11‏/9‏/2012

طائرة الدعم الجوي القريب .. Sukhoi Su-25 .

طائرة الدعم الجوي القريب .. Sukhoi Su-25


الطائرة الروسية Sukhoi Su-25 هي طائرة نفاثة ثنائية المحركات twin-engine jet مع مقعد واحد ، طورت في الإتحاد السوفييتي من قبل مكتب التصميم سوخوي . هي مصممة لتوفير الدعم الجوي القريب للقوات الأرضية السوفييتية ، وللمقارنة مع الأمريكية A-10 فإن الروسية Su-25 أصغر منها في الحجم ، ولها نسبة 25% أقل في مساحة الأجنحة و15% أقل في الوزن العلمياتي الأقصى ، ومحركات الطائرة Su-25 تزود قوة أكثر بنسبة 25% من الطائرة A-10 ، كما أنها أسرع من الطائرة الأمريكية ، وإن كانت تتساوى معها نسبياً في قدرات المناورة .

أنطلق النموذج الأول للطائرة Su-25 في 22 فبراير من العام 1975 ، ثم دخلت الإنتاج في العام 1978 ولقبها السوفييت بإسم Grach وتعني "الغراب" Rook . ترجع بداية هذه الطائرة للعام 1968 عندما قررت القيادة السوفييتية تطوير طائرة هجومية مدرعة متخصصة لتوفير الدعم الجوي القريب CAS للقوات السوفييتية الأرضية . فكرة تطوير هذا النوع من الطائرات جاءت بعد تحليل تجارب الطائرات الهجومية خلال الحرب العالمية الثانية وخبرات معارك الخمسينات والستينات . المقاتلات القاذفة السوفييتية التي كانت في الخدمة ، أو التي تحت التطوير في تلك الفترة أمثال Su-7 وSu-17 وMiG-21 وMiG-23 كانت غير قادرة على تلبية متطلبات الدعم الجوي القريب ، فنتيجة لسرعة طيرانها العالية ، عانت هذه الطائرات من صعوبة المحافظة على الاتصال البصري مع الهدف ، ناهيك عن افتقارها للدروع الواقية الكافية لحماية الطيار وتجهيزاتها الداخلية الحيوية من النيران الأرضية والصواريخ الكتفية المضادة للطائرات . حرص المصمم Pavel Sukhoi وطاقمه الفني من مكتب تصميم سوخوي Sukhoi Design Bureau على إجراء تصميم تمهيدي في فترة زمنية قصيرة نسبياً ، بالتعاون مع جهات سوفييتية رسمية أخرى ، إلا أن مسابقة تصميم أعلنها سلاح الجو السوفييتي في شهر مارس من العام 1969 لتطوير طائرة حديثة للدعم الجوي القريب شاركت بها عدة شركات معروفة ، حفز مكتب سوخوي على بدأ العمل في نسخة ابتدائية أطلق عليها T-8 ، وتمخض هذا الجهد عن نموذجين إختباريين ، هما T8-1 وT8-2 اللذين باشر المكتب أعمال تطويرهما في شهر يناير من العام 1972 ، وأصبح هذان النموذجان جاهزان للطيران في 9 مايو من العام 1974 ، ومع ذلك فإن الطيران الاختباري الأول لم يتم إلا في 22 فبراير من العام 1975 . وبعد سلسلة اختبارات طويلة من قبل الطيار Vladimir Ilyushin ، فازت نسخة سوخوي التي أطلق عليها Su-25 على منافستها الرئيسة Ilyushin Il-102 في مسابقة القوة الجوية السوفييتية . واقترحت إدارة مكتب سوخوي أن يتم تصنيع وإنتاج الطائرة Su-25 في مدينة تبليسي Tbilisi في جورجيا ، وتحديداً في المصنع المخصص أيضاً لإنتاج طائرة التدريب آنذاك MiG-21UM . وبعد موافقة وزارة الدفاع الروسية بدأ إنتاج الطائرة Su-25 رسمياً في العام 1978 .


على مدى أكثر من 25 سنة من الخدمة ، شوهدت طائرة الدعم الجوي القريب الروسية Su-25 في عدة قوات جوية ، كما رصدت هذه الطائرة في الكثير من المواجهات والصراعات الإقليمية والدولية ، فاشتركت بكثافة في الحرب السوفييتية على أفغانستان في الثمانينات ، وقامت بالعديد من عمليات القصف الجوي ضد قوات ومعاقل التمرد الخاصة بالمجاهدين الأفغان . وخلال السنوات الأخيرة من الحرب العراقية الإيرانية أستخدم سلاح الطيران العراقي الطائرة Su-25 ضد المواقع الإيرانية . كما استخدمت الطائرة في مواضع أخرى ، مثل الحرب الشيشانية وحرب أبخازيا وفي الصراع المقدوني ، والصراع في استونيا .. وظهرت مغايرات ونماذج مختلفة للطائرة Su-25 في أواخر الثمانينات وأوائل التسعينات ، منها النموذج Su-25UB المخصص للتدريب وهو ثنائي المقاعد dual-seat ، وهناك النموذج Su-25BM المخصص لسحب الأهداف الجوية وجرها ، والنسخة Su-25K المخصصة للتصدير ، ونسخة البحرية الروسية التي لم تدخل مرحلة الإنتاج Su-25TP ، وهناك النسخ الأحدث المطورة من هذه السلسلة وهي النموذج Su-25SM والنموذج Su-25TM .

صممت الطائرة Su-25 وفق مخطط ديناميكي هوائي aerodynamic تقليدي ، مع أجنحة ودفة ذيل غير مميزة ، وأستخدم في بناء هيكلها عدة معادن وبمقادير مختلفة ، مثل الألمنيوم وبنسبة 60% ، الفولاذ 19% ، التيتانيوم 13.5% ، سبيكة المغنيسيوم 2% ، معادن أخرى 5.5% . يتحكم الطيار بقيادة الطائرة عن طريق ذراع مركزي ، حيث يجلس الطيار على كرسي قاذف من نوع Zvezda K-36 (مماثل لذلك الموجود في المقاتلة Su-27) وأمامه أجهزة وأدوات الطيران القياسية . كابينة القيادة مصممة على هيئة حوض مدرع armored bathtub محاط بصفائح ملحومة من التيتانيوم titanium بسماكة تتراوح بين 10-24 ملم ، توفر حماية من الطلقات الخارقة للعيار 20-23 ملم ، كما أن الزجاج الأمامي من النوع المدرع . ويوجد في مؤخرة كابينة القيادة مسند فولاذي للرأس بسماكة 6 ملم ، صعد على الحاجزِ الخلفي . يفتح غطاء كابينة القيادة الزجاجي لجهة اليمين ، ويصعد الطيار عن طريق سلم متدلي للأسفل (أستبدل لاحقاً بسلم ركوب أنبوبي بثلاثة خطوات) وعند جلوس الطيار فإن مستوى جلوسه يكون منخفض نسبياً ، مما يؤثر على حدود رؤيته ، كما أن الرؤية الخلفية محدودة جداً ، ويتم التعويض عن ذلك من خلال منظار أفقي periscope على قمة غطاء الكابينة ، يستخدم للرؤية الخلفية . خلف كابينة القيادة يوجد وسادة فولاذية بسماكة 6 ملم ، مثبتة على الحاجز الخلفي ، مصممة لتعزيز حماية الطيار . لقد حرص المصممين الروس في النماذج اللاحقة من الطائرة Su-25 ، على تلافي مساوئ التصميم القديم لكابينة القيادة ، خصوصاً مع الأنواع الأحدث من الطائرة ، أمثال Su-25TM وSu-25SM ، التي جرى بها تطوير وتزويد كابينة القيادة بالكترونيات طيران aviation electronics حديثة ، وتوضيب موضع الطيار على نحو أفضل .


جهزت النسخ المبكرة للطائرة Su-25 بمحركين نفاثين بدون حارق خلفي من نوع R95Sh ، في حجرات منفصلة ومعزولة separate compartments على جانبي الهيكل الخلفي للطائرة ، في حين جهزت النسخ الأحدث من الطائرة بالمحرك المطور R-195 ، الذي يوفر للطائرة قدرة دفع أعظم وسرعة قصوى تبلغ نحو 950 كلم/ساعة ، بالإضافة لمعدل تسلق يبلغ 58 م/ث . وللطائرة خزين وقود يتكون من خزانين داخليين في الهيكل وخزان وقود على كل من جناحي الطائرة ، إجمالي سعتهما يبلغ 3.660 لتر . والخزانات من النوع ذاتية الانسداد self-sealing في حال تعرضها للثقب نتيجة إطلاقه معادية . وتساهم أنظمة التحكم بالمحركات بالسيطرة على أداء كل محرك باستقلالية عن المحرك الآخر ، وتتيح المحركات للطائرة بلوغ مدى أقصى وهي بكامل حمولتها القتالية حتى 750 كلم . نظام الهبوط landing gear عرض مخففات وممتصات للصدمة ، بالإضافة للإطارات منخفضة الضغط low-pressure tires للعمل على المدارج غير المعبدة . كما وحدات العجلات مزودة بواقيات طينية لمنع قذف مداخل المحرك بأي حطام أو حجارة أثناء الإقلاع والهبوط . وتحمل بعض النسخ من الطائرة Su-25 حاويات خاصة في داخلها لغرض الصيانة والدعم للطائرة في المطارات البعيدة ، عند ساحة المعركة .

تسليح الطائرة Su-25 يعتمد على عدد 10 نقاط تعليق hard points قادرة على حمل نحو 4.400 من الذخائر والأسلحة الهجومية ، بما في ذلك صاروخ AA-8 Aphid أو AA-12 Adder للدفاع الذاتي واشتباكات جو-جو . كما تستطيع Su-25 حمل تشكيلة مختلفة وواسعة من قنابل الاستخدام العام ، أو الاختصار الروسي FAB ، مثل FAB-500 ، FAB-250 ، FAB-100 ، BetAB-500 وODAB-500 ، وقنابل حارقة من نوع ZAB-500 . الطائرة قابلة أيضاً لتحميل سلسلة القنابل العنقودية المسماة RBK ، بالإضافة للقنابل الموجهة ، مثل القنابل الموجهة تلفزيونياً TV-homing ، وحاويات المدافع والذخيرة الفرعية ، وحاويات القذائف غير الموجهة من عيار 57 ، 80 ، 122 و240 ملم . كما أنها مهيأة أيضاً لحمل الصواريخ الموجهة للأرض أمثال Kh-25ML ، Kh-29L وKh-29T (تستخدم نظام قيادة ليزري) . هناك أيضاً صواريخ مضادة للإشعاع الكهرومغناطيسي مثل Kh-25MPU وKh-58 (تتيح استهداف رادارات منظومات الدفاع الجوي وتدميرها قبول دخول الطائرة منطقة الخطر) . أما تسليح الطائرة القياسي فيرتكز على المدفع GSh-30-2 عيار 30 ملم ، مع حمولة إجمالية من 250 طلقة .


وفي الوقت الذي تحدثت فيه المصادر الروسية عن قدرات رائعة لهذه الطائرة ، فإن مصادر غربية شككت آنذاك في فعالية النسخة القياسية من طائرة Su-25 ، فالطيار يواجه صعوبة حقيقة في القيام بمناورات جدية للمراوغة والتملص أثناء توجيهه أسلحته نحو الهدف ، علاوة على ذلك فإن الطائرة Su-25 تستطيع إطلاق صاروخ موجهه ليزريا LGM وتوجيهه عن طريق منظومة Klen-PS لتحديد المدى والتعيين الليزري ، ولكن عند استخدام القنابل الموجهة ليزرياً ستكون أكثر صعوبة ، وذلك لأن القنابل حرة السقوط free-fall تتجه للسقوط خلف الطائرة القاذفة عند رميها وتحريرها ، ولذلك يفترض الخبراء الغربيين وجود طائرة أخرى مرافقة تقوم بعملية إضاءة الهدف من مسافة آمنة ، بينما الطائرة الأخرى تهاجم هدف آخر ، وهذا التكتيك ملاحظ من خلال طيران Su-25 المستمر بشكل أزواج .

لقد تحدثت العديد من المصادر الروسية عن مميزات البقائية والنجاة لهذه الطائرة ، خصوصاً تلك التي تم تداركها في الحرب الأفغانية خلال عقد الثمانينات ، فقد تحدث الروس عن عدة حوادث اشتباك للطائرة Su-25 مع طائرات سلاح الجو الباكستاني ، وتم إسقاط إحدى هذه الطائرات بواسطة صاروخ أصاب المحرك الأيمن وسقطت الطائرة داخل الأراضي الباكستانية ، وأسر طيارها Rutskoi الذي أفاد بأنة قام بعدد 400 طلعة قتالية ، وأنة أصيب مرتين من قبل الصواريخ الباكستانية دون أن تسقط طائرته . تعرضت طائرة أخرى من نفس النوع بقيادة العقيد طيار Alexander V. Rutskoj لصاروخين جو-جو من نوع AIM-9L Sidewinders أطلقت من طائرة F-16 باكستانية ، إلا أنها استطاعت العودة سالمة إلى قاعدتها رغم الإصابة والأضرار (الطائرة عموماُ مهيأة للطيران بمحرك واحد، إذا ما أصيب أحد المحركين) . الطائرة ذاتها تم تجديدها في جورجيا لدى مصانع تبليسي Tbilisi ، ثم عرضت في باريس العام 1989 ، وهي الآن معروضة في متحف Khodynka .

أغرب حادثه مع الطائرة Su-25 ما تعرض له الطيار الرائد Rubalov's الذي أصيب محرك طائرته وتدفق الوقود وأغرق فسحة المحرك . كابينة الطيار والعديد من أنظمة التحكم تحطمت ، وأصيب الطيار بجروح في وجهه الذي غطي بالدم ، بعدها قرر Rubalov's القيام بهبوط على بطن الطائرة belly landing ، وبعد أن نجح في ذلك وتوقفت الطائرة على الأرض ، نزل الطيار بسرعة وأخذ يجري خوفاً من انفجار الطائرة ، ولكن ذلك لم يحدث .. فعاد لها من جديد ليطفئ محركها .

هناك تعليقان (2):

  1. السلام عليكم اني احد الطيارين المدربين على سو25 انها طائرة اسناد مذهلة وقد شاركت في الحرب العراقية الايرانية وعندي اكثر من 800 ساعة طيران عليها و اذكر حصل لي العديد من الحالات الاظطرارية ومنها انطفاء المحركين عام 2002 وانا على ارتفاع 50 م وبسرعة 800كم/س فقمت بالتسلق واجراء التشغيل الجوي السريع عدة مرات لكنها لاتشتغل وكان الحادث في المنطقة الغربية من العراق وبذلك اظطررت ان احاول النزول في احدالمدارج المتروكة والذي يبعد15كم بعد انزالي العجلات اظطراريا وتقربي للمدرج اتضح لي بان المدرج قد تم اغلاقه بقطع مختلفه من المواد حتى لاتستخدمه القوات الامريكية فقررت ان اترك الطائرة لكن لاحظت هناك فسحة يمكن الهبوط عليها في هذا الوقت تم اطفاء المحارك وعند ملامستي المدرج واجهتني كتل كونكريتية فقمت بتجنبها وهكذا على شكل زكزاك الى ان تم فتح البرشوت واستخدام البريك الاظطراري والحمد لله.طيار عراقي

    ردحذف
    الردود
    1. هناك أكثر من موضوع عنها في المدونة بما في ذلك إستخدامها خلال الحرب العراقية الإيرانية (كنت طالب يومها في جامعة بغداد) .. سأضع خلال أيام موضوع عن النسخة المخصصة منها لمقاتلة الدروع .. وإن كنت لا أخفي عشقي للأمريكية A-10 .

      http://anwaralsharrad-mbt.blogspot.com/2012/08/su-25.html

      http://anwaralsharrad-mbt.blogspot.com/2013/01/blog-post_30.html

      http://anwaralsharrad-mbt.blogspot.com/2012/11/blog-post_17.html

      حذف