1‏/7‏/2013

سلاح المدفعية وقابليته في ساحة المعركة .

ســــــــلاح المدفعيــــــــة وقابليتــــــــه فــــــــي ساحــــــــة المعركــــــــة


المدفعية هي سلاح الحرب الذي ينجز مهمة ايصال الذخيرة وإسقاطها إلى مدى أبعد بكثير من المدى الفعال للأسلحة الشخصية والفردية . هي مصممة أصلاً لاختراق وتحطيم الدشم والتحصينات fortifications ، وعادة ما ينسب إليها معدل القتل الأعلى في ساحة المعركة قياساً بالأسلحة الأرضية الأخرى . في الحروب النابليونية والحرب العالمية الأولى والحرب العالمية الثانية ، غالبية الاصابات والوفيات خلال الأعمال القتالية كان سببها قذائف المدفعية . هذه القدرات دفعت الرئيس السوفييتي جوزيف ستالين في العام 1944 لوصفها في احدى خطاباته بأنها "إله الحرب" God of War . أثناء العمليات العسكرية ، دور مدفعية الميدان يتركز على توفير الدعم الناري القريب للأسلحة الأخرى أو مهاجمة الأهداف الأخرى الثابتة . إن الدور الأخير منجز نموذجياً بتسديد رشقات من الذخيرة شديدة الانفجار ، إما بقصد إيقاع الإصابات والخسائر البشرية في قوات العدو ، أو تحطيم مواضع استحكاماته وتجهيزاته وعرباته بتأثير أجزاء وشظايا غلاف القذيفة casing fragments والعصف الناتج .


الدعم الناري بشكله العام وكما أظهرت العديد من الصراعات الدولية ، هو شرط مسبق ومطلب رئيس لنجاح أي هجوم . والمهاجم في هذه الحالة يجب أن يكون قادراً على تنفيذ وانجاز مهامه القتالية بينما هو يقمع ويخمد نيران بطاريات العدو المضادة . أيضاً الدعم الناري يعتبر حجر الزاوية ومطلب ملح لأي عمل دفاعي ، على الرغم من أنه غالباً ما ينجز خلال فقط زمن محدودة وفي اللحظة والنقطة الحاسمة من المعركة . في المقابل ، كان دائماً للعقيدة أو المذهب العسكري Military doctrine دور وتأثير هام على اعتبارات التصميم الرئيسة لسلاح المدفعية . على سبيل المثال ، زيادة اقتراب رماة المدفعية واشتراكهم في المعركة المباشرة ضد أسلحة المعركة الأخرى وكذلك هجمات الطائرات المتنوعة ، عملت جميعها على تهيئة السلاح لاستقبال شكل من أشكال الوقاية أو التصفيح الأمامي gun shield الذي بدى ضرورياً لصد وكبح شظايا الإنفجارات القريبة . عوائق أخرى حول كيفية استخدام السلاح في الحرب المتنقلة استوجبت تطوير طرق جديدة لنقل المدفعية إلى ساحة المعركة . وظهر شكلان مميزان نتيجة أعمال التطوير ، أولهما المدافع المجرورة/المسحوبة towed guns التي كانت مستعملة أساساً لمهام الهجوم أو الدفاع في الخطوط المعدة والمحضرة سلفاً ، وثانيهما المدافع ذاتية الحركة self-propelled guns التي صممت لمرافقة القوات المتحركة وتوفير نيران دعم مستمرة . مع ذلك ، المدفعية الحديثة ميزت بوضوح بخاصيتها الأكثر أهمية ، والمتمثلة باستخدام النيران غير المباشرة indirect fire ، حيث تعمل سبطاناتها ذات القطر الكبير على التصويب والتهديف بدون رؤية الهدف مباشرة خلال مناظيرها .


مصطلح السلاح أو تعبير "المدفعية الحديثة" modern artillery تضمن في زمننا الحالي مفهوم أكثر شمولية مما سبق ، الذي دمج أسلحة أخرى متماثلة إلى حد كبير فيما بينها مثل مدافع القوس howitzers ، مدافع الهاون mortars ، مدافع الميدان field guns ، المدفعية الصاروخية rocket artillery ، وأنواع أخرى مثل المدافع المضادة للدبابات والمضادة للطائرات والمدفعية الساحلية وهكذا . مدافع القوس howitzers هي أسلحة رماية قادرة على توجيه نيرانها في الزوايا المرتفعة ، لذا هم مستخدمون في أغلب الأحيان لإطلاق النيران غير المباشرة . الهاونات mortars هي أسلحة مدفعية قصيرة السبطانات ، مع مسار مرتفع جداً لمقذوفاتها (مع وجود بعض الاستثناءات) ، صممت بالأساس لأدوار النيران غير المباشرة . والمدفعية الصاروخية هي أسلحة تطلق مقذوفات صاروخية بدلاً من قذائف تقليدية لمديات بعيدة نسبياً .


وفي الحقيقة تطويرات المدافع في السنوات العشرين الأخيرة تركزت على محورين رئيسين ، الأول تعلق بمنظومة المدفع ذاتها ، من حيث زيادة طول السبطانة وآلية الحركة ، حيث انشغل المصممون على زيادة مدى الرمي ومعدله بالإضافة لزيادة دقة التصويب ، وجعل التلقيم في العديد من المنظومات آلياً ، خصوصاً في الأعيرة الكبيرة التي كانت تعاني من زيادة أفراد الطاقم ، وجعلت المدافع في معظمها ذاتية الحركة بعد وضعها على هياكل مدرعة بدل تلك المقطورة . وفي هذا الجانب انصب الاهتمام كثيراً على كيفية إخراج المدافع من دائرة خطر القصف المضاد ، إذ أن مدافع الميدان خلال الحروب السابقة كانت مقطورة في معظمها ، وتقوم العناصر العاملة عليها بتنفيذ تدابير الحماية والوقاية عن طريق تكديس أكياس الرمل ، وأحياناً إقامة التحصينات الإسمنتية إذا كان التمركز دفاعياً وطويل المدى . الأمر الذي قلل من احتمالات الإصابة بقذائف ونيران البطاريات المضادة Counter-battery fire ، وبالتالي جعل استمرار الدعم الناري للوحدات الصديقة ممكناً .. أما المحور الثاني فقد ارتبط بتكنولوجيا الذخيرة وتقنياتها ، فقد بدأ الخبراء في البحث عن أي فرصة لزيادة دقة واحتمالية الإصابة ، خصوصاً على المدى البعيد والرؤية غير المباشرة ، بالإضافة لزيادة التأثير على الهدف target effect . فأخذوا بعض أفكار القنابل العنقودية وقنابل الإسقاط الحر من الطائرات ، والتي تنفتح حاوياتها على ارتفاعات متفاوتة فوق منطقة الهدف ، لتنطلق منها ذخيرة فرعية وقنيبلات صغيرة الحجم شديدة التأثير ، منها ما هو حر السقوط ومنها ما هو موجه تلقائياً ، وهذه الأخيرة تعمل على مسح المنطقة التي تهبط نحوها بشكل لولبي وتعالج الإشارات الواردة عن أهدافها قبل الانقضاض الأخير .


هناك تعليق واحد:

  1. السلام عليكم اخ انور
    قبل فترة نشرت احدى القنوات الرافضة للتدخل الروسي تقريرا اظهر راجمات الصواريخ من نوع TOS1 وذكرت نوعا من الصواريخ الذي تزود به هذه الراجمات وكان اسمه (الشمس الحارقة) وهي قنابل حارقة واذكر ان الروس استخدموها في حلب فما مدى فاعليت هذا السلاح

    ردحذف