25‏/12‏/2013

منظومة قذف الدخان في الدبابة الروسية T-90 .

منظومــــة قـــــذف الدخـــــان فـــــي الدبابـــــــة الروسيـــــة T-90



تظهر قذائف الدخان أيضاً في دور آخر مهم غير دور مقذوفات المدفعية ، وتحديداً مع تثبيتها على دبابات المعركة الرئيسة والعربات المدرعة الأخرى على هيئة أنابيب متعددة multi-barreled على جانبي البرج أو الهيكل . هذه الأنابيب تطلق رشقه من مقذوفات الدخان صغيرة الحجم التي تنفجر في الجو قبل وصولها الأرض لتبعثر وتنشر الفسفور المحترق في نمط عريض وواسع لعمل حائط فوري من الدخان الأبيض أمام العربة . لقد كان لاستخدام منظومات التصوير الحرارية لاكتساب الأهداف target acquisitions أن تسبب في تقديم ردة فعل مضادة في مجال أنظمة الحجب والإخفاء الدخانية ، بحيث أمكن لهذه أن تلغي وتطمس الإشارات الحرارية thermal signatures الصادرة عن الدبابات . هذه القدرات أمكن انجازها بواسطة مزيج من قابليات الامتصاص والبعثرة وعكس الإشعاع الحراري عن الدبابات بتأثير الدخان المنتج والموزع بواسطة قاذفات القنابل الأنبوبية .


الدبابات الروسية من فئة T-90 تستعين لحمايتها من الأسلحة الحديثة المضادة للدبابات بمطلقة الدخان الأنبوبية من نوع 902V التي يبلغ قطر فوهاتها 81 ملم . هذه المنظومة المثبتة على جانبي برج الدبابة تشتمل على عدد ستة أنابيب إطلاق لكل منها ، وتستخدم مقذوفات اسطوانية الشكل تحمل التعيين 3D17 لإنشاء غمامة من الدخان الأبيض . أنابيب الإطلاق بعد شحنها وتعبئتها بالقذائف يتم غلقها بأغطية مطاطية لا تكشف إلا عند عملية إطلاق النار . المنظومة بشكل عام معدة للعمل سوية مع منظومـة القتـل السهـل Shtora-1 وهي ذات آلية عمل كهربائية . مقذوفات دخان أخرى يمكن إطلاقها من المنظومة مثل 3D6 لإنشاء غمامة دخان باللون الرمادي ، والمقذوف 3D6M لغمامة دخان باللون الأبيض (جميعها توفر حماية كما تؤكد الشركة المنتجة من مخاطر الرصد والتعيين التلفزيوني ، الليزري ، التصوير الحراري والراداري) . طول المقذوف 3D17 يبلغ 220 ملم ووزنه 2.2 كلغم . مدى القذف يمكن أن يصل إلى 75-90 م ، لإنشاء ستارة أو غمامة حاجبه في زمن لا يزيد عن ثلاثة ثوان ، بعرض لا يقل عن 15 م وارتفاع 10 م على الأقل . تستمر الغمامة لزمن لا يقل عن عشرة ثوان اعتماداً على الظروف المناخية المحيطة ، مع قابلية لكبح وحجب الأطوال الموجية ضمن 0,4-14 مايكرو .


21‏/12‏/2013

التصميــــــم ودوره في تأميـــــن قابليــــــــة النجــــاة .

التصميــــــــم ودوره فـــــي تأميـــــــــن قابليــــــــة النجــــــــاة
طبقات ومستويات قابلية النجاة
نحن هنا سنناقش قضايا رئيسة مرتبطة بالتصميم الابتدائي للعربة أو دبابة المعركة الرئيسة . هذه تتحدث عن الطبقات أو المستويات العامة حيث تؤمن قابلية النجاة التي حددها الخبراء والمعنيين لعموم دبابات المعركة الرئيسة والعربات المدرعة الأخرى المشاركة في العمليات وهي : تجنب وتفادي الكشف Avoid Detection ، إذا كشفت وحدد مكانك ، تجنب التعرض للضرب Avoid Being Hit ، إذا ضربت وأصبت ، أمنع أو تفادى الاختراق Prevent Penetration ، إذا تم اختراقك دروعك ، خفض وقلل الأضرار Minimize Damage .

المستوى الأول أو تفادي وتلافي الكشف من قبل العدو يمكن أن ينجز بتخفيض خصائص العربة القابلة للكشف  والمعروفة ببصمتها أو إشاراتها signature . على سبيل المثال ، بعض الطائرات المقاتلة باتت منذ زمن تمتلك قابليات التخفي والتسلل مع تخفيض بصمتها الهيكلية المميزة . لكن في المقابل ، السيطرة على الإشارات الصادرة من عربة أرضية مشكلة أكثر صعوبة لأن العربات الأرضية لها إشارات أكثر يجب أن يسيطر عليها ، بما في ذلك الراديوية ، البصرية ، الأشعة تحت الحمراء ، الرادارية ، الضوضاء ، الغبار ، إشارة العادم والاهتزاز أو التذبذب الزلزالي . أي واحد من هذه الإشارات يمكن أن يستثير ويحفز مجسات العدو للبدء بإجراءات البحث أو استهلال عملية الاشتباك . آثار الغبار Dust trails على سبيل المثال هي قضية غير معتبرة عند الحديث عن الطائرات المقاتلة ، لكنها تكون مسألة جداً صعبة السيطرة والتحكم عن تناول مهام العربات الأرضية . فلا يتوفر حالياً أي نظام قتالي أرضي الذي له وسائل فعالة في منع بصمة أو إشارة الغبار عن التشكيل المدرع ، خصوصا في البيئات الجافة dry environments . التمويه تقنية قديمة لكنها ما زالت مفيدة . فهي وسيلة لتخفيض الإشارة في المجال أو الطيف الكهرومغناطيسي المرئي وربما ترددات الرادار والأشعة تحت الحمراء . تقنيات التمويه يمكن أن تستعين بأنواع الطلاءات paints أو الشبكات nets لعرقلة الرصد البصري وبالأشعة تحت الحمراء والكشف الرادار ، لكن إجراءات التمويه Camouflage ليست عملية دائماً ، إذا يمكن أن تتعرض الشبكة عند تحرك وانتقال العربة المقاتلة للضرر بتأثير عوامل عديدة ، بحيث تكون غير صالحة للاستخدام ، أو أن الغبار قد يغطي طلاء التمويه .

المستوى الثاني لقابلية النجاة يتحدث عن تجنب التعرض للضرب والإصابة حال الكشف والرصد . فعندما يكتشف العدو دبابة أو عربة أرضية صديقة ، لا يكون هناك العديد من الخيارات الفعالة لتفادي المشاغلة أو الاشتباك engagement . ويتباين هذا الأمر من حيث ردود الأفعال بين عربات المشاة القتالية IFV وبين دبابات المعركة الرئيسة MBT . ففي معارك الدبابات مع بعضها البعض tank-on-tank ، الرد الكلاسيكي يكون بإطلاق النار أولاً وقتل التهديد قبل أن يبدأ هو بالرمي والمشاغلة . لكن العربة المقاتلة الأرضية ليست دبابة وليس من المحتمل أن يكون لديها سلاح فعال في الداخل قادر على تحطيم دبابة العدو بسرعة قبل أن تشاغلها . عموماً جميع العربات الأرضية وبكافة أنماطها ومسمياتها ، مهيأة لاستخدام قابلياتها على المناورة خلال معظم أنواع التضاريس لتفادي وتجنب الاشتباك حتى إذا تم اكتشافها (بالنسبة للدبابات ، تجنب الاشتباك تحدده طبيعة التهديد ومستواه) . إن تبني المواقع المستترة والبعيدة عن مراقبة العدو defilade positions وكذلك التخندق خلف السواتر الرملية ، هما نوعان من تكتيكات التخفي التي تستطيع عموم العربات الأرضية استغلالهما لتفادي الاشتباك . تلك التكتيكات يمكن أن تدمج مع ستائر أو حواجب الدخان الذاتية التي تطلق من قاذفات جانبية في برج العربة الأرضية لتخفيض إمكانية المشاغلة .

عندما يباشر العدو إطلاق نيرانه باتجاه العربة الأرضية المقاتلة ، فإن يتحتم على هذه الأخيرة القيام بإجراءات عديدة لتجنب الإصابة . فإذا كان بالإمكان اكتشاف وتعيين مصدر النيران القادمة ، فإنه يمكن اتباع وتجربة عدة وسائل لتلافي الإصابة ، بضمن ذلك اتباع مناورات المراوغة والتملص evasive maneuver ، الخداع والتضليل الإلكتروني (الذي يدعى القتل الناعم soft kill) ، أو تفعيل الإجراءات النشيطة (التي تدعى القتل الصعب hard kill) . 

المستوى الثالث يتحدث عن منع الاختراق في حال الإصابة . فعندما تخفق جميع مراحل أو محطات الدفاع السابقة defense layers وتفشل في إنجاز مهمتها ، يأتي دور الدروع السلبية لمنع الاختراق وتحديد الأضرار والتلفيات المتعلقة بمحتويات العربة . لذا ، معظم حماية الدبابات والعربة الأرضية القتالية تكون مشروطة ومقيدة بالدروع .. بشكل عام تقسم الدروع إلى نوعين أو صنفين رئيسين : سلبية passive ، وتفاعلية reactive . وبينما يعمل النوع السلبي على إيقاف المقذوف من خلال الملكيات والخواص المادية material properties لمكونات الدرع وحدها ، فإن الدروع التفاعلية تعمل على التسبب في حدوث انفجار أو ردة فعل أخرى من قبل الدرع لتخفيض خطورة المقذوف وبالتالي عرقلته أو حرف مساره . أنواع الدروع السلبية عديدة ، لكن أكثرها شيوعاً النوع الكتلي bulk armor ، ودرع الوحدات modular armor . الدروع السلبية هي الأخرى تتضمن أنواع وأنماط مختلفة ، أبرزها وأكثرها شهرة الدرع التفاعلي المتفجر ERA 

التدريع الكتلي أو الحجمي أعتبر الوسيلة الرئيسة والمثالية لتأمين حماية الدبابات والعربات الأخرى المدرعة في القرن العشرين . التركيب الإنشائي العام للدبابات والعربات المدرعة جرى تصنيعه بواسطة تقنيات الصب casting وسباكة الهيكل أو البرج بشكل منفرد لكل منهما وذلك باستخدام مادة متجانسة عالية الصلابة ، أو بواسطة التثبيت أولاً ثم بعد ذلك لحام الصفائح المطوية welding sheets للدرع المعدني على التركيب . هذه التقنية كان لديها مزايا وفوائد البناء البسيط والكلفة المنخفضة نسبياً ، حيث حرص المصممون على جعل الدرع أثخن وأكثر سماكة لإنجاز حماية بالستية أفضل . فلعدة سنوات ، قاس مصممو الدروع مستويات الحماية protection levels وقدروها بالسماكة المكافئة لتدريع فولاذي متجانس مدرفل RHA (يدعى درع متجانس لأن تركيبه وبنيته الهيكلية منتظمة في كافة أنحاء أجزاءه) . على أية حال ، الأسلحة المضادة للدبابات جرى تحسينها وتعزيز قدراتها بما فيه الكفاية لجعل عملية إضافة المزيد من السماكة (وبالتالي وزن أكبر) حل غير عملي للحماية ومواجهة تلك التهديدات ، خصوصاً عند الحديث عن المتطلبات التكتيكية الأخرى مثل قدرة النقل transport-ability وقابلية الحركة . 

