27‏/6‏/2015

الصورة الأولى لكاميرا التصوير الحرارية من نوع 1PN79-2 في سوريا .

صورة نادرة تظهر لأول مرة الصاروخ الروسي الموجه المضاد للدروع "فاغوت" Fagot الذي يجهز القوات النظامية السورية وهو مزود بكاميرا تصوير حرارية من نوع 1PN79-2 . الصورة التي ألتقطت في مدينة الحسكة (شمال شرق سوريا) تعرض جندي سوري وهو يصوب بسلاح الفاغوت في بيئة معتمة على هدف معادي ، الذي على الأغلب سيكون هدف خاص بمقاتلي الدولة الإسلامية الذين يحاولون السيطرة على المدينة . هذه النوع من الكاميرات الحرارية يستخدم لكشف وتعريف الأهداف خلال الظلام الدامس والرؤية المشوشة ضمن مجال رؤية حتى 2.8 × 4.6 درجة ، وحتى مدى مقدر بنحو 4000 م ، وقابلية تعيين وتحديد للأهداف Target Recognition حتى مسافة 2500 م . الكاميرا التي تعمل في المجال الطيفي 8-13 مايكرو ، أيضاً قابل للموالفة مع منظومة الصاروخ "كونكورس" Konkurs-M ، حيث يبلغ وزنها كاملة مع البطارية واسطوانة التبريد 11.5 كلغم . 



25‏/6‏/2015

نظام الإجراء المضاد والقتل الصعب Trophy .

خطــوة إسرائيليــة نحــو الأمــام
نظـــــــام الإجــــــراء المضــــــاد والقتـــــل الصعــــــب Trophy


لقد طور النظام "تروفي" Trophy التي تعني بالعبرية سترة الرياح Wind Coat أو محطم الرياح Wind-breaker كما يطلق عليه من قبل قوات الدفاع الإسرائيلية ، من قبل شركة أنظمة رافائيل الدفاعية المتقدمة RAFAEL بالتعاون مع أنظمة إلتا المحدودة Elta وصناعات الفضاء الإسرائيلية IAI لتجهيز كلاً من دبابات المعركة الرئيسة والعربات المدرعة بنظام حديث للحماية النشيطة ، قادر على تدمير الصواريخ والمقذوفات المضادة للدبابات وغيرها من الأخطار المهددة لأمن العربة في ساحة المعركة ، دون تعريض حياة الجنود المرافقين لخطر الإصابة العرضية . استغرقت عمليات الدراسة على هذا النظام نحو 10-11 سنة من الأبحاث ، ليعلن عن جاهزيته في أغسطس 2009 بعد سلسلة من الاختبارات أجرتها قيادة قوات جيش الدفاع الإسرائيلي IDF . نظام تروفي قدم أولاً في مارس من العام 2005 ، لتجرى عليه الاختبارات الميدانية الناجحة في العام 2006 . في 19 يونيو العام 2007 أعلن جيش الدفاع الإسرائيلي IDF أنه سيشتري عدد 100 وحدة من النظام وينصبهم على دبابات ميركافا Mk IV . في أغسطس العام 2009 ، قائد القوات الأرضية ورئيس القيادة المركزية الإسرائيلية الجنرال "إيفي مزراعي" Avi Mizrahi أعلن اكتمال استعدادات تشغيل النظام (بعد اختبارات ناجحة) وتجهيز لواء مدرع من دبابات ميركافا Mk IV بنظام تروفي . في ديسمبر العام 2010 ، أجرى جيش الدفاع الإسرائيلي اختبار حي على النظام بأن أطلق صاروخ مضاد للدبابات منزوع الرأس الحربي ، واستطاع النظام التصدي للخطر وتدميره قبل وصوله للدبابة غير المأهولة . 


نسخة التروفي القياسية Trophy-HV مصممة للعمل بشكل تلقائي تجاه كافة أنواع القذائف والصواريخ الموجهة المضادة للدبابات ATGM ، بضمن ذلك الأسلحة المحمولة على الكتف مثل القنابل العاملة بالدفع الصاروخي RPG ، حيث يستطيع النظام مشاغلة أهدافه بشكل آني simultaneously engage والاشتباك مع عدة تهديدات تصل من اتجاهات مختلفة ، علماً أن عملية تحييد الخطر تحدث فقط إذا أوشك التهديد أن يضرب منصة النظام . هو فعال عند استخدامه من على منصات ثابتة أو متحركة ، وفعال ضد كلتا التهديدات القصيرة وبعيدة المدى . إن مفتاح النظام وسر قوته يكمن في منظومة راداره الدوبلري وهوائياته من نوع "إيسا" AESA . هذا الرادار مصمم لاكتشاف التهديد threat detecting ، تعقبه tracking ، تحديده identifying ، وأخيراً تصنيف ماهية هذا التهديد آلياً ضمن قطاع محدد . 



المبدأ التشغيلي للنظام Trophy-HV يكون وفق الخطوات التالية : عندما هوائي الرادار "حارس الرياح" Wind-Guard يكتشف التهديد القادم ويحدده ، ينتقل النظام بشكل ثابت ومستمر لمرحلة التعقب والتتبع الآلي . يتم بعدها بشكل دقيق تسليم نقطة أو موضع انطلاق التهديد إلى نظام إدارة المعركة BMS (وحدة السيطرة المركزية CCU) ليميز الحاسوب التهديد ويعرفه ، ويقرر سواء هو سيضرب العربة أم لا وذلك من خلال تحديد مسار طيرانه flight path . فإذا كان التمييز سلبياً وحسابات النظام تؤكد أن المقذوف القادم لا يشكل تهديداً على العربة ، فإن النظام لا يتخذ أي إجراء مضاد مع استمراره في المتابعة . أما إذا كان التمييز ايجابياً والتهديد يشكل خطراً على العربة ، فإن الغطاء الباليستي الواقي ballistic cover سوف يفتح . لتبدأ وحدة الإطلاق الرأسية على أحد جانبي البرج في الاستدارة مباشرة باتجاه الموقع المناسب والصحيح لاعتراض التهديد . هذه الوحدة التي تضم الذخيرة الفرعية MEFP ، تستطيع الاستدارة والحركة الزاوية خلال 210 درجة ، بحيث تزود النظام قابلية الاشتباك تقريباً مع أي اتجاه يشير إليه الحاسوب (زاوية ارتفاع الإطلاق elevation angle غير معروفة) . الحاسوب يواصل التعقب والاكتساب ، ويخطط لأفضل حلول التصدي والاعتراض intercept solution . وحدة الإطلاق تحفز الذخيرة الفرعية MEFP التي بدورها تطلق شظاياها المشكلة انفجارياً نحو مقدمة الهدف لتحيده وتعطله . فوراً بعد الانفجار ، يتم بشكل تلقائي إعادة شحن وحدة الإطلاق بذخيرة جديدة .



الشائعات الواردة حول استعمال نماذج من منظومة تروفي أثناء حرب لبنان العام 2006 لم تؤكد في أي مصدر موثوق . أول كتيبة دبابات ميركافا Mk IV تجهز بنظام الحماية النشيط تروفي من أجل استعدادات قتالية combat readiness سجلت في نوفمبر العام 2010 ، وذلك للقيام بدوريات على طول حدود قطاع غزة . هذا الإجراء كان حتمياً لمواجهة خطر الهجمات الصاروخية الفلسطينية المتزايدة على العربات الإسرائيلية الأخف التي كانت تجوب الشريط الحدودي مع القطاع ذهابا وإيابا . الاستخدام القتالي الأول للنظام تروفي كان في 1 مارس 2011 ، فقط على مسافة بضعة عشرات الأمتار من جدار الحدود الذي يفصل غزة عن إسرائيل . يومها استطاع النظام بنجاح تدمير قذيفة مضادة للدبابات من نوع RPG-7 أطلقت من موضع مرتفع في قطاع غزة باتجاه دبابة ميركافا Mk IV قرب مستوطنة "نيروز" Nir Oz جنوب إسرائيل .



للنظام تروفي كما لوحظ من الاختبارات بعض نواحي القصور ، منها أنه خلال عملية اعتراض المقذوف المهاجم ، يبقى هناك احتمال مرتفع لانفجار الرأس الحربي لهذا المقذوف ، وبالتالي إطلاق نفاث الشحنة المشكلة shaped charge jet وضربه بدن الدبابة حاملة النظام ، وبالتالي ترك أثر تشويهي عليه وإن كان بمستوى تأثيري محدود . مثل هذا السيل أو التدفق سوف يترك ثقب بعمق بضعة مليمترات في دروع العربة المستهدفة . عند الحديث عن دروع دبابة معركة رئيسة فإن هذا الضرر غير مهم ، لكن عند الحديث عن عربة مدرعة ناقلة جنود أو ما شابه ، فإن الأمر مختلف تماماً (في اختبارات أجريت خلال شهر مارس 2006 ، ضربت ذخيرة النظام ذيل مقذوف RPG بدلاً من رأسه كما هو مفترض) . القاذفات الجانبية لذخيرة MEFP مجهزة بعدد محدود من الذخائر ، تقدره بعض المصادر بنحو ثلاثة وحدات أو أكثر بقليل . وهذه عند القتال في التضاريس الحضرية تبدو قليلة ولا تناسب متطلبات المعركة التي يغلب عليها الاضطراب وتعدد الاشتباكات . كما أن النظام شأنه شأن الأنظمة الأخرى المماثلة ، غير قادر على حماية المركبة تجاه هجمات الألغام الأرضية land mines وشحنات الطريق الارتجالية ، أو تجاه مقذوفات الطاقة الحركية المجنحة (تتجاوز سرعتها خمسة أضعاف سرعة الصوت) ، وكذلك الأمر بالنسبة للشظايا الناتجة عن القصف المدفعي . لذلك فإن تثبيته فوق المركبة لا يعني بحال من الأحوال تخفيض صفائح التدريع أو تقليص مستويات الحماية لدبابات المعركة الرئيسة .


23‏/6‏/2015

مفهوم السلاح الرئيس لدبابة المعركة والقوة النارية .

مفهـــــوم الســــلاح الرئيـــس لدبابـــــة المعركـــــة والقـــــوة الناريـــــة 


معركة السيطرة على المحمودية 2003 .. الرقيب "سكوت ستيوارت" Scott Stewart من سرية المشاة الثالثة الآلية ، كان أول من شاهد الدبابات العراقية ، لقد تم إخفاءها جزئياً في ظلال المباني الممتدة على طول الطريق الضيق ، في ساعة متأخرة من بعد الظهيرة . وقفت الدبابات العراقية T-72 بالقرب من بعضها البعض ، الأولى التي كانت تقف لجهة اليمين كانت توجه سبطانة سلاحها الرئيس لجهة الشمال ، في حين كانت الأخرى توجه سلاحها لجهة الجنوب ، مباشرة باتجاه الدبابة التي كان يقودها ستيوارت . الرقيب الذي يعمل بوظيفة رامي في دبابة M1A1 أخذ يحدق ويتفرس في منظاره لتفحص ما يراه ، وبدأت دبابته في إبطاء حركتها ، عندها قام بإبلاغ قائد الدبابة "بنكستون" S.Sgt. Pinkston بأنه رأى شيئاً لم يستطع تحديد هويته . بادر قائد الدبابة بنكستون للنظر من خلال وحدات صفوف الرؤية الصغيرة في غطاء فتحته السقفية ، ولكنه أيضاً أخفق في التحقق من ماهية الأشكال التي كانت تقف في منتصف الشارع على مسافة 500 م من دبابته ، وأعتقد أن ما يراه كان مجرد ناقلات جنود مدرعة من طراز BMP . الاعتقاد السائد أن ما تمت مشاهدته لم يكن أهداف صديقة ، شأنها في ذلك شأن كل ما في المدينة !! التي تقع على مسافة 15 ميل جنوب مدينة بغداد . لقد كانت "المحمودية" Mahmudiyah أحد مراكز تواجد وحدات قوات المدينة المنورة التابعة للحرس الجمهوري Republican Guard units ، قوات النخبة في الجيش العراقي . وفجأة صرخ القائد بنكستون "نار .. نار .. SABOT" في إيعاز لملقم المدفع لتحميل سلاحه بقذيفة طاقة حركية نابذة للكعب مثبته بزعانف . ولكن قذيفة شديدة الانفجار مضادة للدبابات HEAT بالفعل كانت محملة في عقب المدفع . ثبت ستيوارت الشعيرات المتقاطعة في منظار تصويبه على الجزء الخلفي المنحدر للدبابة المعادية الواقفة جهة اليمين ، وكان مفتاح المدفع في وضع MAIN ، في حين كان مفتاح الذخيرة يشير لوضع الذخيرة شديدة الانفجار المضادة للدبابات HEAT . وعندما سمع أمر الإطلاق من قائدة الدبابة ، ضغط ستيوارت على نابض المقبض اليدوي للرامي ، وانطلقت القذيفة التي تزن نحو 23 كلغم بسرعة 1400 م/ث نحو هدفها . بعدها صرخ بنكستون في جهاز الراديو "اتصال .. اتصال .. الدبابات أمامي" لتحذير كامل الكتيبة بعثورنا على الدبابات العراقية التي كنا نجهز لتدميرها .. سريتنا كانت تضم 14 دبابة M1A1 بالإضافة لعربة دعم ناري من طراز Bradley ، وكانت أوامرنا واضحة ومختصرة ومفيدة ، وتتمثل في البحث عن دبابات العدو وتدميرها . لقد قضينا ستة أشهر في الصحراء الكويتية نتدرب على هذا الدور . التمارين التي أجريناها كانت تتحدث عن حرب دبابات تقليدية ، وإطلاق نار وقتل دبابات العدو من مسافة 1500 م وأكثر . كنا مستعدين جيداً لدخول المدن ، والمناورة بين المباني متعددة الأدوار والسكك الضيقة ، مع يقيننا بأن هذه التضاريس تشكل مواضع مفيدة للكمائن المعادية وعمل الوحدات الصغيرة ، التي تدرك جيداً نقاط الضعف في دباباتنا . لقد كانت لدينا أفكار جيدة عن القتال في التضاريس الحضرية urban warfare ، خصوصاً مع أهداف الحملة النهائية في السيطرة على العاصمة العراقية بغداد . ومع ذلك لم نكن نتوقع أن نشاهد معارك بين الدبابات ذاتها Tank-to-tank في التضاريس الحضرية .

القوة النارية Fire power لأي دبابة معركة رئيسة هو حاصل مجموع المدفع والذخيرة ومنظومة السيطرة على النيران ، ويعرفها البعض على أنها "القدرة عملياً على تدمير قوات العدو في ساحة المعركة" .. في الجسم الإنساني نفسه ، نجد أصول هذا التعريف التي طبقت في القوة العضلية وضربة قبضة اليد Fist hit . لاحقاً ، عزز الإنسان هذه القدرة بالرمح ، والذي سمح بإيصال الضرر إلى مسافة بعيدة نسبياً ، ثم تلي ذلك استخدام القوس الذي سمح بالاستفادة من الطاقة الإنسانية لدفع السهم لمسافة أبعد . ويمكننا أن نجد الفكرة ذاتها تطبق اليوم في قذائف المدفعية أو القوة النارية للدبابة ، ولكن باستخدام دوافع كيميائية Chemical propellants . وعلى خلاف المدفعية التي صممت لتدمير أهداف خارج مدى البصر ، فإن القوة النارية للدبابات صممت لتدمير وسحق الأهداف القريبة بفاعلية كبيرة ، تفوق تلك التي تمتلكها العديد من منظومات الأسلحة الأخرى . وهكذا فان مصطلح السلاح الرئيس main armament يعني بالضرورة ، مدفع الدبابة القادر على إطلاق تشكيلة من قذائف الطاقة الحركية KE وقذائف الطاقة الكيميائية CE ، وفى أحيان كثيرة الصواريخ الموجهة من فوهة سبطانته .

لقد شهدت السنوات الخمسون الماضية ، منافسة شديدة بين الحماية المدرعة armoured protection والقوة النارية firepower ، فكان مع كل تقدم يحرزه الطرف الأول ، كانت هناك استجابة من الطرف الثاني ، والعكس بالعكس . ومع هذا السجال الضاري ، صممت مدافع الدبابات لفرض سيادتها على أرض المعركة ، فهي تضطلع بمهمة توفير عناصر الدقة ، المدى ، الاختراق ، النيران السريع . هذه الأسلحة يجب أن تكون مهيأة للتثبيت على أبراج الدبابات ، بحيث تكون قادرة على توجيه نيرانها المباشرة لدحر وهزيمة كافة الأهداف على مختلف المسافات والاتجاهات المنظورة . ويروي لنا التاريخ كيف أن مدافع الدبابات في بداية عهدها ، كانت مجرد قطع مدفعية ميدان field artillery جردت من عرباتها ، ووضعت في أبراج الدبابات .. كانت سبطاناتها قصيرة ومهيأة لإطلاق قذائف مثالية شديدة الانفجار ، وكانت هذه فعالة في حينها لاختراق وتجاوز دفاعات الخنادق وكذلك المشاة والأهداف المكشوفة . في الحقيقة ، الأبراج المسلحة لعربات القتال المدرعة لم تقدم حتى أواخر الحرب العالمية الأولى ، حيث كانت البداية مع الدبابة الفرنسية الخفيفة Renault FT-17 ، التي جهزت ببرج دائري بالكامل يحمل السلاح الرئيس . ومنذ ذلك العهد ، استمر نمط الترتيب هذا قائماً على معظم دبابات المعركة والعربات القتالية الأخرى والمدافع ذاتية الدفع . بعد الحرب العالمية الأولى ، أدرك خبراء الإستراتيجية ادوار جديدة للدبابات ، ربما كان أبرزها قابلية تحطيم دبابات العدو ، وهكذا حرص المصممين في هذه المرحلة على تحوير بعض المدافع المضادة للدبابات المعروفة ، وتثبيتها على أبراج دباباتهم ، بهدف إطلاق قذائف صغيرة بسرعات عالية ودقة أكثر وقابلية أفضل على اختراق الدروع . وأصبحت قضية تدمير دبابات الخصم القضية الأهم في تصوراتهم ، مقارنة بمهام سحق الحصون والمشاة كما في الحرب العالمية الأولى ، وعدلت تصاميم المدافع لمواجهة الدور الجديد . ومن باب التجربة والابتكار ، طورت عدة أمم في عقد الثلاثينات دبابات متعددة الأبراج ، ربما نتيجة التأثر بالبريطانية Vickers A1E1 التي ظهرت في العام 1926 . تلك الدبابات شوهدت خلال الفصول المبكرة الأولى لمعارك الحرب العالمية الثانية ، حيث عملت هذه بشكل سيئ والمفهوم أسقط بعد ذلك لصالح النماذج مفردة البرج . دبابات مدرعة أخرى بدون أبراج ، مع تسليح رئيس صعد في الهيكل ، أو في أغلب الأحيان في موضع متكامل ومحصن كجزء من بناء الهيكل الرئيس ، عرضت استخدام متزايد وشامل من قبل القوات الألمانية والروسية أثناء الحرب العالمية الثانية كمدمرات دبابات ومدافع هجومية . على أية حال ، بعد الحرب فقد هذا المفهوم حظوته وقبوله بسبب القيود المرتبطة بعمل السلاح ككل ، ويمكن أن تكون السويدية Stridsvagn 103 ، ومدمرة الدبابات الألمانية Kanonenjagdpanzer الاستثناء الوحيد من القاعدة . في الدبابات الحديثة ، البرج مدرع بشدة لحماية الطاقم من الشظايا والنيران المعادية ، ويمكن له أن يدور دورة كاملة حتى 360 درجة ، وهو مسلح عادة بمدفع من عيار كبير ، نموذجياً في حدود 105-125 ملم ، كما يمكن تثبيت الرشاشات داخل البرج . في الدبابات الحديثة ، البرج يأوي جميع أفراد الطاقم ماعدا السائق ، حيث يجلس اثنان من أفراد الطاقم هما قائد الدبابة والرامي ، وفي أغلب الأحيان ملقم المدفع ضمن حيز البرج .

17‏/6‏/2015

القاذفات الكتفية .. سلاح الخندق الأخير .

القاذفـــــــــــــــات الكتفيـــــــــــــة .. ســـــــــلاح الخنـــــــــدق الأخيــــــــــــر 

في زمننا الحالي تمتلك معظم الجيوش الغربية والشرقية أنواعاً متعددة من الأسلحة الكتفية المضادة للدروع ، أو ما يطلق عليه LAW ، والأحرف اختصار فقرة "الأسلحة الخفيفة المضادة للدبابات" . وفي الحقيقة فإن هذه الأسلحة تعتبر الأكثر شيوعا في الاستخدام بين الأسلحة المضادة للدروع الأخرى ، ويطلق عليها تسميات كثيرة ، مثل "سلاح الخندق الأخير" last-ditch weapon أو "مدفعية الرجل الواحد" one man's artillery . إن معظم تلك الأسلحة تتشابه في تصميمها العام ، حيث تتكون من سبطانة إطلاق مفتوحة الطرفين ، وعند الرمي فإن المقذوف يحتاج لشحنة دافعة للانطلاق ومنع حرق وجه الرامي بتأثير العصف الخلفي . فالمقذوف في مرحلته الأولى يجب أن يشتعل ويتوهج قبل مغادرته السبطانة بواسطة شعلة أو كبسولة قدح percussion cap (يجب أن يكون نظام الإيقاد على درجة عالية من الموثوقية لمنع الحوادث العرضية) ، لتبدأ الخطوة الثانية وإخراج المقذوف بسرعة إطلاق منخفضة نسبياً وذلك لتجنيب المشغل تأثير العصف الخلفي الصادر عن مؤخرة القاذف . ثم بعد ذلك مرحلة طيران المقذوف وإكمال مساره نحو الهدف بسرعته القصوى . البعض الآخر من هذه الأسلحة يحتوي على شحنة دفع من مرحلة واحدة فقط ، تحترق في تجويف السبطانة بالكامل لدفع وإطلاق المقذوف . كما أن معظمها مزود بمنظومات تصويب بصرية متقدمه ، أو مناظير عاملة بالأشعة تحت الحمراء infrared telescopes للاستخدام في ظروف الرؤية الليلية والسيئة .. في المقابل هناك ناحيتين تحدان من فاعلية هذا النوع من الأسلحة ، أولاً أن مداها الفعال والمجدي لا يزيد في الغالب عن 300 م . ثانيا قدرات اختراقها لا تتجاوز في معظمها عن 500-600 ملم للدروع الفولاذية المتجانسة . هذا يعني أن تلك الأسلحة ربما تكون قادرة على مشاغلة وإعطاب العديد من دبابات المعركة الرئيسية MBT التي في الخدمة حالياً ، ولكن مع التطور السريع في صناعة وتطور الدروع ، فإن الأسلحة المضادة للدروع الكتفية الحالية لن تكون كافية للتصدي للدبابات الحديثة ، حتى ولو كانت على أكتاف أكثر الجنود شجاعة ، مادامت قدراتها القتالية محدودة بهذا الشكل . وعادة ما ينصح مستخدمي هذه الأسلحة بتجنب الرمي على مقدمة الدبابة والقوس الأمامي لها حيث الدرع السميك ، والتركيز على الجوانب والمؤخرة والسقف .



لقد وجدت الأسلحة الكتفية المضادة للدروع طريقها دوماً لأيدي الجماعات والمليشيات غير النظامية ، وذلك ضمن مفاهيم وأطر "حرب العصابات" Guerrilla war . هذا النمط من الحروب ليس ظاهرة ملحقة بأي عقيدة أو مذهب خاص ، ولا هي مقيدة بزمن محدد أو ثقافة معينة .. هي حرب الضعفاء ، أو أولئك الأفراد الذين وبسبب حجمهم العددي ومستوى تسليحهم وتدريبهم المحدود ، لا يستطيعون مواجهة قوات نظامية regular forces حسنة التدريب في ساحات مواجهة مفتوحة . لذا يهاجم هؤلاء المسلحون وحدات العدو النظامية الصغيرة أو يعزلونها عن باقي قواتها وأدوات إسنادها . هم يضربون في الليل ، أو خلال المطر والضباب ، أو عند ساعات استراحة قوات العدو ، أو عند انتهائه تواً من عمل آخر . هم يعملون على اعتراض وإعاقة خطوط اتصالات العدو communications lines بحفر أو إتلاف الطرق ، وتفجير مسارات السكك الحديدية والجسور والقطارات ، ويكمنون لمواكب وحدات الدعم والإسناد . في الحقيقة ، الكمين ambush وسيلتهم المفضلة لتكريس ضرباتهم وتعزيزها . هو عنصر المفاجأة الذي يسمح لهم دائماً بتجاوز حقيقة تفرد العدو العددي في معركة معينة . المفاجأة والسلاح الحاسم decisive weapon لهذه المجاميع المسلحة ، هو في الحقيقة من يعوض نقصهم وقلتهم في الأعداد والأسلحة . يذكر الصيني Sun Tzu في كتابه "فن الحرب" The Art of War فيقول "العدو يجب أن لا يعرف أين أنت تنوي بدء المعركة ، فإذا هو لم يعرف أو يتيقن من المكان ، فإنه سيضطر للاستعداد في عدد كبير من المواقع . وعندما ينشر قواته في مناطق كثيرة ، فإن هذه هي الفرصة التي يجب أن تنطلق منها وتختار موقع شن الهجوم" .

