4‏/11‏/2014

البحث عن السبب الرئيس وراء دمار وسحق الدبابات الأوكرانية !!

البحث وراء السبب الرئيس لدمار وسحق الدبابات الأوكرانية !!


دراسة تم إعدادها بعد مرور بضعة أشهر على الحرب الأهلية في منطقة "دونباس" Donbass (معروفة كذلك بحرب شرق أوكرانيا والتي كانت بدايتها في 6 أبريل العام 2014) تناولت أسباب تهاوي ودمار الدبابات الأوكرانية والخسائر الجدية serious losses التي تعرضت لها هذه العربات خلال صراعها مع الانفصاليين !! فطبقاً لأحد المواقع الأوكرانية المتخصصة في خسائر الدروع (LostArmour) فإن كلا جانبي النزاع فقدا العشرات من الدبابات والعربات المدرعة الأخرى ، وأن الجزء الأكبر من هذه الخسائر كان من نصيب الجانب الأوكراني . منظر الدبابات التي دمرت من قبل المقاومة الشعبية كان غالباً مشهد فظيع ، ومعظم أبراج الدبابات والهياكل تعرض للتلف والأضرار البالغة بعد أن نُزعت عن بعضها البعض . وأحيانا تعرضت هذه الهياكل الملحومة للتمزق tearing بالمعنى الحرفي للكلمة وتبعثرت أجزاءها للخارج . مثل هذه المظاهر المعهودة في التصاميم السوفييتية الأصل وكما شوهد في أكثر من ساحة نزاع ، كانت ناجمة على الأرجح من إيقاد وانفجار مخزون الذخيرة الداخلي . شحنات الدافع Propellants وكذلك شحنات المقذوفات الخاصة بالسلاح الرئيس تعرضت للانفجار وأهلكت بالنتيجة طاقم الدبابة . لقد تسببت تقنية التصميم العتيقة في حرمان الطاقم من أي فرصة للهروب بعد أن مُزقت الدبابة إلى أجزاء غير متناسقة . النموذج الأكثر وضوحاً لخسائر الدرع الأوكراني شوهد من خلال دبابة المعركة من نوع T-64BM Bulat وهي النسخة الأوكرانية المحدثة عن الدبابة السوفييتية العتيقة T-64B ، حيث بدا صعوبة تجاوز أضرار وتلفيات ساحة المعركة أو إعادة الدبابة ثانية للخدمة . 



الدراسة تناولت جملة من الأسباب وراء المشاهد المريعة للدبابات الأوكرانية المدمرة ، ووضعت إحدى الفرضيات المحتملة التي تتحدث بإسهاب عن "ذخيرة دون المستوى" sub-standard ammunition كما ذكر أحد الاختصاصيين المعروفين في هذا المجال ، والذي أشار بوضوح لاحتمالية كونها (ذخيرة الدبابة المستخدمة) أحد الأسباب الرئيسة وراء تحصيل هذه الأضرار الشنيعة في البناء الهيكلي والتركيبي structural damage للدبابات الأوكرانية من طراز T-64B . فمعطيات وخصائص الذخيرة ، كشحنات الدافع وشحنات المقذوفات ذاتها ، محكومة بفترة تخزين محددة تضمن سلامتها وجودتها . وبعد تجاوز فترة التخزين المقررة storage period ، هذه الذخيرة تتعرض لتبدلات وتغيرات كيميائية تتسبب في تدهور ملكياتها وخواصها التفاعلية . ففي حالة مساحيق الدافع المستخدمة لرمي الذخيرة وقذفها خارج فوهة السلاح ، نجد أن تجاوز زمن التخزين يتسبب غالباً في حدوث تقلبات ملحوظة في نمط وسلوك الاحتراق combustion behavior ، وبالنتيجة انحراف أعظم في درجات الطاقة المحررة وكمية الغازات المشكلة . ولإثبات صحة فرضيته ، لجأ الاختصاصي الأوكراني ويدعى أندريه تاراسينكو Andrei Tarasenko لبحث علمي عنوانه "دراسة تجريبية حول عمر سبطانات المدافع الملساء" أعد من قبل مجموعة خبراء وباحثين في الجامعة التقنية الوطنية KhPI في مدينة كاركيف Kharkiv (تأسست العام 1885 وهي الجامعة التقنية الأكبر والأقدم في شرق أوكرانيا) ونشرت نتائج البحث العام 2011 في مجلة الجامعة . هدف الدراسة وجه نحو تحرى مستويات إهتراء وتآكل سبطانات المدافع الملساء barrel wearing الخاصة بدبابات المعركة الشرقية والتي تستخدم غالباً ذخيرة متنوعة مختلفة الطاقة . 



الاختبارات التجريبية للبحث أنجزت بالتعاون مع مكتب تصميم الآلات موروزوف KMDB (شركة مملوكة للدولة الأوكرانية ومسئولة عن تصميم العربات المدرعة ، بضمن ذلك الدبابات T-80UD و T-84 بالإضافة إلى المحركات ذات الاستخدام العسكري) ، حيث أجريت عمليات إطلاق نار حيه باستخدام ثلاثة سبطانات مدافع (ليس أكثر من 5 طلقات لكل مدفع) . الذخيرة التي استخدمت في التجارب كانت من النوع المخترق للدروع النابذ للكعب المستقر بزعانف ، وهي من نفس الدفعة التي أنتجت قبل 22 سنة وكانت قيد التخزين . بيانات الاختبار جمعت ودمجت مع مقذوفات أخرى جرى إطلاقها مع عمر تخزين بلغ 9 سنوات فقط . وبعد استيفاء كامل البيانات والتحليل العلمي الدقيق ، جاء خبراء كاركيف إلى الاستنتاجات المثيرة interesting conclusions . فقد وجد هؤلاء أنه خلال احتراق شحنات الدافع التي امتدت فترة تخزينها حتى 22 عاماً (تجاوزت فترة التخزين المحددة بنحو 12 سنة) فإن الضغط الأقصى maximum pressure في تجويف سبطانة السلاح نما وتزايد لنحو 1,03-1,2 مرات (مزيد من الطاقة المحررة) . علاوة على ذلك ، الحسابات أظهرت أن استخدام مثل هذه الذخيرة المتقادمة سوف يزيد إهتراء وتآكل سبطانة السلاح بشكل ملحوظ لنحو 50-60% (طبقا لمصادر عدة ، الجيش الأوكراني ما زال يستخدم ذخيرة دبابات صنعت قبل انهيار الإتحاد السوفيتي ، أي مضى عليها نحو 25 سنة) . وفي الأساس ، فإن التصميم الهيكلي للذخيرة السوفييتية/الروسية الخارقة للدروع النابذة للكعب عانى من بعض العيوب والنواقص التي سببت الضرر الأكبر لتجويف سبطانة المدفع مقارنة بأنواع الذخيرة الأخرى . 





هناك تعليقان (2):

  1. علىما يبدو أن سرعة تطور المقذوفات المضادة للدروع اكبر من سرعة تطور الدبابات ,,,,,,,,,,,, المهم في الفقرة هو استنتاج مهم يتعلق بمصير الدبابات السورية الاتعس من مصير الدبابات الاوكرانية ,,,,, ربما ما تزال دبابات النظام السوري تستخدم قذائف مخزنة منذ السبعينيات هذا ما يفسر الحالة المرعبة لبعض الدبابات بعد الانفجار و أكبر مثال الدبابة التي دمرت في جوبرو التي على الرغم من تزويدها بدرع قفصي فقد تناثرت اجزائها بطريقة مشابهة لما حدث مع الدبابات الاوكرانية
    قذائف الدبابت بملقم الي تحتوي قسما مكشوفا في الحشوة الدافعة ربما زاد في تاثير التقادم ,,, ما هو الوضع بالنسبة للقذائف المكونة من قطعة و احدة ,,,علما ان الكثير من اطقم الدبابات السورية لا يحبذون اطلاق القذائف السهمية او السابو لخشيتهم من الارتداد الكبير في المدفع الذي ينجم عنها و حتى خشيتهم من انفجار المدفع

    ردحذف
    الردود
    1. هم لا يخافون قضية الارتداد بل لأن قذائف السابو بالفعل تولد طاقة أكبر وضغوط أكثر على المدفع عند الإطلاق فتكون الخشية من إنفجار السبطانة المتهالكة بالأصل !! مثل هذه الحوادث واردة مع تجاوز المدفع ما هو مقرر له من قذائف .

      حذف