المستوى الرابع يتحدث عن تخفيض الضرر وتقنينه في حال تحقق الاختراق . فإذا تم اختراق دروع العربة فإن ميزات التصميم الجيد يفترض أن تقلل وتخفض الضرر الإضافي minimize damage . على سبيل المثال البطانة المانعة للتشظية والتي تنتج غالباً من ألياف الزجاج أو غيرها ، يمكن أن تنشر وتوزع على جدران مقصورة طاقم عربة . الهدف من وضع هذه البطانة يكمن في منع الأجزاء والشظايا المتولدة أثناء الارتطام أو عند ثقب العربة من أن تسلط وتوجه نحو الشاغلين وتجهيزات العربة الداخلية . بطانة التشظية spall liner يمكن أن تكون مستخدمة وملحقة بالعربة الأرضية إما للسلامة والأمان الإضافي في حالة نظام الدرع كان من النوع القوي والمعول عليه ، أو يمكن أن تكون كعنصر مكمل في نظام الحماية protection system ، حيث خواص وملكيات طاقة الامتصاص الخاصة بالنسيج الليفي تكون مستغلة ومستثمرة (إبداع مهم في تصاميم هذا النوع من البطانات قد يجيء في المستقبل ، لكن لا تحسين رئيس متوقع) .. التصميم العام الجيد لعربات القتال الأرضية يمكن أن يشمل توفير بدائل عمل للتجهيزات الضرورية ، وكذلك التقسيم الملائم لمقصورة القتال . هذان العنصران يساهمان لحد كبير في تعزيز قابلية البقاء والنجاة survivability في حالة الاختراق .

13‏/12‏/2013

مدخل إلى حرب الألغام الأرضية المضادة للدروع .

مدخـــــــل إلـــــى حــــــرب الألغــــــام الأرضيـــــــة المضــــــادة للـــــدروع


في شهر فبراير من العام 2002 دبابة إسرائيلية من طراز Merkava III تم تدميرها بواسطة قنبلة طريق قرب مستوطنة نيتساريم Netzarim في قطاع غزة . الدبابة أغريت إلى التدخل لاعتراض هجوم محتمل على قافلة للمستوطنين . عندها الدبابة وطأت على ما يشبه اللغم الأرضي الثقيل ، الذي بدوره انفجر وحطم الدبابة بالكامل ، مما أدى إلى مقتل أربعة جنود جراء الانفجار . هذه كانت الدبابة الثقيلة الأولى التي تدمر أثناء الانتفاضة الثانية Second Intifada . دبابة إسرائيلية أخرى على الأرجح من نفس النوع ، دمرت بعد شهر واحد في نفس المنطقة وتحدثت التقارير عن مقتل ثلاثة جنود . هجوم بشحنة أرضية تعرضت دبابة أخرى من نوع Merkava II دمرت قرب معبر كيسوفيم Kissufim Crossing ، عندما قتل جندي واحد وجرح آخرين .


الفقرة الثاني من معاهدة أوتاوا Ottawa Treaty الخاصة بتحريم استخدام الألغام المضادة للأفراد والموقعة بتاريخ 3 ديسمبر العام 1997 ، التزمت تعريف "اللغم" mine على أنه تلك ذخيرة المصممة والمعدة لكي توضع في الأسفل ، أو بالقرب من سطح الأرض أو على الأسطح الأخرى ، بحيث تنفجر بالضغط أو عند اقتراب أو احتكاك شخص أو عربة معها . بكلمة أخرى ، اللغم هو أداة مشتملة على مادة متفجرة ، وضعت داخل أو على الأرض لتحطيم الأفراد أو عربات العدو ، أو ربط تحت أو حتى عوم floating على سطح الماء لتدمير أو عرقَلة سفن العدو . تشكيلات الألغام الأرضية اليوم تتفاوت من الأدوات البسيطة جداً المرتجلة في ساحة المعركة من قبل الجنود وحتى الأسلحة ذات التقنيات المتطورة . في الحقيقة اللغم الأرضي الذي كان ينظر إليه فيما سبق نظرة ازدراء وتصغير ، استفاد كثيراً في زمننا الحالي من آخر التطورات في علم المواد والإلكترونيات والتقنيات الأخرى ، وباتت الألغام الحديثة تصنع من مواد غير معدنية non-metallic يدمج معها إلكترونيات ومجسات متقدمة جداً ، مما جعلها على نحو متزايد تحمل صفة "الذكاء" smart .
 

