8‏/2‏/2013

الصاروخ ذو التعقب البصري الموجه سلكياً .


الصــــاروخ ذو التعقــــب البصــــري الموجـــــه سلكيـــــاً
 BGM-71 TOW


ترجع بدايات تطوير هذا الصاروخ لأواخر الخمسينات ، عندما بدأ الجيش الأمريكي دراساته لاستبدال الصواريخ الفرنسية SS-10 و SS-11 التي في خدمة قواته المسلحة ، فمنحت لاحقاً عقود التصميم لثلاثة شركات كبرى لتطوير صاروخ موجه مضاد للدروع ذو تطبيقات أرضية وجوية على المروحيات ، فبدأت أعمال التطوير لهذا السلاح في العام 1962 واستمرت حتى العام 1968 عندما منحت شركة "هيوز للطيران" Hughes Aircraft عقد إنتاجه النهائي ، ودخل أول إنتاجه في خدمة الجيش الأمريكي في شهر سبتمبر العام 1970 ، ولا يزال قيد الاستخدام في الكثير من القوات المسلحة العالمية . أما عن أول صاروخ TOW استخدم في موقف عملياتي ، فقد كان في شهر مايو العام 1972 قرب مدينة Hue جنوب فيتنام ، حيث بلغت نسبة النجاح المسجلة من قبل المروحيات المسلحة 65 ضربة مباشرة من مجمل 81 صاروخ تم اطلاقه (أكثر قليلاً من 80%) . إن كلمة TOW هي اختصار لجملة "مقذوف من أنبوب ، ذو تعقب بصري ، موجه سلكياً" Tube-launched, Optically-tracked, Wire-guided . ومع دخوله الخدمة ، تم استبعاد المدافع عديمة الارتداد نوع M40 من عيار 106 ملم والصواريخ سالفة الذكر بالإضافة للصاروخ ENTAC من الخدمة .


يستخدم الصاروخ TOW أسلوب التوجيه المسمى SACLOS ، وتعني "القيادة نصف الآلية إلى خط البصر" . فبعد أن يضع الرامي شعيرات التقاطع cross-hairs على الهدف ، يضغط على زر الإطلاق ، ليبدأ محرك المرحلة الأولى في قذف الصاروخ خارج حاويته خلال 0.50 ثانية . عندها تنفرج زعانف الاتزان وسط جسم الصاروخ ، وكذلك زعانف السيطرة الذيلية tail-fins الأربعة للخارج ، لتبدأ في ذات الوقت منارة أو مشعل زينون xenon beacon في مؤخرة الصاروخ بإصدار أشعة تحت الحمراء ذات موجة قصيرة short-wave ، بالإضافة لعمل منارة حرارية عالية التركيز توفر مصدر تتبع للموجة الطويلة للأشعة تحت الحمراء (يوفر هذا الثنائي مقاومة متزايدة للإجراءات المضادة الكهروبصرية EOCM) . بعد قطع مسافة سبعة أمتار من منصة الإطلاق أو زمن 1.6 ثانية ، يتوهج محرك الصاروخ الرئيس ، ليبدأ معها تعجيل الصاروخ لسرعة قصوى تبلغ 278 م/ث . ويتحسس المعقب الموجود في وحدة الإطلاق ، الإشعاع تحت الأحمر المنبعث من منارة الصاروخ الخلفية ، وبذلك يتم تحديد أي انحراف في خط سير الصاروخ ما بين الرامي والهدف ، وبعدها تجري عمليات تصحيح لطيران الصاروخ ، ووفقاً للأوامر التي يرسلها الحاسب الآلي . ويتم إرسال الأوامر التصحيحية corrective commands عبر سلكين مثبتين في مؤخرة الصاروخ (ولهذا السبب توضع عوادم المحرك على جانبي جسم الصاروخ وليس خلفه) وينحلان منه أثناء طيرانه . ويستمر الرامي في عمله والتركيز على إبقاء الشعيرات المتقاطعة على الهدف حتى إصابته ، مع ملاحظة أن الرأس الحربي يتم تسليحه بعد تجاوز مدى 30-65 م . يقطع الصاروخ TOW مداه الأقصى والبالغ 3750 م خلال نحو 22 ثانية (المدى الأدنى 65 م) .


حرصت الشركة المنتجة للصاروخ على إجراء عمليات تطوير وتحديث مستمرة لهذا الصاروخ ، فبعد الصيغة الأولية BGM-71A التي لم يكن يتجاوز مداها 3000 م ، وقدرتها على الإختراق 600 ملم ، جرى تطوير النسخة الأحدث عام 1976 ، وأطلق عليها اسم BGM-71B وتميزت بمدى أطول بلغ 3750 م . هذه النسخة طورت بالأصل للعمل مع المنصات الجوية ، وتحديداً مع المروحية UH-1B . ثم بدأ في العام 1978 برنامج تطوير النسخة الأحدث BGM-71C لتظهر للعلن العام 1981 . هذا الصاروخ صمم لدحر وهزيمة الدروع الجديدة واشتمل على رأس حربي أكثر قوة ، ومجس طويل بطول 381 ملم مثبت في مقدمة الصاروخ لتحسين مسافة المباعدة stand-off distance وتحسين قدرة الاختراق حتى 800 ملم . ظهرت بعد ذلك النسخة BGM-71D أو النسخة TOW-2 ، وباشرت شركة هيوز تطويرها في العام 1980 لتظهر في العام 1983 . اشتملت هذه النسخة على تحسين في قدرات دفع المحرك لنحو 30% ، والرأس الحربي الذي أصبح أكبر حجماً بزنة 5.9 كلغم ، ومجس أكثر بروزاً probe extended بطول 540 ملم لزيادة مسافة التحفظ التي تحتاجها الشحنة المشكلة لتكوين نفاثها الخارق ، بالإضافة لوحدة توجيه مطورة مضادة للتشويش . كما جرى تزويد وحدة الإطلاق بالمنظار الحراري الليلي thermal night sight نوع AN/TAS-4 الذي تم الانتهاء من تطويره العام 1980 . قابلية الاختراق في الصاروخ TOW-2 بلغت 850 ملم ، وتحدثت مصادر أخرى عن 900 ملم .


ظهرت لاحقاً في العام 1987 النسخة BGM-71E والمدعوة TOW-2A . اشتملت هذه النسخة على رأس حربي ترادفي tandem warhead لدحر الدروع التفاعلية المتفجرة ، حيث بلغ وزن الشحنة الرئيسة 5.9 كلغم ، في حين الشحنة الابتدائية الممتدة للأمام لمسافة 300 ملم ، بلغ وزنها 0.3 كلغم وقطرها 38 ملم . قدرت قابلية اختراق الصاروخ TOW-2A للدروع الفولاذية المتجانسة (بعد تجاوز قراميد الدرع التفاعلي المتفجر) بنحو 850-900 ملم . لقد تم وضع كتلة تعويضية في مؤخرة جسم الصاروخ لموازنة الثقل الناتج عن زيادة وزن الرأس الحربي في المقدمة . استخدم هذا الصاروخ على نطاق واسع خلال عمليات عاصفة الصحراء Desert Storm وأطلق أكثر من 3000 صاروخ خلال العمليات ضد القوات العراقية (طورت في منتصف العام 2001 نسخة منه حملت التعيين BGM-71H مخصصة لمهاجمة الدشم والتحصينات bunker buster ، دخلت الانتاج في العام 2006) . النسخة BGM-71F المسماة TOW-2B ذات قدرات مميزة في الهجوم العمودي top-attack على قمة الهدف المدرع ، حيث يكون التدريع أقل سماكة . باشرت أعمال تطوير هذه النسخة في سبتمبر من العام 1987 ليبدأ الانتاج العام 1990 وتدخل الخدمة في العام 1992 . لقد زودت هذه النسخة بمنظومة من المجسات Sensors ، مثل الليزر البصري optical laser ، والمجس المغناطيسي magnetic sensor ليمكنها تحديد الهدف وتقدير زمن تفجير الرأس الحربي . هذه المجسات تتيح التعرف على الهدف بواسطة شكله ، والتنبؤ بأماكن الضعف في دروع البرج من خلال حساب كمية تراكم الصلب metal mass في مختلف المواقع ، ليتم الهجوم بعد ذلك من ارتفاع متر واحد تقريباً فوق جسم الهدف . الرأس الحربي في هذه النسخة يشتمل على شحنتين ثنائيتين نوع EFP بقطر 149 ملم لكل منهما موجهتين نحو الأسفل ، قادرتين على تجاوز الدروع التفاعلية وتحقيق دمار عنيف للهدف المدرع . 

هناك تعليق واحد:

  1. ما الدول العربيه التي تمتلك هذه الصواريخ وكم عددها بكل من الدول العربيه؟؟

    ردحذف