31‏/5‏/2013

مجسم تمثيلي للدبابة الروسية أرماتا .

مجســــــم تمثيلـــــــــي للدبابـــــــة الروسيــــــــــة أرماتــــــــا


لا يزال الكثير من المعنيين بالشأن العسكري الروسي بإنتظار ظهور دبابة الجيش الروسي المستقبلية المدعوة "أرماتا" Armata والتي تعتبر سر من الأسرار حتى الآن . وحتى ذلك الحين ، عرضت بعض المواقع الروسية مجسم ثلاثي الأبعاد لما يمكن إعتباره مجسم تمثيلي يضاهي في بعض بياناته واقع الدبابة . المجسم من إعداد المحلل العسكري الروسي Alex Khlopotov الذي إجتهد كثيراً في البحث عن أية معلومات ومصادر للوصول لصيغة تماثلية لدبابة المستقبل . المعلومات المتوافرة عن هذه الدبابة تتحدث عن برج غير مأهول يضم أسلحة الدبابة وذخيرتها وكافة المعدات البصرية . الذخيرة ستكون من النوع المرتب عمودياً في مخزون الملقم الآلي . الطاقم الثلاثي في مقصورة أمامية crew compartment معزولة تماماً عن حجرة السلاح ومتعلقاته ، كما أنهم على الأرجح سيجلسون بجانب بعضهم البعض في تقارب شديد !! الملقم الآلي والذخير سيكون في وضع عمودي vertical placement وعلى خلاف النمط التقليدي في الدبابات الروسية الحالية T-90 . هناك دروع تفاعلية متفجرة للهيكل من الجيل الثالث قادرة على التعامل مع كافة أخطار ساحة المعركة ، لكن لم يتأكد تثبيتها حتى الان على البرج .


سلاح الدبابة لا يزال من أسرار الدبابة ، وإن تحدثت بعض المصادر عن تطوير الروس لمدفع جديد أملس الجوف من عيار 125 ملم ، حمل التعيين 2A82 . يتشابه هذا السلاح مع مدافع الدبابات الروسية السابقة في هيئته الخارجية ، لكن الروس يدعون أنه يتفوق في طاقة فوهته muzzle energy على جميع المدافع الموجودة في الساحة الآن ، بما في ذلك الألماني L55 .. المصممين الروس طوروا حديثاً نوعين من مقذوفات الطاقة الحركية الخارقة للدروع لصالح هذا السلاح . هذه القذائف التي حملت التعيين BM593 "Lead-1" وBM603 "Lead-2" ، أحدها يحمل خارق من سبيكة التنغستن tungsten alloy والأخرى مجهولة التفاصيل (الحديث يدور حول تحسين معادلة الطول/القطر مع مقذوف بطول 740 ملم) . بعض المصادر الروسية تتحدث عن أن قابليات القذيفة الثانية Lead-2 تتجاوز تلك التي تتحصل عليها القذيفة الأسبق Mango بنحو 40% . هذه القدرات ومدى التأثير الأعظم تم بلوغها بالتزامن من تطوير شحنة دافع جديدة معززة الطاقة أطلق عليها 4Zh96 ، وهي مخصصة مبدئياً لإطلاق المقذوفات الجديدة .

25‏/5‏/2013

القصير .. المدينة الرمز .

من فشـل إلى فشـل .. قوات حـزب الله تخفــق في تركيــع المدينــة
 القصير .... المدينة الرمز


أمضى حسن المقاتل في تنظيم حزب الله اللبناني ، ثلاثة أيام في المعارك التي يخوضها الحزب الى جانب القوات النظامية السورية في مدينة القصير Al Qusayr السورية . يقول حسن بعد عودته الى مسقط رأسه في بعلبك شرق لبنان وهو مرتدياً زيه العسكري ويحمل سلاحه ويلف عنقه بوشاح الحزب ، أن عناصر الحزب تقدموا في اتجاه الجزء الشمالي من المدينة ، قبل ان يخرج مقاتلو المعارضة من الانفاق ويبدءوا في اطلاق النار عليهم «في اليوم الأول ، تقدمنا في الازقة تجاه وسط القصير ، لكن ما لبث المسلحون أن هاجمونا من الخلف» ويضيف مستذكراً «لم نلمح أي مقاتل من المعارضة السورية ، وتكون لدينا انطباع أنهم غير موجودين !!! بعدما اجتزنا ثلثي المدينة متجهين الى شمالها ، خرجوا من الانفاق وبدءوا في إطلاق النار علينا .. لقد خسرنا العديد من الشهداء والجرحى ، كلهم اصيبوا برصاصات في الظهر» .. لقد عاد حسن (18 عاما) الى بعلبك الاربعاء ليكتشف ان والده علي البالغ من العمر 43 عاما ، والذي انتقل للقتال مع الحزب في القصير في اليوم نفسه ، قضى في المعارك ذاتها مصاباً برصاصتين في الصدر .


في هذه المدينة السورية الصغيرة على الحدود مع لبنان ، القتال يدور من شارع إلى شارع ومن منزل إلى منزل في مشهد دراماتيكي مثير . وبحسب مصدر مقرب من حزب الله ، فإنهم قسموا مقاتليهم الى 17 فصيل ، يضم كل منها 100 عنصر من الحزب ، اقتحمت القصير من الجهات الشرقية والجنوبية والغربية . المدافعون في المدينة الذين تتفاوت المصادر والمعلومات حول تعدادهم الحقيقي ، كانوا على علم مسبق بتحركات قوات حزب الله نتيجة معرفتهم الجيدة والمستفيضة لمداخل المدينة ومخارجها ، وانتشروا في التلال المجاورة وحطام المباني والأنفاق التي كانت في معظمها غير متأثرة بالهجمات الجوية اليومية ، وأخذوا في أطلاق النار على كل جسم متحرك ، بما في ذلك العربات والدبابات المعادية المتقدمة في طريقها إلى مركز المدينة .. لقد تعرضت وحدات حزب الله المسلحة خلال سيرها عبر الشوارع والأزقة الضيقة في القصير ، لعدة كمائن منظمة ، وارتكبت قيادة الحزب العسكرية خلال هذا التقدم أكبر أخطائها المتمثلة في زج المشاة بأعداد قليلة ، ودون دعم وحدات الدبابات بشكل كافي . فكانت هذه القوات أهداف سهلة نسبياً إلى المدافعين من أفراد الجيش الحر . قوات حزب الله كانت في الحقيقة تفتقر للكثير من الخبرات في مجال قتال المدن وحرب الشوارع ، وتكتيكاتها القتالية السابقة في الجنوب اللبناني أثناء مواجهتها لجيش الدفاع الإسرائيلي تختلف عن تفاصيل الصراع الآن ، لذا كان من المقبول تلقيها خسائر كبيرة في الأرواح تجاوزت المائة قتيل ، وضعفهم أو أكثر من الجرحى بعد مرور بضعة أيام من الهجوم على المدينة . فعلى الرغم من البداية الصحيحة المتمثلة بتوجيه نيران عنيفة من المدافع والصواريخ وقصف الطيران ، إلا أن الخطوة اللاحقة كانت تحمل الكثير من قصور الرؤية ومحدودية التفكير .


كان لقوات حزب الله المهاجمة أفضلية عددية بنسبة 2 أو 3 إلى 1 كميزة مستحقة في تضاريس المعركة الحضرية على القوات المدافعة . لكن هذه ما كانت مناسبة بحال من الأحوال لتحقيق الأهداف ، وأعداد مقاتلي الحزب ما كانت كافية لإلحاق الهزيمة بمقاتلي الجيش الحر المتحصنين جيداً ، خصوصاً مع رغبة القوات المهاجمة في تأمين كل مبنى كانت تسيطر عليه . المذهب الروسي العامر بالخبرات ، يزعم بأنه في العمليات الحضرية ، المهاجم يحتاج على الأقل لنسبة من 6 إلى 1 لمعادلة الفوائد والمزايا الطبيعية natural advantages للدفاع .. ومنذ البداية ، حدد نهج الاستخدام التكتيكي القائل بأن الدبابات تتولى أولاً قيادة الهجوم في التضاريس الحضرية والمدنية ، ثم يليها بعد ذلك عربات المشاة القتالية والمشاة الراجل dismounted infantry فشله الذريع وعدم ملائمته كلياً للقتال في المناطق والمدن السورية التي يستحوذ عليها رجال الجيش الحر ، حيث هددت كثافة استخدام الأسلحة المضادة للدبابات بشكل جدي القوات المدرعة النظامية . القصف المدفعي والجوي المكثف لسحق مجموعات المعارضة خارج مواقعهم ، هو الآخر كان له عدداً من التأثيرات السلبية . إن أي مدينة مقصوفة يمكن أن توفر مواقع جيدة وآمنة لمدافعيها ، لذا عمد المدافعون ببساطة إلى حجز مواقع كمائنهم في المباني المدمرة والمحطمة وانتظروا ، في أغلب الأحيان مع حفرهم الأنفاق tunnels والمخابئ .


كقاعدة عامة ، أفضل إجراء للسيطرة على مدينة مدافع عنها بعناية ، أن يتم إحاطتها وإغلاقها بالكامل أولاً ، ثم الاستيلاء على المباني الكبيرة على الأطراف . بعد ذلك يتم التحرك نحو مركز المدينة بشكل منهجي ومنظم للسيطرة على المناطق الواحدة تلو الأخرى . العمليات في المدن والتضاريس الحضرية urban operations لا تعتبر خياراً سهلاً لأي قوة عسكريه . فلخوض هذا النوع من المعارك ، يستدعي الأمر متطلبات كثيرة من خدمات الإمداد والتموين logistics والقوة البشرية والدعم الناري .

شحنــات العصــف للألغــــام المضــادة للدبابــات .

شحنــات العصــف للألغــــام المضــادة للدبابــات


تصمم الألغام الحديثة المضادة للدروع بقصد تحقيق التدمير الهائل K-kill للهدف وقتل الطاقم وشاغلي العربة ، أكثر منها لمجرد تعطيله عن طريق تدمير جنازيره وشل حركته M-kill ، وتعمل هذه على اختراق تدريع بطن العربة belly armor وتوزيع وتشتيت الشظايا المعدنية في داخلها ، ومن ثم قتل الطاقم أو جرحهم . ومن أجل تحقيق هدف التدمير ، تستخدم الألغام العديد من أشكال الرؤوس الحربية الفعالة ، مثل شحنة العصف Blast ، الشحنة المشكلة Shaped-charge ، شحنة الشظية ذاتية التكوين Self-forging fragment ، مع العلم أن سماكة دروع بطن الدبابة نادراً ما تزيد عن 50 ملم ، ويمكن اختراقها بسهولة نسبية المقارنة بالمواضع الأخرى للدبابة .

بالنسبة للنوع الأول فلا تزال الكثير من الألغام تعتمد على العصف في مهاجمة أهدافها ، مثلما تعتمد على الضغط كوسيلة لتنشيطها pressure activated . ويكتسب هذا النوع تأثيره من خلال القوة المتولدة عن المواد شديدة الانفجار المعبأة في صفيحة اللغم ، والتي تتراوح أوزانها عادة بين 5-7 كلغم لتعطيل الهدف المدرع ، ويمكن أن تزيد عن ذلك حسب نمط التصميم . حيث استخدم شحنات العصف أولياً متفجرات من نوع TNT والأماتول Amatol وحامض البكريك Picric acid ، ثم استبدلت هذه بمفرقعات أكثر قوة مثل RDX أو المركب B . أما الآن فإن مزيجا من مادة T.N.T بنسبة 23% ومادة أخرى حديثة نسبياً يطلق عليها أوكتوجين HMX بنسبة 77% ينتج قوة عصف هائلة .


الاختبارات أظهرت أن مع لحظة انفجار اللغم المضاد للدبابات ، فإن موجات عصف وأخرى صدمية shock waves تكون مشكلة ، بحيث تولد هذه ضغوط مفرطة أعلى بكثير من تلك المنتجة بالألغام المضادة للأفراد كمقارنة . هذه الموجات قادرة على التسبب في حدوث أضرار لمسافات أبعد بكثير من نقطة الانفجار . فقد أظهرت التجارب الميدانية أن العلاقة بين زيادة الضغط ومسافة الانفجار لشحنة متفجرات من نوع TNT على سبيل المثال بوزن سبعة كلغم ، دفنت تحت سطح الأرض لمسافة 10 سم ، يمكن أن ترتبط بضغوط عالية المستوى لنحو 3,300 كيلوباسكال kPa (نحو 480 رطل لكل بوصة مربعة) تمتد وتتوسع إلى مسافة ثلاثة أمتار من مركز الانفجار . في الحقيقة ، فإن الشكل الأولي أو الابتدائي لموجة الانفجار عندما تنبثق وتظهر عن سطح الأرض ، تعتمد بالدرجة الأولى على العمق الذي وضعت فيه الشحنة charge depth ، بالإضافة إلى شروط التربة المستخدمة soil conditions (رطبة ، قاسية ، مخلخلة/رملية) . عموماً ، شحنة مخروطية الشكل مع زاوية انفراج لنحو 45-60 درجة ، تستطيع توليد موجة انفجار سطحية للخارج بزاوية شاملة حتى 100 إلى 120 درجة في شكلها النهائي المؤثر ، وذلك نتيجة التمدد الجانبي المتوازي لسطح التربة . هذا النوع من الشحنات بشكله العام قادر عادة على تحقيق المستوى M-Kill عندما يضرب الجنازير tracks أو العجلات ، ولكنه يحقق قتلاً مؤكداً للمستوى K-kill عندما يحدث الانفجار في مركز العربة . الألغام المضادة للدبابات العاملة بتأثير العصف يمكن أن تكون إما مرفوعة ومصعدة boosted بالمتفجرات الإضافية الموضوعة أسفل اللغم ، أو بأكثر من لغم واحد في وضعية التكديس stacked ، لغم على قمة الآخر . هذا الترتيب يؤدي إلى توفير شحنة متفجرة رئيسة بوزن 15-20 كلغم التي تحسن من تأثير الانفجار ، ويمكن استخدامها بفاعلية تجاه الأهداف والدبابات الثقيلة . من الألغام المضادة للدروع التي تستخدم هذا النوع من الشحنات ، الإيطالي SH-55 ، الذي يعمل مع ضغوط 180-220 كلغم . هذا السلاح ذو غطاء بلاستيكي ولا يحمل إلا القليل من الأجزاء المعدنية . هو مقاوم للصدمات والضغوط العالية ، ويبلغ وزنه 7.3 كلغم ، منها 5.5 كلغم من متفجرات المركب B . يبلغ قطر اللغم 280 ملم وارتفاعه 122 ملم ، وآلية تحفيزه تعمل مع سلسلة الصواعق VS-N .

22‏/5‏/2013

قذائف التشظية شديدة الإنفجار .


كيــــف تسحـــق الدبابــــات السوريــــــة أهدافهــــا الإنشائيــــــة
قذائـــــف التشظيـــــة شديـــــدة الإنفجـــــار


تستخدم دبابات المعركة الرئيسة أنماط أخرى من القذائف لأهداف محددة ، فبالإضافة للنموذجين الأكثر انتشاراً "الخارق للدروع المثبت بزعانف النابذ للكعب" APFSDS و "شديد الإنفجار المضاد للدبابات" HEAT ، هناك نوع من ذخائر الطاقة الكيميائية يطلق عليه "شديد الانفجار" High Explosive أو إختصاراً HE وهي قذائف تستخدم عادة لمهاجمة الأهداف غير المحمية أو المحمية بشكل محدود ، كالعربات خفيفة التدريع ، بالإضافة لتجمعات المشاة وحشوده عن طريق تأثير الشظايا Fragmentary effects عالية السرعة . والأهداف التي يتم مهاجمتها بهذا النوع من الذخائر ، قد تتعرض للأضرار والعطب إما بفعل تأثير الشظايا أو بتأثير العصف أو كلاهما . فمن وجهة نظر مثالية خالصة فإن من المفيد أن تكون الدبابة قادرة استخدام وإطلاق نوع واحد من الذخيرة ، ولكن لسوء الحظ نوع واحد لا يمكن أن يلبي الطموحات في مواجهة أهداف متنوعة ومختلفة . على سبيل المثال ، قذائف مثل APFSDS فعالة لمواجهة الدبابات والأهداف المقساة بشدة ، ولكنها حقيقتاً لا تصلح لمواجهة المشاة المتخندقين أو حتى المتواجدين في العراء ، وبالنتيجة لا بد من وجود ذخيرة متممة لعمل مقذوفات الطاقة الحركية . الدبابات السورية النظامية أثناء عملياتها القتالية وإقتحامها للمدن التي تسيطر عليها قوى المعرضة ، تستخدم هذا النوع من الذخائر لمواجهة مواضع الكمائن المحتملة وكذلك الأهداف الإنشائية التي يتمترس بها أفراد الجيش الحر .


أشهر قذيفة تشظية روسية تستخدمها الدبابات T-72 السورية  في صراعها الآن هي 3OF26 (اسم القذيفة وهي متكاملة الأجزاء 3VOF36) التي دخلت الخدمة في العام 1970 ، لتحل محل سابقتها 3OF19 (اسم القذيفة وهي متكاملة الأجزاء 3VOF22) التي دخلت الخدمة في العام 1962 . وتتشابه القذيفة الجديدة مع سابقتها في جميع التفاصيل ، بما في ذلك تجهيزها بأربعة زعانف استقرار Fin-Stabilised فولاذية مطوية ومثبتة برابط بلاستيكي ، يتحطم عند الإطلاق لتنفتح الزعانف للخارج بزاوية 90 درجة بمجرد مغادرة القذيفة فوهة السلاح . كذلك تتشابه الذخيرة في كونها مجزأة التحميل ، حيث يوضع المقذوف أولاً بواسطة ذراع التحميل الآلي في عقب السلاح ثم تتبعه خرطوشة الدافع ذات الاحتراق الجزئي من نوع 4Zh40 أو 4Zh52 . كما أن صاعق التحفيز التصادمي هو ذاته ، وهذا من نوع V-429E يعمل وفق نمطي إعداد ، إما بعد تأخير 0.01 ثانية أو بعد تأخير 0.1 ثانية عند الاستخدام في بيئة طينية . الاستثناء الوحيد بين النموذجين يكمن في سماكة جدار جسم القذيفة الفولاذي ، وطبيعة الشحنة الناسفة .


الاختبارات على القذيفة 3OF26 بينت أنها تستطيع حين انفجارها توليد ما بين 600 وحتى 2000 شظية مختلفة الحجم والكتلة (تأثير التشظية ومنطقة القتل lethal zone يبلغ نحو 90% عند حدود عمق 20 م وعرض 40 م من موقع الانفجار) مع مدى أقصى مؤثر يبلغ 5000 م ، قابل للتحكم به عن طريق صمام التحفيز .

19‏/5‏/2013

وسائل تطهير حقول الألغام في الجيش الروسي .


من وسائــــل تطهيــر حقــول الألغــــام فـــي الجيــــش الروســــي
المحـــــــــــــراث / المدحلــــــــــــــة 


وسيلة أخرى من وسائل تطهير حقول الألغام تعتمد استخدام المحراث أو جرافة الألغام Mine plough ذات الأنصال الشوكية ، التي توضع على مقدمة هيكل دبابة المعركة الرئيسة وتسمح للعربات الأخرى بمتابعة التقدم . مع هذه الأداة ، الألغام الأرضية المدفونة تتعرض للحرث وتدفع إلى خارج طريق جنازير الدبابة أو يتم قلبها . ولكون الألغام المضادة للدبابات تعتمد في عملها على تركيز طاقة انفجار concentrated explosion لتدمير دبابة المعركة الرئيسة والعربات المدرعة الأخرى ، فإنهم يكونون عديمو الفائدة عندما ينقلبون رأساً على عقب upside-down . فعندما تخطوا الدبابة فوق اللغم ، فإنه سيستهلك ويستنزف انفجاره باتجاه الأسفل بدلا من الأعلى وكما هو مفترض ، مما يسبب أضرار محدودة نسبياً . أما المدحلة roller فتعمد إلى الضغط على اللغم الأرضي بقدر كافي لتفجيره .


القوات الروسية ، ومن أجل عمليات تطهير وتأمين حقول الألغام mineclearing ، لا تزال تعتمد سلسلة المنظومة KMT . هي في حقيقتها أداة ميكانيكية لإزالة الألغام عن طريق قلعها وجرفها من السطح ، أو تفجيرها في موقعها ، أو تحطيمها ميكانيكياً وبالتالي إبعاد خطرها عن طريق جنازير الدبابة . أشهر أعضاء هذه السلسلة هي المنظومة KMT-5 التي قدمت بداية في الستينات . اشتملت هذه على مدحلتين ومحراثين مثبتين في مقدمة هيكل دبابة معركة رئيسة . المحراث له ثلاثة أسنان رئيسة ، كل منها بسنين اضافيين أصغر حجماً إلى الحافة الخارجية للمحراث plough . المداحل rollers كل منها مع ثلاثة عجلات قرصية مسننة كبيرة الحجم وثقيلة الوزن ، قادرة على تطهير ممر بعرض 810 ملم لكل منها . ولكون المداحل والمحاريث لا تطهر المنطقة الفاصلة بينهما من الألغام ، فإنه يتم بين أقسام وأجزاء المدحلة بسط وشد مجموعة "عظمة الكلب" dogbone ، التي تشمل سلسلة خفيفة نسبياً وقرص معدني صغير الحجم . ومع إستعمال حركة الجر والسحب ، تغطي مجموعة عظمة الكلب المنطقة المكشوفة بين جنازير الدبابة وتعمل في طريقها على تفجير ألغام قضبان الإمالة tilt-rod mines . مرونة المنظومة KMT-5 تسمح باستخدام كلاً من المداحل أو المحاريث في نفس الوقت ولكن ليس كلاهما معاً ، وذلك اعتماداً على التضاريس المواجهه ونوع التربة وآلية صمامات الألغام المحتملة . مع ذلك ، هذه المداحل مصممة بشكل خاص لمواجهة الألغام المجهزة بصمامات الضغط pressure fuzes بسيطة التركيب وليس تلك المزودة بأداة تحفيز ثنائية ، التي تستطيع عادة مواجهة هذا النوع من الأنظمة . على أية حال ، تسمح مجموعة المحاريث للدبابة بمواجهة صمامات أكثر تطوراً وذلك عن طريق كشف وتعرية الألغام أو دفعها بشكل جانبي .


المنظومة KMT-5 التي تزن 7.5 طن ، قابلة للاستخدام مع الدبابات T-54 ، T-55 ، T-62 ، T-64 ، وT-72 . النظام يمكن أن يقاوم ويتحمل تقريبا تسعة انفجارات لألغام مضادة للدبابات . هو مجهز أيضاً بوحدة فصل وتحرير سريع quick-release للسماح لسائق الدبابة بإفلات مجموعة المداحل أو المحاريث أو كلاهما خلال زمن مقدر بنحو 8-13 دقيقة (زمن الوصل والتثبيت يمكن أن يستغرق 30-45 دقيقة) . قابلية مكملة تضاف لمنظومة KMT-5 تتحدد بقابليتها على الاستخدام أثناء العمليات الليلية لتأشير الطريق أو المسار الذي تم تطهيره مع مادة مضيئة luminous substance باستخدام أداة تأشير طريق PSK . الدبابة T-62 عندما تجهز بالمنظومة KMT-5 ، فإن ذلك يحدد ويقيد سرعتها لنحو 10-15 كلم/س بالمحراث في وضع الرفع والتصعيد ، ونحو 6-8 كلم/س بالمحراث في وضع التخفيض والتنزيل . كما أن المنظومة تتسبب في تقييد قابلية الدبابة على الاستدارة وتضعها في دائرة نصف قطرها 65 م ، بالاضافة إلى منعها من عبور الخنادق أكثر سعة من 2.5 م (التقييد الوحيد المعروف على الدبابات T-54 وT-55 بأن المحراث والمداحل لا يمكن أن يستعملا في نفس الوقت) . في الوقت الحاضر ، المحراث KMT-5 استبدل بالنسخة الأحدث KMT-7 التي في الغالب ستركب إلى سلسلة الدبابات T-72 ، T-80 وT-90 ومغايراتها قيد الاستخدام . هي قادرة كما يؤكد مصمموها على مواجهة جميع أنماط الألغام الأرضية (قابلية مواجهة عشرة إنفجارات لألغام مضادة للدبابات من نوع TM-57 ، أو أربعة إنفجارات لألغام من نوع TM-62M) ، وتوفير ممر آمن بنسبة 95% على تشكيلة من الأسطح الرملية والجليدية ، بما في ذلك تحفيز الألغام المجهزة بصمامات مغناطيسية magnetically fuzed .

16‏/5‏/2013


RPG-7 ســـلاح المستضعفيـــــــــــن فـــــــــــي سوريــــــــــا


لا يمكن الحديث عن الأسلحة الكتفية المضادة للدروع ، دون التطرق لعائلة القاذفات الكتفية الروسية الشهيرة RPG . الأحرف تشير للفقرة الإنكليزية "القذيفة العاملة بالدفع الصاروخي" أو rocket propelled grenade ، لكن اختصارها في الحقيقة يعني باللغة الروسية Reaktivnoi Protivotankovii Granatomet أو "قاذفة القنابل اليدوية المضادة للدبابات" ، حيث لاقت هذه القاذفات رواجاً وانتشاراً كبير لم تحظى به الكثير من القواذف العالمية الأخرى المشابهة . ومع ذلك يبرز القاذف RPG-7 كأحد أبرز أعضاء هذه العائلة . إذ يصف تقرير أمريكي فعالية هذا السلاحعندما أستخدم خلال الحرب الفيتنامية Vietnam War ، فيقول : نحن نستطيع التفكير بحالات محددة حيث عانينا من خسارة العربات المدرعة والإصابات بسبب هجمات القذائف RPG . جميع هذه الهجمات تمت من مسافة قريبة . في حالة واحدة من هذه الهجمات ، قذيفة RPG-7 أصابت الجانب الأيمن من عربة مدرعة تابعة للفصيل الثاني ، القذيفة أصابت عجلة الطريق الثالثة ، واحترقت خلال جانب الصعود الأيمن للعربة ، واستمرت لتعبر مقصورة الطاقم وتمر بالقرب من مؤخرة المدفع الرشاش 12.7 ملم وموقع رامي الرشاشة على كوة القائد ، لتضرب الجانب الداخلي الأيسر وتخترقه ، دون أن تتسبب في انفجار خزين الذخيرة أو الوقود . الهجوم أدى لحدوث ثقبين على جانبي العربة ، كل منهما بقطر 7.5 سم أو نحو ذلك ، بحيث يمكنك الرؤية بخط مستقيم خلال ثقبي جانبي العربة . رامي الرشاشة هو الآخر تلقى بعض الشظايا الطفيفة ، تسببت في جروح بأردافه والمنطقة العليا لساقيه ، وبعد الهجوم لم يتم مشاهدة أو العثور على مطلق قذيفة RPG-7 نهائياً .


قاذفات RPG-7 تلقى الآن إنتشاراً كبيراً في المشهد السوري ، حيث يستخدم هذا السلاح من قبل جميع الفرقاء بلا إستثناء . وينسب له الفضل وربما نصيب الأسد في تسجيل معدل الخسائر الأكبر في سلاح الدروع ، واستطاعت مقذوفاته متنوعة القدرات ، تدمير الكثير من دبابات T-72 وT-55/62 التابعة للجيش النظامي . لقد أثبتت الخبرة الميدانية إن إطلاق عدد ثلاثة إلى ستة قذائف ستجعل أي مقاتل ماهر أو بارع بما فيه الكفاية لإصابة الأهداف حتى مدى 150 م أو أقل . وبعد إطلاق دستتين أو ثلاثة من القذائف ، فإن الرامي سيكون قادراً على مشاغلة الأهداف حتى 300-500 م .

15‏/5‏/2013

صورة وتعليق لحدث اليوم .


صــــــــــــــورة وتعليـــــــــــــق لحـــــــــــــدث اليـــــــــــــــوم


مشهد وتصوير غريب قد لا يتكرر !! ولكنها الإرادة الإلهية ومشيئة الرحمن في إنقاذ طاقم هذه الدبابة التابعة لقوات الجيش السوري الحر .. فما الذي حدث ؟؟

الصاروخ المضاد للدروع الموجه سلكياً الذي أطلقته قوة مضادة في الطرف الآخر ، كان على بعد إنشات من قمة برج دبابة T-55 . لا أعلم كيف أخطأ الرامي الهدف ، فمقذوفات الجيل الثاني لا تتطلب مهارة كبيرة في التصويب ، بل كل ما يتطلب من المشغل هو وضع الهدف في منتصف عدسته البصرية ، ثم يطلق بعد ذلك الزناد ليكمل الصاروخ الباقي .. لقد استخدمت هذه المقذوفات نمط القيادة نصف الآلية إلى خط البصر SACLOS بحيث يتولى حاسب آلي قيادة الصاروخ إلى هدفه ، وبأسلوب يسمح للمشغل بتكريس كامل انتباهه وجهده لمراقبة الهدف . حيث اقتصرت مهمة المشغل إلى وضع شعيرتي التقاطع cross-hairs في منظاره البصري على كتلة الهدف وتثبيت خط البصر LOS بين وحدة الإطلاق والهدف طوال مرحلة طيران الصاروخ . أسلوب التوجيه الآلي هذا خفض واسقط معظم مهارات التدريب المطلوبة سابقاً من قبل مشغلي الصاروخ ، وأصبحت مهمة التصويب أسهل بكثير قياساً بمنظومات الجيل الأول ، مما ساهم في تحسين احتمالات الإصابة hit probability من الرمية الأولى . فالتحسس الآلي للأخطاء بين خط البصر وموقع الصاروخ حسن أيضاً من سرعة استجابة نظام الصاروخ ، وجعله أكثر قدرة على مشاغلة الأهداف المتحركة ، مع تخفيض المسافة الدنيا التي يمكن مشاغلة الأهداف منها .

14‏/5‏/2013

صيادي الأيائل في المدن والتضاريس الحضرية .


صيـــــادي الأيائـــــل في المـــــدن والتضـــــاريس الحضريـــــة
فـــرق قنـــص الدبابـــات وإسلـــوب العمـــل


"صيادي الأيائل" deer hunters هو المصطلح الذي أطلقه أحد القادة الروس على فرق قنص الدبابات المرتجلة التي أعدها المقاتلين الشيشانيين أثناء معركة غروزني الشهيرة ، وإقتحام العاصمة الشيشانية من قبل القوات الإتحادية في أعياد رأس السنة العام 94/1995 .. تكوين هذه الفرق جاء من أجل إفشال الهجوم الروسي وإلحاق أقصى قدر من الخسائر في قواته المدرعة .. فمن هم صيادي الأيائل ، وكيف يعملون ؟؟


ما من شك أن عملية إقتحام أي مدينة ذات تراكيب إنشائية ممتدة يجب أن يسبقه تجهيز وتنظيم للقوى المشتركة المكلفة بالعمل ، والتي يعتبر أهم ركائزها المشاة infantry والدبابات Tanks . إذ لا يمكن بحال من الأحوال إنكار وإهمال قيمة المشاة الخفيف وأفراد القوات المنظمة أثناء تفاصيل المعركة الحضرية urban combat ، فبسبب الطبيعة اللامركزية للمعركة الحضرية والحاجة للأعداد المتزايد من القوات لإجراء العمليات في التضاريس الكثيفة المضغوطة ، فإن جنود المشاة يمثلون دائماً معظم القوات المشاركة (تفتقر قوات المشاة الخفيفة عادة إلى القوة النارية الثقيلة المساندة ، الحماية ، وقابلية الحركة بعيدة المدى) . في المقابل ، تعتبر دبابات المعركة الرئيسة أدوات ثمينة للمساعدة وتوفير الدعم الناري المباشر والثقيل للقوات المهاجمة ، خصوصاً أثناء عزل منطقة الهدف والاستيلاء على موطئ قدم foothold . ومع تقدم المشاة وتحركهم لتطهير المواقع المشبوهة لأسلحة العدو المضادة للدروع وتوسيع موطئ القدم ، فإن وحدات الدبابات تتولى توفير وتقديم الدعم الأولي لهذه المواقع بنيرانها المركزة . وعند توفر الفرصة المناسبة ، تعمل الدبابات على الانتقال إلى المواقع اللاحقة مع استخدام نيرانهم لمنع تعزيزات العدو ومشاغلة قواته المتراجعة والمنسحبة withdrawing من مواقعها . ومع تزايد النيران والنيران المضادة ، فإنه يتطلب من طاقم الدبابة في هذه الظروف ، المحافظة على يقظتهم الدائمة وإدراك حجم المخاطرة .. ويتم اختيار مواقع الدبابات بحيث توفر هذه أفضل (1) غطاء إخفاء (2) ملاحظة ومراقبة (3) حقل ومجال نيران (4) مع الاحتفاظ بقدرتها على الحركة والتقهقر عند اللزوم .


وعند تحديد حقول النيران المطلوبة في الطرق والممرات ، فإن وضع الهيكل المخفي hull-down position يجب أن يختار بعناية لإكساب الغطاء وتسهيل إطلاق الدبابات نيران مدافعها المباشرة خلال الطرق . فمن تلك المواقع ، الدبابات تكون في الغالب محمية ومؤمنة ويمكن أن تتحرك لمواقع بديلة بسرعة كافية . ويتحتم على موضع الإخفاء أن يغطي ويحجب العربة حتى وقت التحرك إلى موقع الاشتباك مع الهدف . وفي الوقت الذي قد لا يتمكن فيه الطاقم من رؤية قوات العدو المتقدمة ، فإن مراقب من إحدى العربات المرافقة أو من وحدة المشاة القريبة ، يجب أن يتخفى في مبنى مجاور لإنذار الطاقم .المراقب يكتسب الهدف ويشير إلى قائد الدبابة للانتقال إلى موقع إطلاق النار firing position والمباشرة بالرمي . بعد الإطلاق ، تنتقل الدبابة إلى موقع آخر بديل لتجنب وتفادي تعريض موقعها لخطر النيران المضادة .


مع ما سبق ، لا يبدو الأمر بهذه المثالية ، إذ ارتبط عمل الدبابات والعربات المدرعة الأخرى دائماً ببعض التحديات ونواحي القصور خلال تقدمها في المناطق الحضرية ، حيث تواجه العربات المدرعة بشكلها العام احتمالات الإصابة والأضرار القاسية عندما اشتغالها في هذه التضاريس ، خصوصاً عند تواجدها بشكل مفرد ومعزول . فأفراد أطقم هذه العربات على سبيل المثال لديهم مجال رؤية وإحاطة سيئة ومحدودة خلال أدواتهم البصرية ، ويمكن إعماءهم بسهولة بأحجبة الدخان أو الغبار . كما أن الدبابات لا تستطيع رفع أو تخفيض أسلحتها الرئيسة بما فيه الكفاية لمشاغلة الأهداف القريبة جداً من العربة أو تلك الكامنة في المستوى العالي في المباني المرتفعة . وبسبب طول سبطانات مدافعهم الرئيسة ، فإن أبراج الدبابات سوف لن تستطيع الاستدارة إذا صادفت أثناء حركتها جسم صلب ، كما هو الحال مع حائط جداري أو عمود إنارة .. وهكذا . وقد يتسبب إطلاق النار الشديد لمدافع الدبابات في إحداث أضرار إضافية غير مرغوب فيها ، أو يمكن أن يتسبب في زعزعة أساسات التراكيب والإنشاءات المحيطة . وإذا كانوا معزولين أو غير مدعومين من قبل وحدات المشاة ، فإن الدبابات تكون عرضة للخطر الأبرز والأهم ، وهو صيادي العدو وفرقه القاتلة التي تتقن استخدام أسلحتها المضادة للدروع الخفيفة منها والمتوسطة .


يتكون أفراد فرق قتل الدروع من وحدات المشاة المتمرسين ، حيث يتكون الفريق المثالي في أبسط أشكاله من عنصرين أثنين ، أحدهما للهجوم assault والآخر للدعم support ، وفي حين يتولى عنصر الهجوم إطلاق الصواريخ أو المقذوفات الكتفية ، فإن عنصر الدعم يتولى توفير الدعم الناري بالرشاشة الآلية أو بندقية القنص . فرق أخرى يتكون أفرادها من أربعة رماة أو أكثر ، يصوب بعضهم وبشكل آني على نفس الهدف المدرع، في حين يتولى الآخرين عملية التغطية والدعم الناري . هم يهاجمون بقذائفهم من مديات موثوقة ، تتراوح بين 50-100 م ، بالرغم من أن الخبرات الميدانية أثبتت أنه يمكن تأمين وتحقيق إصابات ناجحة من مسافة 300 م . فرق أخرى اختبرت ، يتكون أفرادها من 8-12 مقاتلاً ، تحت قيادة شخص متمرس وصاحب خبرة وتجربة قتالية . حيث يتسلح عنصرين إلى أربعة بقاذفات كتفية مضادة للدروع ، ونحو فردين آخرين من المجموعة بمدافع رشاشة للدعم الناري والتغطية . ويمكن تحقيق المزيد من التنسيق بين الفرق المختلفة وتوزيع العمل على قطاعات المدينة ، حيث يكون التواصل عن طريق أجهزة الراديو الخفيفة . ويمكن للفرق القتالية القيام بعمليات هجومية أكثر جرأة ، مثل اختراق خطوط العدو ومهاجمة دباباته المتخلفة أو المتكدسة في تجمعات وأرتال في الخطوط الخلفية . ويخصص الهجوم قدر الإمكان للربع الخلفي من مؤخرة وأجنحة الدبابة ، فحتى مع القاذفات الكتفية شديدة الفاعلية كان يجب تركيز الإطلاقات على مواضع الضعف في عربات الخصم لتحطيمها .


ويبقى الخطر الرئيس والأكبر الذي يهدد مصير بقاء هذه الفرق ، وهو أفراد المشاة المساندين والمرافقين لدبابات المعركة الرئيسة في تقدمها . ويكلف هؤلاء عادة بحماية العربات والدبابات المتقدمة عن طريق تأمين المباني والأزقة في المدن والمناطق الحضرية . فالدعم المتبادل بين أفراد المشاة وفرق الدبابات ، يهدف سوية لجلب وكسب القوة القتالية القصوى للتأثير على قدرات العدو (يمثل المشاة عيون وآذان فريق الدبابات المتقدم) . فيعمل أفراد المشاة على تحديد وتعيين أماكن المشاغلة المثلى الخاصة بالدبابات . كما تعمل هذه القوات على المناورة على طول الطرق المغطاة والمخفية concealed routes لمهاجمة عناصر العدو ، وتوفير حماية قصوى للعربات المدرعة تجاه هجمات القوات المعادية . في هذه الأثناء ، يمكن لأفراد المشاة عند اكتشاف مواقع للعدو أو مصادفة نقاط مقاومة ، طلب نيران إسناد مستمرة وثقيلة من الدبابات ضد مواضع العدو القوية واستحكاماته strong-points (توفر الدبابات في هذه الحالة نيران إخماد وإسكات suppress fire تسمح بتطوير الموقف ، أو إجراء استطلاع قصير المدى) .


لذلك يحرص الرماة وفرق قنص الدروع على التهديف والتسديد على الدبابات المعادية التي هي خارج مدى دعم المشاة المباشر . ويتمثل أحد أشكال التأمين الذاتي والمساندة الذي توفره هذه الفرق لأفرادها ، في اصطحابها لأسلحة القناصة والمدافع الرشاشة والبنادق الهجومية (يمكنها كذلك حمل القنابل اليدوية وقنابل الدخان والألغام) . هذه المعدات والتجهيزات مهمة لحماية مطلقي القواذف الكتفية من نيران المشاة المعادي ، خصوصاً عند العمل من مواقع غير مهيأة أو محضرة مسبقاً ، بحيث يغير هؤلاء مواقعهم بعد كل رمية (تصبح هذه المتطلبات مهمة عند الإخفاق في إصابة الهدف من أول إطلاقه ، أو تواجد دعم من أي نوع للدبابات المتقدمة) وعادة ما يعمل أفراد هذه الفرق وفق مبدأ "Keep yourself hidden" أي أحتفظ بنفسك مختبئاً وبعيداً عن نظر ووسائل رصد العدو ، مع استخدام وسائل التمويه والخداع لأقصى حد . إن الظروف الميدانية تفرض في أحيان كثيرة عدم الالتزام والتقيد بسياقات الخطط المحددة أو التخطيط المنظم ، حيث يفرض الموقف التكتيكي إجراء كمين فوري وعاجل .. وهكذا تبادر المجموعة المسلحة للهجوم متى ما سنحت لها فرصة اقتناص دبابة من دبابات العدو .. وفي الغالب ، تفضل فرق قتل الدروع العمل في مجموعات تركز نيرانها على دبابة معينة ، فقذيفة واحدة لا تضمن إصابة وتدمير دبابة معركة رئيسة ، في حين عدة مقذوفات تضمن هذا الأمر لحد بعيد . وتضع التقديرات الأمريكية احتمالات الإصابة Hit probabilities لسلاح مثل RPG-7 تجاه هدف متحرك بسرعة 15 كلم/س ، وقياساته 2.25×5 م ، في حدود 100% عند مسافة 50 م ، و22% فقط لمسافة 300 م .


ولضمان بقاء ونجاة أفرادها ، تحرص فرق القتل هذه على تأمين الغطاء والتخفي ، وإبقاء ممرات للانسحاب والتقهقر من مواضع الكمين أو المواجهة عند اللزوم . كما يجب عليهم انتقاء مواضع الهجوم بدقة ، بحيث تضمن هذه تغطية أجنحة ومؤخرة أهدافهم المنشودة . وفي المدن يحرص الرماة على استغلال الأدوار العليا من المباني والإنشاءات ، وكذلك السراديب بهدف تجنب نيران مدافع الدبابات ، ونيران الرشاشات المحورية التي لا تستطيع الانخفاض أو الارتفاع عالياً بحده. التضاريس الوعرة rough terrain ، وكذلك المدن والقرى ، ليست صديقة الدبابات وأطقمها ، في حين تمتلك الدبابات السيادة والتفوق في الصحراء والسهول المكشوفة والممتدة ، ولذلك تحرص فرق قتل الدروع على العمل في التضاريس الأخرى ، حيث يكون لأفراد فرقها الدور السيادي الأبرز . في الحقيقة هم أكثر فاعلية عند العمل في التضاريس المقيدة والمحصورة ، التي توفر غطاء وإخفاء ، بحيث تجعل الأمر صعباً على الدبابة المستهدفة كشف أفراد الفريق ومشغلي الأسلحة ، فيتم اختيار مواقع الكمائن بعناية ، التي يحرص على تدعيمها وتمويهها camouflaged بغرض الإخفاء . ويمكن الاستعانة بالأغصان والأوراق النباتية ، والأعشاب الطويلة في موقع الإطلاق وبغرض الإخفاء ، بشرط أن لا تكون هذه جافة وإلا ستتسبب في حدوث حريق خلف موقعك . فكل ما هو مطلوب هو توفر رؤية واضحة للهدف ، وممر طيران غير معرقَل أو معترض لمسار القذيفة ، بحيث تستطيع هذه التوجه مباشرة لهدفها دون أن تنحرف ، أو ينفجر رأسها الحربي نتيجة ارتطامه بالأغصان والأعشاب . أما عند الرمي من الأماكن المحصورة والمغلقة ، فإنه يشترط استغلال كافة العناصر المتوفرة لتأمين التنفيس والتهوية ventilation ، وذلك بفتح الأبواب والنوافذ . ومع أن هذه لا تخفض خطر الضوضاء والضجيج المصاحب لعملية الإطلاق ، إلا أنها تساعد على تبديد حيز الغرفة الداخلي من الدخان والغبار وتبديد موجات الضغط العالي overpressure .

11‏/5‏/2013

دور الشعلة الحرارية في منظومات الجيل الثاني الصاروخية .


دور الشعلة الحراريــة في منظومــات الجيل الثاني الصاروخيــة


الصورة الأولى تعرض إطلاق الصاروخ "كونكورس" Konkurs المضاد للدروع تجاه دبابة سورية في مربضها الدفاعي . يسبق ذلك وضع الرامي الشعيرات المتقاطعة في منظار التصويب على صورة الهدف البادية أمامه .

في أنظمة الجيل الثاني الصاروخية المضادة للدروع ، استخدم نظام القيادة نصف الآلية إلى خط البصر SACLOS حاسب آلي لقيادة الصاروخ إلى هدفه ، وبأسلوب يسمح للمشغل بتكريس كامل انتباهه وجهده لمراقبة الهدف ، حيث اقتصرت مهمة المشغل إلى وضع شعيرتي التقاطع cross-hairs في منظاره البصري على كتلة الهدف وتثبيت خط البصر LOS بين وحدة الإطلاق والهدف طوال مرحلة طيران الصاروخ . أسلوب التوجيه الآلي هذا خفض واسقط معظم مهارات التدريب المطلوبة سابقاً من قبل مشغلي الصاروخ ، وأصبحت مهمة التصويب أسهل بكثير قياساً بمنظومات الجيل الأول ، مما ساهم في تحسين احتمالات الإصابة hit probability من الرمية الأولى .


الصورة الثانية تعرض الهدف وهو عبارة عن دبابة على الأرجح أنها من نوع T-72 غير مجهزة بدروع تفاعلية متفجرة في وضع الثبات . في هذه الحالة تزداد فرص الإصابة وتتضاعف بالنسبة لمقذوفات الجيل الثاني .

فالتحسس الآلي للأخطاء بين خط البصر وموقع الصاروخ حسن أيضاً من سرعة استجابة نظام الصاروخ ، وجعله أكثر قدرة على مشاغلة الأهداف المتحركة ، مع تخفيض المسافة الدنيا التي يمكن مشاغلة الأهداف منها .إن عدسة القياس الزاوي للأشعة تحت الحمراء أو "الجونيميتر" goniometer (في أنظمة إطلاق الصواريخ المضادة للدروع هي أداة بصرية لقياس الزوايا والتعديل الزاوي الدقيق) والمثبتة بمحاذاة عدسة التعقب البصري الخاصة بالرامي وبشكل موازي لها ، تتولى متابعة الانحراف الزاوي angular deviation في صواريخ الجيل الثاني عن طريق تتبع شعلة ضوئية للأشعة تحت الحمراء مثبتة في مؤخرة الصاروخ ، ويغذي إشارات الانحراف المستقبلة إلى وحدة التوجيه . حيث ينحصر دور المشغل الوحيد في المحافظة والإبقاء على امتداد خط البصر باستمرار تأشيره الهدف pointing target ووضعه في مركز الشعيرات المتصالبة لمنظار التصويب .


الصورة الثالثة تعرض الشعلة الحرارية للصاروخ كونكورس وهي تضيء من مؤخرة الصاروخ وتتجه نحو الهدف . الإشعاع تحت الأحمر يكون على شكل شعاع ضيق وبإسلوب نبضي ومتقطع ، يلتقط من قبل المستقبل في وحدة التعقب البصرية .

إن من القضايا التقنية الرئيسة التي أقلقت بال المصممين في بداية العمل وتم تجاوزها ، تلك المتعلقة باحتمالية حدوث تداخل لوصلة القيادة العاملة بالأشعة تحت الحمراء مع الإشعاع الصادر عن نفاث عادم محرك الصاروخ . واختبر المصممين بعض الأفكار لصالح الشعلة الضوئية ، مثل مصباح التنغستن Tungsten Lamp في الصاروخ الأمريكي Dragon ، ومصباح الزينون Xenon في الصاروخ الأمريكي TOW والياباني KAM-9 كما أدرجت بعض الأفكار الأخرى . في الصاروخ الفرنسي MILAN على سبيل المثال (أدخل الخدمة العام 1972) ، نجد أن الشعلة الضوئية المتوهجة التي يبلغ وزنها 50 غرام وقطرها 20 ملم مع طول 65 ملم ، تصدر إشعاعات ذات شدة وتركيز كافي في النطاق تحت الأحمر بالإضافة لإصدارها إشعاعات في النطاق المرئي visible radiations . حيث تبعث الشعلة الضوئية النهارية المستخدمة مع هذا الصاروخ إشعاع تحت الأحمر في الطول الموجي 2-2.5 ميكرون لمتوسط زمن احتراق يبلغ 12.5 ثانية ، بحيث تساعد هذه على تتبع وتعقب الصاروخ لأكثر من 2 كلم . هذه الشعلة تتكون من طبقة ورقية رقيقة من الموليبدنوم molybdenum ، بهدف توليد وإنتاج إشعاعات ذات كثافة منتظمة .


الصورة الرابعة تعرض مرحلة ما قبل الإرتطام مباشرة ، وهذا يؤكد نجاح نظام التعقب في إيصال الصاروخ الموجه سلكياً إلى هدفه . مع ملاحظة أن الشعلة لها تردد يختلف عن تردد صاروخ آخر يعمل في نفس المنطقة ، حتى لا يحدث تداخل في التوجيه بين الصاروخين .

ولمزيد من التوضيح نقول ، أن النظام يقوم بمقارنة موقع الشعلة بالنسبة لخط البصر بين وحدة الإطلاق firing post والهدف الذي يقوم الرامي بتعقبه ، وعند حدوث أي انحراف للصاروخ وشعلته الحرارية عن خط البصر ، فإن الحاسب الآلي في وحدة الإطلاق يصدر أوامره للصاروخ بالعودة إلى مركز تقاطع الشعيرات المتصالبة في منظار التعقب tracking telescope ، وصولاً حتى تحقيق الاصطدام الناجح (يقوم نظام التصويب بحساب الاختلاف الزاوي angular difference في الاتجاه بين موقع الصاروخ بالنسبة لموقع الهدف target location ، ومن ثم إرسال إشارات التصحيح عبر الأسلاك) . تقنية التوجيه هذه وفرت نسبة دقة إصابة في منظومات الجيل الثاني SACLOS لنحو 90% أو أكثر تجاه الأهداف الثابتة ، حتى عند مديات الرمي القصوى . وترسل أوامر التوجيه أو الإشارات الكهربائية التعويضية Compensatory عن طريق سلكين رفيعين fine wires يتدليان خلف الصاروخ أثناء طيرانه .

6‏/5‏/2013

ترتيب الدروع ومواضع الهجوم .


