29‏/5‏/2014

صاروخ كورنيت يدمر دبابة أبرامز عراقية !!

صــــــاروخ كورنيـــــــت يدمــــــــر دبابـــــــة أبرامـــــــز عراقيــــــــة !!


عرضت إحدى الكتائب الإسلامية الجهادية أو ما يسمى بالدولة الإسلامية في العراق والشام شريط فيديو جديد لعملياتها في العراق أطلقت عليه "صليل الصوارم 4" . ومن ضمن فقرات هذا الشريط يوجد مقطع لصاروخ موجه مضاد للدروع هو على الأرجح من نوع "كورنيت" AT-14 Kornet يضرب الجهة اليمنى من برج دبابة عراقية من نوع M1A1 متوقفة خلف حاجز رملي . الصاروخ إستطاع ثقب صفائح التدريع خلال أثخن المناطق تحصيناً في الدبابة ، لتخرج بعد ذلك كرة نارية هائلة تشير لشدة الأضرار التي لحقت بالهدف ، وعلى الأرجح تدميره بعد إشتعال النيران !! الشريط أو المقطع أثار الكثير من التساؤلات حول قدرات دروع هذه الدبابة التي يفترض أنها تحوي تشكيلة من المواد والتراكيب الطبقية عالية القسوة ، خصوصاً بعد أن كسب تدريع المركب سمعته الرائعة خلال حرب الخليج الأولي العام 1991 وعمليات عاصفة الصحراء ، عندما أثبت فاعليته في حماية أطقم الدبابات الأمريكية من نيران العدو المباشرة .. في الحقيقة التدريع الجبهوي المتعلق بمقدمة برج الدبابة القياسية M1 (نسخة العام 1980) قدرت سماكته ونقلاً عن بعض المصادر بنحو 663 ملم . توزيع هذه المنطقة مرتب كما يعتقد بالشكل التالي : 62 ملم للصفيحة الفولاذية الخارجية + 500 ملم لتراكيب المصفوفة الداخلية + 101 ملم لصفيحة الحجز الفولاذية في المؤخرة . الزيادات اللاحقة في سماكة الدروع والمرتبطة بالنماذج الأحدث من الدبابة أبرامز كانت تنصب في الغالب على زيادة سماكة تراكيب المصفوفة وتعزيز قوتها ، في حين تمت المحافظة على سماكة الصفائح الفولاذية في مقدمة التدريع وفي مؤخرته . القراميد أو البلاط الخزفي في المصفوفة أعتمد بشكل رئيس على مركب أكسيد الألمنيوم aluminum oxide (ألومينا Alumina) ذو النقاوة العالية ، والذي تمتع ببعض الخصائص الفيزيائية والميكانيكية المميزة ، مثل المقاومة الكيميائية الجيدة ، مواجهة درجات الحرارة المرتفعة ، مقاومة الصدمة الحرارية ، مقاومة نسبية جيدة للتصدع crack resistance ، بالإضافة إلى الكثافة العالية . نسخ الدبابة الأولى كانت قادرة عند مقدمة البرج وفي أقوى نقاطها على توفير حماية مكافئة لنحو 420 ملم من الفولاذ المتجانس تجاه مقذوفات الطاقة الحركية KE ، ونحو 800 ملم تجاه المقذوفات شديدة الانفجار المضادة للدبابة HEAT التي تعمل وفق تأثير مونرو Monroe effect . مقدمة هيكل الدبابة في أقوى نقاطه كان يوفر حماية مكافئة لنحو 380 ملم تجاه مقذوفات الطاقة الحركية ونحو 700 ملم تجاه مقذوفات HEAT .. نماذج الدبابة الأحدث M1A1/M1IP التي ظهرت العام 1984/1985 أعيد معها تصميم البرج وزيادة سماكة التصفيح للمقطع الأمامي armor thickness ، مما زاد معه من وزن الدبابة لنحو أربعة أطنان قياساً بالنوع الأول . هذه الدبابات كان يعتقد أنها تتحصل في مقدمة أبراجها على حماية مكافئة لنحو 450 ملم من الفولاذ المتجانس تجاه مقذوفات الطاقة الحركية ، ونحو 900 ملم تجاه مقذوفات HEAT . وبالنسبة لمقدمة الهيكل فقد كانت توفر حماية لنحو 470 ملم تجاه مقذوفات الطاقة الحركية ، ونحو 800 ملم تجاه مقذوفات HEAT .



أما بالنسبة للصاروخ الروسي كورنيت ، فقد صمم هذا السلاح لتدمير كافة دبابات المعركة الرئيسة التي في الخدمة الآن ، بما في ذلك تلك المجهزة بدروع تفاعلية متفجرة ERA ، حيث جهز الصاروخ برأس حربي ترادفي زنته 7 كلغم (وزن الشحنة المتفجرة 4.6 كلغم) مع صمامه تصادمية . وهو ذو شحنة مشكلة ثنائية الرؤوس tandem shaped charge ، قادرة على اختراق نحو 1000-1.200 ملم من التصفيح المتجانس أو 3000 ملم من الخرسانة المسلحة .. الهجوم وفق بعض الشواهد أتاح لرأس الصاروخ الحربي تجاوز دروع مقدمة البرج والوصول لمخزن الذخيرة الخلفي وربما ثقب حاجز الوقاية الفولاذي !! إذ 
تحوي الدبابة أبرامز مخزون من 40 قذيفة لصالح مدفعها الرئيس من عيار 120 ملم . من هذه الذخيرة عدد 34 قذيفة توضع في مخزن خاص في عنق البرج مع أبواب فولاذية تنفجر للخارج عند تعرضها للهجوم ، بالإضافة على حاجز درعي armour bulkhead انزلاقي داخلي يفصل هذا المخزن عن حجرة القتال (باب مخزن الذخيرة يبدأ بالانغلاق تلقائياً بعد ثانيتين من رفع المحمل ركبته عن مفتاح التنشيط الجانبي وانتزاعه القذيفة من رفها) بحيث يضمن أن طاقة الانفجار سوف توجه للأعلى بدل التوجه لمقصورة الطاقم ، وبالتالي إتاحة فرصة أفضل للطاقم للهروب والابتعاد . إن احتمالية إصابة هذا المخزن تكون عالية جداً ، خصوصاً مع هجوم خلفي في بيئة عدائية حضرية ، لكن الطاقم سوف يحصلون على فرصة أكبر للنجاة حتى في حالة انفجار كامل مخزون الذخيرة . أما مع هجوم داخلي ، فإن فرص النجاة تنخفض على الأرجح لأقصى حد .



لتحميل ملف الفيديو كاملا (أو مشاهدته مباشرة في الرابط الأخير) :

https://archive.org/download/al_saleel_4/SaleelSawarim.mp4


https://archive.org/download/as_sawarim_4/SaleelSawarim.mp4


http://www.youtube.com/watch?v=qIr-rj8YrTk

26‏/5‏/2014

مستويات التهديد الجوي .

مستويـــــــــــــات التهـــــــــــــــــديد الجــــــــــــــــــوي


يمكن تصنيف مستويات التهديد الجوي للأهداف الأرضية الصديقة إلى مستويين رئيسين ، المروحيات الهجومية ، والمقاتلات النفاثة (مع استبعاد الخطر الجديد مؤقتاً والمتمثل في الطائرات من دون طيار) ، حيث يتحدد بشكل عام نشاط التعامل مع التهديدات المحمولة جواً وفق ثلاثة مراحل هي : الكشف detection ، التعريف identification ، الاشتباك engagement .. التي يتطلب منها جميعاً القدرة والقابلية على التنفيذ تحت كافة الظروف ، وكما هي قدرات الطائرات الحديثة على العمل في كافة الأجواء . النوع الأول سيصل لساحة المعركة على الأرجح ضمن الارتفاعات المنخفضة والمنخفضة جداً ، وتتحدد قابلية المواجهة هنا وإمكانياتها بسرعة كشف ورصد الهدف المعادي . فطائرة مروحية مهاجمة ، تطير على ارتفاع منخفض من مسافة 3.2 كلم ، وبسرعة تجوال تبلغ 204 م/ث ، فإنها بعد 15.7 ثانية فقط ستكون مباشرة فوق وحدة الكشف التي رصدتها ، أو بعد فترة زمنية لا تتجاوز 10.5 ثانية إذا كانت سرعة الطائرة 306 م/ث . في هذا الوقت الزمني القصير جداً ، الطائرة يجب أن تميز ويحدد ماهيتها , ومن ثم قرار إطلاق النار يجب أن يتخذ بشأنها ، وارتباط الأسلحة واشتباكها engagement معها يجب أن يكتمل بسرعة نسبية قياسية .. عموماً ، المروحيات الطوافة ليست صعبة جداً لأن تكتشف ، فهياكلها وأقراص مراوحها الخاصة بالذيل والمروحة الرئيسة ، تعطي إشارات جيدة لهوائيات الرادار ، وتكمن المشكلة الرئيسة في التكتيكات التي تتبعها بعض المروحيات الهجومية في الحوم hovering خلف موضع غطائي مستتر قبل بدء الهجوم . 



مع ذلك ، يؤكد المعنيون والمنظرون أن التهديد الجوي الرئيس يجيء من الطائرات النفاثة منخفضة الطيران ، التي تتحرك بسرعة مرتفعة جداً . مثل هذه الطائرات يحتمل أن تكون ضمن دائرة قوس الملاحظة والمراقبة للمجسات الأرضية ، وداخلة ضمن مدى منطقة نيران الأسلحة الأرضية لفترات قصيرة جداً ، كما هو الحال في التضاريس المفتوحة لمناطق الشرق الأوسط ، بينما في التضاريس المتمايلة والمتموجة rolling terrain ، مثل تلك الموجودة في شمال غرب أوروبا ، فإن وقت تعرضها سيكون بدرجة أقل . في المقابل ، فإن الطيارين الذين يطيرون على ارتفاعات منخفضة جداً ، لا يستطيعون استخدام أو الاستفادة الكاملة من قابلية السرعة القصوى لطائرتهم ، حيث تبرز بعض العوامل المعيقة ، مثل وجوب تجنب العوائق والعقبات والاضطرابات الجوية والملاحة واستهلاك الوقود ، التي بدورها تفرض الكثير من القيود الحقيقية على أدائها ، بحيث تبقى سرعة الطائرة عموماً أوطأ بكثير من 1ماك . بالإضافة لذلك ، الطيار يحتاج لبعض الوقت لاكتشاف الهدف والتثبت منه ، بعد ذلك تبدأ طائرته بتسليم وإطلاق أسلحتها . إن أهم أنماط الهجوم التي تتبعها الطائرات المقاتلة وأكثرها أهمية ، هو ما يسمى بالهجوم المستوى level attack ، والهجوم الغاطس dive attack . الهجمات المستوية عادة ما تستخدم لتسليم قنابل النابالم الحارقة ، والقنابل شديدة الانفجار المتشظية ، حيث تنفذ هذه العمليات عند سرعة تجوال تتراوح بين 736-1,104 كلم/س ، وفي الارتفاعات لنحو 200 م . أما بالنسبة لنمط الهجوم الغاطس ، فإن الطيار يتسلق بطائرته إلى ارتفاع 5-8 كلم من الهدف لكي ينجز زاوية غطس لنحو 30-45 درجة لتحرير القنابل ، أو 10-30 درجة لإطلاق الصواريخ الموجهة أو غير الموجهة ، أو إطلاق النار من مدفع الطائرة . في هذه الظروف الطائرة ستكون عرضة للنيران الفورية المضادة من الأسلحة المجاورة للهدف ، على الأقل لمتوسط زمني قد يستمر لنحو 15 ثانية أثناء الهجوم .


إن مراقبة المجال الجوي المعادي وكشف الطائرات المغيرة المقتربة ، يمكن تنفيذه بفاعلية أكثر بواسطة منظومات الرادار . ولغرض الكشف والرصد على المديات المفيدة ، خصوصاً بالنسبة للأهداف التي تطير على ارتفاعات منخفضة ، فإن هوائي الرادار يجب أن يوضع على منطقة مرتفعة نسبياً . وضمن الشروط العامة ، فإن طائرة مع مقطع عرضي cross-section راداري متوسط لنحو متر واحد مربع ، تطير على ارتفاع مقداره 230 م ، فإنها يمكن أن ترصد وتكشف في مدى من 60 كلم ، لذلك تبدو قضية رفع زاوية الهوائي مهمة جداً بسبب تقوس ومنحنيات الأرض . في المقابل ، مصممو الطائرات ردوا على تهديدات الكشف بمحاولة تخفيض الإشارات الرادارية المنعكسة واستخدام تقنيات التسلل والتخفي stealth techniques لأقصى حد . وتتضمن هذه الإجراءات تخفيض المساحات الأمامية والجانبية للطائرة ، استخدام مواد ممتصة للموجات الرادارية خصوصاً عند المنافذ الهوائية ، زعانف ثنائية مائلة ، جعل الارتفاع الجانبي إهليليجي أو بيضوي الشكل elliptical قدر الإمكان ، تغطية مجموعة إلكترونيات في أنف الطائرة ، تصميم حذر لرادار المسح والتفرس في المقدمة .. وهكذا ، الإرسال والبث الراديوي هو الآخر يمكن أيضاً أن يكتشف من قبل المستقبلات المعادية الأرضية منها والجوية ، حيث يمكن للعدو اتخاذ الإجراءات الفاعلة لتدمير موقع الرادار بواسطة نيران المدفعية ، أو بواسطة الصواريخ المضادة للرادارات المنطلقة من الجو . كما أن فاعلية الرادارات يمكن تحييدها وتقييدها ، إن لم يكن دحرها كلياً ، لفترات محدودة باستخدام الإجراءات الإلكترونية المضادة electronic counter-measures .



بالإضافة إلى موجات الرادار المنعكسة والمرتدة ، فإن الطائرات ومحركاتها مصادر جيدة للتسخين heat sources ، بحيث تترك هذه درجات حرارة مختلفة (وبالتالي بصمة مميزة) بالنسبة للهواء المحيط . وفي ظل التقنيات الحالية ، فإن هذه الخاصية يمكن أن تستعمل لكشف الأهداف الجوية من الأرض بشكل مقيد ومحدد ، لكن القيمة العظيمة تعود للصواريخ والمقذوفات الباحثة عن الحرارة ذاتية التوجيه . فدرجة حرارة هيكل الطائرة على سبيل المثال ، ترتفع إلى حوالي 50 درجة مئوية عندما تبلغ سرعة الطائرة 0.9 ماك . أما بالنسبة لقطع وأجزاء المحرك الأكثر سخونة مثل حجرات الاحتراق ، أنصال التوربين turbine blades ، الحارق الخلفي after-burner ، وخراطيم وأنابيب النفث jet-pipe ، فإنها تترك الكثير من الإشعاع وبكثافة متواصلة . وبينما عمود الهواء الساخن الصادر عن العادم مبرد بمزجه وخلطه بالهواء المحيط ، وبالكثافة الأكثر انخفاضاً من المحرك ، إلا أنه لا يزال عامل مهم جداً للقذائف الباحثة عن الحرارة التي تستجيب إليه بقوة في المديات القصيرة . 


تبقى قضية أخرى مهمة ، لا تقل قيمة عن قضية الكشف ، وهي ما يتعلق بأمر التعريف والتحقق من هوية الطائرة identification المرصودة قبل المباشرة بإطلاق النيران المضادة . وتكمن المشكلة في حقيقة أن الفترة بين مرحلة اكتساب الهدف ولحظة إطلاق النار قصيرة جداً ، حيث أظهرت الخبرة والتجربة العملياتية ، أن القوات الأرضية التي يمر عليها الهجوم الجوي ، عادة ما تميل إلى ضرب أهدافها أولاً ثم تمييزها بعد ذلك , الأمر الذي يسبب بعض القلق إلى أطقم الطائرات الصديقة . ففي ساحة المعركة الحديثة ، تعطي السرعة والارتفاع المنخفض من الهدف ، خصوصاً مع الاقتراب بشكل مباشر ، تعطي زمن قليل جداً للتعريف البصري visual identification ، لذلك يتطلب الأمر الاستعانة بمنظومة الكترونية للتعريف السريع والتلقائي ، لكن هذه يجب أن يكون فعالة جداً ، وقادرة على التعامل مع الأهداف العديدة بشكل آني .

18‏/5‏/2014

جولة حول الدبابة الإيرانية ذوالفقار .

جولــــــــــــة حــــــــــــول الدبابــــــــــــة الإيرانيـــــــــــة ذوالفقـــــــــــار 


ربما هذه المرة الأولى التي يتاح بها للكثيرين منكم وممن لم يشاهدو من قبل الدبابة الإيرانية في نسختها الرئيسة أن يقوموا بجولة حول هذه الدبابة الهجين hybrid . فالدبابة الإيرانية المدعوة "ذوالفقار" Zolfaghar التي طورت في التسعينات هي عبارة عن مزيج مركب من أكثر من تصميم غربي وشرقي ، حيث نجد أنها اعتمدت بشكل جزئي الهيكل الخاص بالدبابة الأمريكية M60 ، والمدفع الرئيس من عيار 125 ملم الخاص بالدبابة الروسية T-72 ، وتجهيزات نظام سيطرة على النيران الخاص بالدبابة اليوغسلافية M-84 .. وهكذا . بعض نواحي التصميم الدبابة كانت غريبة بالفعل ، مثل موزعات الدخانية التي وضعت على مقدمة البرج وفوهاتها موجهة للجنب بدلاً من توجيهها للأمام حيث يفترض ورود الأخطار !! مواضع تخزين الذخيرة الداخلية كانت مكشوفة وعرضة أكثر للإصابة ، البناء النهائي بشكله العام كانت تتطغى عليه الصفة المحلية وكان غاية في السوء .. نترككم مع الصور .


































11‏/5‏/2014

مناطق ومواضع القتل في الدبابة T-72 .

مناطـــــــق ومواضـــــع القتــــــل فـــــي الدبابـــــــة الروسيــــــة T-72 


الأسهم الحمراء تشير إلى المنطقة المقابلة للملقم الآلي والصينية الدوارة لتخزين الذخيرة .. أي مقذوف مضاد للدروع سيضرب واقي الجنازير الجانبي ، سيعمل في الغالب على إختراقه بسهولة والوصول للذخيرة المخزنة في الملقم ، أو الذخيرة المخزنة على أرضية البرج . فمن المعروف أن مخزن الملقم في الدبابة T-72 يحتوى على تشكيلة من 22 مقذوف و22 شحنة دافع نوع Zh40 ، حيث تعبأ المقذوفات بشكل أفقي في الطبقة السفلية ، بينما شحنات الدافع تفترش الطبقة العليا . القذائف الإضافية وعددها 20 تخزن على أرضية الهيكل ، أربعة مقذوفات وشحنات دافعة propellant cases في جيوب عند الجهة اليمنى من خلايا الوقود الأمامية . مقذوفين وشحنتي Zh40 خلف مقعد القائد . مقذوفين وشحنة دفع واحدة مباشرة خلف المدفعي . وثلاثة مقذوفات على رفوف خاصة في الجانب الخلفي للهيكل جهة اليسار . هناك أيضاً ستة مقذوفات على الحائط الخلفي ، وثمانية شحنات دافع Zh40 في تجاويف خزان الوقود الخلفي ، على الأرضية وراء صينية الذخيرة . الذخيرة الوحيدة المخزنة فوق خط البرج تشمل خمسة شحنات دافع قرب موضعي المدفعي وقائد الدبابة . إصابة نافذة لهذا الموضع من الدبابة ستؤدي على الأرجح لإنفجار هائل وسحق الدبابة وطاقمها ، إذ أن معظم الذخيرة المكشوفة عرضة للإصابة والتحفيز بتأثير شظايا الاختراق ، ومن ثم يتحقق الانفجار الحتمي (الذخيرة المخزنة في الملقم الآلي عرضة أيضاً للهجوم السفلي من الألغام الأرضية المضادة للدروع) .


الأسهم الحمراء تشير لخلايا الوقود الجانبية في الدبابة T-72 . فنظام تخزين الوقود الخارجي external fuel system في الدبابة T-72 ، أثار الكثير من الجدل والتعليقات حول سهولة تعرضه للهجوم والإصابة ، مما قد يترتب على نتائج كارثية على بقائية الدبابة . فنظام محرك الدبابة T-72 مجهزة بعدد من أربعة خزانات وقود داخلية بسعة إجمالية تبلغ 705 لتر ، محمية بصفائح تدريع الهيكل ، واحدة من هذه الخزانات مثبتة على أرضية الهيكل في مقصورة الطاقم crew compartment ، بينما الثلاثة الأخرى موجودة في مقدمة الهيكل على جانبي السائق . خزانات الوقود الخارجية الخمسة الأخرى مع إجمالي سعة 495 لتر ، وهذه موزعة على طول سقف الرف الأيمن لهيكل الدبابة . جميع هذه الخزانات مرتبط بعضها البعض بأنابيب توصيل وتغذية . الاستخدام العام للدبابة T-72 أثبت ارتفاع احتمالية إصابة الخزانات الخارجية واختراق جدارها الرقيق thin-walled ، مما يترتب عليه انسكاب مادة الوقود ، مع احتمالية اندلاع النيران نتيجة الأبخرة المتولدة . إذ أن خروج السائل القابل للاشتعال وانتشاره على صورة رذاذ يختلط مع الهواء ، يمكن أن يشكل خليط قابل للانفجار في حال توفر وسيلة إيقاد ناجحة . 


الأسهم الحمراء تشير لأجزاء البرج الأقل سماكة (بالإضافة لأنظمة الرؤية والتصويب) . فمنطقة سقف البرج وجانبيه يمكن أستهدافهما بسهولة نسبية إذا ما تم الهجوم من مسافة قريبة أو من أدوار المباني المرتفعة (الرشاشة المصعدة على T-72M1 يدوية بالكامل ، فلا يمكن التحكم بها عن بعد ، أو بمعنى من داخل هيكل الدبابة) .. أما القوس الأمامي للبرج والهيكل ، فمشكوك في قدرة أسلحة RPG التقليدية على إختراقه ، ويفضل عدم تبديد الذخيرة على إستهداف هذه المنطقة شديدة التحصين .. قراميد الدروع التفاعلية المتفجرة يمكن تجاوزها بإستخدام المقذوفات المضادة للدروع ثنائية الرؤوس . بالطبع ومن باب العلم بالشيء ، الدبابة شأنها شأن الدبابات الروسية الأخرى ، تمتلك مجال بصري أو منطقة محيطة ميتة Visual dead-space . فمن مقصورة مدفعي الدبابة ، لا شيء في المستوى الأرضي ضمن مسافة 10 م يمكن أن يرى خلال 180 درجة الأمامية من دورة البرج . إذا تحرك البرج وتوجه نحو 180 درجة الخلفية ، فإن الفضاء الميت سيزداد حتى 17 م بالنسبة لمدفعي الدبابة . هذا يعني بأن المدفعيين على الدبابات T-72 (بسبب موقع البرج من الهيكل) لا يستطيعون رؤية الجنود في مواقع القتال ضمن هذه المسافات من الدبابة .. إستهداف المنطقة السقفية لبرج الدبابة في الحقيقة سيجبر الدبابات على إغلاق كواتها وفتحاتها القتالية نتيجة هذه الظروف ، وبالتالي فإن قدرة طاقم الدبابة على الرؤية واكتساب الأهداف ومشاغلتها أيضاً تنخفض كثيراً . هذا الوضع يصطدم برغبة الطاقم الطبيعية في متابعة ما يدور حول عربتهم أو ما يسمى بحالة الإدراك الموقعي Situational awareness وتمييز التهديدات المحيطة ، مما يجعلهم أكثر عرضة للاستهداف عند محاولة الظهور ورؤية الخارج . 


