1‏/10‏/2012

منظومـــة نـــازع الدخـــان .

منظومـــــة نـــــازع الدخـــــان
 Fume extractor system


على مدى تاريخ من الزمن ، شكلت غمامة الدخان الناتجة عن دافع المسحوق الأسود black powder مشكلة حقيقية ، حجبت في كثير من الأحيان ساحة المعركة عن العدو والصديق في آن واحد . وعندما استخدمت دوافع النيتروسيليلوز Nitrocellulose (أو نترات السيليلوز ، وهو مركب سريع الاشتعال يدخل في تركيب متفجرات الديناميت ، ويتم الحصول عليه بغمس القطن بخليط من حمضين مركزين ، هما حمض الكبريتيك وحمض النيتريك) أطلق عليها مسمى "المساحيق عديمة الدخان" smokeless powders ، لأنها تولد دخان أقل بكثير مما يولده المسحوق الأسود . لكن حتى مع هذه الدوافع قليلة الدخان ، كان لا يزال هناك حجم كبير من نيران الاشتعال ترتب عليها كميات هامة من الدخان ، فكان البديل بإضافة المزيد من المواد الكيميائية للدوافع لتقليل الدخان ، ولكن هذا بدوره زاد من عامل الوميض الصادر عن فوهة السلاح . الدخان الصادر يكون عادة خليط ومزيج من مواد صلبة وسائلة من جزيئات معدنية متأكسدة ، ناتجة بالدرجة الأولى عن حاوية الخرطوشة cartridge case ومكوناتها ، هذه المكونات نفسها تساهم في خفض وحجب الرؤية أمام الرامي (درجة حرارة الجو والرطوبة النسبية تؤثران أيضاً على كثافة وطول عمر الدخان) . وهكذا جاء ابتكار منظومات نزع الدخان ، ففي السابق عندما كان الرامي يفتح مغلاق breech المدفع (عقب السلاح ومؤخرته) بعد كل عملية إطلاق لإعادة التلقيم ، كان الدخان وغازات شحنات الدافع المتبقية في جوف السبطانة ، تتسلل لمقصورة القتال المغلقة ، مما كان يتسبب معه في ضعف رؤية أفراد الطاقم وإيذاء تنفسهم . لذلك أصبحت قضية إزالة واستبعاد الغازات المتبقية ، اعتبار قياسي عند تصميم منظومات السلاح الرئيسة للدبابات ، حيث يعهد لهذه الأنظمة تنقية وتصفية جوف السبطانة من المخلفات الغازية لشحنات الدفع .


هذا التجهيز يصنع في تركيبته ، خصوصاً في الدبابات الغربية ، من البلاستيك المدعم بألياف الزجاج ، ويتم تركيزه وتثبيته من الخارج في منتصف سبطانة السلاح تقريباً (يميل أكثراً نحو الأمام في المدافع الشرقية) ، حيث يحتوي على ثقوب أو منافذ داخلية ممتدة لجوف السبطانة ، منها ما هو مخصص لدخول الغازات وأخرى مخصصة لتصريفها . أما طريقة عمل النظام فتكون كالتالي : بعد أن تعبر القذيفة حيز نازع الدخان ، فإن جزء من غازات الضغط العالي high-pressure gas الناتجة عن اشتعال المواد الدافعة ، تدخل تجويف نازع الدخان من خلال المنافذ أو الثقوب المخصصة لذلك ، لتشكل معها ضغط عالي في حيز التجويف ، وبعد أن تتجاوز القذيفة مقطع نازع الدخان ، فإن الغازات الدافعة تدخل تجويف النازع من منفذ التصريف ، لينغلق في ذات الوقت وبشكل تلقائي منفذ دخول الغازات .. هذه العملية تتسبب في شحن وحصر تجويف النازع بغازات مرتفعة الضغط ، تندفع هذه مرة أخرى بعد خروج القذيفة من منافذ التصريف باتجاه فوهة المدفع ، منتزعة في طريقها معظم الهواء الساخن المتبقي في جوف السبطانة الداخلي tube bore ، ومن ثم العمل على تنقيته وتبريده . ترتيب الأحداث هذا يخلق فراغ جزئي في جوف السبطانة ، وعند فتح مغلاق المدفع لوضع قذيفة أخرى ، فإن هذا الفراغ يعمل على سحب الهواء النقي في مقصورة القتال نحو جوف سبطانة المدفع ، دافعاً معه الهواء الساخن المتبقي خارج فوهتها .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق