5‏/12‏/2012

محـرك الدبابـة الروسيـة T-90 .


محـــــرك الدبابــــــة الروسيـــــة T-90
V-92S2


دبابة المعركة الرئيسة T-90 صممت كتحديث أصيل وعميق للدبابة T-72B الخاصة بالجيش الروسي . ولتحسين قابلية الحركة العامة للدبابة , كان لابد من تطوير نسخة أكثر قوة عن المحرك السابق V-84MS الذي أيضاً جهز النماذج الأولى من الدبابة T-90 وكان بقوة 840 حصان . أطلق على المحرك الجديد اسم V-92S2 ، وهو من انتاج مصنع الجرارات Chelyabinsk أو اختصاراً CTZ (المصنع أسس في العام 1933 ويبلغ عدد شاغليه أكثر من 13 ألف عامل ومهندس ، وقد أنتج منذ تأسيسه وحتى الآن أكثر من 1.268 مليون جرار) . المحرك V-92S2 الذي دخل مرحلة الانتاج الشامل في شهر نوفمبر العام 1999 كان بتصميم أكثر كفاءة عن سابقه ، حيث زاد من قوة الخرج لتبلغ إلى 1.000 حصان (736 كيلوات) عند 2000 دورة/دقيقة ، بينما عزم الدوران الأقصى بلغ 4.046 نيوتن متر . لقد أمكن إنجاز هذا الأمر باستبدال ضاغط الطرد المركزي centrifugal compressor بآخر مع شاحن توربيني turbocharger . وتطلب استعمال الشاحن التوربيني إجراء بعض التغييرات في تصميم نظام العادم exhaust system (استهلاك المحرك النوعي للوقود يبلغ 212 غرام لكل كيلووات بالساعة) . فنسخ المحركات السابقة استعملت أنابيب كبيرة متفرعة على كل من جانبي المحرك ، هذه تجمع غازات العادم من كل صف اسطوانات . أما في المحرك الجديد V-92S2 فإن كلتا الأنابيب المتفرعة جرى ايصالها إلى الجانب الأيسر من المحرك ومنها إلى العادم . الشاحن التوربيني في المحرك V-92S2 ثبت على الجانب الأيمن من المحرك ، في ذات المكان حيث ضاغط الطرد المركزي في المحرك السابق كان قد وضع . انابيب العوادم الفرعية الثنائية تمرر غازات العادم باتجاه الشاحن التوربيني إلى اليمين . الغازات بعد ذلك تغادر الشاحن من الأعلى عبر أنبوب عادم كبير ، مثبت على قمة المحرك وأوصل إلى عادم هيكل العربة على الجانب الأيسر . المحرك تم تجهيزه كذلك بأداة سحب وامتصاص للهواء البارد ومزجه مع غازات العادم الساخنة قبل مغادرة الهيكل وذلك لمواجهة ما يطلق عليه "تأثير التكدس أو التكوم" stack effect ، الذي يعني بتحصيل حالة طفو وترسب buoyancy لناتج الحرارة والغازات الساخنة الصادرة عن منفذ العادم (تحدث هذه الحالة نتيجة الاختلاف في كثافة الهواء الداخل والخارج عن المحرك بسبب الاختلاف في درجات الحرارة . وكقاعدة ، الاختلاف الأعظم في درجات الحرارة بين وسطين يحدث قوة طفو وترسب أكبر للغازات الساخنة ، وبالنتيجة تأثير تكدس أعلى) . هكذا أمكن تخفيض وتقليل الاشارة الحرارية الصادرة عن الدبابة عن طريق بعثرة وتشتيت الناتج الحراري للمحرك . لقد أثبت المحرك قدرته على الاشتغال في ظروف وشروط بيئية من -40 وحتى +50 درجة مئوية . كما أنه يستطيع العمل في رطوبة نسبية يبلغ أقصاها 98% عند 20 درجة مئوية .


المحرك V-92S2 الذي يبلغ اجمالي وزنه 1020 كلغم ، يستخدم طبقاً لأقوال مهندسي مصنع Chelyabinsk نحو 74% من الأجزاء والقطع المشتركة مع محركات الديزل السابقه V-46-6 وV-84MS . وهو مستعمل حالياً على دبابات المعركة الرئيسة من طراز T-90A ونسختها التصديرية T-90S .

لقد تم اختبار قدرات المحرك في الهند بين شهري يونيو ويوليو العام 1999 في درجات حرارة بيئية مرتفعة جدا. فبعد إعلان وزارة الدفاع الهندية عن رغبتها في شراء عدد من دبابات المعركة الرئيسة T-90S من روسيا ، هي كانت محتاجة للتأكد من أداء هذه الدبابات في الظروف والشروط المناخية للبلاد . كموقع اختبار تم اختيار صحراء "تهار" Thar في تلال الهملايا قرب الحدود الباكستانية ، وتم تحديد مسافة 2,000 كلم في الصحراء الممتدة كان على ثلاثة دبابات T-90S مع محركاتها V-92S2 أن تقطعها في شروط حرارة بيئية تزيد عن +50 درجة مئوية (في بعض الحالات كانت ترتفع إلى نحو +57 درجة مئوية) ، لاحقاً تم الاعلان عن نجاح الاختبارات .. نفس المحرك على الدبابة T-90S أختبر في ماليزيا وعرض على ظروف قاسية جداً ، تضمنت السير الطويل على الطرق المتربة والأراضي الوعرة rough terrain ، تسلق ونزول المنحدرات الحادة ، عبور عقبات الماء التي هي بعمق 1.5 م . بالإضافة لذلك ، الاختبارات الميدانية شملت عبور وتجاوز الأراضي الطينية وحقول الرز rice fields المغمورة بالماء. الاختبارات كانت في ظل مناخ استوائي مع درجات الحرارة حتى +40 درجة مئوية ، ونسبة رطوبة لنحو 88-98% . الخبراء الماليزيين اختبروا قابلية صيانة المحرك engine maintainability بعد رفعه من موقعه في مؤخرة الهيكل . وجربوا تفكيك بعض أجزاءه مثل مجموعة اسطوانات المحرك والمكابس ، وإعادة تجميعها مرة أخرى لتجربة المحرك من جديد ، ولم يسجل أي صعوبة أو اعاقة عن انجاز الأمر . في جميع الاختبارات ، الدبابة T-90 استطاعت عبور 3000 كلم دون أن تظهر أي عيوب أو نواقص في المحرك V-92S2 وأظهرت تعليقات المنظمين قبول أداء الدبابة والمحرك .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق