25‏/1‏/2014

المادة المطفئة في الدبابات والعربات القتالية .

المــــــــادة المطفئـــــــة فــــي الدبابـــــــات والعربـــــــات القتاليـــــــة 


تعتبر مادة Halon-1301 وهي عنصر كيميائي طور في ستينات القرن الماضي ، من أفضل وسائل مكافحة الحرائق وأكثرها تطوراً وفاعلية . إذ تجمع مادته الغازية المضغوطة العديد من المزايا قياساً بمواد الإطفاء الأخرى كثاني أكسيد الكربون والماء ، مثل انعدام الرائحة والطعم ، رداءة التوصيل الكهربائي non-conducting ، كبت الأبخرة evaporation ، بالإضافة إلي  نسبة تسمم محدودة low-toxicity تؤمن خلاص الطاقم ونجاتهم . إن من أهم أجزاء أي منظومة إطفاء هو المادة أو العامل المستخدم لعملية كبت الحريق وإخماده . ورجوعاً إلى فترة الثلاثينات ، كان هناك اهتمام بنوعين من مواد الإطفاء المستخدمة ، أولهما رابع كلوريد الكربون (CCl4) ، والآخر هو ثاني أكسيد الكربون (CO2) . رابع كلوريد الكربون مادة إطفاء فعالة جداً ، لكنها سامه جداً أيضاً في الفراغات المغلقة (كما هو الحال مع الداخل الكتوم والمحصور لعربات القتال المدرعة) ، وقد أظهر أنه أكثر مناسبة للاستخدام مع قناني الاطفاء المتنقلة التي يمكن توجيهها مباشرة إلى مصدر النيران . لكن بسبب سميته toxicity ، فإن مادة رابع كلوريد الكربون لم تستخدم على نطاق واسع في العربات المقاتلة الأمريكية . على النقيض من ذلك ، ثاني أكسيد الكربون استمر إلى أن يكون مستعمل على نطاق واسع في جميع أنواع وحدات الإطفاء . على أية حال ، استخدام غاز ثاني أكسيد الكربون يتطلب ويستلزم تركيز عالي لإطفاء النيران التي تتولى استنزاف واستنفاذ الأوكسجين المتوافر في مقصورة الطاقم . لذا ، فقد حدد استخدام أنظمة ثاني أكسيد الكربون وأسلوب الإغراق الشامل في منطقة حجرة المحرك . في حين يستخدم لإطفاء النيران في مقصورة الطاقم ، عدد مطفأتي ثاني أكسيد الكربون نقالتين . واستمر استخدام طفايات ثاني أكسيد الكربون في العربات المدرعة من الأربعينات وحتى أواخر الستينات .
 


في العام 1960 جرى اختبار وتقييم مادة Halon 1301 مقابل أنواع أخرى من مواد إطفاء النيران وكبتها ، بما في ذلك ثاني أكسيد الكربون CO2 , Halons 1011/1211/2402 ، وكذلك رغوة المحاليل الكيميائية الجافة dry chemical foams . هذه المواد كانت تعاني من معضلة هامة ، أولاً سميتها ، التي تحدد استخدامها في العربات المقاتلة ، في حين أن Halon 1301 صمم لكي يكون أكثر فاعلية لنحو ثلاثة إلى أربع مرات أكثر من ثاني أكسيد الكربون وأقل سميه من الأنماط الأخرى لمادة Halon الكيميائية . على خلاف ثاني أكسيد الكربون CO2 , فإن Halon 1301 لا يزيح أو يطرد الهواء خارج المنطقة التي ينتشر بها . وحتى مع النيران الشديدة ، فإن نسبة تركيز لأقل من 8% تكون مطلوبة ، بحيث تترك الكثير من الهواء للاستخدام في عملية إخلاء وإجلاء أفراد الطاقم . أيضاً على خلاف CO2 ، ليس هناك خطر من حدوث حالة "صدمة برودة" cold shocking أو هبوط سريع لدرجات الحرارة بالنسبة للتجهيزات الكهربائية المطفأة ، أو الأجهزة الالكترونية الحساسة الأخرى . لذلك في العام 1969 , جرى التصديق والموافقة على استخدام Halon 1301 من قبل وزارة الصحة الأمريكية كمادة وحيدة مقبولة للاستخدام في منظومات إطفاء النيران الثابتة في مقصورات أطقم العربات المدرعة ، ثم لاحقاً في منظومات الإطفاء الآلية للعربات . 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق