31‏/8‏/2016

دبابة المعركة الرئيسة والسلاح النيوتروني .

دبابـــــــــة المعركـــــــــة الرئيســـــــــة والســــــــلاح النيوترونــــــــي 

يعتبر السلاح النيوتروني neutron weapon أو سلاح الإشعاع radiation weapon أحد أنواع الأسلحة النووية التكتيكية المصممة خصيصاً لإصدار جزء كبير من طاقتها كإشعاع نيوتروني نشيط بدلاً من الطاقة المتفجرة . هو في الحقيقة سلاح تدميري أكثر بكثير في قدراته من القنابل التقليدية . وبما أن تأثيره على الدبابات يختلف عن تأثير أسلحة التدمير الشامل الأخرى ، فقد أفردنا له عنواناً مستقلاً . إن الرؤوس الحربية النيوترونية هي سلاح مضاد للدبابات والتشكيلات المدرعة بشكل خاص ، فهي السلاح الوحيد القادر على تعطيل وقتل أطقم الدبابات مهما كان عددها في منطقة التأثير النيوتروني ، حيث أن تأثيره ينحصر في الجانب الإحيائي biological أكثر منه في الجانب المادي material أو تجاه البناء التحتي . العربات المدرعة تعرض درجة وقابلية عالية نسبياً من الحماية تجاه الحرارة وموجات العصف ، التي تعتبر من الآليات التدميرية الرئيسة للأسلحة النووية الطبيعية . لذلك فإن أفراد من الطاقم داخل دبابة وفي ظل حماية تصفيحها ، يمكن أن يتوقعوا النجاة من انفجار نووي عند مدى قريب نسبياً ، بينما منظومة الوقاية من الأسلحة النووية/البيلوجية/الكيميائية تضمن درجة عالية من قابلية المعالجة operability ، حتى في بيئة غبار نووي . على النقيض من ذلك فإن السلاح الإشعاعي يقصد قتل نسبة مئوية أعلى بكثير من أفراد العدو داخل مثل هذه البيئات المحمية ، وذلك من خلال إطلاق وتحرير نسبة مئوية أعلى من ناتجهم على شكل إشعاع نيوتروني ، يكون معه أي مستوي تدريع لدبابة معركة غير فعال. حيث تطلق هذه الرؤوس نحو 80% من طاقتها على شكل إشعاعات نيوترونية neutron radiation سريعة لا يستطيع أي تدريع إيقافها . وللحماية من تأثير الإشعاع النيتروني ، فقد استخدم في الماضي شمع البرافين Paraffin wax وهو مادة كيميائية حافظة توضع بيت طبقات الدرع لغرض منع اختراق الشعاع النيتروني . أما الآن فإن مادة بلاستيكية مركبة أكثر فاعلية تدعى البولي إثيلين Polyethylene تستخدم لهذا الغرض (مركب كيميائي يتكون من سلاسل طويلة من ذرات الكربون ، مع ذرتي هيدروجين ربطت كل منها بذرة كربون) ، حيث يضاف لتركيب هذا المنتج نسبة من النظائر المشعة للبورون boron 10B ، مع نسبة متوفرة أصلاً من الهيدروجين Hydrogen (أي مادة غنية بالهيدروجين مطلوبة لتوفير الحماية من النيوترونات النشيطة energetic neutrons ، بسبب نزعة الهيدروجين لامتصاص طاقة النيترونات) تدمج إلى حد ما مع طبقات الدرع أو بطانة منع التشظية . 
من جهة أخرى ، يمكن حساب التأثيرات لمستوى جرعة الإشعاع radiation dose التي يجب أن تؤخذ لجلب الموت السريع للأفراد المستهدفين في الوضع المكشوف .. إن جرعة إشعاع من 6 غري تعتبر قاتله عادة (Gray هي وحدة قياس الجرعة الإشعاعية من الأشعة المؤينة الممتصة ، وتعكس كمية الطاقة التي أودعت في 1 كيلوجرام من الجسم الحي أو المادة) . هي ستقتل على الأقل نصف الأفراد المكشوفون إليها ، لكن لا تأثير ملاحظ قبل عدة ساعات . لذلك تصمم القنابل النيوترونية لتسليم جرعة من 80 غري لضمان قَتل الأهداف المحيطة بسرعة كبيرة جداً . إن قذيفة نيوترونية من عيار 203 ملم قوتها كيلو طن واحد ، إذا انفجرت على ارتفاع 1000 م ، فان بمقدورها شل أطقم الدبابات الواقعة ضمن دائرة نصف قطرها 300 م عن مركز الانفجار على الفور ، ثم يموتون بعد يومين . وكذلك شل أطقم الدبابات الكائنة ضمن دائرة نصف قطرها 300-700 م خلال دقائق معدودة ، ثم يموتون خلال ستة أيام . في حين أن أطقم الدبابات الموجودة على بعد 700-1300 م من مركز الانفجار ، يتم شلهم خلال عدة ساعات ثم يموتون خلال عدة أسابيع . أما أطقم الدبابات الكائنة على بعد أكثر من 1300 م فيتم شلهم بالتأكيد ، لكنهم قد يبقون على قيد الحياة .

26‏/8‏/2016

خلال تجربة عاصفة الحزم .. العربات المدولبة السعودية تخسر الرهان !!

قسوة الطرق ووعورتها تفرض كلمتها الأخيرة
خــــلال تجربــــة عاصفــــة الحــــزم .. العربــــات المدولبــــة السعوديــــة تخســــر الرهــــان !!

فيديو جديد بثته جماعة الحوثي الإرهابية Huthis يظهر هجوم وكمين محكم من جانبين تجاه وحدات سعودية جبلية في نجران (المنطقة عموماً توصف بالوعورة الشديدة وصعوبة الحركة والتنقل) . إذ يظهر التصوير وتحديداً في الدقيقة 12.54 عربة مدولبة سعودية وهي تنطلق بسرعة شديدة وبشكل متعثر ، تلحقها عربة مدرعة أخرى أيضاً مدولبة من نوع LAV-AG وذلك في محاولة على ما يبدو لتجنب النيران العدائية ، لتصطدم الأخيرة بمؤخرة العربة الأولى بشكل عنيف بعد عطل في مجموعة دواليب العربة المتقدمة . الحادث نجم عنه توقف العربتان بشكل نهائي عن الحركة ، بحيث أصبحتا أهداف ثابتة للنيران العدائية .. العربة الأولى كانت في الحقيقة مركبة إنقاذ طبي medical vehicle جورجية الصنع من نوع "ديدغوري" Didgori (يبلغ وزنها وهي فارغة 8200 كلغم ووزنها القتالي بالكامل 9800 كلغم) قادرة بالإضافة لطاقمها الثنائي على حمل أربعة جرحى على حمالة . المملكة العربية السعودية كانت قد أشترت نحو 100 عربة من هذا النوع بعد أن أخضعتها لاختبارات صحراوية وأخرى حضرية عنيفة بتاريخ 27 أغسطس العام 2014 وذلك خلال منافسة شديدة بين عربات مدرعة من دول شتى بما في ذلك عربات أمريكية لم تستطع تلبية المتطلبات السعودية (تضمنت التنقل على ارتفاعات مختلفة ، وضمن أنواع مختلفة من التضاريس والميول والأحوال الجوية ، وكذلك تحت الإجهاد المتطرف وعبء الوزن الأقصى في السرعة العليا) ليتم بعد ذلك تم توقيع عقد الشراء في ديسمبر العام 2015 بقيمة 100 مليون دولار . النيران العدائية الحوثية كانت توجه بشكل مباشر نحو إطارات العربات المتضررة وبشكل أكبر نحو العربة ديدغوري التي يوفر لها هيكلها الحماية من طلقات العيار 7.62 ملم الثاقبة تطلق من مسافة 10 أمتار .. وفي الدقيقة 14.50 دقيقة يلاحظ ثقب الإطار الأمامي الأيمن لعربة الإنقاذ !! الأحداث تتوالى بعد ذلك ليطلق مقاتل حوثي قذيفة M79 Osa على عربة LAV-AG المتأخرة ويصيبها إصابة جانبية غير مباشرة لتشتعل عجلات الطريق الجانبية بشكل بطيء !! العربة ديدغوري هي الأخرى تعرضت لهجوم بقذيفة M79 Osa جهة المقدمة لكن لم يتبين نتائج الهجوم !! أيضاً عربة همر تظهر في الشريط وتتعرض هي الأخرى لنيران أسلحة آلية كثيفة (أستطاع قائدها السيطرة عليها بعد الحركة والمناورة بشكل قصوي) .. ما من شك أن تجربة الحروب الحديثة وفي أكثر من بؤرة صراع شرق أوسطية ، أظهرت قصور واضح للعربات المدرعة التي تستعين بعجلات طريق مطاطية لغرض التنقل والحركة في ساحة المعركة مقارنة بتلك التي تستخدم سلسلة جنازير فولاذية لنفس الغرض ، والتجربة في العراق ومصر أثبتت ذلك . أخطاء تكتيكية متكررة ترتكبها أطقم العربات المدرعة السعودية تتضمن إنخفاض قدرات الإستطلاع المحيطي وعدم الاستفادة القصوى من القوة النارية المجهزة بها عرباتهم وكذلك عدم الركون لوسائل التشويش البصري (منظومات توليد الدخان) عند استشعار الخطر والرغبة في الانسحاب ، خصوصاً أثناء التنقل بين مناطق جبلية وعرة (توصف على أنها أفضل البيئات والتضاريس لإعداد الكمائن العدائية) !! 
منظومة جنازير العربات المدرعة tank tracks عادة ما تؤدي وظيفتان أساسيتان ، أحداهما يرتبط بنشر وتوزيع تأثير الحمل الخاص بوحداتها على مساحة كبيرة بما فيه الكفاية من الأرض ، وذلك لمنع غطس أو غوص العربة على نحو غير ملائم ومبالغ فيه خلال هذه الأرض متى هي ما كانت ناعمة أو رخوة soft ground ، وبالنتيجة توفير فرصة أفضل لحركة العربة خلالها . الوظيفة الأخرى للجنازير هي أن تنقل للأرض جهد الجر tractive effort أو قوة الاحتكاك الممارسة من قبل جنازير العربة المتحركة ، على السطح الذي تسير خلاله . هذا الجهد يتم توليده بواسطة محرك العربة وذلك لإنجاز قوة زخم كافية لدفعها إلى مواجهة المقاومة إلى حركتها . ولمزيد من التوضيح نقول أن المنطقة السطحية الكبيرة للجنازير surface area تعمل على توزيع وزن العربة بشكل أفضل مما هو متاح للإطارات المطاطية على عربة مكافئة لها في الوزن . فالجنازير تمكن العربة من عبور واجتياز الأراضي الناعمة مع احتمالية أقل لمواجهة حالة الإنغراز أو التوقف . لقد تركز تطوير الأجزاء أو القطع البارزة للصفائح المعدنية والملامسة لسطح الأرض لكي تكون قادرة على مقاومة الأضرار والتلف ومعامل اللإهتراء والتآكل الشديدين hard-wearing ، خصوصاً بالمقارنة مع الإطارات المطاطية . 
إن مزايا استخدام الجنازير مقارنة بالإطارات الهوائية التقليدية pneumatic tires يمكن إيجازها بالقول أن العربات المجنزرة لها قابلية حركة أفضل من العربات المدولبة على الأرض الوعرة والقاسية . فهم يسهمون بكفاءة في تجاوز العثرات والطيات السطحية ، هم قادرون على الانزلاق والانسياب على العقبات والعوائق الصغيرة small obstacles وكذلك عبور الخنادق وتجاوز معظم أنماط التضاريس . الجنازير أكثر قسوة وصلابة من الإطارات لكونهم لا يمكن أن يثقبوا أو يمزقوا punctured ، كما أنهم أقل احتمالية بكثير للانحصار والالتصاق في الأراضي الناعمة والطينية أو الجليد ، وذلك نتيجة قابليتهم على توزيع وزن العربة على منطقة اتصال أكبر ، مما ينقص معه من ضغطهم الأرضي . وبالإضافة لمنطقة الاتصال الأكبر ، فإن استخدامهم اقترن عادة بالمرابط أو النتوءات المشبكية grousers المثبتة على صفائح الجنزير ، مما يسمح بقابلية جر متفوقة جداً ، الأمر الذي يؤدي إلى قدرة أفضل بكثير على دفع أو سحب الأحمال الكبيرة (كما هو الحال عندما تزيح الدبابات الرمال لتجهيز مواضعها الخاصة) . الجنازير يمكن أن تعطي للعربات المدرعة قابلية حركة maneuverability ومرونة أعلى أيضاً ، حيث أنها قادرة على جعل العربة تنعطف وتدور في موقعها دون الحاجة للتقدم أو التراجع وذلك بتوجه الجنازير في اتجاهين متعاكسين .

رابط فيديو للمشاهدة .. مع ملاحظة التقطيع المتعمد للمحتوى من قبل فريق الإعداد !!

https://www.youtube.com/watch?v=gWsUfmDV5gU
.


13‏/8‏/2016

الشرطة الإتحادية العراقية تتدرب على الصاروخ الإيراني طوفان .

صور حديثة لأفراد من الشرطة الإتحادية العراقية Iraqi Federal Police وهم يقومون بالتدرب على إستخدام الصواريخ الإيرانية الموجهه المضادة للدروع من نوع "طوفان" Toophan ، على ما يبدو استعداداً لمعركة الموصل .. جدير بالذكر أن الإيرانيين كانوا قد قاموا قبل نحو 5 أشهر بعرض ما يمكن وصفه بأنه أحدث منتجاتهم من الصواريخ الموجهه سلكيا والمضادة للدروع المسمى Toophan 3 أو "طوفان 3" في العاصمة العراقية بغداد ، وذلك في الجناح الإيراني خلال فعاليات معرض "الطيران والأمن والدفاع" defense, security andaviation . الصاروخ الجديد أمتلك قابليات الهجوم العمودي من أعلى قمة الهدف والتي توصف عادة بأنها أضعف مناطق التدريع سماكة وإن كان هناك شكوك حول قدرات الصاروخ الفعلية !! جدير بالذكر أن إيران تجهز قوات النظام العراقي ومثيله النظام السوري والميليشيا الشيعية الداعمة لهما بأعداد من هذا الصاروخ ، والذي هو نسخة مماثلة تقريباً في قدراته للصاروخ الأمريكي "تاو" TOW .. هذا الصاروخ الموجه سلكيا والمضاد للدروع تنتجه إيران منذ سنوات بإستخدام الهندسة العكسية ، ويمكن ملاحظة الأشرطة أو الخطوط الثلاثة الصفراء yellow stripes على سيقان الحامل الثلاثي وكذلك اللون التركوازي المميز للصناعات الإلكترونية الإيرانية .


سبطانـــات مدافــــع الدبابـــــات محلزنـــــة التجـــــويف .

سبطانـــــــات مدافـــــــــع الدبابـــــــــات محلزنـــــــــة التجـــــــــويف
rifled gun barrel


على الرغم من أن بريطانياً احتفظت وحتى وقت قريب بالمدفع المحلزن rifled gun نتيجة دقته المتميزة (لا تزال بعض الدول العربية مثل الأردن وسلطنة عمان تستخدمه للعيار 120 ملم) ، فإن دولاً أخرى عديدة انتقلت مبكراً نحو المدافع ملساء الجوف smoothbore ، الأطول عمراً والأرخص كلفة ، خصوصاً في العيار 120 ملم .. ومع هذا فلا يزال بالإمكان مشاهدة مدافع السبطانات المحلزنة L7/M68 عيار 105 ، التي تسلح العديد من دبابات المعركة الرئيسة ، بما في ذلك سلسلة الأمريكية M60. إن تكنولوجيا المدفع المحلزن (ابتكرت أولاً في Augsburg نهاية القرن الخامس عشر) تعتمد على وجود أخاديد لولبية spiral grooves ملساء في جوف السبطانة ، يتم إحداثها عن طريقة مكائن خاصة للبرم والقطع cut machine أثناء عمليات التصنيع، وتكون هذه الأخاديد متفاوتة العدد ولكنها بعمق محدد ومسار معرف في جوف السبطانة ، إما لجهة اليمين أو اليسار ، كما تحدده حسابات التصميم الابتدائي ، حيث تحقق هذه الأخاديد للقذيفة قدرة ذاتية للدوران حول محورها الطولي long axis ، في حركة مغزلية الشكل ، الهدف منها تحصيل توازن واستقرار أفضل للقذيفة ، وتحسين خصائص الديناميكا الهوائية aerodynamic للمقذوف أثناء الطيران (الديناميكا الهوائية هي فرع من الديناميكا يهتم بدراسة حركة الأجسام في الهواء ، خاصة عند التقاطع مع جسم متحرك آخر) . فمن المعروف أن الجسم الذي يدور حول محوره ، يتلافى نسبياً تأثير القوى الخارجية عليه ، ومن هنا وللحفاظ على خط الطيران الصحيح للقذائف ، فمن الواجب أن تعطي القذيفة حركة دوران سريعة حول محورها .

حركة الدوران هذه يتم تحقيقها كما ذكرنا في الأعلى عن طريق حفر مجاري حلزونية في السطح الداخلي لسبطانة المدفع ، التي تشتبك بدورها مع المقذوف وهو في طريقه إلى الفوهة ، وتستمر هذه الحركة الدوارة المكتسبة للمقذوف خلال انطلاقه ، مما يكسبه ثباتاً يقوم بمعادلة الميول للانطلاق الزائغ والناشيء عن أي نوع عدم الانتظام في شكل المقذوف أو كثافته ، وتكون النتيجة النهائية ، تحصيل عناصر الدقة والاستقرار بالإضافة للمدى . علمياً توفر الأخاديد الحلزونية spiral grooves دوران للقذيفة يساهم بفاعلية على تثبيتها ومنعها من الهبوط tumbling ، هذه تحقق أمرين ثابتين ، أولهما زيادة دقة القذيفة عن طريق إزالة الانحراف والجنوح العشوائي random drift بسبب تأثير ماغناس Magnus effect (ينص هذا المبدأ على أن الجزء الأعلى من الجسم الكروي الذي يدور حول محوره ، يتحرك عكس حركة الهواء وبالتالي يتسبب في بطئ حركة الهواء في أعلى هذا الجسم ، أما أسفل الجسم الكروي فعلى النقيض تماماً ، تكون حركة الجسم باتجاه حركة الهواء ، وبالتالي تتسبب بزيادة سرعة الهواء . هذا يجعل الضغط أعلى الجسم الكروي أكبر من الضغط أسفل منه ، فينتقل الضغط من أعلى إلى أسفل مسبباً قوة تدفع الجسم إلى الأسفل) ، ثانياً السماح بإطلاق قذائف أطول وأكبر حجماً من سبطانات المدافع المحلزنة .

توصف السبطانات المحلزنة نسبة لعدد الأخاديد التي تحتويها ، والتي تشير للمسافة التي يتعين على القذيفة قطعها لإكمال دورة كاملة full revolution حول محورها . كالقول على سبيل المثال بدورة واحدة لكل 30 سم ، أو 1 : 30 سم . وتشير المسافة الأقصر لمعدل دورة أسرع ، مما يعني أنه مع السرعة الأعلى فإن القذيفة ستحصل على معدل دوران أسرع حول محورها higher spin rate . كما وتحدد مجموعة العناصر الجامعة للوزن والطول وشكل القذيفة ، نسبة البرم twist التي نحتاجها لتحصيل إستقرارية وتوازن طيران المقذوف . وكقاعدة عامة ، نحتاج في مدافع الدبابات ذات القطر الكبير لحلزنة أقل من تلك التي تحتاجها على سبيل المثال سبطانات الأسلحة النارية الخفيفة والبنادق لتحصيل الدقة ، ويمكن أن تبلغ هذه 1:122 سم . الاختبارات أثبتت أن معدل اللولبه أو البرم twist الزائد عن الحد لجوف السبطانة ، يمكن أن يسبب تآكل وإنهاك سريع للسبطانة barrel wear ، ومع القذائف ذات السرعات العالية ، يمكن أن يسبب البرم الزائد تمزيق القذيفة (بما تعنيه هذه الكلمة من معني) خلال طيرانها ، تحت قوة الطرد المركزية centrifugal force الهائلة . والعكس صحيح ، فعند عدم الانتظام في التشكيل أو مع نسبة برم أقل مما هو مطلوب ، فإن ذلك قد يتسبب في حرف وإنحراف المقذوف عن مساره وتخفيض دقته . لذلك عند تصنيع هذا النوع من السبطانات ، فإنه يراعي جيداً حسابات البرم وتشكيل الخدود أو الحلزنة ، حتى لا تكون النتائج عكسية .

11‏/8‏/2016

نظام الحماية والقتل السهل الألماني MUSS .

نظـــــــــام الحمايـــــــــة والقتـــــــــــل السهـــــــــل الألمانـــــــــي MUSS

يجزم العديد من المنظرين العسكريين أن دبابات المعركة الرئيسة MBT ستحتاج في المستقبل القريب إلى التأكيد على بعض التجهيزات القياسية ضمن مفهوم أنظمة الحماية النشطة APS وذلك بقصد تعزيز قدرتها على البقاء وانجاز دورها بشكل آمن . هذه التجهيزات ، وربما غيرها ، ضرورية لتوفير قابلية اكتشاف وتعقب الذخيرة العدائية ومن ثم مواجهتها واعتراضها في الزمن المناسب . التجهيزات يمكن أن تشمل كاشف للأشعة تحت الحمراء IR detector ، نظام تعريف بالهدف target identification ، مستقبل تحذير راداري radar warning receiver ، كاشف ليزري laser detection وأخيراً نظام فاعل للإجراءات المضادة Countermeasures . نمط العمل وآلية المعالجة ستكون منظمة ومدروسة . فبعد أن يتم تمييز التهديد وتعريفه ، يتم من خلال معالج البيانات تسليم الهدف لمجس التعقب والتتبع . هذا المجس أو المستشعر يقرر بعد ذلك حجم التهديد القادم وشكله ومساره الإتجاهي . الإشارات ومعلومات المعالجة تستفيد من بيانات التعقب tracking data لتستطيع اختيار وتحديد الإجراء المضاد آلياً أو من قبل قائد العربة ، حيث يتم تقدير وحساب زمن إطلاق النار أو نشر الإجراء المضاد المتاح .
نظام قتل سهل بوشر العمل على تطويره منتصف التسعينات من قبل شركتي EADS وKMW الألمانية وحمل التعيين MUSS (اختصار نظام الحماية الذاتي متعدد الوظائف) . هذا التطوير الذي يتراوح وزنه ما بين 65 إلى 160 كلغم اعتماداً على التجهيزات والتطبيق ، صمم خصيصاً لحماية العربات العسكرية من القذائف الموجهة المضادة للدبابات المنطلقة من الجو أو الأرض وأختبر بنجاح على الدبابة الألمانية Leopard 2A5 في سبتمبر العام 2003 (تم تبنيه أولاً على عربة المشاة القتالية نوع Puma العام 2015) . وإضافة لمجسات التحذير الليزرية التي تنذر الطاقم من إضاءة عربتهم بشعاع الليزر ، النظام مزود بمستقبلات تحذير من الصواريخ المعادية ، هي عبارة عن مجسات كشف بصرية سلبية optical sensors . هذه المجسات تتضمن في تركيبها مرشحات ومعالج إشارات متكامل ، وهي قادرة على رصد الإشعاعات فوق البنفسجية ultraviolet emissions الصادرة عن عادم محرك الصاروخ المهاجم وبالتالي إنذار المشوشات تحت الحمراء لمباشرة العمل أو القيام بإجراء مضاد آخر .  
لقد صمم الحاسوب المركزي للنظام MUSS لكي يعمل مباشرة عند اكتشاف التهديد المعادي مع زمن استجابة مقدر بنحو 1-1.5 ثانية ، وهو قادر على معالجة بحدود أربعة تهديدات معادية دفعة واحدة . فعندما تكتشف المجسات قذيفة قادمة أو شعاع ليزري مصوب نحو العربة ، ينشط الحاسوب الإجراءات المضادة بشكل آلي . قائمة الإجراءات المضادة يمكن أن تشمل تنشيط حجابات الدخان smoke-screens ، أو تشغيل المشوشات وبالتالي توجيه فيض من الإشعاع تحت الأحمر باتجاه منصة إطلاق الصاروخ المعادي بغرض التداخل والتشويش ، أو حتى إجراء ناري مضاد . المشوشات هي من النوع القابل للتدوير rotatable وعند الشروع بالعمل ستكون موضبة آلياً بحيث توجه نحو مسار الصاروخ المهدد للعربة ، لتصدر حينها شعاع مركز ومنظم من الطيف تحت الأحمر لهزيمة الصاروخ الموجه بتقنية SACLOS . أيضاً بالإمكان تشغيل المشوشات وتفعيلها بشكل مستمر متى ما الهجمات الصاروخية توقعت لكنها بذلك يمكن أن تكشف موقع الدبابة للرصد المعادي . مفرغات قنابل الدخان هي الأخرى يمكن أن تدار باتجاه القذائف المهاجمة . وعلى خلاف قنابل الدخان التقليدية ، الإجراء المضاد في المنظومة MUSS يمكن أن يحدث غيمة دخان متعددة الأطياف multi-spectral smoke ، التي تحجب الأشعة تحت الحمراء وفوق البنفسجية وأشعة الليزر (مادة الدخان نفسها يتم توليفها عن طريق مزج عدة عناصر ومركبات مع بعضها البعض ، مثل كلوريت البوتاسيوم وثاني كربونات الصوديوم وغيرها) .

10‏/8‏/2016

طائرة من غير طيار معدلة للقصف الجوي من تطوير حزب الله اللبناني .

بثت بعض مواقع التواصل الإجتماعي شريط فيديو يظهر طائرة من غير طيار drone تابعة لمليشيا حزب الله اللبناني جرى تعديلها للقيام بعمليات قصف جوي محدود ضد مواقع تابعة للمعارضة السورية في مدينة "حلب" Aleppo ، وذلك بإستخدام ذخيرة فرعية submunitions صغيرة الحجم والتأثير !! التصوير يظهر بوضوح إطلاق الطائرة عدد إثنان من الذخيرة الفرعية صينية الصنع من نوع MZD-2 والتي تم جلبها على الأرجح من الصواريخ العنقودية من عيار 122 ملم والخاصة بمدفعية الإشباع الصاروخية الصينية ذاتية الحركة التي تخدم مع النظام السوري .
Cpbtwo9XgAA91jW
CpbtvlnWgAA7Mcl
CpbtuJ6WIAAe5jk
CpbtrvRWgAAgVfT


فيديو للمشاهدة ..

8‏/8‏/2016

زيــــــــادة مـــــدى مقذوفــــــــــات المدفعيــــــــــــة >

زيــــــــــــــادة مــــــــــــدى مقذوفـــــــــــــات المدفعيــــــــــــــــة
في السنوات الأخيرة الماضية ، كان هناك جهد مستمر وفاعل لزيادة مدى ودقة مدافع الميدان . المدى المتزايد منجز إما بتحسين مواصفات المدافع بما في ذلك الجزئية المتضمنة تعديل وتطوير شحنات الدافع ، ووصولاً حتى إعادة تصميم أجزاء هذه المدافع لمواجهة على سبيل المثال ضغط الغازات المتزايد gas pressure في تجويف السبطانة ، أو بالتحسينات في أداء مقذوفات السلاح ذاته . من هذه الوسائل ، تبدو عمليات تطوير مواصفات الذخيرة هي الأكثر جاذبية للمصممين والمنتجين على حد سواء ، إذ يبدو الأمر أكثر اقتصادية من تعديل المدافع وأجزاءها الرئيسة المكلفة . في الوقت الحاضر العمل يسير عبر ثلاثة اتجاهات مختلفة ، أولها يسير نحو تجهيز بعض المقذوفات بمصدرها الخاص للدفع ، والذي يمكن أن يكون على هيئة محرك صاروخي داخلي صغير الحجم ، لذلك هي حملت لقب "الصاروخ المعزز للمقذوف" Rocket Assisted Projectile . الاتجاه الثاني تضمن العمل على تخفيض مقاومة قاعدة المقذوف ، والمحدثة أو الناتجة بتأثير تدفق تيار الهواء حول المقذوف . هذا التدفق يتسبب مباشرة في إنشاء منطقة أكثر انخفاضاً في الضغط lower pressure لدى مؤخرة قاعدة المقذوف مقارنة بالهواء المحيط . الاتجاه الثالث شمل انتاج مقذوفات مع مقاومة منخفضة نسبياً low-resistance حيث السعي لتقليل مقاومة الهواء للحد الأدنى . هذا العمل أدى إلى توفير مقذوفات أكثر طولاً ونحافة slimmer projectiles مما سبق . 
الوسيلة الثانية لإطالة وزيادة مدى مقذوفات المدفعية تسمى Base bleed أو النزف والنفث القاعدي (نموذجياً لنحو 30% من مداها القياسي أو أكثر من ذلك مع بعض أنواع مدافع القوس) . وهنا يتم الاستعانة بمولد غاز أو شحنات نارية pyrotechnic charge صغيرة الحجم عند قاعدة المقذوف لتقديم وتوفير ناتج احتراق كافي إلى منطقة الضغط المنخفض خلف قاعدة المقذوف ، والتي هي مسئولة عن نسبة وجزء كبير من عائق الجر drag (في ديناميكا الموائع fluid dynamics ، المصطلح يشير إلى القوى التي تعيق وتقاوم مرور جسم ما خلال مادة مائعة ، مع ملاحظة أن قوى العائق تعتمد على عامل السرعة) . في الحقيقة هذا الفراغ الجزئي أو منطقة الضغط المنخفضة تخلق قوة تتصرف وتعمل بناء على نقيض أو خلاف اتجاه حركة المقذوف وبذلك تقلل من سرعة طيرانه (هذه القوة مدعوة عموماً باسم "مقاومة الجر أو عائق القاعدة" base drag) . 
فمن المعروف نظرياً أن مقاومة قاعدة المقذوف يمكن أن تخفض أو حتى تزال وتستبعد عند السماح لتيار الغازات بالتدفق إلى سطح القاعدة بطريقة مناسبة ، وبذلك يزيد الضغط عند هذه المنطقة . هذا الضغط يمكن أن يصعد ويضاعف أكثر إذا تيار أو تدفق الغازات gas stream دمج مع إطلاق الحرارة . إن التأثير في هذه العملية هي ما يطلق عليه اصطلاحاً "تأثير النفث القاعدي" .. في الذخيرة ذات القطر الأصغر ، ومثال على ذلك العيار 30 ملم أو دون ذلك ، المقذوفات كانت مجهزة بتراكيب الخطاط أو الراسم tracer الذي وفر أحد الحلول المجزية إلى مشكلة عائق القاعدة مع هذه النوعية من المقذوفات . هذه التراكيب على أية حال تحترق بسرعة نسبية أعلى (عادة فقط لبضعة ثواني) ولا يمكن أن السيطرة عليها لتوفير زمن ممتد أطول . أضف لذلك ، تراكيب الخطاط المتوفرة حالياً هي عموماً من النوع الصلب solid combustion ، التي تحتوي كميات مرتفعة نسبياً من المعادن (نحو 35%) . هكذا ، ناتج الغازات الصادرة سيحتوي على مقدار أكبر من جزيئات الاحتراق الصلبة ، التي لا توفر حقيقتاً حلاً مفيداً إلى مشكلة عائق القاعدة . أيضاً ، هذه الأنظمة والتراكيب قابلة للتطبيق في أغلب الأحيان على الذخيرة ذات العيار الأصغر ، أو حتى 30 ملم وما دون ذلك ، والتي لا يتجاوز مداها الأقصى 4000 م ، لذا هي لا تصلح لمقذوفات المدفعية بعيدة المدى . الطلقات التقليدية ذات الراسم خفضت حدود الاعاقة والمقاومة الكلية لنحو 9.3% . وبالنسبة لعائق القاعدة فقد تم تخفيضه مع تجهيز الراسم لحوالي 18.6% قياساً بالطلقات الجامدة inert rounds ، مع زيادة إضافية مرافقة للسرعة حتى 4% . هذه النتائج أمكن تحقيقها بسبب الضغوط الخلفية المنجزة والممارسة بتأثير الغازات المتراجعة والمشكلة أثناء احتراق مادة الراسم .


5‏/8‏/2016

خصائــص أسطح التربــة التـي تتحــرك عليهــا جنازيــر الدبابــات .

خصائــــص أسطــــــح التربـــــــة التـــــي تتحــــرك عليهــــــا جنازيــــــر الدبابــــــات

خصائص وسمات التربة soil characteristics والأسطح الرملية التي ستتحرك عليها الدبابات والعربات المجنزة الأخرى ، كانت في السابق محل نقاش وتوضيح . فلكون القصد عند تطويرها هو في جعلها قابلة للاشتغال والسير على الرمال الناعمة والمفككة بالإضافة إلى الأنواع الأخرى من التضاريس ، فإن تصميم الدبابات يختلف عن العربات المقصود منها بالدرجة الأولى العمل على الطرق الممهدة . فنحن بشكل خاص يجب أن نأخذ بالاعتبار تشويه الرمال الذي تسببه جنازير الدبابات وتأثير هذا الأمر على أدائهم الحركي . المصممون عند عملهم على تطوير منظومة الطاقة والسير لدبابات المعركة الرئيسة ، التي تشمل المحركات والجنازير وأنظمة التعليق وملحقات هذه جميعاً ، يدرسون طبيعة الساحات المحتملة التي سيلقى على عرباتهم عاتق المشاركة فيها ، وتشكيلة أنواع الأسطح والترب soils التي ستخوضها هذه العربات مع مراعاة الاختلاف الخاص والبنيوي لملكياتها (أي الترب) . أنواع الترب تتفاوت بين ذات البحص والحصى gravels ، والرملية ذات الترب الناعمة sand ، وذات الطمى والغرين silts ، بالإضافة إلى الأرض المغطاة بالثلوج snow-covered .
الترب تتكون عادة من جزيئات وجسيمات بأحجام مختلفة وهم يصنفون عموماً طبقاً لحجمهم الجزيئي السائد والمهيمن . هكذا ، هم منقسمون إلى ترب خشنة محببة coarse-grained التي تتضمن الحصى والرمل ، وترب دقيقة التحبيب fine-grained التي تتضمن الغرين والطين ، وكذلك ترب عضوية تحتوي نسبة مئوية كبيرة من المادة العضوية . عموماً هناك اثنان من أنواع الترب التي تحظى باهتمام خاص ، الأول هو الرمل الجاف dry sand وهذا ليس له تماسك أو ترابط ، ومقاومته للقص الذي فيه الترب عادة تضعف وتتحطم متى ما أجهدت بجنازير الدبابة ، تعتمد على الاحتكاك الداخلي ، وبالتالي على الضغط الطبيعي الممارس عليها (مقاومة القص في الترب تحدث نتيجة الاحتكاك وتشابك الجزيئات والتصاقها . وتبعاً لذلك فإن مادة الجزيئات قد تتوسع أو تتقلص في الحجم بينما هي خاضعة للإجهاد) . النوع الآخر هي التربة الطينية المشبعة saturated clay ، التي هي متماسكة وقوة قصها مستقلة عن الضغط الطبيعي . على أية حال ، أكثر الترب التي ستعمل خلالها الدبابات ستكون بشكل خاص ترب زراعية طبيعية ، أو ترب مخصبة ، أو خليط ومزيج من الرمل والطين بالإضافة إلى المواد العضوية . في النتيجة ، هم يعرضون كلتا الخصائص المتماسكة والاحتكاكية .

4‏/8‏/2016

أنظمـة التعليـق وتأثيرهــا علـى حركيـــة دبابــة المعركــة الرئيســة .

أنظمــــة التعليــــق وتأثيرهــــــا علــــــى حركيـــــــة دبابـــــــة المعركــــــة الرئيســـــة

بشكل عام لا تتوقف الحركية العالية لدبابة المعركة الرئيسة MBT على زيادة القوة الميكانيكية للمحرك وعلبة التروس ، بل يجب أن تتوفر للسائق فرصة المحافظة على السرعة القصوى ، حتى أثناء اجتيازه العوائق في الأراضي الوعرة نسبياً . ومع نظام تعليق محدود الأداء في المركبة ، يجد السائق نفسه مضطراً لأن يرفع قدمه عن دواسة التعجيل ليقلل من سرعة اندفاع المركبة تفادياً للاهتزازات والصدمات العنيفة .. لقد وجد أن السطوح التي يتطلب من دبابات المعركة الرئيسة السير والتنقل فوقها تكون عادة غير مستوية أو منتظمة uneven surfaces ، بالنتيجة هم يتسببون في حدوث اهتزازات شديدة نسبياً ، تؤثر بجدية على أفراد الطاقم للحد الذي تخفض فيه أو تحدد من أدائهم العملياتي . شدة الاهتزازات vibrations severity تعتمد بالدرجة الأولى على طبيعة وقسوة السطوح التي يتطلب من دبابة المعركة التحرك عليها وكذلك على السرعة التي تتنقل خلالها الدبابة من موضع لآخر . وأخيراً وليس آخراً ، هي تعتمد أيضاً على نظام تعليق الدبابة tank suspension . إن طبيعة السطوح الأرضية التي تسبب الاهتزازات تتفاوت إلى حد كبير ، فبعض أسطح الطرق تتميز بقسوتها ووعورتها rough surfaces ، بينما آخرون يشتملون على سطوح متموجة من الرمال الناعمة soft soils . إلا أن الأكثر صعوبة للعبور من حيث نسبة الاهتزازات ، هي الأسطح المهشمة والمتصدعة أو المتصلبة بشدة ، التي يمكن أن تحدد وتقيد سرعة الدبابات فوقها على نحو كبير . قيود أخرى على السرعة يمكن أيضاً أن تفرض بميزات ومعالم التضاريس الأرضية مثل الخنادق والحفر ditches .
مصطلح "منظومة التعليق" Suspension يشير إلى أداة تخفيف الصدمات والاهتزازات عن طريق الروابط أو الوصلات الميكانيكية التي تصل العربة إلى عجلاتها وتسمح بالحركة النسبية بين الاثنان . أنظمة التعليق لها غرض ثنائي مرتبط بعضه البعض ، فهي من جهة تساهم في جعل العربة على اتصال دائم مع الأرض أو السطح السفلي ، ومن جهة أخرى هي مسئولة عن إبقاء شاغلي العربة بوضع أكثر راحة ، وعزلهم لحد معقول من ضوضاء الطريق والصدمات والاهتزازات vibrations ، الخ . ففي أثناء انطلاق وحركة المركبة , وبسبب وعورة الطريق والمنعطفات , أو بسبب منظومة السير وعدم توازنها , أو بسبب قوى العمل , تؤثر في المركبة قوى وعزوم ديناميكية عدة Dynamics forces/torques , يمكن تحديدها استناداً إِلى جملة إِحداثيات من حيث حركتها هي : المحور الطولي الموافق لاتجاه حركة المركبة X ، والمحور العرضي للمركبة والموازي لسطح الطريق Y ، والمحور الشاقولي للمركبة والعمودي على سطح الطريق Z , وينتقل تأثير هذه القوى من خلال مجموعة التعليق إِلى جسم المركبة فتسبب إِزاحات خطية وزاوية لأجزاء المركبة , مما يؤدي إِلى اهتزازات في كلاً من كتلتي المركبة الفوقية والسفلية وتمرجحهما . وتتلخص المهمة الأساس لمجموعة التعليق في ضمان سلاسة حركة المركبة وثباتها قدر الإِمكان , وتحقيق راحة القيادة وسلامتها , وذلك بتخفيض تأثير القوى الديناميكية ونقلها بمرونة معينة في اتجاه محدد مع امتصاص الاهتزازات المرافقة لها وإِخمادها , لاسيما اهتزاز الكتلة الفوقية في الاتجاه الشاقولي . وكلما كانت نسبة الكتلة السفلية إِلى الكتلة الفوقية أقل ، ارتفعت درجة سلاسة حركة المركبة على أن تكون مؤشرات مرونة عناصر مجموعة التعليق وقدرتها على الإِخماد متناسبة مع كتلتي المركبة .
هكذا فإننا نجد أن نظام التعليق suspension عنصر أساس في تقويم حركية العربة المدرعة . إذ تلعب هذه الأداة بشكل عام دوراً ثابتاً بإتاحة أفضل توزيع للحمولة ، ودوراً ديناميكياً في تحقيق عزل الاهتزازات والصدمات الناتجة عن عملية الحركة . أيضاً هو يتيح لترس العجلات متابعة تموجات الجنازير tracks دون أن تصل تلك التموجات إلى هيكل الدبابة . كما أن نظام التعليق يقلل من حركة الهيكل إلى أقصى حد ممكن ، ويقيده بمسافة ثابتة عن الأرض . هو أيضاً يساهم في تحسين مستوى الحماية والقوة النارية (من حيث دقة الرمي) ، فمن شأن الحركية العالية high mobility التقليل من احتمالية إصابة العربة لدى عبورها مركزيين محميين ، وامتصاص الصدمات التي تسببها وعورة الطريق ، وكذلك إعطاء فرصة أفضل لفتح النار بالسرعة المطلوبة ، مع حظ وافر لإصابة الهدف حتى أثناء عملية اجتياز العوائق أو الأراضي القاسية rough ground .

1‏/8‏/2016

البدايـــــة التاريخيــــة للمدفعيــــة الصاروخيــــة .

البدايــــــــــــة التاريخيـــــــــــــة للمدفعيـــــــــــة الصاروخيـــــــــــة 
Rocket artillery

