28‏/3‏/2015

تأثير شحنات العصف على بطن دبابات المعركة الرئيسة .

تأثيــــر شحنــــات العصــــف علــــى بطــــن دبابــــات المعركــــة الرئيســــة


بشكل مستمر ومتواصل ، يحرص المصممين على تحسين قابليات وقدرات مقذوفات الطاقة الحركية KE والطاقة الكيميائية CE ، وبالتالي قدراتها على ثقب دروع الدبابات والعربات القتالية الأخرى وإلحاق الضرر الشديد بها . دروع الدبابات مصممة لحماية الطاقم والمكونات الداخلية من تهديدات ساحة المعركة المتقدمة التي تهاجم من اتجاهات محددة specific directions . الدبابات ونتيجة متطلباتها المتعددة ، تكون عادة مصفحة بشدة في منطقة المقدمة ، وأقل تصفيحاً من الجوانب ، ومصفحة بشكل مخفض عند المؤخرة ومناطق السقف والقاع . ولكون قابليات التهديد threat capabilities تتحسن وتتقدم بشكل مستمر وكذلك الأمر بالنسبة للسيناريوهات التكتيكية المعادية ، فإنه يمكن الافتراض أن نيران الأسلحة المباشرة المضادة للدبابات يمكن أن تكون قادرة على هزيمة ودحر دروع هذه الأهداف تقريباً من أغلب أجزائها .. تهديدات النار المباشرة Direct-fire threats ستضرب العربة على الأرجح من المقدمة أو من أحد الجانبين . قمة العربة ستكون في الغالب هدفاً للتهديدات غير المباشرة أو الجوية وبعض التهديدات الموجهة . قاع العربة ، خصوصا الثلث الأمامي منها ، سيخضع لتهديدات الألغام ومتفجرات الطريق ، ومثال على ذلك المقذوفات المشكلة انفجارياً وكذلك الشحنات المشكلة . الجزء الأقل احتمالاً للهجوم والتعرض من العربة سيكون بلا شك مقطع المؤخرة .

الصورة للأعلى تعرض دبابة من نوع M60 تابعة للقوات المسلحة المصرية وقد تعرضت لهجوم بشحنة متفجرات أرضية مرتجلة . الهجوم تسبب بتحطيم عجلات الطريق ومنظومة التعليق والجنازير بالإضافة لأضرار كبيرة بالجانب الأيمن من الدبابة . الدراسات العلمية الحديثة تتحدث عن الأضرار والتأثيرات الموضعية Local Effects التي تسببها هكذا هجمات والنتائج المرتقبة أسفل العربات القتالية . في البداية تتشكل موجات اهتزاز صدمية shock waves ناتجة عن شحنة التفجير المتفجرة . تضرب موجة الاهتزاز هذه الصفيحة السفلية للعربة خلال فترة زمنية مقدرة بنحو 0.5 ميلي ثانية (جزء من ألف جزء من الثانية) لتنعكس بعد ذلك مسببة ضغط بالغ الذروة وكبير جداً يؤدي إلى تعجيل موضعي على الصفيحة السفلية bottom plate للهدف المدرع . وخلال نحو 5 ميلي ثانية بعد الانفجار ، يحدث تقوس وانحناء للصفيحة السفلية في كلتا النطاقات المرنة elastic واللدنة plastic (في الفيزياء وعلم المعادن اللدونة هي خاصية تشويه توجد في كثير من المواد ، فعند تعرض هذه إلى ضغوط وتغيرات خارجية فإنها لا تعود إلى حالتها الطبيعية عند زوال المؤثر الخارجي ، وعلى العكس من ذلك تماماً مفهوم المرونة) وذلك بالاعتماد على عوامل الشكل والسمك والمادة المعدنية والتدعيم الإضافي additional stiffeners . أحياناً أخرى يتجاوز تشويه الصفيحة السفلية النطاق أو الحد المرن ، مما يتسبب في حدوث مظاهر تمزق وتصدعات هيكلية . تتسبب موجة الاهتزاز أيضاً في توليد صدمة ميكانيكية mechanical shock في المادة الإنشائية العربة ، حيث تتحرك الموجة بسرعة عالية نسبياً يمكن أن تبلغ 5000 م/ث خلال تراكيب الهيكل الكامل ، وتسبب اهتزازات وتذبذبات عنيفة في جميع أجزاء العربة المصابة . واعتماداً على شروط الحد ، فإن انحناء الصفيحة السفلية قد يسبب تشوهات deformations في الجدران الجانبية للعربة . كما أن جميع الأجزاء والقطع المصعدة على أو مباشرة فوق الصفيحة السفلية ، مثل قضبان الالتواء الخاصة بأنظمة التعليق torsion bars ، يمكن أن تضرب وتُعجل (تقذف) في اتجاه السقف الأعلى للهيكل .

الدراسات الحديثة تناولت أيضاً تأثير حالة التحميل العمودي على ركاب وشاغلي العربة ، فتحليل حوادث إصابات الألغام الأرضية ومتفجرات الطريق المرتجلة بدا ضرورياً لفهم تأثيرات انفجار هذه الأسلحة أسفل الدبابات والعربات المدرعة على الجسم الإنساني human body . فبسبب قوة التعجيل acceleration force ، تتحرك السيقان إلى الأعلى مع احتمالية وخطر الاصطدام بأجزاء أخرى داخلية من العربة . ويمكن لحركة الساق أن يكون لها تأثير خاص على الفقرات القطنية وأعضاء الجسم الأخرى . منطقة الحوض pelvis في جسم الراكب يمكن أن يحمل من خلال مقعد العربة . فبالنسبة للمقاعد المثبتة على أرضية هيكل العربة ، الحوض سيكون محمل سريعاً للأعلى خلال حوالي 10 ميلي ثانية بعد الانفجار ، ويعتمد مستوى الشدة والخطورة على مرحلة البلوغ اللاحقة (15 إلى 30 ميلي ثانية) والتي تكون أقل حدة . التعجيل العمودي vertical acceleration وحركة الحوض ستتسبب في قوة ضغط مفرطة على الفقرات القطنية ، التي يمكن أن تؤدي بالنتيجة إلى إلحاق الإصابات خطيرة بالراكبين .

23‏/3‏/2015

أول صورة للدبابة الروسية "أرماتا" .


فيديو جديد للدبابة يعرض بعض تفاصيلها ..


الخطوات الروسية نحو تضخيم عيار مدافع الدبابات .

الخطـــــــوات الروسيـــــــة نحــــــو تضخيـــــم عيـــــار مدافـــــع الدبابـــــات



الروس كغيرهم من الأمم ، اختبروا جزئياً فوائد تضخيم وزيادة عيار مدافع دباباتهم . وتتحدث مصادرهم عن تجربة هذا النوع من الأسلحة وتحديداً العيار 152 ملم ، عندما ثبتوا المدفع 2A83 على هيكل مشروع الدبابة الملغية Object 195 .. خلال العقود القليلة الماضية ، السوفيت وبعد ذلك صناع الأسلحة الروس كان لديهم عدة محاولات لتطوير مدافع دبابات ملساء الجوف من عيار 152 ملم . ابتكار مثل هذه الأسلحة ودخولها العملياتي كان سيشكل بالتأكيد بداية ثورة حقيقية في صناعة الدبابات ، لكن بسبب مصاعب تقنية وربما اقتصادية هذه الأسلحة لم تجهز الدبابات الروسية التي أكتفت باعتماد العيار الكلاسيكي 125 ملم . قصة محاولات زيادة عيار مدافع الدبابات الروسية تعود إلى منتصف الثمانينات ، عندما بدأ الحديث بين منتجي الدبابات وقادة الجيش الروسي حول الحاجة لتحسين القوة النارية للدبابات بزيادة قطر مدافعها . ولغرض دراسة إمكانية تطوير دبابة معركة بهذا السلاح بدأ العمل على مشروع Object 292 . لقد درس تطوير هذا التصميم التجريبي باحثين واختصاصيين من مصنع "لينغراد كيروف" Leningrad Kirov (المصنع الذي أنتج الدبابة T-34 خلال الحرب العالمية الثانية) وكذلك من معهد VNIITransmash للبحث العلمي وتصميم وإنتاج الآلات ، حيث بوشر العمر تحت إشراف المهندس الروسي الشهير "نيكولاي بوبوف" Nikolay Popov (ديسمبر 1931 - فبراير 2008) والذي سبق له الإشراف بشكل رئيس على تصميم الدبابة T-80 خلال عقد السبعينات . وطبقاً للتقديرات الأولية ، تصميم الدبابة بالسلاح الجديد استند على منصة الدبابة T-80BV التي أثبتت الاختبارات أنها لم تكن تتحمل تثبيت سلاح يتجاوز قطر فوهته 140 ملم . حيث عرضت الزيادة الأخرى في القطر أخطار جدية تمثلت في حدوث تشوه وأضرار بنيوية لهيكل المنصة نتيجة قوى الارتداد العنيفة للسلاح . وعلى الرغم من هذه النتيجة وبعد سلسلة من الاختبارات والحسابات ، بدا أنه من الممكن إيجاد طرق وفرص أنجع لزيادة القوة النارية دون المجازفة بفقدان منصة الإطلاق . بالنتيجة ، قرر المصممون الروس الاستقرار عند العيار 152.4 ملم لصالح مشروع مدفع الدبابة . بعد ذلك جاء السؤال الآخر حول طبيعة سبطانة المدفع الجديد ، هل ستكون من النوع الأملس smoothbore أم من النوع محلزن التجويف rifled barrels ؟؟ في الأساس التوجه الروسي كان يسير باتجاه المدفع أملس الجوف ، لكن نتيجة الكثير من الجدل والنقاش ، تقرر تجربة المدفع محلزن الجوف . 


أعمال التطوير هذا السلاح لم تبدأ بسبب مشاكل ومصاعب مالية برزت أواخر الثمانينات بالإضافة لقلة المؤيدين للمدفع المحلزن ، فاستكمل العمل مرة أخرى على المدفع أملس الجوف . وبالفعل أوكلت مهمة تطوير المدفع إلى منشأة بحثية صناعية عسكرية روسية متخصصة تدعى "معهد البحث العلمي المركزي" TsNII (تأسس المعهد العام 1970 ويقع في مدينة نازني نوفغورد Nizhny Novgorod وهو متخصص في تطوير وإنتاج ذخيرة المدافع من العيار المتوسط والكبير) ليحمل السلاح بعد ذلك التعيين الرسمي LP-83 . العمل على برج مشروع الدبابة Object 292 تم إقراره في مصنع "أيزهورا" Izhora Plant المتخصص بالصناعات الفولاذية الثقيلة في مدينة لينيغراد ، لكن إدارة المصنع أوقفت العمل لاحقاً لأسباب غير مفهومة . وبعد محاولات متعددة لتطوير برج جديد لصالح المشروع في مصانع أخرى (كان نصيبها هي الأخرى التعثر) ، تم الاتفاق أخيراً على الاستعانة ببرج الدبابة T-80BV مع بعض التعديلات والإضافات الهندسية التي في الحقيقة زادت من وزن البرج ، وذلك بقصد تحميل المدفع على هيكل المجسم التجريبي Object 292 .. ونظراً للقوة الكبيرة التي تميز بها المدفع LP-83 ، فقد كان لا بد من استخدام بعض الأفكار والحلول الجديدة . من هذه كان طلاء حجرة الاحتراق وسبطانة السلاح بعنصر الكروم chromium plating ، الأمر الذي ساهم في تعزيز قدرة جدران المدفع على تحمل ضغوط الغازات حتى حدود 7000 كلغم/سم2 . إضافة لذلك تم ابتكار آلية ميكانيكية جديدة في عقب السلاح بهدف انتزاع الخراطيش المستهلكة spent cartridges وكذلك نظام لتنقية الهواء وبالتالي تخفيض الدخان المتسلل لمقصورة الطاقم . تفاصيل المشروع التجريبي Object 292 تم استكمالها في خريف العام 1990 واختبارات إطلاق النار بدأت في العام 1991 في موقع Rzhevsky لدفن النفايات قرب لينينغراد . لقد أظهرت الاختبارات قدرات مميزة وعالية للسلاح LP-83 مقارنة بالمدفع 2A46 عيار 125 ملم ، حيث امتلك السلاح الجديد طاقة فوهة أعلى بمرة ونصف تقريباً من منافسه الحالي . ورغم النتائج التي تم التوصل لها ، التحولات والتغيرات الرئيسة التي عاشها الإتحاد السوفييتي في أواخر الثمانينات وأوائل التسعينات أدت لتوجيه ضربة قوية للجيش وصناعة الدفاع ، مما نتج عنه إهمال كامل للمشروع ، حيث بقيت الدبابة Object 292 في موقع الاختبارات لفترة زمنية محددة ، ولم تستخدم في أي من الأعمال . وفي 22 أكتوبر العام 2007 ، جرى إرسال الدبابة إلى متحف الدبابات وعربات القتال الروسية في كوبينكا Kubinka Museum لتعرض هناك .


19‏/3‏/2015

أطقم الدبابات الروسية وبزة الوقاية الجديدة "راعي البقر" .

أطقـــــــم الدبابــــــات الروسيــــــــة وبـــــــزة الوقايــــــة الجديــــــدة
 "راعــــــــــــــــــي البقـــــــــــــــــر"


المراجعة الروسية لخسائر الدبابات والعربات المدرعة في حرب الشيشان شملت من ضمن أمور عديدة ما يخص تجهيزات الأطقم والسلامة الداخلية . فقد تحدث هؤلاء عن قصور في تجهيز الألبسة الواقية protective clothing التي كان من المؤمل أن تخفض خسائر أطقم هذه العربات . هذه الألبسة معدة لمواجهة خطر الشظايا والأجزاء الناجمة عن اختراق المقذوف لصفائح تدريع العربة ، بالإضافة إلى خطر النيران المندلعة نتيجة مصادر الاشتعال الداخلية . حيث تبين أن هناك فرصة حقيقية لنجاة الأطقم وخروجهم في العديد من الحالات ، ربما مع جروح وإصابات قطعية لكن دون خسارة أرواحهم .. في الوقت الراهن ، هناك طريقتان أساسيتان لحماية أفراد الطاقم من إصابات وجروح الشظايا في العربات المدرعة . الأولى باستخدام بطانة مانعة للتشظي والتجزؤ spall liner ، والطريقة الثانية تؤكد على استخدام معدات الوقاية والحماية الشخصية protective equipment . الطريق الأكثر فاعلية كما يرى الفكر الروسي تكمن في إتباع الوسيلة الثانية وتأمين البزات والستر الواقية التي يمكن أن تحمي الطاقم ليس فقط ضمن حدود العربة القتالية ، لكن أيضا في الساحات المفتوحة عندما يضطر الأفراد للخروج من عربتهم لأي غرض . وطبقا لتقارير ودراسات غربية يستدل بها الخبراء الروس ، فإن استخدام الأطقم لأجهزة الوقائية الشخصية يخض معدل الخسائر البشرية الدائمة لنحو عامل من 2-2.5 . لهذا ، في جيوش العالم المتطور يحرص على توفير تجهيزات خاصة لحماية أفراد طاقم العربات القتالية من خطر الإصابة بالشظايا والطلقات . في أغلب الأحيان جدا ، هذه العدد الوقائية تتضمن ثلاثة عناصر هي: خوذة وقاية مركبة protective helmet ، صدرية بالستية ballistic vest مصنعة من أنسجة الأراميد ، بالإضافة إلى بزات مقاومة الحريق fire-resistant overalls . 



لمواجهة هذه التهديدات ، الروس في العام 2003 قدموا بزة الوقاية الكاملة المسماة "راعي البقر" Cowboy والخاصة بأطقم دبابات المعركة والعربات المدرعة الأخرى . هذه البزة التي حملت الترميز 6B15 يبلغ وزنها 6.5 كلغم (استبدلت البزة الأسبق ثقيلة الوزن 6B23) ، وصممت من الأنسجة الخاصة التي يمكن أن تقاوم اللهب المباشر والتسخين المفرط حتى 1100 درجة مئوية . البزة مصنعة من نسيج ليفي صناعي مقاوم للحرارة يطلق عليه اسم "الأراميد" Aramid ، لذا هي قادرة على حجب حرارة اللهب عن جسم مرتديها لنحو 15-20 ثانية . ويؤكد مصمموها أنها قادرة على تخفيض خسائر الأطقم خلال العمليات القتالية combat operations لنحو مرتين ونصف عما سبق . الشروط التي وضعت من بداية العمل كانت تتحدث عن توفير سترة أو صدرية واقية من الرصاص ملحقة بالبزة الجديدة ، قادرة على توفير حماية لمرتديها من طلقات المسدس الروسي "ناغانت" Nagant عيار 7.62 ملم ، وكذلك من طلقات المسدس "ماكاروف" Makarov عيار 9 ملم بالصميم الفولاذي . الشروط تناولت أيضاً وجوب توفر حماية موثوقة لمناطق الرقبة والأكتاف وأسفل البطن مع وزن إجمالي لا يتجاوز 6.5 كلغم . علاوة على ذلك ، تجهيزات هذه البزة يجب لا تعيق أعمال الطاقم وحركتهم في المعركة (يمكن ارتدائها لمدة 48 ساعة متواصلة دون مشاكل أو مضايقة) كما يتحتم عليها تأمين ما نسبته 80% من سطح جسم مرتديها تجاه النيران المباشرة ولنحو 10-15 ثانية . البزة 6B15 جرى تطويرها من قبل "معهد البحث المركزي لبناء الآلات الدقيقة" TsNIITochMash (من أهم المكاتب الصناعية الروسية التي تأسست في 17 مايو العام 1944 ، وهو مصمم ومنتج رئيس لبعض أسلحة الجيش الروسي وقوات النخبة في وزارة الداخلية) ، في حين إنتاجها يتولاه مركز "آرموكوم" Armokom الذي يعتبر المطور والمنتج الرئيس لمعدات الحماية الشخصية والشاملة في روسيا . 



المجموعة الكاملة للبزة 6B15 تتضمن:  صدرية بالستية واقية من الرصاص تحمل الترميز 6B15-1 ، خوذة واقية من الشظايا تحمل الترميز 6B15-2 ومدمج بها سماعات اتصال داخلية ، رداء مقاوم للهب من قطعتين يحمل التعيين 6B15-3 . الصدرية الواقية من الرصاص التي يبلغ وزنها 3.5 كلغم ، مصممة لتوفر حماية لمنطقة الظهر والصدر من الشظايا الناتجة عن ثقب مقصورة الطاقم ، وكذلك حماية مرتديها من رصاص مسدس ماكاروف يطلق نيرانه من مسافة 5 أمتار . الخوذة الواقية من الشظايا التي يبلغ وزنها 0.8 كلغم ، هي الأخرى تؤمن حماية نوعية تجاه الصدمات الميكانيكية mechanical shocks (الارتطام العنيف بالأجزاء الصلبة في مقصورة العربة) . الرداء الواقي من اللهب والتأثيرات الحرارية يبلغ وزنه 2.2 كلغم ويتمتع بنظام تهوية طبيعي . البزات 6B15 بدأت بدخول الخدمة مع أطقم دبابات المعركة الروسية في 1 أغسطس العام 2012 ، لكنها صرفت بشكل مقنن ، ابتداء لفرق المنطقة العسكرية الجنوبية .


16‏/3‏/2015

محرك الديزل الأول لدبابة المعركة .

محــــــــــــــرك الديــــــــــــــزل الأول لدبابــــــــــــة المعركـــــــــــــــة


أول محرك ديزل صمم وبني لاستخدامه من قبل دبابة معركة كان من تطوير شركة "Engine Patents Ltd" التي تأسست في العام 1915 ويملكها المهندس البريطاني هاري ريكاردو Harry Ricardo (ولد في 26 يناير 1885 ، وكان أحد أوائل مصممي المحركات ، حيث عمل على تحسين الأداء بعد أن أشرف على البحث في فيزياء الاحتراق الداخلي ، كما اخترع حجرة الاحتراق المتقدمة precombustion chamber التي جعلت محركات الديزل سريعة قدر المستطاع) . صممت شركة ريكاردو العام 1917 وبناء على طلب من الجيش البريطاني ، المحرك الأول لكي ينتج بشكل محدد للدبابات البريطانية من فئة Mark V . فقد تسبب محرك الصمام الكمي sleeve-valve engine الذي طورته شركة "ديملر" Daimler بقوة 105 حصان واستخدم في الدبابة Mark I في توليد الكثير من الدخان الأزرق الذي بالنتيجة كشف موقعها للخصوم بسهولة ، كما كان لديه نظام تشحيم سيئ مما ترتب عليه العديد من حالات الفشل والإخفاق . لذا طلب من ريكاردو النظر في هذه المشكلة وتخفيض غازات العادم الدخانية ، لذلك هو قرر أن حل المشكلة يكمن في تطوير محرك جديد . فكان أن طور محرك أحدث لم يخفض من مستوى غازات العادم الصادرة فقط ، بل ولد طاقة خرج أكثر قوة من سابقه . حيث أنتج محرك ذو ستة اسطوانات بقوة خرج بلغت 150 حصان . وحتى شهر أبريل من العام 1917 كان نحو مائة محرك قد أنتجت خلال أسبوع واحد . في العام 1920 أطلق ريكاردو شركته الجديدة Ricardo & Co وصمم بعد ذلك عدة مكائن خاصة بالدبابات ، بما في ذلك محرك ذو ستة اسطوانات بقوة 180 حصان ، الذي أختبر العام 1933 على أحدى الدبابات المتوسطة زنة 16 طن ، ليتوقف بعد ذلك تطوير المحركات الخاصة بالدبابات في بريطانيا بسبب المصاعب المالية ونقص التمويل .

15‏/3‏/2015

تدريع وحماية أفراد طاقم العربات المقاتلة .

تدريــــــــع وحمايــــــــــة أفــــــــــراد طاقـــــــــم العربـــــــات المقاتلــــــــة

على الرغم من أن دبابات المعركة الرئيسة والعربات القتالية الأخرى تبني الآن بشكل أفضل بكثير من مثيلاتها في الحرب العالمية الأولى والثانية ، إلا أن الإجهاد وسرعة المعركة الحديثة جعلت من قضية إصابات الطاقم وجرحهم أكثر واقعية . لقد كان لبعض الإجراءات ، مثل ترحيل وإعادة تخزين عناصر الوقود والذخيرة ، تركيب البطانات المانعة للتشظية ، إضافة أنظمة إطفاء آلي أو أنظمة إخماد الانفجار كما تدعى أحياناً ، وغير ذلك من الإجراءات ، أن عملت كثيراً على تحسين قابلية بقاء كلاً من الطاقم والعربة في ساحة المعركة ، إلا أنه لا يزال هناك حاجة ملحة لتزويد أفراد الطاقم بأدوات الحماية الشخصية المحسنة والضرورية . سترات الوقاية المدرعة الشخصية وأنظمة دعم الحياة life-support systems سيسمحان باستمرارية العمليات ضمن كلتا داخل وخارج العربة في بيئة قتالية محمومة . فأحد مفاهيم البقائية الخاصة بأفراد طاقم العربات يشير بوضوح إلى أن عناصر النظام الأكثر ضعفا وحرجا (وبمعنى آخر: الطاقم) يجب أن يكون مجهزاً بالسترات أو الصداري المدرعة fragmentation vest لوقايته إذا نظام حمايته الرئيس (وبمعنى آخر: صفائح تدريع العربة) مهزوم أو مدحور . بشكل آخر وواضح ، صفائح التدريع الرئيسة للعربة لا تستطيع إبعاد أو تحريم جميع التهديدات في ساحة المعركة ، وبعض التهديدات ضد الدروع لا يمكن أن إبعاد خطرها مهما كانت سماكة التصفيح المعروضة .. 



ورغم أن التأثيرات الهائلة والكارثية catastrophic effects المحتملة لعملية الاختراق وثقب الهدف المدرع يمكن تخفيضها مع الإجراءات سابقة الذكر ، إلا أن هامش من الأضرار سيستمر ، بحيث يكون هناك تأثيرات متبقية كافية لتشكيل خطر على أفراد الطاقم ما لم يكون هؤلاء مجهزين بأردية وسترات واقية توفر لهم فرصة نجاة إضافية .. سترات الوقاية و الدروع الشخصية بالتأكيد ليست مفهوم مبتكر أو حديث . فقد ارتدى المقاتلون والفرسان هذا النوع من التجهيزات لقرون طويلة . في الحرب العالمية الأولى ، أطقم الدبابات كانوا مجهزين بالدرع الشخصي الوقائي Body Armor لمواجهة طلقات الرصاص وشظايا المقذوفات التي تقحم من خلال الفجوات في صفائح دروع عرباتهم . الاهتمام الرئيس كان يتركز على حماية الطاقم من جروح العين والرأس eye/head injuries . كان هناك أيضاً تهديد كيميائي هام ، والأطقم كانت بصورة عامة مجهزة بأقنعة الغاز gas masks لحمايتها من غازات الحرب وملوثات غازات المحرك التي كانت سمة شائعة في دبابات الحرب العالمية الأولى . 



في الحقيقة الخبرات والتجارب التاريخية الحديثة أظهرت أهمية الملابس الواقية Protective Clothing ودورها المهم في تخفيض إصابات وجروح أفراد طاقم العربات القتالية ، خصوصاً وأن جرح أحد أفراد الطاقم يمكن أن يؤثر على قابلية بقاء العربة وبقية الأفراد . الاختيار الملائم لهذه الملابس يجب أن يتضمن من ضمن أمور أخرى ، قدرتها على مواجهة النيران واللهب المباشر وحماية مواضع الجلد المكشوفة ، في أغلب الأحيان بالمواد الخفيفة نسبياً . لذا ، من المهم على مصممي العربات الذين ليس عندهم خبرة أو دراية في أنواع اللباس الواقي المتوفر ، أن يكون لديهم فهم لطبيعة ووظيفة التحميل الحراري الفسيولوجي physiological heat loads بالإضافة إلى العوامل الأخرى التي من الممكن أن تؤثر على أداء مرتدي هذه الملابس . عموماً هذه الألبسة والبزات يجب أن تتضمن بالضرورة القفازات وخوذ الرأس ونظارات الوقاية من الضوء الحاد . كما أن تصميم العربة يجب أن يشتمل على منافذ تهوية كافية ونظام تبريد فعال لمناطق العمل الحارة ، وذلك بقصد السماح لأفراد الطاقم بارتداء هذه المجموعة الوقائية بارتياح شديد نسبياً .. الجيش الأمريكي على سبيل المثال طور على مدى عقود من الزمن تشكيلة واسعة من الألبسة والخوذ القتالية لصالح أفراد أطقم العربات المدرعة ، أحدثها حمل التعيين iCVC (اختصار رداء العربة القتالية المحسن) . هذا الرداء بالنسيج المقاوم للهب flame resistant الذي طورته شركة "مايلايكن" Milliken (شركة أنسجة ومنتجات كيميائية ، تأسست العام 1865 ولديها أكثر من 2000 براءة اختراع) جاء ليخلف الرداء السابق المقاوم أيضاً للهب CVC ذو القطعة الواحدة ، والذي خدم مع أطقم دبابات الأبرامز ومعظم العربات القتالية الأمريكية الأخرى لفترة طويلة (اشتمل في تركيبه على ما نسبته 38% من الأراميد ، 33% من النايلون ، 29% من القطن) . الرداء أو البزة الجديدة iCVC توفر حسب قول الشركة المنتجة خصائص حماية عالية تجاه النيران المباشرة ومصادر الحرارة الأخرى، بالإضافة لمقاومة مميزة لمظاهر التمزق والتهتك tear resistance وكذلك تأثيرات الرطوبة . وبناء على الموصفات المعروضة ، التصميم الجديد للبزة يعرض ملائمة وراحة كبيرة للمستخدمين .


2‏/3‏/2015

الدروع الفراغية بعد الدروع القفصية في سوريا .

بعد تجربة الدروع القفصية ، القوات النظامية السورية تختبر الدروع التباعدية أو الفراغية spaced armour على دباباتها من طراز T-72 . الدروع الفراغية هي أحد الوسائل الفعالة والناجحة لتعزيز حماية دبابات المعركة الرئيسة . وتكمن الفكرة الرئيسة لهذا النوع من التصفيح في وضع صفيحتي دروع (أو أكثر) ، منفصلتين عن بعضهما البعض بمسافة معينة ، حيث يتألف هذا النوع من التدريع في أحد أنماطه من صفيحتين فولاذيتين سماكة كل منهما 15 سم بدل من صفيحة واحدة سماكتها 30 سم ، يعزل بينهما فاصل هوائي air gap بمسافة مباعدة ملائمة . وتكمن ميزة التصفيح المنفصل كما أثبتت الاختبارات ، في أنه يضعف القدرة التدميرية لمقذوفات الطاقة الحركية بسبب قيام هذه الأخيرة بصدمات عدة ، مع الأخذ بعين الاعتبار السماكة المكافئة للتصفيح وتشوه المقذوف ، وتغير مساره بعد خروجه من طبقة التصفيح الأولى . كما أن التصفيح يضعف تأثير نفاث قذيفة الشحنة المشكلة ، نظراً لوجود مسافة هوائية بين جزئي التصفيح . فمن المعروف أن لقذائف الشحنة المشكلة shaped charge مدى تأثير أقصى ، فإذا كانت مسافة المباعدة stand-off قصيرة أو طويلة أكثر من اللازم ، فإن ذلك يضعف من تأثير النفاث بشكل كبير (مسافة المباعدة هي المنطقة الفاصلة بين قاعدة البطانة للشحنة المشكلة وبين سطح الهدف) . فهذه المسافة على قدر كبير من الأهمية ، حيث أنه من الثابت علمياً أن هناك حاجة لمسافة مباعدة قصوى لتحقيق الاختراقِ الأعمق . وعند مسافة مباعدة أقصر من اللازم ، فإن النفاث لا يمتلك مجال أو حيز كافي للتمدد للخارج ، وفي المقابل عند مسافة مباعدة أكثر طولاً ، فإن النفاث يتشتت ويتجزأ ويفقد تركيزه ، مما ينتج عنه انحرافه وجنوحه عن خط المحور .. عموماً التدريع السوري أشبه بالصناديق المفتوحة من منطقة السقف ولا يعرف بماذا سيملأها السوريين !! لكنها بالتأكيد محاولة جديدة لأطقم الدبابات T-72 لتخفيض صور المشاهد المأساوية التي لازمت عرباتهم المصابة طوال السنين الثلاث السابقة من الصراع مع قوى المعارضة . 





لماذا المركبات الخزفية على وجه التحديد ؟؟

لمــــــــــاذا المركبـــــــــات الخزفيـــــــــــة علــــــــــى وجــــــــــه التحديــــــــد ؟؟


أي مادة تستخدم لهزيمة ودحر مقذوف عالي السرعة ، يجب أن تتعامل مع الطاقة الحركية وزخم ذلك المقذوف وفق ثلاثة آليات : أولاً امتصاص واستيعاب طاقة الارتطام كالحرارة والتشويه الحاصل لمادة الهدف ، ثانياً العمل على توجيه طاقة المقذوف بعيداً أو حرف المقذوف وارتداده بحيث تعمل مادة الهدف على مواجهة كتلة الخارق ، ثالثاً السعي لتحقيق تشويه فادح وخطير لكتلة المقذوف .. إن الآلية الأخيرة هي الوسيلة الأكثر كفاءة لهزيمة المقذوفات الخارقة للدروع ، لأن أغلب الطاقة الحركية سوف تمتص وتستغرق في تحطيم البناء الهيكلي للمقذوف نفسه . في المقابل ومع ارتداد محدود وهامشي للمقذوف ، فإن انتقال الزخم أو قوة الاندفاع إلى الدرع ستكون مقللة ومخفضة . لسوء الحظ ، صفائح الدرع الفولاذية التقليدية غير قادرة عملياً على هزيمة ودحر مقذوفات الطاقة الحركية عالية القسوة والكثافة ، كما هو الحال مع المقذوفات الخارقة للدروع المجهزة بقضيب من سبائك التنغستن tungsten alloy أو اليورانيوم المستنزف DU . نتيجة لذلك ، تشكيلة متنوعة من الدروع طورت ، بما في ذلك الدروع المركبة متعددة الطبقات والدروع التفاعلية المتفجرة وغيرها من وسائل الحماية السلبية والنشطة (الدرع التفاعلي له طبقة من المواد المتفجرة التي تشتعل عند الاصطدام ، لتطلق صفيحتين معدنيتين خارجيتين باتجاهين متعارضين بهدف حرف أو تحطيم المقذوف أو استهلاك طاقة نفاث الشحنة المشكلة) . على أية حال ، أحد المشاكل الرئيسة التي تواجه مصممي الدروع عند عملهم ، هي تلك المرتبطة بخاصية الوزن وعدم الرغبة بزيادة ثقل الدبابة وبالتالي تقييد حركتها . وهذا بالفعل ما حدا بالمطورين للبحث عن مواد جديدة لأنظمة الدروع ، تكون خفيفة الوزن لكن صعبة الاختراق .. جانب آخر أقترن بتقديم الذخيرة المضادة للدبابات المستندة في عملها على الشحنات المشكلة shaped charges ، والتي أثبتت قدرتها على اختراق وثقب الدروع الفولاذية السميكة بسهولة نسبية . لقد أدت هذه الأمور مجتمعة للبحث عن استخدام مواد أخرى جديدة وترتيبات ملائمة لتوزيع الدروع في العربات القتالية ، بهدف توفير المزيد من الحماية ضد هذه التهديدات .
 


الاستخدام الحالي للمواد الخزفية ceramic materials في دروع الدبابات والعربات القتالية الأخرى ، يجب أن لا يثير دهشة القارئ ، فهذه المواد مألوفة بملكياتها الميكانيكية mechanical properties ولمستويات محددة . كما أنها تمتلك في الغالب قوة عالية نسبياً لمقاومة الانضغاط‏ عند مقارنتها إلى الفولاذ ، التيتانيوم ، سبائك الألمنيوم ، ونواة جميع المقذوفات الخارقة للدروع . علاوة على ذلك تمتلك المواد الخزفية حجم كثافة منخفض نسبياً ، على الأقل نصف ما يمتلكه الفولاذ . لهذا السبب ، وحدات سميكة جداً من هذه المواد يمكن استخدامها بسهولة لتزويد وتوفير المستوى المطلوب من الحماية level of protection ، بينما يبقي على وزن التدريع عند حدوده المقبولة .
 


ونتيجة لصلادتهم hardness المعروفة والتي تبلغ نحو أربعة أضعاف ما يمتلكه الفولاذ ، تستخدم المركبات الخزفية لعرقلة المقذوفات القادمة عن طريق إما التسبب بتمزيقها وتحطيمها كما هو الحال مع نفاث الشحنات المشكلة ، أو عن طريق سحجها وكشطها كما هو الحال مع رؤوس خوارق الطاقة الحركية . مركبات الخزف المستخدمة في الدروع متعددة الطبقات متنوعة ، مثل أكسيد الألمنيوم (Al2O3) ، كربيد البورون (B4C، كربيد السيلكون (SiC, نتريد الألمنيوم (AlN، بوريد التيتانيوم (TiB2) ، ولكل من هذه المواد خصائص تميزها عن غيرها من حيث الكثافة Density والصلادة Hardness والمرونة Elasticity . لهذا فإن اختيار المركب الخزفي الأنسب لمادة الدرع يتم من خلال بحث عميق لخصائص وملكيات كل نوع من أنواع هذه المركبات ، مع مراعاة طبيعة الخطر المراد مواجهته . على سبيل المثال أكسيد الألمنيوم Alumina كان من أوائل الأنواع المستخدمة في تراكيب الدروع الواقية ، وله حجم كثافة يبلغ 3,810-3,920 غرام/سم3 ، ومعامل صلادة تتراوح بين 1,500-1,900 حسب مقياس فيكرز للصلادة Vickers Hardness . أما اليوم فإن أكثر المركبات الخزفية استخداماً هي كربيد البورون وكربيد السيلكون ، نتيجة للصلادة العالية التي تمتاز بها ، فكربيد البورون على سبيل المثال يعتبر في المرتبة الخامسة بين أكثر المواد المعروفة صلادة ، التي تبلغ 2,800-3,400 حسب مقياس فيكرز . هما كذلك أقل كثافة من أكسيد الألمنيوم ، حيث تبلغ كثافة كربيد البورون 2,500-2,520 غرام/سم3 ، في حين تبلغ كثافة كربيد السيلكون 3,090-3,220 غرام/سم3 (أثناء تجارب باليستية أجريت في العام 1987 ، تم إطلاق مقذوف طاقة حركية من سبيكة التنغستن بسرعة 1.6 كلم/ث باتجاه طبقة خزفية محصورة بقوة ، وكانت النتيجة استهلاك كامل الخارق ، ودون تحقيق أية اختراق) .