على مر الزمن ومنذ ابتكارها ، اعتبرت الألغام أسلحة مضاعفة للقوة ، فهي رخيصة الثمن بالمقارنة مع الأنواع الأخرى من الأسلحة ، وهي قادرة عند استخدامها على تغيير حسابات العدو أثناء الحركة والتقدم وإرباك خططه الهجومية من ناحية توقيت العمليات operation timing . هي قادرة على الدفاع عن المناطق الممتدة بسهولة وجهد نسبي أقل ، كما أنها تستطيع تحريم الأرض على قوات العدو وعرقلة disrupt تقدم قواته باستحداث العوائق والموانع التي يجب إما اختراقها أو تطويقها والدوران حولها . وعند إطلاقها من مسافات بعيدة نسبية بالوسائط القذفية المتعددة ، فإنها تستطيع إجبار تشكيلات العدو المدرعة للتحرك في الاتجاه المرغوب desired direction ، وتقسيم وفصل تشكيلاته ، أو حتى كشف وتعرية أجنحته . أما في حالة إيقاف أو إبطاء حركة العدو وإجباره على التركز في مناطق محددة ، فإن تلك ستكون فرصة لتغطية وشمول هذه المنطقة بنيران الأسلحة الأخرى القاتلة والنيران المباشرة direct fire . الألغام على أية حال ، سلاح ذو حدين عند نشرهم وبعثرتهم ، فهم يمكن أن يكونوا قاتلون إلى الجانب الذي وضعهم بينما هم كذلك أيضاً بالنسبة للعدو ، لذا من المتوقع أن يستمر تهديد هذا النوع من الأسلحة على المدى البعيد .
 

تستطيع أرتال الدبابات عبور وتجاوز حقول الألغام بدعم العربات المجهزة بمحاريث الألغام mine ploughs ، لكن في هذا الحالة سرعتها تكون مقيدة ومحصورة بسرعة الدبابة الجارفة للرمل (حوالي 4-8 كيلومتر في الساعة) ، وهكذا تكون هذه القوات المدرعة أهداف سهلة للنيران المضادة للدبابات . وفي الحروب التقليدية ، تنقسم حقول ألغام إلى تقسيمات وتشعيبات فرعية ، فهناك الألغام الحدودية ، الدفاعية ، الوقائية ، التكتيكية ، المزيفة ومصدر الإزعاج .. حقول الألغام الحدودية تكون طويلة الامتداد ، ومصممة لمنع تسلل القوات المعادية والناشطين الإرهابيين . حقول الألغام الدفاعية أيضاً طويلة الامتداد ، الهدف منها منع الهجمات الرئيسة بقوات العدو المدرعة . حقول الألغام التكتيكية ارتبطت بالعقبات والموانع الطبيعية natural obstacles ، وتهدف لحرف مسار العدو نحو مناطق القتل المطلوبة ، وهذه قادرة على تحريم الأرض على القوات المعادية لفترات محدودة . حقول الألغام الوقائية هي حقول ألغام صغيرة المساحة ، وضعت من قبل وحدات غير هندسية لتوفير حماية موضعية فقط . حقول الألغام المزيفة Phoney minefields كما هو واضح من اسمها ، هي حقول ألغام محدودة الأداء نوعاً ما ، بحيث توضع الألغام بعجالة على هيئة بضعة صفوف ، أو صف واحد على الأقل ، وذلك بسبب قلة الوقت أو المصادر لعمل حقل ألغام تكتيكي فاعل .



 
بعض حقول الألغام تعمد بشكل مقصود لإيقاع المشاة في المصائد والفخاخ لجعل عملية التطهير clearing أكثر خطورة ، حيث تدمج حقول الألغام المضادة للأفراد بأخرى مضادة للدبابات ، وتوضع الألغام الأولى أسفل الثانية ، ويتم ترتيب الصمامات بطريقة معينة لكي تعمل الألغام مجتمعة وفق الغرض منها . في أغلب الأحيان ، ألغام وحيدة مدعومة بأداة ثانوية مصممة لقَتل أو إعاقة الأفراد المكلفين بمهمة رفع وإبطال اللغم . يمكن دفن عدد من الألغام المضادة للدبابات في أكوام وفوق بعضها البعض ، حيث يمكن للغمين أو ثلاثة ألغام مجتمعة أن تضاعف القوة الثاقبة penetrating power . فمن الطبيعي أن يوجه اللغم المدفون في الأرض طاقة عصف الانفجار blast energy في اتجاه وحيد نحو قاع العربة المستهدفة أو على الجنزير .

11‏/12‏/2013

تمييز قذائف المدفعية وتعيينها من ألوان الطلاء .

