئيس مهمته دعم وإسناد مكبس السلاح وكذلك سبطانة المدفع ومقطع المغلاق والسماح لهم بالارتداد أثناء عمليات إطلاق النار ، حيث جرى زيادة صلابة وتقسية هذه الحاضنة وإطالة عنقها لنحو 160 ملم مقارنة على سبيل المثال بما هو مقرر لنسخة السلاح 2A46M .. الروس حرصوا أيضاً على إعادة هندسة وتصميم آلية كبح الارتداد recoil brakes في السلاح الجديد 2A82-1M وتحسين أداءها وذلك عن طريق زيادة عدد الاسطوانات إلى ثلاثة بدلاً من اثنتان (كما كان الحال في نسخة المدفع الأسبق 2A46M-5) ، حيث وزعت اسطوانات كبح الارتداد وفق نمط اثنتان للأعلى من مغلاق المدفع ، في حين وضعت الثالثة في الجانب السفلي الأيسر منه . أما بالنسبة لاسطوانة المسترجع recuperator التي تتولى إعادة السلاح لوضعه السابق بعد حدوث الارتداد ، فقد حافظت هذه على موقعها في الجزء الأسفل من المغلاق (هذه الأداة تتولى السيطرة على جزء يسير من طاقة الارتداد وفق آلية معينة ، في حين تتولى اسطوانات الارتداد السيطرة على الجهد الأكبر من طاقة الارتداد بالإضافة إلى السيطرة على طول الارتداد recoil length) . هذا الترتيب لمنظومة كبح الارتداد أدى لتحسين وتنسيق قوة الاهتزاز أثناء الرمي وتخفيض خاصية البعثرة والتشتت على نحو ملحوظ . وأضاف المصممين الروس بعض التجهيزات الغربية لتعزيز دقة سلاحهم ، مثل منظومة مراجعة السبطانة MRS المثبتة في مقدمة طرف السبطانة عند فوهة السلاح . هذه الأداة تعمل على توفير معلومات دقيقة ومستمرة عن مستوى الانحراف الزاوي لسبطانة المدفع barrel deflection وعند أي زاوية ارتفاع كانت أثناء الحركة أو التوقف ، حيث ترسل المعطيات بعد ذلك لنظام السيطرة على النيران الذي بدوره يضمن دقة التصويب accuracy of shooting . فإحدى العوامل المهمة التي تؤثر على دقة نيران مدافع الدبابات أثناء الشروط العملياتيه ، هي تلك المتعلقة بتشوه سبطانة المدفع barrel deformation ، بمعنى تقوسها وانحناءها نتيجة مظاهر متعددة ، مثل التسخين الشمسي المباشر للسبطانة ، معدل النيران المسلمة ، المطر ، الريح الباردة . هذا التشويه سوف يؤدي إلى تغيير محور سبطانة السلاح وتوجيهها لنقطة تصويب خاطئة . معلومات نظام الاستقرار stabilization system الخاصة بالمدفع 2A82-1M لا تزال مجهولة ، وإن كانت الأنظمة الروسية توصف على العموم بضعف الأداء مقارنة بالأنظمة الغربية المماثلة ، لكن هذا لا يعني بالضرورة الدقة السيئة . وعلى الأرجح أن الروس طوروا نظام استقرار جديد ومتقدم لصالح الدبابة T-14 . 
في الحقيقة تقنيات التصنيع التي أقحمت في مشروع المدفع 2A82-1M جعلت المصممين الروس يدعون أن سلاحهم الجديد على المستوى التقني technical level يمتلك أفضلية لنحو 1,2-1,25 مرة على جميع مدافع الدبابات الغربية الحالية من العيار 120 ملم . كما أنه يتفوق مع ذخيرته الحديثة في جزئية طاقة الفوهة على جميع المدافع الموجودة في الساحة الآن بنحو 1.17 مرة ، بما في ذلك الألماني L55 الذي يجهز الدبابة الألمانية Leopard-2A6 . فالروس يتحدثون عن تسجيل طاقة فوهة لما بين 15-24 ميغاجول ، وسرعة فوهة حتى 2050 م/ث !! لكن تبقى هذه الأرقام محل تشكيك وتساؤل ؟؟ فمن المعروف أن مفهوم طاقة الفوهة يعكس قيمة خادعة ، تعتمد بشكل كبير على خصائص وملكيات الذخيرة المستخدمة (أو ما يسمى بحلول الذخيرة solutions ammunition) .. وللتوضيح ، فإن طاقة الفوهة Muzzle energy هي الطاقة الحركية للمقذوف عند مغادرته فوهة السلاح . وكقاعدة عامة ، كلما زادت كتلة المقذوف وازدادت سرعته ، فإن طاقة الفوهة تزداد وتتعاظم أضرارها المحتملة على جسم الهدف . لذا يتم التأكيد هنا دائماً على نوعية الدافع ، حجمه ، كتله المقذوف وأخيراً طول السبطانة . ويمكن حساب طاقة فوهة مدافع الدبابات بوحدة قياس تسمى "ميغاجول" megajoule ، وهي وحدة قياس للطاقة تعادل مليون جول ، أو تقريباً الطاقة الحركية لعربة تزن طن واحدة وتتحرك بسرعة 160 كلم/س . عملية الحساب هذه في أحد أشكالها تكون بضرب كتلة المقذوف (كيلوغرام) ، في مربع سرعة الفوهة (متر/ثانية) ، ثم نقسم الناتج على 2000 ، لتظهر لنا طاقة الفوهة . مع ملاحظة أنه لتطوير طاقة الفوهة فإن سرعة الفوهة muzzle velocity أهم بكثير من كتلة المقذوف . فمضاعفة سرعة الفوهة للقذيفة تربع طاقتها ، في حين أن مضاعفة كتلة القذيفة تضاعف من طاقة حركتها فقط ، لذلك يركز مصممو القذائف على زيادة سرعة اصطدامها بالهدف لتحقيق أكبر طاقة ممكنة (في المدافع الغربية الحالية من عيار 120 ملم ، سرعة الفوهة القصوى التي أمكن بلوغها لم تتجاوز 1750 م/ث ، وهي السرعة القريبة إلى الحد الممكن انجازه بشحنات الدفع الكيميائية التقليدية chemical propellants) . السلاح 2A82-1M قادر على إطلاق كلتا الذخائر الحالية والمستقبلية الخاصة بالعيار 125 ملم بما في ذلك الذخيرة الموجهة ، حيث هيئ السلاح للعمل مع أداة للشحن الآلي مع معدل تلقيم يبلغ 10-12 طلقة/دقيقة . الملقم الآلي في الدبابة يتسع لعدد 32 قذيفة مخزنة بشكل عمودي في سلة البرج غير المسكون uninhabited turret ، وعملية طرد العقب المعدني للخرطوش الفارغ تتم من خلال فتحة على الجانب الأيسر من البرج .
المصممين الروس طوروا نوعين من مقذوفات الطاقة الحركية KE الخارقة للدروع لصالح المدفع الجديد . ورغم عدم وجود تفاصيل كافية عن هذه الذخيرة إلا أن أحدها كما تتحدث بعض المصادر الروسية مجهز بخارق من سبيكة التنغستن TA ، والآخر يحمل خارق من سبيكة اليورانيوم المستنزف DU مع طول إجمالي يبلغ 900 ملم (مصادر أخرى تتحدث عن 770-800 ملم) . هذه الذخيرة تمثل في حقيقتها الجيل الجديد من قذائف APFSDS الخاصة بالعيار 125 ملم والمدفع الأحدث 2A82-1M . كما يتحصل السلاح على قذيفة متشظية شديدة الانفجار مع صمام قابل للبرمجة programmable fuse ، وهناك كذلك قذيفة صاروخية موجهه ثنائية الرؤوس تحمل التعيين الرسمي 3UBK21 "sprinter" . القذيفة الخارقة للدروع المثبتة بزعانف النابذة للكعب قادرة على اختراق نحو 1000 من التصفيح الفولاذي المتجانس homogeneous armor من مسافة 2000 م . الذخيرة الجديدة نجحت في الاختبارات الرسمية التي أجريت العام 2013 ، ودخلت في مرحلة الإنتاج الشامل والمتسلسل وتم قبولها من قبل ممثلي وزارة الدفاع الروسية .. الدورة البالستية الداخلية للذخيرة تبدأ مع فتح عقب السلاح وتحميل القذيفة بشكل آلي إلى مؤخرة السبطانة حيث تسكن حجرة الاحتراق combustion chamber . وعند إيقاد شحنة الدافع بأداة نشيطة في العقب ، فإن اشتعال الدافع ينتج عنه غازات وضغوط عالية جداً ودرجات حرارة مفرطة . الغازات الدافعة propellant gases تمارس قوة دفع على قاعدة المقذوف ، ليبدأ هذا الأخير في التقدم سريعاً نحو الأمام . خلال أجزاء من الألف من الثانية بعد الإيقاد ، يصل المقذوف إلى فوهة السلاح ، حيث يقذف بسرعة مرتفعة جداً نحو هدفه . الغازات المتبقية في السبطانة تكون حرة الحركة للتوسع والتمدد في الاتجاه المحوري axial direction ، وهم في الغالب يتبعون المقذوف إلى خارج الفوهة .

المواصفات العامة للسلاح 2A82-1M والخاص بالدبابة T-14 Armata كما وردت عن المصادر الروسية على الشبكة :

- عيار المدفع : 125 ملم
- نوع المدفع : أملس الجوف مع طلاء بعنصر الكروم
- كتلة السلاح : 2700 كلغم
- طول السبطانة : 7000 ملم
- سرعة الفوهة : 2050 م/ث
- المدى المؤثر للذخيرة : 4000 م 
- المدى المؤثر للمقذوف الصاروخي 3UBK21  : 8000 م
- المدى المؤثر للمقذوف الصاروخي Reflex-M : 5500 م
- معدل التلقيم : 10-12 ط/د
- طاقة الفوهة المنجزة : 15-24 ميغاجول
- قابلية الاختراق بالنسبة لمقذوفات الطاقة الحركية : 850-1000 ملم
- قابلية الاختراق بالنسبة للمقذوف الصاروخي : 950 ملم
- العمر الخدمي للسبطانة : 800-900 طلقة
- إجمالي ذخيرة الملقم الآلي : 32 طلقة
- إجمالي ذخيرة الدبابة : 45 طلقة

10‏/10‏/2016

عملية إطلاق الصاروخ الروسي المضاد للدروع kornet-EM .

صور متلاحقة لعملية إطلاق الصاروخ الروسي المضاد للدروع kornet-EM .. هذا السلاح كشف عنها النقاب خلال معرض موسكو الجوي MAKS في أغسطس العام 2011 ، وأطلق عليها Kornet-EM مخصصة للمنصات المتحركة والعربات ، مثل الروسية متعددة المهام Tiger 4x4 أو غيرها من المركبات التي يتراوح وزنها ما بين 1.2-1.5 طن ، كما يمكن إطلاقها من المنصة ثلاثية القوائم الخاص بالصاروخ Kornet-E . هذه النسخة مع مدى مضاعف يبلغ أقصاه 150-8000 م للنوع المضاد للدروع ذو الشحنة المشكلة والرأس الحربي الترادفي ، ومدى أقصى حتى 150-10000 م للنوع المضاد للمباني والدشم والخنادق الذي يحمل رأس حربي بمتفجرات الوقود الجوي (مكافئ في قدراته لنحو 7 كلغم من متفجرات TNT) . الصاروخ يستعين بالتوجيه بركوب شعاع الليزر مع تقنية التتبع الآلي للهدف automatic tracker من خلال وحدة الإطلاق ، مما يجعل النظام قابلاً للاستغناء عن جهد المشغل البشري أثناء عملية التوجيه وتطبيق مفهوم "أطلق وأنسى" fire-and-forget . العربة القاذفة المجهزة بوحدتي إطلاق سقفيتين قابلتين للإخفاء (كل منها يحمل عدد أربعة صواريخ Kornet-EM) يمكن أن تطلق النار على هدفين منفصلين بشكل آني ، أو للدقة ، صاروخين مستقلين يطلقان من كل وحدة . بحيث تستطيع كل وحدة توجيه صاروخين بشعاع ليزري واحد one beam على ذات الهدف وذلك لمضاعفة احتمالات الضربة . أسلوب الاشتباك والتتبع الآلي يخفض الإجهاد الطبيعي والنفسي الذي يمكن للمشغل مواجهته أثناء العمل ويحسن بالتالي من قابليات المشاغلة في مختلف الظروف .. ونتيجة لمدى النظام الطويل نسبياً ، الصاروخ قادر على الاشتباك ومهاجمة الأهداف السطحية والجوية ، بما في ذلك الطائرات من دون طيار والمروحيات من مسافة آمنة ، حتى مع كون سرعته لما دون سرعة الصوت بقليل subsonic أو نحو 280 م/ث . ويؤكد مصمموه أن قدرة اختراق رأسه الحربية القصوى تتراوح بين 1100-1300 ملم ، وهو بذلك قادر عملياً على تدمير جميع دبابات المعركة الرئيسة المعروضة في الساحة حالياً . 












تجربة القتال الحضري في مدينة غروزني 1994-1996 (5)

تجربــــــــة القتــــــــــال الحضــــــــري فـــــــــي مدينـــــــــة غروزنــــــــــي 1994-1996 (الحلقة 5)

لقد أجادت فرق قتل الدروع الشيشانية تشكيل مجموعات قتالية مؤلفة من 15-20 مقاتل ، حيث قسمت هذه إلى ثلاثة أو أربعة خلايا قتالية . هذه المجموعات جرى تسليحها بقواذف كتفيه مضادة للدروع من نوع RPG-7 وRPG-18 ، بالإضافة لمدافع رشاشة وبنادق قنص . تشكيل آخر قياسي لفرق الصيد الشيشانية hunter-killer teams اعتمد على فريق من رامي قاذف كتفي RPG وقناص وآخر برشاشة آلية ، حيث ثلاثة إلى خمسة فرق قاتلة من هذا النوع كانت تعمل سوية في نفس القطاع . وفي حين يتولى القناصة ومشغلي المدافع الرشاشة توفير الدعم الناري ومشاغلة المشاة المرافقين للعربات المدرعة والدبابات ، فإن رماة قذائف RPG كانوا يتولون الاشتباك المباشر وضرب الأهداف المدرعة في مواضع الضعف المعروفة ، في حين تولى أفراد آخرون مهمة حمل الذخيرة والعمل كرماة مساعدين مسلحين ببنادق AK . الكمائن الشيشانية ambushes وفرق صيد الدروع ، انتشرت في المباني المرتفعة للمدينة ، وتحديداً في الأدوار الثانية والثالثة حيث لا تستطيع مدافع الدبابات الوصول إليهم (لا أحد يتواجد على الجانب المعاكس من المبنى لتجنب إطلاق النار أحدهما على الآخر) ، في حين توزعت قوات أخرى في السراديب المحاذية للطرق والمداخل الرئيسة ، مع تحديد مواقع أخرى بديلة للهرب والانسحاب عند الضرورة . واستخدم المقاتلون تكتيكات عملية ومميزة للمواجهة ، خصوصاً مع توجه المشاة الروس للبقاء داخل عرباتهم المدرعة أثناء الكمين ، مما أعطى المقاتلين الشيشان الفرصة لرمي قنابلهم اليدوية وأسلحتهم القاذفة من الشرفات المطلة على طرق المدينة على أسقف الأهداف المدرعة ، بما في ذلك القناني المملوءة بسائل الغازولين gasoline . إحدى التكتيكات تمثلت في توجيه 5-6 من حاملي القاذفات RPG نيرانهم المباشرة نحو هدف مدرع واحد ، حيث يتم التركيز على المناطق العليا والسقفية للأهداف المدرعة بالإضافة للمؤخرة والجوانب حيث أوهن التدريع . تكتيكات أخرى استخدمتها المقاومة الشيشانية تمثلت في حصر الأرتال المدرعة الروسية في منطقة ضيقة ، وذلك عن طريق تدمير الهدف المدرع الأول في الرتل وتدمير الهدف الأخير منه أيضاً ، بحيث يسمح هذا التكتيك في مهاجمة كامل الرتل وهو في وضع محصور وكأهداف ثابتة . كانت إصابات أطقم الدبابات مرتفعة جداً (من المثير والمدهش أن مثل هذه التكتيكات استخدمت قبل 50 سنة في العاصمة الألمانية برلين Berlin ، عندما عملياً شلت كامل أرتال الدبابات السوفييتية المتقدمة داخل المدينة ، وحيدت حركتها بتدمير العربات في مقدمة الأرتال ومؤخرتها) .
وفي دراسة أعدت لاحقاً للدروس المستفادة من هذه الحرب ، توصل الروس لنتيجة مفادها أن معظم الدبابات والعربات المدرعة من طراز BMD-1 و BMP-2 و BTR-70 المشاركة في العمليات أصيبت بأسلحة كتفية مضادة للدروع في مواضع مختلفة من بدنها ، وأن كل عربة مدمرة تلقت من 3-6 ضربات قاتلة بقذائف RPG . لقد فضل المقاتلون الشيشان التسديد نحو خزانات الوقود Fuel cells والمحركات لتعطيل أهدافهم مبدئياً كما أظهرت نتائج نحو 90% من الإصابات المتحققة ، ثم بعد ذلك يتولى المقاتلون مهاجمتها في المناطق المختارة لتدميرها . التقارير الروسية تشير أن ما نسبته 98% من هذه الدبابات المدمرة أصيبت في مناطق غير محمية بالدروع التفاعلية المتفجرة ERA . لقد استخدمت القوات الروسية الدبابات من طراز T-72 وT-80 في معارك الشيشان ، وكانت كلا الدبابتين منيعة نسبياً تجاه القذائف الكتفيه الموجهة نحو مقدمة البرج ، بسبب ثخانة التدريع أولاً ، وكذلك تغطيتها بقراميد الدروع التفاعلية المتفجرة ، فكان الحل الشيشاني بإطلاق مقذوفات RPG ضمن مدى 50 م لتفجير قراميد الدروع المتفجرة ERA ، ثم بعد ذلك يطلق عدة مقذوفات RPG باتجاه النقطة المكشوفة . حل آخر كان بالاستفادة من تجربة الحرب الطاجيكية العام 1992 ، ومهاجمة المناطق غير المحمية كلياً مثل الجوانب ومؤخرة البرج والبدن ، والأسطح العليا وفتحة السائق ، هذا بالإضافة لمهاجمة مجموعات الرؤية vision blocks الخاصة بالدبابة . فلو نجت هذه من الهجوم الأول ، فإنها ستكون مغيبة وفاقدة الرؤية نتيجة تدمير منظومات الرؤية ، مما يسمح لرماة RPG بإعادة تحميل أسلحتهم والهجوم من جديد . 
خدعة أخرى مارسها المقاتلون تمثلت بإلقاء قنبلة تشظية fragmentation grenade على السقف الأمامي للدبابة بقصد إتلاف منظومة الرؤية للسائق ومن ثم تركيز هجوم قذائف RPG على المقطع الخلفي لبرج الدبابة T-72 . لقد كيف المقاتلون تكتيكاتهم لمواجهة ظروف المعركة ، فقاذفات RPG التي بحوزتهم لم تكن قادرة على تدمير الدبابات المجهزة بدروع تفاعلية متفجرة ، بسبب عدم توفر المقذوف PG-7VR المجهز برأس حربي ترادفي ، فعمدوا إلى تشكيل فريقين أو أكثر من فرق RPG توجه نيران مقذوفاتها نحو نفس المنطقة في الدبابة ، ولكن من زوايا مختلفة . من ضمن المناطق التي ركزوا عليها كان منطقة الجنازير لتعطيل الدبابة ، ثم توجيه نيرانهم نحو الدروع التفاعلية لتفجيرها وخلق بقعة مكشوفة exposed spot لتوجيه القذائف القاتلة نحو المناطق الضعيفة (الروس لم يفاجئوا فقط بشراسة المقاومة الشيشانية ، لكنهم أيضاً فوجئوا بتطور استخدامهم لمصائد المغفلين booby-trapped والألغام ، حيث حرص هؤلاء على تفخيخ وتلغيم كل شيء تقريباً) .
بعد الحرب ، القيادة العسكرية الروسية شكلت فريق تفتيش رسمي مختص لمعاينة العربات المدرعة الروسية المتضررة والمحطمة التي شاركت في معركة غروزني Grozny ، مع صلاحيات كاملة . بموجب ذلك ، سمح لكل من "سيرجي ليبوف" Sergei Lebov و"يوري ميدفيد" Yuri Medved القيام بزيارة قصيرة إلى مركز تطوير الدروع الروسي في "كوبينكا" Kubinka . التقرير الذي كانوا يعدونه أصبح واحداً من الأولويات القصوى في الجيش الروسي وقياداته . لقد كان بإمكان المفتشين بالإضافة إلى العدد الكبير من العربات المدرعة الخفيفة المدمرة ، فحص عدد 23 دبابة معركة رئيسة من طراز T-72B وعدد 10 دبابات من طراز T-80BV .مستوى الأضرار في هذه الدبابات كان متفاوت لحد كبير ، ففي حين أن بعضها تعرض لأعطال وتلف طفيف وسطحي من قبل المقاتلين الانفصاليين الشيشان ، فإن حجم الأضرار كان في الحقيقة هائل وشديد جداً بالنسبة لدبابات أخرى . في حالة واحدة مميزة ، دبابتين من نوع T-72A روسية دمرت أثناء المعركة حول قصر الرئاسة في غروزني ، بدت مثل النصب التذكاري الغريب بالنظر إلى أبراجهم المفصولة disembodied turrets المرتبة بعناية على الشارع بجانب هياكلهم المحطمة . ليبوف وميدفيد كان لديهم مهمة جمع بيانات سبب تطاير وانفصال أبراج هذه الدبابات . في الحقيقة هذا النوع من العمل لم يكن جديداً إلى المفتشين الروس ، فقد رأوا دماراً مماثلاً على ساحات معركة عاصفة الصحراء Desert Storm وفي يوغسلافيا السابقة ، لكن كان عليهم هذه المرة البحث بشكل أكثر شمولية عن أسباب افتراق البرج عن الهيكل . إيقاد واشتعال الذخيرة المخزنة في الداخل onboard ammunition بعد اختراق دروع الدبابة الرئيسة ، يسبب انفجاراً عنيفاً بما فيه الكفاية لنسف برج الدبابة المنكوبة عالياً في الهواء وبعيداً عن الهيكل (هذا ما تحدث عنه الغرب دوماً) . لكن ليبوف وميدفيد عرفا أن المشكلة جزئياً لم تكن في تصميم الدبابات نفسها ، فمنذ بدايات الحرب المدرعة ، الدبابات كانت تدخل المعركة بالذخيرة وهي مخزنة في المواضع المفتوحة غير المحمية ضمن مقصورات قتالها fighting compartments ، لذا كان لزاماً البحث في أسباب أخرى لهذه النتائج المأساوية .