ترتيـــــــــــــب الـــــــــــدروع ومواضـــــــــــع الهجــــــــــــوم 


في منتصف الثمانينات تحدثت مصادر أمريكية عن إجراء الجيش هناك لاختبارات نيران حية للتحقق من جاهزية مقذوفاته من عيار 105 ملم تجاه الدبابات الروسية الأحدث آنذاك . فأجرى الجيش تجارب الرمي مع دباباته من طراز M1 التي كانت مجهزة آنذاك بالمدفع M68A1 عيار 105 ملم ، وهو ذات السلاح الذي يجهز سلسلة الدبابات M60 . وكم كانت صدمة الخبراء الأمريكان عندما اكتشفوا أن مقذوفات الطاقة الحركية M833 المجهزة بخارق من اليورانيوم المستنزف كانت عاجزة عن اختراق دروع القوس الأمامي لبرج النسخة التصديرية من الدبابة T-72 ، وإن هذه القذائف كانت قادرة فقط على النفاذ خلال دروع برج الدبابة الأقدم T-62 (القذيفة كانت قادرة على اختراق 420 ملم من التصفيح الفولاذي المتجانس من مسافة 2,000 م) . هذا الفشل والإخفاق من المدفع 105 ملم تجاه التهديد المحتمل للدروع المعادية ، كان الدافع الأبرز والأهم في قرار التعجيل بنشر العيار 120 ملم على كافة دبابات الأبرامز ، حيث كانت ذخيرة المدفع الجديد قادرة حسب رأي منتجيه على هزيمة ودحر قوس الحماية الأمامي لأبراج الدبابات الموجودة في الخدمة آنذاك وتلك التي قيد التطوير . أما لماذا تركيز البحث حول الهجمات التي تجيء من القوس الأمامي frontal arc وضمن قطاع 60 درجة تحديداً ؟؟ فذلك راجع لرؤية وتحليلات المنظرين العسكريين الذين يؤكدون أن قابليات التسارع والتعجيل التي تمتلكها دبابات المعركة الحديثة ، تتيح لها المناورة وإنجاز الضربات تجاه أهدافها من الأجنحة والمؤخرة حيث تكون سماكة التدريع أقل ما يمكن . لذا ، أطقم الدبابات مدربين بشكل عام عند مواجهة تهديدات مضادة للدبابات أو أثناء العمل في بيئات معادية ، على المحافظة على مقطع الدروع الأثخن والأسمك في مواجهة ذلك التهديد .


في الحقيقة دراسات عديدة تناولت مراتب ومواضع الهجوم المحتمل الذي من الممكن أن تتعرض لها دبابات المعركة الرئيسة MBT والعربات المدرعة الأخرى ، حيث تحدثت هذه وأكدت في معظمها أن مقطع القوس الأمامي ضمن 60 درجة هو الأكثر استهدافاً وتعرضاً للتهديد مقارنة بالمواضع الجانبية والخلفية (برج الدبابة هو أكثر أجزاء الدبابة عرضة للخطر ، كما أنه واحد من أهم أجزاء الدبابة لاشتماله على السلاح الرئيس وأجهزة الرؤية والتصويب) لذلك أستقطب هذا الموضع نسبة التصفيح والوقاية الأعظم مقارنة بالمواضع الأخرى من جسم الدبابة ، حيث مستوى أدنى من الحماية protection يكون أكثر قبولاً بسبب احتمالات الهجوم المنخفضة . وفي حين صممت ناقلات الجنود والعربات المدرعة خفيفة الوزن لكي تكون دروعها الأمامية مقاومة للمقذوفات الخارقة للدروع من عيار 12.7 ملم التي تطلق من مسافات قريبة نسبياً ، فإن المواضع الجانبية في هذه العربات مصممة على الأغلب فقط لتوفير الوقاية من مقذوفات خارقة عيار 7.62 ملم . عربات خفيفة أخرى صممت في السنوات الأخيرة لكي تكون منيعة على جبهة مقدمتها من مقذوفات العيار 14.5 ملم الثاقبة للدروع APالتي تطلق من مسافة قصيرة المدى ، لكن الدروع الجانبية كانت فقط كافية لمقَاومة ودحر العيار 12.7 ملم .


أما بالنسبة لدبابات المعركة الرئيسة ، فقد اشتمل بناءها العام على كتل تصفيح أكثر ثقلاً ، لكنها أيضاً موزعه ومرتبه بشكل غير متساوي أو منتظم ، فتدريعها الأمامي مصمم عموماً لمواجهة ودحر تهديدات بحجم مقذوفات سلاحها الرئيس الخارقة للدروع ، بينما دروعها الجانبية كانت فقط قادرة على مقَاومة مستويات أدنى بكثير من الهجمات . في بادئ الأمر وزعت دروع الدبابات بناء على اعتقاد تقديري وحدسي Conjectural تماماً ، لكن مع الحرب العالمية الثانية ، فإن اختلاف وتنوع اتجاهات الهجوم المحتمل كانت موضع تحليل كبير من قبل الكثير من الباحثين المتخصصين . وبالنتيجة ، فقد جرى توزيع احتمالات مواضع الهجوم ، والتدريع أو التصفيح الذي يمكن أن يجاريه ويقابله ، وقدمت على أساس مقداري .


أول الدراسات لتوزيع احتمالات الهجوم كانت قَد قدمت على ما يبدو العام 1943 في بريطانيا من قبل عالم الرياضيات J.M Whittaker ، عندما قسم محيط الدبابة لثمانية مقاطع قياس كل منها بزاوية 45 درجة ، وذلك بقصد تقييم فرص مهاجمة دبابة معركة من اتجاه معين . كانت الدراسة مستندة على فكرة بسيطة ، تفترض تقدم دبابة بسرعة ثابتة باتجاه صف معادي من الأسلحة المضادة للدبابات . إن خط حركة وانتقال الدبابة سيكون بشكل مباشر وعمودي نحو مواضع الأسلحة المضادة للدبابات ، والعدد الإجمالي للطلقات التي يمكن أن ترمى بشكل مؤكد ويقيني نحو واجهة الدبابة ، ستكون فوراً متناسبة مع الزمن الذي تكون فيه الدبابة عرضة ومواجهة للمدافع . ولقد وضع Whittaker فرضيات إضافية حول مدى المدافع المضادة للدبابات وقدرة إطلاقها من أي اتجاه ، وبلغ هذا النموذج التقديري توقعاته بأن الجزء الأكثر احتمالاً للضرب من جسم الدبابة يرتكز على مقطعها الأمامي frontal segment ، مع نسبة تعرض لا تقل عن 34% بالنسبة للزاوية 45 درجة ، وأكثر من ذلك عند زاوية 60 درجة .


وعلى الرغم من أن دراسة Whittaker كانت نظرية بشكل كلي ، إلا أنها أثبتت لكي تكون متوافقة مع سجل الضربات التي تحملتها الدبابات في شمال غرب أوروبا أثناء الحرب العالمية الثانية ، واستخدمت منذ ذلك الحين كقاعدة لتوزيع وترتيب الدروع حول الدبابة . حيث أدت مفاهيم واستنتاجات هذه الدراسة بشكل خاص ، لتركيز جهد التصميم وجعل الدبابات محصنة ضد الهجمات التي تجيء من القوس الأمامي frontal arc ضمن مقطع 60 درجة ، بعد أن أظهرت الدراسة أن 45% من الإصابات كان من المحتمل وقوعها ضمن هذا القوس .

3‏/5‏/2013

المشاة/الدروع .. تنسيق العمل في المعركة الحضرية .


المشـــاة/الـــدروع .. تنسيــق العمـل في المعركــــة الحضريــــة
تجربـــــــــة الصــــــــراع الســــــــوري 


سؤال يراود الكثيرين ، لماذا أخفقت القوات المدرعة السورية في تحقيق أي بصمة أو إنجاز حقيقي في صراعها المستمر منذ ما يزيد عن السنتين مع قوى الثورة والمعارضة ؟؟ جواب هذا السؤال يحتاج إلى دراسة مطولة ومفصلة ، لكن يمكن مبدئياً مناقشة شقين من المشكلة ، الأول يتناول أداء المشاة السوري في معركة التضاريس الحضرية ، وإخفاق هذه القوات في تأمين الدور المطلوب منها على ساحة المعركة . والشق الثاني يتعلق بأداء القوات المدرعة وتحديداً دبابات المعركة الرئيسة التي كانت رغم تواجدها "مغيبة الأداء والفاعلية" لذا سنحاول مراجعة أداء كلا العناصر .


في الحقيقة تجربة الصراع السوري كانت مثال تعليمي مناسب لما يمكن أن يحدث عندما ينشغل جيش حديث نسبياً في تفاصيل حرب حضرية ضد متمردين مسلحين بشكل جيد ، دون استخدام تكتيكات الأسلحة المشتركة الصحيحة combined-arms tactics وأنظمة الأسلحة الأخرى . في المدن السورية مثل داريا وإدلب وحمص وغيرها ، الدبابات السورية والعربات المدرعة الأخرى غير المدعومة من قبل المشاة المترجل ، أصبحت فريسة سهلة لقوات المعارضة ومقاتلي الجيش الحر ، التي استخدمت وسائل مكيفة ومبتكرة للهجوم على دروع وعربات القوات النظامية . وبسبب غياب الأعداد الهامة لقوات المشاة النظامية المترجلة ، مقاتلوا الجيش الحر حولوا الكثير من شوارع المدن السورية إلى أفخاخ ومصائد traps لعربات الجيش النظامي المدرعة وألحقوا بها خسائر فادحة .


نظرياً ، الجيش السوري ليس لديه تجربة ناضجة بالقتال الحضري ، سوى ما تيسر من حروب قصيرة ومحدودة في الجارة لبنان ، لذا هو وجد نفسه متورطاً في واحدة من أكثر المواقف الكارثية التي يمكن مواجهتها ، وعانت قواته في الكثير من المواقف شبح الهزيمة والاندحار . لقد أخفقت قواته في تطويق وإحاطة encircle العديد من المدن بشكل محكم ومؤثر ، مما سمح لقوى المعارضة بتعزيز دفاعاتها وتأمين استحكاماتها .. لقد ارتكبت القوات النظامية خطأ آخر شديد ، تمثل بالتوجه والتحرك إلى مراكز المدن السورية الكبيرة ، حيث تحركت قواتهم المدرعة ودباباتهم على طول الطرق والشوارع الضيقة نسبياً بموازاة المباني المرتفعة . كانت أرتال دبابتهم غير مدعومة unsupported أو مسندة من قبل المشاة ، بحيث كان كل منها عملياً غير قادر على مساعدة وإغاثة الآخر ، فكانت النتائج كارثية بشكل متوقع .


في المقابل حجز مقاتلو المعارضة السورية ببساطة مواقع كمائنهم في المباني المدمرة والمحطمة وانتظروا ، في أغلب الأحيان مع حفرهم الأنفاق tunnels والمخابئ . ففي المدن ، المدافع لديه معظم الفوائد والمزايا advantages ، جزئياً لأن القتال في المناطق الحضرية يخفض ويقلل  أهمية التقنية (عادة هي فائدة المهاجم الأكثر أهمية) إلا أنه يعرض معدل إصابات أعلى أيضاً . مدافعو المعارضة دون المستوى من ناحية امتلاكهم لضروريات الحرب الحديثة ، مثل المدفعية الثقيلة ، سلاح الدروع ، قوة سلاح الجو ، والاستخبارات الإلكترونية ، لكنهم بالتأكيد مسلحين شخصياً بشكل جيد (ناهيك عن الرغبة الجامحة في القتال وتحقيق المكاسب) . لقد فوجئت القوات النظامية وأحرجت لدرجة كبيرة عندما أدركت الحدود التي استغل بها مقاتلون الجيش الحر قابليات الهواتف الخلوية ، وأجهزة الإتصال الخفيفة ، محطات التلفزيون المرتجلة ، وآلات تصوير الفيديو الخفيفة لكسب "حرب المعلومات" information war .


لقد أجاد هؤلاء تشكيل فرق قتل ومجموعات قتالية مؤلفة من 20-30 مقاتل ، حيث سلحت هذه المجموعات بمدافع عديمة الإرتداد وقواذف كتفيه مضادة للدروع من نوع RPG وغيرها ، بالإضافة لمدافع رشاشة وبنادق قنص من عيارات مختلفة . هذه المعدات والأسلحة مهمة عادة لحماية مطلقي القواذف الكتفية من نيران المشاة المعادي ، خصوصاً عند العمل من مواقع غير مهيأة أو محضرة مسبقاً ، بحيث يغير هؤلاء مواقعهم بعد كل رمية (تصبح هذه المتطلبات مهمة عند الإخفاق في إصابة الهدف من أول إطلاقه ، أو تواجد دعم من أي نوع للدبابات المتقدمة) . لقد عملت مجموعات المعارضة السورية  عادة  وفق مبدأ "Keep yourself hidden" أي أحتفظ بنفسك مختبئاً وبعيداً عن نظر ووسائل رصد القوات النظامية ، مع استخدام وسائل التمويه والخداع حسب ما هو متوفر ... للموضوع تتمة ومزيد من التفصيل . 

1‏/5‏/2013

الدروع القفصية تجد طريقها للدروع السورية .


الــدروع القفصيـــــــــة تجد طريقهـــــــا للعربــــات السوريـــــة
فكرة العمـــــــــــــــل .. وآلية الحمايـــــــــــــة


من ضمن الترتيبات الأخرى المتبعة في الوقت الحاضر لتعزيز حماية الدبابات والعربات المدرعة استخدام ما يطلق عليه Cage armor أو الدرع القفصي (أو درع القضبان bar armor) وهي وسيلة مصممة خصيصاً لحماية العربات المدرعة من هجمات القذائف المضادة للدبابات المطلقة من الكتف ، أمثال السلسلة RPG أو غيرها . فكرة عمل هذا الدرع تكمن بوضع شبكة فولاذية مقساة حول العربة وأبراج دبابات المعركة الرئيسة بهدف عرقلة تأثير الرأس الحربي للشحنة المشكلة ، من قبل إما حشرها وسحقها لمنع حدوث انفجار مثالي ، أو بإتلاف آلية صمام التفجير fuzing . في حرب فيتنام ، جرى استخدامه هذا النمط الوقائي على جوانب قوارب الدورية النهرية الأمريكية . ففي العام 1966 جرى ملائمة درع القضبان لأول مرة إلى مراكب الهجوم النهرية ، حيث اشتمل النظام على قضبان فولاذية عمودية بسماكة 17 ملم تبتعد عن بعضها البعض لمسافة 75 ملم ، ثبتت هذه إلى مساند الركوب على جانبي الهيكل والتراكيب الفوقية . وعندما تضرب الرؤوس الحربية لمقذوفات RPG إحدى القضبان فإنها تنفجر بعيداً لمسافة كافية تبلغ 30-45 سم عن الهيكل لمنع الاختراق . أما إذا كانت الإصابة في المنطقة الفاصلة بين القضبان ، فإن اصطدام هيكل الرأس الحربي سيحطم نظام التفجير piezoelectric في الرأس الحربي ويحول دون إتمام الاختراق .


ضمن نفس المبدأ ، استخدمت أسلاك التسييج Wire fencing أيضاً على بعض أنواع العربات المدرعة خفيفة التدريع مثل ناقلة الجنود M113 ، لهزيمة ودحر مقذوفات RPG . لقد شوهدت بعض أنماط الدرع القفصي بعد ملائمتها للعربات المدرعة من طراز Stryker في العراق وأفغانستان . ورغم أن هذا الترتيب تسبب في بعض الزيادة لعامل الوزن بالإضافة لمشاكل نسبية في قدرة المناورة ، إلا أنه أثبت قدرته على توفير مستويات جيدة من الحماية ، فعلى سبيل المثال تحملت كتيبة العربة Stryker الثانية في العراق أكثر من 250 هجمة بقذائف RPG خلال ستة شهور مع عدد 70 إصابة مباشرة مؤكدة ، رغم ذلك لم يسجل اختراق أي عربة منها . وبالنسبة لدبابات المعركة الرئيسة ، فقد شوهد ترتيب الدرع القفصي على بعض الدبابات ، مثل Leopard 2A6 الألمانية في أفغانستان ، وكذلك دبابات T-62 في جورجيا .


في سوريا لجأت القوات النظامية لمثل هذا الإجراء لمواجهة تزايد خسائرها في الدبابات والعربات المدرعة الأخرى ، وشوهدت العديد من أبراج الدبابات من طراز T-72 وهي محاطة بسياج أو قضبان سلكية لحمايتها من قذائف الشحنة المشكلة . المشهد لوحظ أيضاً على بعض العربات وناقلات الجنود المدرعة المستخدمة في إقتحام المدن السورية .. الفكرة العلمية لإستخدام هذا النوع من الوسائل تعود بالإضافة إلى مضاعفة إحتمالية تحطيم الرأس الحربي المرتطم بحاجز السياج المعدني كما ذكر سابقاً ، إلى رغبة المستخدم في زيادة مسافة المباعدة stand-off distance للرأس الحربي . مسافة المباعدة هي المنطقة أو المسافة الفاصلة بين حافة قاعدة المبطن المخروطي في الرأس الحربي وبين حافة سطح الهدف . هذا الفضاء ضروري جداً للسماح بتشكيل النفاث الخارق ، وأي إعاقة جوهرية وملموسة في هذا الفضاء ستخفض بالتالي من قابلية الاختراق لدرجة كبيرة . فهذه المسافة على قدر كبير من الأهمية ، حيث أنه من الثابت علمياً أن هناك حاجة لمسافة مباعدة قصوى وممتدة لتحقيق الاختراق الأعمق ، تبلغ هذه نحو 2-6 من قطر الشحنة المستخدمة ، ويمكن أن تزيد عن هذا الرقم . إلا أنه مع مسافة مباعدة أكثر طولاً من اللازم (وهذا ما يفعله الدرع القفصي) فإن النفاث سوف يتشتت ويتجزأ particulate ويفقد تركيزه ، مما ينتج عنه انحراف وجنوح عن خط المحور ، وبتالي تفرق طاقة النفاث على منطقة أكبر من الهدف (يؤدي ذلك لتوسيع الثقب المحدث على جسم الهدف بدل تعميقه) .