تمييـــــز قذائــــــف المدفعيـــــــة وتعيينهـــــــا مــــن ألــــــوان الطـــــــلاء
 


بشكل عام ، تأتي جميع قذائف المدفعية وهي مصبوغة ومطلية painted كوسيلة تعريف جاهزة أولاً ، ولحمايتها ووقايتها من الصدأ ثانياً . الألوان الرئيسة المستعملة على مدار السنوات الماضية كانت الأصفر المائل للخضرة (أو ما يسمى بالزيتوني) olive drab للقذائف شديدة الانفجار ، اللون الرمادي للقذائف الكيميائية ، اللون الأزرق لقذائف التطبيق والتعليم ، والأسود لقذائف التدريب والتمرين . نظام مختلف ومغاير لعلامات التلوين أو حلقات خاصة أضيفت إلى الألوان الرئيسة أيضاً لتمييز النوع المعين والخاص بالقذائف شديدة الانفجار أو قذائف المادة الكيميائية . ترقيم أو ترميز الألوان Color coding للمقذوفات المنتجة مؤخراً أصبح مختلف بعض الشيء . على سبيل المثال ، مقذوفات الدخان ومقذوفات الإضاءة لم تعد تطلى باللون الرمادي وهو اللون الأساسي للقذائف الكيميائية . مقذوفات الإضاءة تطلى بشكل رئيس الآن باللون الأبيض أو الزيتوني ، ومقذوفات الدخان أصبحت تطلى باللون الأخضر . اللون الأساس للذخيرة الفارغة أو الوهمية dummy ammunition أستبدل للون البرونزي . المقذوفات التي تحتوي على متفجرات شديدة من Amatol و TNT وغيرها باتت تطلى بالأصفر . المقذوفات التي تحتوي على مواد كيميائية (غازية أو دخانية) تطلى الآن باللون الأزرق والرمادي . المقذوفات التي تحتوي متفجرات بطيئة (مسحوق أسود) تطلى بالأحمر . المقذوفات أيضاً تتعرض للطباعة والنقش stencilled عليها لتبيان وعرض العيار ، نوع المدفع المستخدم معها ، عدد حصص الذخيرة ، نوع الحشوة ، الخ .

5‏/12‏/2013

مقبرة الدبابات في سوريا .. والحاجة للإجراءات المضادة .

مقبــرة الدبابـــــات فـي سوريـــــا .. والحاجــــة للإجـــراءات المضـــادة


ما من شك أن الصراع والحرب الأهلية في سوريا أظهر دبابات المعركة الرئيسة MBT بمظهر السلاح الضعيف والهزيل .. مئات الدبابات والعربات القتالية الأخرى التابعة للجيش النظامي تم تدميرها بالأسلحة المضادة للدروع وعلى الأخص الصواريخ الموجهة المضادة للدبابات ATGM التي أحسنت المقاومة السورية إستغلالها . لقد أثبت الصراع السوري وبما لا يجعل مجالاً للشك على أن صفائح التدريع مهما كانت جيدة وبمميزات استثنائية ، فإنه يمكن للعديد من مخاطر وتهديدات ساحة المعركة الحالية تجاوزها وإلحاق الضرر الهيكلي بها .. لقد إفتقدت الدبابات السورية لأهم مقومات البقائية في بيئة قاسية وعالية الضراوة مثل التي تعيشها الآن في تضاريس المدن محل الصراع . واحدة من أهم هذه المقومات هي ما يطلق عليه إصطلاحاً "بالإجراءات المضادة" .. فماذا يعني هذا التعبير ؟؟ الإجراءات المضادة counter-measures هي سلوك يقصد منه القيام بتدابير واستعدادات معينة لتخفيض قابلية الاستهداف من قبل المنظومات المعادية مهما كان مصدرها أو آلية عملها . واحدة من هذه التدابير يتعلق بإنشاء ستارة حاجزة من الدخان smoke-screen . إذ يمكن استخدام الدخان لإخفاء التحركات وتغطية مواقع الوحدات العسكرية مثل المشاة أو الدبابات أو الوحدات الداعمة الأخرى . أي ستارة دخان ستمكن الدبابة من أداء مناورات المراوغة والتملص evasive manoeuvres لمواجهة تهديدات ساحة المعركة . وبشكل عام يمكن نشر غمامة الدخان بواسطة إما قذائف المدفعية أو بواسطة مطلقات خاصة على جانبي برج الدبابة . القذائف تصدر غيمة كثيفة جداً من الدخان ، صممت لملئ المنطقة المحيطة حتى في ظل توافر رياح خفيفة . وبينما ستائر دخان تستعمل أصلاً لإخفاء نشاط الحركة عن تقنيات العدو البصرية الحديثة ، فإن ذلك عنى ببساطة أنهم متوفرون أيضاً بأشكال جديدة . هم يمكن أن يعرضوا ستارة حاجزة في طيف الأشعة تحت الحمراء بالإضافة إلى الطيف المرئي للضوء visible spectrum (الطيف المرئي هو جزء من الطيف الكهرومغناطيسي لأن الضوء المرئي ما هو إلا موجات كهرومغناطيسية) وذلك لمنع الكشف بالمجسات أو المناظير تحت الحمراء . كما يعرضون أيضاً حاجز إعاقة كثيف للعربات تجاه ما يستخدمه العدو من معدات ليزرية ، مثل منظومات التعيين أو محددات المدى أو منظومات ركوب الشعاع laser beam-riding . الإجراءات المضادة المتوفرة حالياً في الأسواق التجارية تتضمن الدخان متعدد الأطياف multi-spectral المستمد من الفسفور الأحمر . فعالية هذا الإجراء المضاد اختبرت في تجارب بمجسات الليزر ، حيث أثبت دخان الفسفور الأحمر red phosphorus فاعليته في إخفاء وحجب منصة إطلاقه مع تخفيف وبعثرة طاقة الليزر .



يجزم العديد من المنظرين العسكريين ، أن دبابات المعركة الرئيسة ستحتاج في المستقبل المنظور إلى التأكيد على بعض التجهيزات القياسية لإتمام عملها بشكل آمن ، مثل كاشف للأشعة تحت الحمراء IR detector ، نظام تعريف بالهدف target identification ، مستقبل تحذير راداري radar warning receiver .. هذه التجهيزات وربما غيرها ، تلحق ضمن مفهوم "أنظمة الحماية النشيطة" APS ، التي يمكن تقسيمها من حيث طبيعة الإجراءات المضادة وردود الأفعال إلى صنفين رئيسين : الأول يطلق عليه أنظمة "القتل الناعم" soft kill ، في حين يطلق على النوع الآخر أنظمة "القتل الصعب" hard kill . ومن خلال الاختلاف العملياتي بين كلا المفهومين ، فإنهما يشتركان معاً في بعض النواحي التشغيلية ، منها (1) الكشف الدقيق وتتبع التهديد (2) تفعيل الإجراءات المضادة لهزيمة ودحر التهديد القادم (3) تسريع ردة الفعل وإكمالها خلال أجزاء أو ثوان معدودة وعند مدى مواجهة قصير في جميع الأحوال الجوية (4) تخفيض الأخطار والأضرار الإضافية للحد الأدنى تجاه الأفراد والعربات القريبة .. وفي حين تعمل منظومات القتل الناعم على التشويش على القذائف المعادية ، بغرض حرفها عن مسارها باستخدام إجراءات تخفيض وإرباك الإشارات الكهرومغناطيسية ، بالإضافة لاستخدام وسائل الحجب والإخفاء والمشوشات وأخيراً الفخاخ الخداعية decoys دون العمل على تدمير أو إتلاف السلاح المهاجم ، فإن منظومات القتل الصعب في المقابل تعمل على الاشتباك واعتراض disrupts الصاروخ أو القذيفة القادمة لضرب الهدف المدرع قبل وصولها لمرحلة التماس المادي مع العربة حاملة النظام ، وتأكيد حالة الإتلاف أو التدمير لها .. إن عمل منظومات القتل الصعب يرتكز على تهيئة وتوفير مظلة واقية لحد معين ، على شكل منطقة نيران دفاعية نشيطة ، تؤمن مسافة أمنة safe distance حول العربة المستهدفة .