14‏/6‏/2015

أهمية العقبات والحواجز المانعة .. تجربة حرب أكتوبر .

أهميـــة العقبــات والحواجــز المانعــة 
تجربـــــــــــــــة حـــــــــــــــرب أكتوبـــــــــــــــــــر 1973


الصورة الأولية لأكثر العقبات obstacles مناعة وحصانة ، يقابله في الجهة الأخرى القدرة الواضحة والاستثنائية لدبابات المعركة الحديثة على قهرها وتجاوزها ، مما يعطي في الغالب "انطباع مظلل وخادع" misleading impression أن هذه العقبات المضادة للدبابات لم تعد ذات قيمة عظيمة أو أن قيمتها قد قيدت وحددت !! فعلى مدى التاريخ ، العقبات سواء الطبيعية منها أو الاصطناعية ، استمرت في لعب دورها الرئيس لأي خطة مضادة للدبابات . وبشكل عام هناك متطلبان أساسيان لنجاح أي من هذه العقبات : أولاً هي يجب أن تكون جزء من خطة متكاملة ، وثانياً هي يجب أن تغطى وتدعم بالنيران والمراقبة المنظورة . العقبات الطبيعية Natural obstacles تتضمن مجاري الأنهار ، القنوات والأنفاق ، الغابات الكثيفة والبحيرات والمباني .. لكن عملياً جميع هذه العقبات تتطلب نوع من التحسين والتطوير الاصطناعي لتعزيز قابليتها المضادة للدبابات . ويذكر لنا التاريخ خطورة الثقة الزائدة التي يمكن أن تنشأ عن المناعة الظاهرة للعقبات apparent impregnability كما صور الأمر في بداية حرب أكتوبر العام 1973 . حيث امتدت حدود إسرائيل الغربية على قناة السويس وشكلت هذه القناة مانع طبيعي بالتأثير الأعظم . مع ذلك ، بدا الإسرائيليون غير راضين عن مستوى الحماية هذا ، فعمدوا على أية حال لتعزيز جانبهم من القناة مع حائط أو جدار رملي بارتفاع 15-21 م وبعرض كبير جدا ً ، مع زاوية انحدار لنحو 45-65 درجة . طول الجدار العازل بلغ نحو 160 كيلومتراً على طول قناة السويس ، باستثناء البحيرة المرة Bitter Lake (حيث كان عبور القناة مستبعد بسبب عرض البحيرة) . الجدار الرملي والذي وصف من قبل وزير الدفاع الإسرائيلي آنذاك "موشي دايان" Moshe Dayan بأنه "أحد أفضل الخنادق المضادة للدبابات في العالم" والدفاعات المشيدة في الموقع سميت في مجموعها بخط بارليف Bar-Lev Line وكانت رائعة التصميم في الحقيقة ، لكنها لسوء الحظ أثارت إعجاب الإسرائيليين أكثر مما أثارت خصومهم المصريين !! خطة تجاوز هذه العقبة أو العائق بدأت عندما أقترح ضابط برتبة مقدم في سلاح الهندسة المصري استخدام خراطيم المياه ذات الضغط المرتفع high pressure hoses لجرف رمال الجدار الرملي ، مما حقق وأنجز كلتا المفاجآت الإستراتيجية والتكتيكية . الجدار الرملي ودعاماته الخرسانية كانت كفيلة كما قرر مصمموه منع وإعاقة أي وحدات مسلحة أو برمائية من الإنزال على الضفة الشرقية لقناة السويس بدون تحضيرات هندسية مسبقة . وقدر المخططون الإسرائيليون بأنه يتطلب من المصريين على الأقل 24 ساعة ، ومن المحتمل 48 ساعة كاملة لاختراق وعمل ثغرة في حائط الرمل وتأسيس جسر متحرك عبر القناة .



وهكذا ساهمت الإتكالية الإسرائيلية Israeli dependence والاعتماد على مميزات الجدار ، في تقنين عوامل وأدوات التغطية النارية في الوقت الحرج والحاسم لهذا الموقع الدفاعي تجاه هجوم المشاة المصري ، والذي أنجز يوم السادس من أكتوبر العام 1973 . واستطاع سلاح المهندسين المصري سوية مع استخدام الأدوات التقنية البسيطة على نحو بارع ، استطاع تمهيد الطريق أمام الفرق المدرعة المصرية للعبور الآمن والتقدم بشكل جزئي في صحراء سيناء Sinai Desert .. تعكس هذه الواقعة الجانب السلبي لعامل الإفراط في مفهوم "العائق" barrier ، خصوصاً في المعركة المضادة للدبابات . فرغم أن منظري المعركة البرية يؤكدون على أن النوع الصحيح والمناسب للموانع والعقبات يجب أن يكون فعّال لأقصى حد ، لكن كما عُرض وأثبت من قبل المصريين ، ليس كل ترتيب يمكن أن يكون فعال ومؤثر كلياً . فالمانع أو الحاجز يجب أن يراقب ويحمى كأي موقع دفاعي آخر وبجميع الوسائل المتاحة .



10‏/6‏/2015

الصاروخ الروسي ميتس يشهد استخدامه الأول في عاصفـة الحـزم .

الصــــــــاروخ الروســـــــي ميتــــــس يشهــــــــد استخدامـــــه الأول فــــــي
عاصفـــــــــــــــــة الحـــــــــــــــزم


شريط فيديو بثته إحدى أطراف النزاع في اليمن والمدعوة "الحوثي" Houthis يظهر ما يمكن اعتباره أول استخدام عملياتي للصاروخ الروسي الموجه المضاد للدروع "ميتس" Metis-M تجاه أهداف ميدانية مدرعة . الفيديو يظهر مقاتلين من جماعة الحوثي (جماعة متمردة على السلطة الشرعية في اليمن ومدعومة من إيران) وهم يتقربون من نقطة حدودية سعودية ثم يبدأون هجومهم بتشكيلة من الأسلحة الخفيفة ومقذوفات RPG-7 ، قبل أن يطلق أحدهم صاروخ ميتس أصاب عربة LAV-25 سعودية كان متوقفة في تشكيل دفاعي مع عربات أخرى مماثلة .. نتائج الهجوم غير معروفة بالضبط ، بإستثناء تعرض العربة لأضرار شديدة مع اشتعال النار فيها . بعد مشاهدة الفيديو يبدو من المفيد تسجيل بعض الملاحظات ، فإنتشار المدرعات السعودية لم يكن موفقاً وكان الأولى إتخاذ مواضع دفاعية وسواتر رملية لعربات محدودة التدريع في مواجهة قاذفات كتفية !! المشاة السعودي كان مغيب عن المعركة وكان على العربات المدرعة مواجهة المعركة منفردة !! توفر أنظمة دعم ناري قريب مثل أسلحة الهاون ، وتواجد طائرات من غير طيار لكشف مواضع المهاجمين وتحديد احادثيات مواقع إطلاق النيران المعادية أمر مهم جداً .. العربات المدرعة ظلت في مكانها ولم تقم بمناورة لتجنب النيران المعادية . ورغم أن العربات لم تنسحب أو تتراجع رغم كثافة النيران إلا أن أطقمها تصرفوا بشكل مرتجل وغير مدروس ، علماً أن العربة تملك مقومات الرد العنيف وأهمها المدفع من عيار 25 ملم .. كان من المفيد إنشاء نقاط مراقبة على المواضع المرتفعة ، حيث يمكن تجهيز هذه المواضع بصواريخ التاو الذي تملك السعودية الآلاف منه .. نقطة التقرب التي وصل لها العدو والتي تبعد نحو 200 - 300 م من المواضع السعودية تعني ببساطة عدم وجود منظومة مراقبة أو رصد من منطقة مرتفعة للتحذير ، خصوصاً ونحن نتحدث عن هجوم نهاري !! في مدرسة الدروع نعلمهم عند مواجهة نيران عدائية كثيفة ، فإن أول إجراء يكون بإطلاق قذائف الدخان والتقهقر مع الرد على مصادر النيران قدر الأمكان .



الصاروخ ميتس هو مقذوف روسي موجه مضاد للدروع من الجيل الثاني ، صمم لهزيمة ودحر العربات المدرعة الحديثة والمستقبلية المجهزة بدروع تفاعلية متفجرة ERA ، بالإضافة للتحصينات والمخابئ حتى مدى قتالي يتراوح بين 80-1500 م ، خلال معظم الشروط البيئية وظروف الطقس السيئ . يطلق عليه في الغرب اسم AT-13 Saxhorn-2 وهو من تطوير مكتب تصميم الآلات Tula وتم تبنيه في العام 1992 . النظام مصمم لتجهيز الوحدات القتالية عند مستوى السرية في الوحدات الممكنة motorized units ، وهو يضيف المزيد من التحسينات الجادة فيما يخص المدى والدقة والخطورة ، خصوصاً مع تحصله على نظام توجيه من النوع نصف الآلي ، الذي يرسل الأوامر عن طريق وصلة سلك wire link يتدلى من مؤخرة الصاروخ . فبعد خروج الصاروخ من حاويته ، يشتعل محرك الدفع الرئيس الذي يعمل بوقود صلب ، لتنفرد حينها زعانف الاتزان الخلفية للمحافظة على استقرار الصاروخ أثناء طيرانه . هذه الزعانف الثلاثية الكبيرة نسبياً (تصنع من شرائح الفولاذ الرقيقة) مجهزة في أحد أطرافها بوحدة خطاط tracer تسهم في قياس انحرافات الصاروخ عن خط البصر ، الذي يمكن تمييز (أي الصاروخ) من أسلوب طيرانه اللولبي spiral flying . تبلغ سرعة طيران الصاروخ Metis-M نحو 180-200 م/ث ، بحيث يبلغ مداه الأقصى خلال ثماني ثوان فقط ، وتعمل وحدة الاستقبال في منصة الاطلاق على تسلم معلومات حول الموقع الزاوي للصاروخ أثناء مرحلة طيرانه من خلال تتبع وحدة الخطاط ، ومن ثم اصدار الأوامر التصحيحية لوحدة السيطرة في الصاروخ عن طريق سلك التوجيه لإبقائه في مركز الشعيرات المتصالبة في منظار التصويب . 



وبسبب الأبعاد الصغيرة ووزن مكوناته الخفيفة ، الصاروخ Metis-M قابل للحمل بسهولة من قبل الأفراد الراجلين ، حيث يمكن أن يحمل من قبل طاقمه في الحاويات المدمجة إلى مسافة طويلة نسبياً وعلى تشكيلة من التضاريس ، بضمن ذلك عبور الجداول أو المجاري المائية . استخدام النظام الذي يبلغ إجمالي وزنه 23.8 كلغم ، منها 13.8 كلغم هي وزن الصاروخ في حاويته ، يكون من قبل طاقم من ثلاثة رجال مع أسلحتهم الشخصية وحمولة ذخيرة من خمس قذائف . أحد أفراد الطاقم يحمل على ظهره قاعدة الاطلاق التي تزن لوحدها 10 كلغم وهي محملة بحاوية القذيفة ، مما يخفض من زمن تحضير النار إلى حد كبير ويسمح للطاقم بمشاغلة الأهداف engage targets خلال وضع المسيرة والانتقال . وفي حالة ظهور هدف مفاجئ ، المشغل يمكن أن يطلق النار من الكتف بعد اسناد القاذفة مع أي جسم قريب ، علماً أنه قابل للتوظيف القتالي في ظروف بيئية محيطة من -30 وحتى +50 درجة مئوية . يحمل فردي الطاقم الآخرين رزمة من صاروخين على ظهر كل منهما . التحول من وضع الانتقال والمسير إلى وضع إطلاق النار firing position (والعكس بالعكس) يستغرق نحو 15-20 ثانية ، مع معدل إطلاق نار يبلغ 3-4 قذائف بالدقيقة . كما يمكن إطلاق الصاروخ من وضع الوقوف أو الانبطاح بالإضافة إلى قابلية إطلاقه من المباني ، علماً أن الخاصية الأخيرة تتطلب توفر حوالي ستة أمتار من الفضاء أو الفسحة الخلفية للقاذفة . 



