4‏/3‏/2014

عنصر الحسم في ساحة المعركة .

دبابـــــة المعركــــة الرئيســــة 
عنصـــــــــــر الحســـــــــم فــــــــــي ساحـــــــــــة المعركــــــــــة
في الثلاثون سنة الماضية وحتى يومنا هذا ، عدة تحسينات تقنية قدمت لإعلان نهاية هيمنة وسطوة ascendancy دبابة المعركة الرئيسة على ساحات القتال . فالتحسينات في التقنية سمحت لأفراد الجنود بتحدي دبابات قيمتها ملايين الدولارات . في ذات الوقت ، كان بإمكان الجميع مشاهدة دبابات المعركة وهي تواصل امتلاك الدور الرئيس في النزاعات والصراعات الدولية . هكذا كان على القادة العسكريين مواجهة صراع دائم ومتجدد بين من يرون مناعة الدبابة tank invincibility ، ومن يعتقدون أنها ما كانت منيعة كالفكر المنبثق عن أنصارها . في الحقيقة ، الدبابة ومنذ بداية ظهورها في الحرب العالمية الأولى بدأت تواجه مقايضة أو مفاضلة بين مقوماتها الثلاثة المعروفة ، القوة النارية firepower ، الحماية protection ، الحركية mobility ، ازدادت هذه وتطورت مع الزمن . فمع أي زيادة في متغير أو اثنان من هذه الخواص ، كان هناك في المقابل تأثير سلبي negative effect على متغير آخر .. دبابات المعركة ورغم ثقل وزنها وقوتها النارية الهائلة وهديرها المرعب ، مازالت تبدو بنظر نقادها على الأقل ناعمة وهشه وسريعة العطب ، وما أن يظهر سلاح جديد مضاد للدبابات ، حتى يتلقفه أولئك النقاد ويبذلون كل ما في وسعهم من الجهد في الدفاع عنه وترويجه ، ليؤكدوا من جديد ما سبق لهم تكراره مرات عديدة عن نهاية الدبابة وأفول نجمها وعدم جدواها في أي قتال . أما إذا كان الخطر القادم متمثل في أحد منتجات الجيل الجديد من الصواريخ الموجهة المضادة للدبابات ، فما أسرع النقاد للإعلان عن ضرورة الاستغناء نهائياَ عن الدبابة ، ومن أن الوقت قد حان لإيداعها في متحف الأسلحة البائدة .. مع ذلك يؤكد المنظرون أن هذه الآلة المدرعة ستبقى عنصر الحسم decisive element على ساحة المعركة . ففي الهجوم ، دبابة المعركة الرئيسة ستحتفظ بدورها التقليدي ، وستتزعم وتتقدم عناصر الاقتحام للجيش الميداني . كما سيحرص على استخدامها وتوظيفها كما هو الحال مع قوى الأسلحة المشتركة الأخرى (تحتفظ بدورها المركزي إلى قوة الأسلحة المشتركة) ، التي تتضمن عادة كتائب المدفعية ، المشاة الآلي ، منظومات الدفاع الجوي ، وسلاح الطيران .. ولكي تسيطر على ساحة المعركة ، هي يجب أن تكون قادرة على البقاء والديمومة . بقاء الدبابة ونجاتها survivable مستند في حقيقته على أربعة قواعد أو ركائز أساسية مرتبط بالتوظيف العام وتصميم الدبابة هي (1) استخدم التضاريس وأغطية الإخفاء cover/concealment المتوفرة لتفادي الكشف (2) إذا تم اكتشافك ، استخدم قابلية الحركة وسرعة الانتقال mobility/agility لتفادي أن تضرب (3) أما إذا ضربت ، فإن حمايتك المدرعة armor protection يجب أن تكون كافية لتقليل وتخفيض احتمالية الاختراق (4) إذا تحقق الاختراق والثقب ، تصميم الدبابة tank design يجب أن يقلل الأضرار الناتجة عن المكونات الحرجة والحساسة ومناطق تخزين الذخيرة ، وبذلك تتضاعف احتمالية بقاء ونجاة الطاقم ... دروع الدبابة بشكل عام توفر حماية ووقاية بشكل ممتاز إلى طاقم الدبابة ، خصوصاً عبر القوس الأمامي عند 60 درجة . فالدبابة منيعة في هذا الموضع تجاه معظم الأسلحة (ماعدا الثقيل منها) ، مثل المقذوفات المضادة للدروع مخفضة العيار أو شظايا مدافع الميدان ، ولحد كبير تجاه مقذوفات المدافع الرئيسة لدبابات العدو المحتمل .. وعند القتال بفتحات الدبابة المغلقة closed hatches ، فإن الطاقم منيع ومحصن تجاه جميع أنماط نيران الأسلحة الخفيفة ، وقذائف المدفعية (ماعدا الضربات المباشرة direct hit) والألغام المضادة للأفراد . كما تزود قذائف قنابل الدخان الموجودة على جانبي برج الدبابة ، وكذلك مولدات الدخان الخاصة بعادم المحرك ، تزود إخفاء سريع وفعال عن الرصد الحراري والتعيين الليزري أيضا .

الصور للأسفل تدحض إلى حد ما هذا التوجه وهذه الرؤية المحدودة لدبابة المعركة الرئيسة ودورها في ساحة المعركة .




مقذوف RPG ينطلق بسرعته القصوى بإتجاه الدبابة السورية التي كانت منهمكة في أعمال قصف المباني القريبة .. لقد تحدث بعض التقارير عن أن ما نسبته 50% من الإصابات والخسائر الأمريكية خلال النزاع الأخير في العراق كانت بسبب مقذوفات RPG . وبينما هذه النسبة قد تكون مضخمة ومبالغ فيها ، إلا أنها لا تتعارض بالضرورة مع تأكيدات أخرى تحدثت عن نسبة عالية من الإصابات تسبب بها هذا النوع من الأسلحة الكتفية . الأعداد ليست متوفرة على وجه التحديد ، لكن مئات العربات AFV المصفحة ومركبات Humvees ، وعربات أخرى مسلحة جرى تدميرها وتحطيمها في أفغانستان والعراق من قبل أسلحة RPG ، حيث أتت هذه في المرتبة الثانية بعد متفجرات الطريق المرتجلة IED والألغام الأرضية .



لحظة إرتطام المقذوف بهيكل الدبابة وظهور كرة نارية كبيرة في موضع الإصطدام .. لقد اقترن تطوير الأسلحة الكتفية خلال الحرب العالمية الثانية بالتطور الحاصل في تقنيات تصنيع الرؤوس الحربية ، وتحديداً الشحنة المشكلة shaped charge أو الشحنات العاملة بتأثير مونرو Monroe effect نسبة إلى اسم مخترعها الأمريكي Charles E. Munroe ، أستاذ الأكاديمية البحرية الأمريكية في القرن التاسع عشر . 



في موضع الإرتطام ، حدث حريق صغير وإشتعلت النيران في جانب من مقدمة الهيكل .. في الحقيقة ما يميز هذا النوع من الأسلحة ، وهي إحدى المنافع الرئيسة لمقذوفات الشحنة المشكلة ، هي أنهم لا يعتمدون على عاملي السرعة أو الكتلة لاختراق الدروع (كما هو الحال في مقذوفات الطاقة الحركية) ، فأي قذيفة من هذا النوع سوف تنجز نفس قيمة الاختراق سواء عند مدى 500 م أو فقط عند 50 م . هي لا تحدث فرقاً إذا القذيفة مرمية يدوياً أو مطلقة من مدفع عالي السرعة .



القذيفة الثانية إرتطمت بالجانب الأيمن للبرج ، لكنها لم تستطع كسابقتها تحقيق إي ثقب في دروع الدبابة !! الحصول على نتائج وتأثيرات اختراق مختلفة لذخائر الشحنة المشكلة ، مرتبطة بحد كبير بنوع المتفجرات المستخدمة ، وكذلك شكل المخروط المجوف وزاوية انفراجه ، ثم المسافة لسطح التدريع لحظة الاصطدام والتفجير ، وأخيراً مادة البطانة الداخلية .



هجوم آخر على نفس الدبابة ومن زاوية أخرى .. الهجوم لم يكن موفقاً وفشل في تحقيق إصابة مباشرة للدبابة !! الدبابات عرضة للهجوم في التضاريس المقيدة والمحصورة restrictive terrain ، كما أنها لا تستطيع عبور بعض أنواع التضاريس . هي تبعث إشارات صوتية وبصرية مؤثرة وذات قيمة على ساحة المعركة ، وتتطلب مقدار أعظم من الإسناد اللوجستي logistical support ودعم الصيانة ، بالإضافة إلى أن قابليتها على الدفاع الجوي عن ذاتها محدودة .



إنسحاب تكتيكي بسبب حالة الرعب التي أصابت الطاقم من حجم وضراوة المقاومة !! الملاحظ أن الدبابة أدارت برجها للخلف أثناء التراجع وهو تكتيك متبع لمواجهة الأسلحة المضادة للدروع وتعريض الجزء الأكثر حماية من الدبابة لإحتمالات الإستهداف .. ويلاحظ إستمرار إشتعال النيران في مقدمة الهيكل .



بعد الوصول للمواضع الخلفية وخروج كامل أفراد الطاقم دون أي أذى ، بدأت عملية معاينة موضع الهجوم .. القذيفة الأولى أصابت أحد قراميد الدروع التفاعلية المتفجرة وتسببت في إتلافها بشكل مثير !! يرجع الفضل في تطوير الدروع التفاعلية المتفجرة Explosive Reactive Armour أو اختصاراً ERA ، للعالم النرويجي الدكتور مانفريد هيلد Manfred Held ، الذي سجل براءة اختراعه في ألمانيا العام 1970 حين كان يعمل في شركة نوبل Nobel (لا غرابة في أن الخبرة التي تطلبت لإنتاج الدروع التفاعلية المتفجرة كانت مرتبطة بالأساس بشركات صناعة المتفجرات) . فبعد حرب الأيام الستة عام 1967 عكف مانفريد على دراسة حطام الدبابات T-54 و T-55 ، ولاحظ حينها أن بعض الدبابات العربية المصابة بمقذوفات الشحنة المشكلة كان لديها ثقب دخول دون أثر لثقب الخروج . لقد كانت هذه بعض استدلالاته بأن نفاث الشحنة المشكلة اصطدم بمخزون الذخيرة الداخلي في الدبابة المصابة ، وأن تأثير الانفجار عمل على تبديد طاقة النفاث وتحويلها بعيداً عن مسارها . 



قذيفة RPG-7 إرتطمت بمصباح الرؤية الليلة تحت الحمراء النشيطة ، وتسببت في إحداث ثقب به . هذا النوع من الذخائر يعمد إلى تحقيق ثقب ممتد في صفائح التدريع بواسطة طاقة نفاثة عالي السرعة ، الذي ينفذ بدوره لمقصورة الطاقم crew compartment ، مسبباً أضراراً شديدة للمعدات ، وإصابات جسيمة للأفراد المتواجدين داخل الهدف .

هناك تعليقان (2):

  1. أرجو أن تزودنا برابط اليوتيوب وشكرا جزيلا

    ردحذف
    الردود
    1. تفضل أخي الكريم ..

      http://www.youtube.com/watch?feature=player_embedded&v=IOGQDbuvts4

      حذف