1‏/8‏/2015

شحنـــة الدافـــع لقذائف الدبابات .

شحنـــــــــــــــة الدافـــــــــــــــع لقذائــــــــــــف الدبابــــــــــــات


تبدأ سلسلة إطلاق النار في مدافع الدبابات عادة مع إيقاد بادئ الإشعال primer في مؤخرة الخرطوشة بواسطة نبضة كهربائية . هذه العملية تتسبب في احتراق شحنة البادئ وإنتاجها لغازات ساخنة وجزيئات متوهجة ، تحقن بدورها ومن خلال ثقوب قضيب البادئ في شحنة الدافع propellant المحيطة بها ، وتنتشر هذه على شكل موجة لهب في غرفة الاحتراق مصحوبة بموجة ضغط pressure wave ناتجة عن تدفق الغازات (تعمل موجات الضغط للانعكاس والارتداد عن جوانب حجرة الاحتراق ، لذا هي تعبر ذهاباً وإياباً خلال شحنة الدافع .. هذا السلوك يكشف عادة كتقلبات وتبدلات سريعة في الضغط تكون مفرطة عند مؤخرة وقاعدة المقذوف وهو في الحجرة) حيث تتسبب الغازات الساخنة المتدفقة بين حبيبات الدافع granules ، في إيقاد سطوحها ويؤدي ذلك لإشعال كامل شحنة الدافع خلال أجزاء من الألف من الثانية . وخلال هذه العملية تكون غرفة الاحتراق تكون مغلقة ومختومة عملياً بواسطة خرطوشة القذيفة ، لمنع هروب وتسلل الغازات والطاقة المحررة من بادئ الاحتراق وشحنة الدفع . إن لشحنة الدافع propellant charge أهمية رئيسة وأثر كبير على عدد من خصائص القوة النارية لدبابات المعركة الرئيسة ، فدورها الأساس مرتبط عملياً بفاعلية الذخائر التي تستخدمها الدبابة ، أكان فيما يخص سرعة الفوهة أو طاقتها ، كما تؤثر بشكل كبير على العمر الافتراضي لمدافع الدبابات ، من حيث تعرية erosion وإهتراء البطانة الداخلية للسبطانة وحجرة الانفجار . لذلك كان هناك دائماً مجموعة من العناصر الواجب موازنتها وتخص كلاً من الرامي والمصمم من قبله ، ففي حين يرغب الرامي بسرعة فوهة عالية ، ومدى ممتد لأقصى حد ، ومسير مسطح flat trajectory قدر الإمكان للمقذوف ، فإن المصمم يحرص عند تصميم وبناء مدفعه على تأصيل قيم القوة والصلابة ، وتقليل مستويات التآكل والإهتراء لحدودها الدنيا .. وتأتي سرعة الفوهة في سلم الأولويات التي يسعى الجميع لتأمينها ، ويتطلب انجازها دراسة مجموعة من العوامل المرتبطة بطبيعة عمل شحنة الدافع .


بشكل عام يتكون الدافع من قطع متماثلة بشكلها الهندسي تعرف باسم الحبيبات grains . والوزن الكلي لهذه الحبيبات يدعى الشحنة charge . هذه الشحنة مصممة للاحتراق في حجرة احتراق المدفع chamber ، وتوليد غازات نشيطة ، تدفع المقذوف بسرعة انطلاق قصوى ، دون أن تتسبب بحرارة أو ضغوط وتآكل مفرط لسبطانة السلاح ، حيث يعتمد حجم الطاقة الحركية التي توفرها للمقذوف ، على وزنها وتركيبها الكيميائي chemical composition . ويتم التأكيد على أن تكون الضغوط تجاه قاعدة المقذوف منتظمة ومتوازنة جداً ، للحد الذي يتحتم معه على طاقة شحنة الدافع أن تستهلك كامل طاقتها قبل مغادرة المقذوف فوهة المدفع .. إن الممارسة والتطبيق الأكثر شيوعاً في ذخيرة مدافع الدبابات ، يكمن بوضع حبيبات الدافع سباعية الثقوب في حاوية الخرطوشة cartridges حول بادئ الإشعال primer ، المثبت بدوره على هيئة حربة في مركز قاعدة الخرطوشة . حبيبات الدافع التي تكون على شكل أعواد مثقبة perforated sticks تصف بعناية وتطرح حول مجموعة زعانف المقذوف المتواجدة في عمق الحاوية .


عند ضغط آلية زناد الرمي من قبل الرامي فإن عملية الإيقاد ignition تبدأ مع الشحنة الأولية في بادئ الإشعال ، حيث يتم تحفيزها بواسطة طاقة صادرة عن مصدر ميكانيكي (نابض تشغيل spring actuated) أو كهربائي (سلك ساخن أو نبضة ليزرية laser pulse) ، لتفجر المزيج الحساس في رأس بادئ الإشعال ، وتصدر بدورها وميض flashes وغازات ساخنة خلال ثقوب البادئ الممتدة على طوله ، مشعلة شحنة الدافع الرئيسة منخفضة الحساسية ، ليدفع هذا الأخير المقذوف في طريقه إلى خارج فوهة السلاح .

هناك تعليقان (2):

  1. سؤال خارج النص قليلا اخي أنور
    .
    .
    هل تستطيع الدروع التفاعلية صد قذائف الطاقة الحركية والقذائف النابذة للكعب ؟؟ وإن كان الجواب لا ، فلماذا ؟؟

    ردحذف
    الردود
    1. نعم .. بعض أنواعها تستطيع أخي الكريم .. راجع هذا الرابط :

      http://anwaralsharrad-mbt.blogspot.com/2013/08/blog-post_29.html

      حذف