قاعدة كوبينكا العسكرية التي توجه نحوها الفريق (تحول إلى متحف وصالة عرض بعد ذلك) ، والواقعة على مسافة 60 كلم خارج موسكو ، كانت فيما مضى مركزاً سرياً جداً لتطوير العربات المدرعة وموقعاً للاختبار . وفي نفس هذا المكان وفي شهر فبراير من العام 1995 ، عقد الجنرال "بافل غراشيف" Pavel Grachev (حصل في العام 1988 على وسام بطل الاتحاد السوفيتي الذهبي ، وهو وزير الدفاع الروسي السابق للفترة 1992-1996) ، مؤتمره الخاص الذي تحدث خلاله عن أداء الدروع الروسية في معركة غروزني . تعليقاته ربما كان لها تأثير كبير ومهم على قابليات تطوير العربات المدرعة والدبابات الروسية ، في الوقت الذي ساهمت فيه هذه التعليقات في تقليل الغرب لقدرات الدبابات الروسية الحالية والمستقبلية بشكل مثير . النقاط الرئيسة التي ركز عليها الجنرال الروسي تمحورت حول الأداء السيئ poor performance والرديء للعربات الروسية المدرعة وكما أشير إليه بشكل عام أثناء القتال في الشيشان . طبقاً للجنرال غراشيف ، نشر الجيش الروسي 2,221 عربة مدرعة أثناء بدء العمليات في الشيشان بتاريخ 14 ديسمبر 1994 . من ذلك المجموع ، كان هناك خسارة كلية وغير قابلة للاسترجاع irretrievable لنحو 225-250 عربة مدرعة مختلفة ، منها 62 دبابة معركة رئيسة من الأنواع T-72B وT-80B وT-80BV. وتحدث غراشيف يومها وأعرب عن استياءه الشديد من أداء القوات المدرعة الروسية بشكل عام ، ومن الدبابة T-80 بشكل خاص . طبقاً لبعض المصادر الغربية ، فإن دبابة T-80 التي كانت آلة القتال الرئيسة للجيش الروسي ، والتي لطالما أقلقت وأفزعت رؤساء وزارة الدفاع الأمريكية في العقد الأخير من الحرب الباردة ، ظهرت "ككومة خردة" junk heap على ساحات معركة الشيشان . يومها تحدث الجنرال غراشيف بشكل واضح ، وحدد ثلاثة مواضع رئيسة كعيوب منطقية للدبابة T-80 : حماية التدريع غير الكافية ، شراهة المحرك التوربيني الغازي للوقود ، ومصاعب تعامل الملقم الآلي مع خراطيش الذخيرة نصف القابلة للاحتراق .
الجنرال "أليكساندر غالكين" Aleksandr Galkin ، رئيس مديرية الدروع التابعة لوزارة الدفاع الروسية تحدث في مقابلة نشرت في صحيفة "النجم الأحمر" Red Star بتاريخ 25 مارس 1995 ، وأضاف بعض التعليقات المثيرة المتعلقة بالدبابة T-80 ، والنتائج العرضية التي تحققت خلال القتال في الشيشان . فذكر أولاً في رده على الملاحظات الحرجة التي نشرت وتتعلق بمنظومة التلقيم الآلي في الدبابات الروسية "القذائف في الدبابات الغربية توضع منفصلة عن الطاقم ، وهذا يحمل فائدة وميزة نفسية psychological advantage ، لكن في حالة حدوث ضربة مباشرة وقوية ، مخزون الذخيرة ما زال عرضة للانفجار والطاقم في وضع الخطر" . مع ذلك ، الجنرال غالكين اعترف على أية حال بأنه إذا نفاث شحنة مشكلة ضرب جانب الدبابة T-80 الضعيف واخترقه ، فإنه يمكن أن يصيب أحد أجزاء مخزن الذخيرة على أرضية البرج ، وهذا مع حدث فعلاً عندما أصيب مقذوف صاروخي موجه من نوع Cobra (يخزن مثله مثل القذائف القياسية الأخرى في صينية التلقيم) ، وتسبب ذلك في حدوث انفجار عنيف لكامل حمولة الذخيرة . طبقاً الجنرال غالكين ، هذه المشكلة كشفت أثناء العمليات القتالية ، وستؤخذ مستقبلاً بنظر اعتبار المصممين الروس .