إن فكرة أنظمة المدفعية الصاروخية Rocket artillery ، أو قاذفات الصواريخ متعددة الفوهات Multiple rocket launcher ، قديمة قدم اختراع البارود ، الأمثلة الأقرب كانت قاذفات صواريخ الأسهم الصينية Chinese arrow التي استخدمت ضد المنغوليين في القرن الثالث عشر . الخطوة الرئيسة الأخرى كانت خلال الحروب النابليونية في معركة Leipzig عام 1918 ، ولكن استخدامها لم يحقق سوى نجاحات محدودة . ولم تبرهن هذه الأسلحة كفاءتها حتى القرن العشرين ، عندما استخدمت بالتزامن مع أنظمة المدفعية الأخرى .. الظهور الابتدائي والعملي للمنظومات الصاروخية متعددة الفوهات كان في الحرب العالمية الثانية ، عندما أدخل الألمان للخدمة في العام 1942 قاذفة بسيطة من عيار 210 ملم ، بخمسة أنابيب إطلاق ، ترسل قذائفها حتى مدى 8 كلم . وقد صمم هذا السلاح أساساً كمولد دخان ، وأطلق عليه أسم Nebelwerfer . كما نشر الألمان بعد ذلك عدد كبير من النظم المشابهة من عيارات مختلفة ، مثل Nebelwerfer 41 عيار 150 ملم و Nebelwerfer 42 عيار 300 ملم ، والتي تطلبت عربات أكبر لحملهم وتوجيههم . كما طور الألمان منظومات صاروخية ذاتية الحركة ، من طراز Panzerwerfer و Wurfrahmen 40 ، ثبتت على عربات مدرعة نصف مجنزرة half-track ، وأنتجوا أنواع ثقيلة من الصواريخ ، بلغ عيارها 380 ملم .
في هذه الأثناء طور السوفييت قاذفاتهم الصاروخية الخاصة ، وزودوها بزعانف خلفية للإستقرار ، حيث جرى تثبيتها على شاحنات وأطلقوا عليها إسم "كاتيوشا" Katyusha أو أورغن ستالين Stalin Organs كما أطلق عليها الألمان نسبة إلى آلة موسيقية معروفة . وفي حين أستخدم الألمان هذه المنظومات كمكمل وإضافة لمدفعيتهم التقليدية وليست كبديل ، فإن السوفييت كانوا من الأوائل الذين أدركوا أهمية هذه الأنظمة وتأثيرها الرهيب في توجيه "تأثير صدمة" shock effect على مواقع القوات المعادية . لقد أعطت قابلية الحركة لهذا السلاح (وسلاح المدفعية بشكل عام) ، القدرة على توجيه ضربات مؤثرة تجاه المواقع المعادية ثم التحرك لنقطة أخرى ، قبل التعرض لنيران البطاريات المضادة counter-battery fire . ومقارنة بالمدفعية التقليدية ، فإن قاذفات الصواريخ المتعددة قادرة على تسليم وتسديد مقدار كبير من المتفجرات المدمرة إلى منطقة محددة وبسرعة كبيرة ، وإن كان مع مستويات دقة أقل وزمن أطول لإعادة التحميل والتلقيم .
أنتج السوفييت خلال الحرب العالمية الثانية تشكيلة متنوعة من منظومات المدفعية الصاروخية وبأحجام وأقطار مختلفة ، مثل النوع BM-13 من عيار 132 ملم ، مع وزن أقصى بلغ 22 كلغم ، واستطاعت هذه الصواريخ تحقيق مدى 5.4 كلم ، حيث جرى تزويدها بزعانف صليبية cruciform fins مع رؤوس حربية متنوعة ، إما شديدة الانفجار متشظية أو ذات شحنة مشكلة shaped-charge . كما كان هناك النوع M-8 من عيار 82 ملم ، وطور السوفييت لاحقاً نوع أكبر حجماً ، هو M-31 من عيار 310 ملم . وتميزت المنظومات السوفييتية بالبساطة النسبية والاعتمادية ، فاشتمل البناء العام على رفوف متوازية parallel racks مثبت فوقها قضبان حديدية يتم وضع الصواريخ عليها . كل شاحنة كان بها ما بين 14-48 قاذفة . وأثناء الاستخدام العملياتي ، كان باستطاعة أربعة قاذفات BM-13 أن يطلق كل منها طلقة واحدة كل 7-10 ثانية ، وإيصال 4.35 من المواد شديدة الانفجار على منطقة مساحتها 4 هكتارات (تعادل 40.000 متر مربع) .
وبعد الحرب العالمية الثانية استمر السوفييت في تطوير أنظمة المدفعية الصاروخية ، وظلوا لفترة طويلة يتزعمون دول العالم في توفير وتزويد دول الكتلة الشرقية وحلفاءهم بمنظومات صاروخية رخيصة ولكنها فعالة effective . لقد لقي هذا السلاح اهتماماً ملحوظاً في الجيش السوفييتي ، وأنتج مصمموه عبر السنين عدداً متنوعاً من المنظومات الصاروخية التكتيكية متعددة الفوهات ، ذات العيارات المختلفة ، حملت جميعها مواصفات رخص الثمن وسهولة الإنتاج . لقد انسجمت هذه الأنظمة مع العقيدة السوفييتية القتالية ، التي تؤكد على مبادئ الحرب الهجومية offensive warfare والاصطدام العنيف والمفاجئ مع القوات المعادية . وطور السوفييت مع هذه الأنظمة تكتيكات استخدامها ، وحيث أن عامل الزمن مهم جداً ، فقد تم التأكيد على سرعة الحركة وسرعة التلقيم ، الذي بلغ نحو 10 دقائق لبعض المنظومات .. وبسبب طبيعتهم الرخيصة والبسيطة ، لاقت هذه الأسلحة استخداماً موسعاً في معظم الحروب التي تلت الحرب العالمية الثانية ، مثل حرب فيتنام وحرب كوريا والحروب العربية الإسرائيلية ، حتى أن العديد من دول العالم الثالث طورت منظوماتها الخاصة ، والتي كانت في معظمها اشتقاقات من أنظمة سوفييتية ، فمع كونها أقل دقة من المدفعية التقليدية ، إلا أنها كان فعالة جداً في توفير نيران قصف إشباعي saturation bombardment . وفي الجهة المقابلة ، أخفق الغرب في تقدير أهمية هذا السلاح ، واستمرت دوله في انتهاج مبدأ "الأدوار المتخصصة" specialist roles ، وتحسين منظومات مدفعيتها الثقيلة ، سواء لجهة زيادة المدى والدقة ، أو معدل الرمي الذي بلغ ثلاثة طلقات في الدقيقة ، ولم تلقى المدفعية الصاروخية الاهتمام المناسب في تسليح جيوش الدول الغربية ، إلى أن قامت الولايات المتحدة بتطوير وإنتاج قاذفة صواريخ ثورية التصميم والمفهوم ، أطلق عليها MLRS (نظام صاروخي متعدد القواذف) والتي أدخلت الخدمة عام 1983 .