الصاروخ أستخدم في حرب لبنان العام 2006 وضرب عدة دبابات إسرائيلية من طراز Merkava دون معرفة تفاصيل الهجمات ، حيث أنه معد كما يدعي مصمموه لمهاجمة الأهداف الثابتة والمتحركة التي تتنقل بسرعة لا تزيد عن 60 كلم/س . النظام استخدم أيضاً بفاعلية خلال الحرب الأهلية في سوريا 2011/2012 وحقق نتائج مثيرة تجاه دبابات الحكومة المركزية ، بما في ذلك النسخ المتقدمة T-72 . الرأس الحربي ذو الشحنة المشكلة للصاروخ يبلغ قطره 130 ملم ، وهو من النوع ثنائي الشحنة tandem warhead ، حيث يستطيع اختراق 850-900 ملم من التدريع المتجانس بعد تجاوز الدروع التفاعلية المتفجرة ERA ، أو ثلاثة أمتار من الخرسانة المسلحة reinforced concrete . كما يتوفر رأس حربي بمتفجر الوقود الجوي Thermobaric يزن 4.95 كلغم (مكافئ لنحو ستة كيلوغرامات من متفجرات TNT) مضاد للأفراد والأهداف خفيفة التدريع والتحصينات ، علماً أن نسخة أحدث تم تطويرها حملت التعيين Metis-M1 وهي بمدى 2000 م .. منظومة السلاح Metis-M بشكل عام قابلة للاستخدام من قبل أفراد مدربين أو غير مدربين فقط مع شرح مبسط . هو قابل للشحن بأي نوع من وسائل النقل ، كما يمكن اسقاطه من الجو air-dropped .





6‏/6‏/2015

مدافع دبابات المعركة الرئيسة وخصائص التصميم العامة .

مدافــــــــــــــــع دبابــــــــــــــات المعركــــــــــــــة الرئيســــــــــــــة 
وخصائــــــص التصميــــــم العامــــــة 


بشكل عام عند تطوير مدافع دبابات المعركة الرئيسة ، يحرص المصممون على الاهتمام بالعديد من النواحي التقنية والفنية . فمثلاً إن لطول السبطانة عدداً من التأثيرات المتباينة الواجب مراعاتها عند التصميم الابتدائي . السبطانة الطويلة تزيد من فاعلية الطاقة المنقولة من شحنة الدافع إلى المقذوف ، فتزيد من عوامل الدقة والمدى . لكنها في المقابل تتأثر بالاهتزازات والتأرجحات أثناء حركة الدبابة خصوصاً على الطرق غير المستوية ، مما يعني تعريض المقذوفات لمظاهر التفرق والتشتت . وكلما زاد التفرق كلما زادت أعداد المقذوفات المطلوبة للتأثير على الهدف المعادي . هذه القضية تم تدارسها جيداً مع تطوير نسخة المدفع الألماني الأكثر طولاً L55 وكذلك نظيره الأمريكي M256E1 عيار 120 ملم . هذه الأسلحة الجديدة نسبياً هي بطول 6.6 م مقارنة بسابقاتها L44 وM256 التي يبلغ طولها الأقصى 5.3 م . هذه الزيادة في الامتداد كانت ضرورية لإنجاز وتحقيق سرعة فوهة أعلى وبالتالي طاقة حركية أفضل للمقذوف .. سبطانات المدافع الطويلة تتأثر أيضاً بظاهرة التدلي والانحناء ، نتيجة ارتفاع حرارتها أثناء عمليات الرمي أو الظروف المناخية ، كهطول المطر على سبطانة ساخنة ، وما تتعرض له من رياح جانبية ، تؤدي لتبريد جانب دون الجانب الأخر ، مما يؤدي إلى حدوث تمدد في سبطانة المدفع من جهة ، وتقليص الجهة المقابلة ، الأمر الذي يعرض سبطانة المدفع إلى التقوس والانحناء . إن تدلي السبطانة هو ناتج أيضاً للتأثيرات الميكانيكية mechanical effects ، حيث أن وزن السبطانة وثقلها يسبب انحناء ضئيل لمقدمتها من جهة فوهة السلاح . ومع السرعات العالية للقذائف الحديثة فإن الانحناء سيزيد ، ويؤثر بدوره على دقة الإصابة . وهكذا تصبح ظاهرة السوفان أو الميلان عامل مميز للمدافع ، خصوصاً الطويل منها (يبلغ طول سبطانة المدفع الفرنسي CN120-26 عيار 120 ملم ، المثبت على الدبابة Leclerc نحو 6.24 م ، في حين يصل طول سبطانة المدفع الألماني L44 من نفس العيار 5.30 م ، وفي النوع الأحدث L55 تبلغ هذه 6.6 م) . ومن أجل إيجاد حل جزئي لهذه المعضلة ، تزود مدافع دبابات المعركة الحديثة بنظام مراجعة لسبطانة السلاح MRS ، يثبت على طرف فوهة المدفع لقياس التدلي والميلان ، والسماح بعد ذلك بالتعديلات المطلوبة التي تلقن بدورها إلى نظام السيطرة على النيران FCS في الدبابة . كما يقوم الرداء الواقي الحراري Thermal sleeve الذي يحيط بالسبطانة ، بتقليل درجة حرارتها المرتفعة ، والحد من ظاهرة التقلص والانتكاس .


سبطانات المدافع الحديثة بشكل عام تصنع من سبيكة فولاذية عالية القوة والصلابة ، يطلق عليها HSLA ، والأحرف اختصار لفقرة "عالي المقاومة منخفض السباكة" . هذه السبيكة الفولاذية التي طورت أصلاً كمنتجات دلفنة لصالح خط أنابيب الألاسكا في أواخر الستينات ، تحتوي على نسبة عناصر سبائكية محدودة جداً Microalloyed steel (لا تتجاوز في العادة ما نسبته 0.05-0.15% والتي تتضمن الفاناديوم ، التيتانيوم ، الموليبدنوم ، البورون ، وغير ذلك) . وهي تزود ملكيات وخواص ميكانيكية عالية المقاومة تجاه مظاهر التآكل والإهتراء مقارنة بالفولاذ الكربوني Carbon Steel . الفولاذ وجد لكي يكون مادة ممتازة لهذا النوع من التطبيقات بسبب مجموعة عناصر متوازنة ومتكاملة ، مثل المرونة العالية ، قابلية الخضوع الممتازة ، القسوة السطحية ، درجة الانصهار (نحو 1510 درجة مئوية) ، أضف لذلك كله قابلية الطرق والصلابة تجاه الكسر ductility/fracture toughness . هذه الملكيات تمكن سبطانة المدفع من مقاومة جميع أنماط الفشل والإنهاك المحتملة . جدير بالذكر أن الرغبة في تعزيز خصائص الأداء والاستمرارية لدى هذا النوع من أنظمة السلاح ، تطلب في السنوات الأخيرة أن تكون المدافع قابلة للعمل والاشتغال في الضغوط الأعلى ، بالإضافة إلى زيادة عمرها العملياتي . لقد سار الاتجاه فيما مضى نحو استعمال شحنات دافع أكثر نشاطاً وطاقة energetic propellants والتي كان لها درجات حرارة مرتفعة جداً ساهمت بالنتيجة في مزيد من الاهتراء والتآكل لجوف سبطانة السلاح .