الأسهم الحمراء تركز على الموضع الخلفي للدبابة حيث يكمن المحرك وناقل الحركة ، بالإضافة إلى برميلي تخزين وقود في مؤخرة الهيكل بسعة إجمالية من 390 لتر . وتذكر دائماً وأنت تواجه هذه الدبابة أن القاعدة الرئيسة في قتال الدبابات بصفة عامة تتحدث دائماً عن "شاهد هدفك أولاً ، أطلق النار أولاً ، أحرز إصابتك أولاً" . هذا الموضع من الدبابة يمكن استهدافه بقنابل المولتوف (ستكون النتائج مجزية إن شاء الله) وليس بالضرورة بالمقذوفات الصاروخية المضادة للدروع .. إن الطريق الأخرى الأسهل لتعطيل دبابة معركة رئيسة (باستثناء ضربة مباشرة في منطقة ضعيفة بسلاح مضاد للدبابات) أن تستهدف الجنازير لتسجيل ما يطلق عليه "قتل الحركة" mobility kill ، أو استهداف جميع تجهيزات الرؤية البصرية الخارجية ، فالدبابة عندما تتعطل وتتوقف عن الحركة تسهل آلية تحطيمها .

عند تحقق الإصابة ، هناك ثلاثة تعابير أو مصطلحات تستخدم في أغلب الأحيان للتدليل على مستوى الأضرار الملحقة بالهدف ، قتل الحركة mobility kill ، قتل القوة النيران firepower kill ، القتل الهائل catastrophic kill . المصطلح الأول أو 
قتل الحركة يشير لخسارة العربة لقابلية الحركة ، كما هو الحال عند تحطيم وتهشيم جنازير الهدف المدرع ، بحيث يصبح الهدف ثابت وغير متحرك ، لكنه قادر على استخدام كامل أسلحته ، وقَد يكون قادراً جزئياً على الاستمرار في القتال وتوجيه الضربات . مصطلح قتل القوة النارية يشير إلى خسارة العربة لبعض قدرات إطلاق أسلحتها . وفي حالتي قتل الحركة أو قتل القوة النارية ، فإن الأضرار والتأثيرات هنا قَد تكون كاملة completely أو جزئية partially ، وهذه الأخيرة تشير إلى انخفاض قابلية الهدف على الحركة أو إطلاق النار . أما مصطلح قتل الهائل ، فإنه يشير لأضرار كارثية ، تزيل قدرة الدبابة على القتال بالكامل ، حيث يتبع الأمر عادة إتلاف وتحطيم كامل للدبابة وتجهيزاتها ، وتعطيل أنظمة أسلحتها وقتل أطقمها ..

6‏/5‏/2014

سلاح المدفعية .. مستويات الإعطاب والإضرار بالهدف .

ســــلاح المدفعيـــــة .. مستويـــــات الإعطـــــاب والإضـــرار بالهــــدف 


مع تطور المفاهيم والأفكار في زمننا الحالي ، أصبح تعبير الدعم الناري المتكامل والمدمج Integrated fire support لسلاح المدفعية ، عنصر حاسم ومهم في ساحة المعركة الحديثة . ففي الهجوم offense ، يمكن اعتباره من الوسائل الرئيسة لإنجاز وتحقيق ارتباط مفيد بقوات العدو . إذ يستطيع الدعم الناري سحق الفجوات والثغرات المنجزة في خطوط دفاعات القوات الصديقة ، وكذلك عرقلة وتعطيل ، أو حتى تحطيم تجمعات العدو في عمقه التكتيكي ، بالإضافة إلى صد الهجمات المضادة . وفي الدفاع defense ، الدعم الناري يمكن أن يعرقل تحضيرات العدو للهجوم ، ويستنزف قواته بينما هي تقترب من المواضع الأمامية ، ويصد أو يعزل القوات التي تصل أو تخترق هذه المواضع . وفي هذا الخضم من المهام ، يجب أن لا ننسى المعركة والمواجهة مع مدفعية العدو والتي هي إحدى المهام الرئيسة والأكثر أهمية لسلاح المدفعية . لذا تعتبر نيران البطاريات المضادة Counter-battery Fire مطلب هام ورئيس لتحقيق حالة الإخماد والتدمير ، أو على أقل تقدير التحييد والتعطيل لبطاريات مدفعية العدو . فهي قادرة على تمكين القوات الأرضية من تحقيق وإنجاز تفوق ناري على قوات الخصم في ساحة المعركة . مواجهة مدفعية العدو تتطلب عادة أكثر من نيران بطارية واحدة مضادة ، كما أن تحقيق دمار عظيم إلى مراكز القيادة والسيطرة Command & Control بالإضافة إلى بطاريات المدفعية ، يتطلب أيضاً دعم وتعاون الأسلحة المقاتلة الأرضية الأخرى وكذلك سلاح الطيران .



بالنسبة لمستويات الإعطاب والإضرار بالهدف damage criteria والتي يستطيع سلاح المدفعية تسجيلها ، فهذه تقيد ضمن معايير وحسابات خاصة مدروسة . إذ تحدد مقاييس الأضرار الملحقة بالهدف العسكري عادة بمفاهيم الخسارة المؤقتة أو الجزئية أو الكلية . وبشكل عام ، الفاعلية والتأثير القتالي للهدف يمكن أن يحيد ويخفض وفق أصناف من الأضرار ، تتمحور مفاهيمها حول السحق والإفناء annihilation ، التدمير والتحطيم 
demolition ، التحييد والتعطيل neutralization ، الإزعاج والمضايقة harassment . النوع الأول أو نيران السحق والإفناء يقصد منها ولأقصى حد جعل الأهداف غير المنظورة أو غير المرئية عديمة الفاعلية والتأثير القتالي ، بحيث تحتاج هذه لجهود كبيرة لإعادة البناء والإصلاح لكي تكون صالحة للاستعمال . على سبيل المثال ، للأهداف النقطوية point targets مثل مواضع إطلاق الصواريخ الموجهة المضادة للدبابات ، القوة المقابلة يجب أن تنفق وتستهلك قذائف كافية لضمان تحقيق نسبة 70 إلى 90% من احتمالية قتل . أما بالنسبة لأهداف المنطقة area targets مثل مواضع الكتائب والفصائل المحصنة ، فإنهم يجب أن يطلقوا قذائف كافية لتدمير ما نسبته 50 إلى 60% من الأهداف المقصودة . هذه النيران بطبيعة الحال ستؤدي إلى خروج الوحدات من ساحة المعركة كقوة قتالية فاعلة . المفهوم الآخر أو التدمير والتحطيم ، يشير إلى تحصيل مستويات من حالات الإعطاب والإتلاف destruction للتجهيزات والمباني والأعمال الهندسية (جسور ، تحصينات ، طرق) والأهداف الأخرى المقصودة . تحقيق هذا النوع من الأضرار يتطلب إطلاق وتوجيه قذائف كافية لجعل مثل هذه الأهداف غير صالحة للاستخدام . المفهوم الثالث يتحدث عن نيران التحييد ، والتي تهدف إلى ايقاع خسائر كافية في الأهداف المقصودة ، للحد الذي يتسبب في فقدانها تأثيرها المقاتل combat effectiveness بشكل مؤقت ، أو يحيد ويقيد قدراتها على المناوره ، أو يعرقل قابليتها على القيادة والسيطرة . ولإنجاز هذه المعادلة ، المدفعية يجب أن تسدد قذائف كافية لتحطيم 30% من مجموع الأهداف غير المنظورة . المفهوم الأخير للأضرار يستعين بعدد أقل من قطع وذخيرة المدفعية ، وعادة ضمن وقت موصوف ومعين لتسديد نيران المضايقة . إن هدف هذه النيران يتركز حول تسليط ضغط عصبي ونفسي psychological pressure على أفراد العدو في المواضع الدفاعية المحصورة ، ومواقع القيادة والإمدادات في الخطوط الخلفية . نيران المضايقة الناجحة تمنع وتعرقل قابليات العدو على المناورة ، وتخفض روحه المعنوية ، كما أنها تضعف استعداده القتالي بشكل تدريجي .