ومن أجل مواجهة أنماط الضعف والإنهاك ، تطلى تجاويف مدافع الدبابات الحديثة بعنصر الكروم Chrome plating . وعملية الطلاء هذه عبارة عن ترسيب كهربائي لتكسيه جوف سبطانة المدفع بطبقة رقيقة بيضاء مائلة إلى الزرقة من الكروم . مهمة هذه الطبقة مقاومة التآكل الشديد ، كما أنها تعمل على تحسين متانة المدفع ورفع أداءه . فوفق ما سبق توضيحه ، عمليات إطلاق النيران المتكررة تتسبب في تفاعل بين الطبقة الداخلية لتجويف السبطانة والغازات الجافة الناتجة عن احتراق شحنة الدافع . هذا التفاعل الكيميائي يسبب تآكل شديد لجوف لسبطانة غير المحمي جيداً . إن أحد وسائل المحافظة الأخرى على مدافع الدبابات ورفع أداءها ، تتمثل في عملية الصيانة المستمرة على سبطانات المدافع وتنظيفها باستمرار . الدليل التقني للدبابة الأمريكية أبرامز على سبيل المثال يؤكد على وجوب التنظيف بعد كل تمرين إطلاق نار للمدفع M256 عيار 120 ملم ، في حين أن الممارسة القياسية العسكرية في أراضي الاختبار تقترح نحو 5-10 عمليات تنظيف لكل سبطانة بالسنة . وتكون هذه إما بطريقة آلية في أرض الاختبار ، أو يدوية خلال العمليات الحقيقية في أرض المعركة . وعادة ما تتزامن هذه مع عملية فحص لتجويف السبطانة لمعاينة مستويات الإهتراء والأضرار . عملية التنظيف الآلية في ميادين الاختبار تتضمن ماكينة تنظيف مع فرشاة معدنية ومحلول تنظيف مع ثلاثة رجال ، ونحو 60 دقيقة للقيام بكامل العملية بالإضافة لاستكشاف مستويات الأضرار في السبطانة . التنظيف اليدوي في ساحة الميدان يتم بتجهيزات خاصة متوفرة ومخزنة في الدبابة أبرامز ، مثل الذراع الطويل والفرشاة ومادة حافظة ومحلول التنظيف .


2‏/6‏/2015

القذيفة الألمانية شديدة الانفجار متعددة الأغراض DM11 .

القذيفة الألمانية شديدة الانفجار متعددة الأغراض DM11

واحدة من أهم القذائف الغربية شديدة الانفجار متعددة الأغراض ، هي الألمانية DM11 التي طورتها شركة "راينميتال" Rheinmetall لصالح الدبابة Leopard 2 وهي من عيار 120 ملم (تم اختيارها أيضاً من قبل سلاح البحرية الأمريكي في العام 2008/2009) . هذه القذيفة ونتيجة مرونتها وقابلية تكييفها مع مختلف الأوضاع القتالية ، معدة لمواجهة طيف واسع من تهديدات ساحة المعركة ، وعلى الأخص في التضاريس الحضرية urban terrain وتعديل أنماط العمل والهجوم لصمام تفجيرها القابل للبرمجة programmable fuse والمثبت في مؤخرة الرأس الحربي . هي مصممة لمشاغلة الأهداف غير المدرعة أو قليلة التدريع ، مواقع الكمائن المضادة للدبابات (سواء المستورة منها أو تلك التي في العراء) ، المشاة الراجلين dismounted infantry (الاختبارات الميدانية أظهرت القدرة على إصابة 27 فرد بالشظايا من أصل 30 بعد إطلاق قذيفتين فقط باتجاه الموقع المقصود) ، الأهداف الإنشائية والهيكلية وكذلك التحصينات الميدانية (تستطيع القذيفة اختراق الحوائط والجدران الخرسانية concrete walls التي يبلغ سماكتها 20 سم وإصابة الأهداف المختبئة خلفها ، بما في ذلك الموانع وأكياس الرمل ، الخ) . المدى الفعال والمؤثر للقذيفة يبلغ 5 كلم مع دقة استثنائية في إصابة الأهداف . 


القذيفة يمكن إطلاقها من المدافع دبابات ملساء الجوف من نوع L44/M256 بسرعة فوهة 970 م/ث ، ومن المدفع L55 بسرعة فوهة 1000 م/ث . البناء العام للقذيفة DM11 يتضمن مقطع الرأس الحربي مع صمام متعدد الوظائف قابل للبرمجة multi-function fuze عند التحميل في عقب المدفع بالإضافة إلى غطاء أمامي بالستي يحوي عدد 6000 كرة تنغستن . هناك أيضاً مجموعة زعانف الذيل رباعية الأنصال مع طوق الدفع drive band (حلقة دائرية حول جسم القذيفة لحجز غازات الدافع ومنعها من التسلل) . غلاف خرطوشة القذيفة من النوع القابل للاحتراق combustible casing مع شحنة الدافع ، وهناك تصميم حديث لقاعدة حاوية الخرطوشة التي تتضمن بادئ إشعال أنبوبي مدمج معه وصلة بيانات للبرمجة (سلك معدني موصول لصمام القذيفة) الذي يغذى بالمعلومات من نظام السيطرة على النيران . خاصية الأداء الفريدة الأخرى في هذه الذخيرة تتحدث عن كونها آمنة للإطلاق في جميع الظروف المناخية ، أو في درجات الحرارة من -46 مئوية إلى +71 مئوية . ومما يميزها عن غيرها من الذخائر المماثلة هو استخدامها لمتفجرات عديمة الحساسية Insensitive Explosive عالية الأداء يبلغ وزنها 2.17 كلغم ، بحيث تضمن إنجاز دمار هائل في منطقة الهدف .