23‏/8‏/2012

أهمية العقبات والحواجز المانعة .

أهميــــــة العقبــــــات والحواجــــــز المانعــــــة


الصورة الأولية لأكثر العقبات obstacles والقدرة الظاهرة والاستثنائية لدبابات المعركة الحديثة لقَهرها وتجاوزها ، تعطي "انطباع مظلل وخادع" misleading impression أن هذه الموانع والعقبات المضادة للدبابات لم تعد ذات قيمة عظيمة . فعلى مدى التاريخ ، العقبات سواء الطبيعية منها أو الصناعية ، استمرت في لعب دورها الرئيس لأي خطة مضادة للدبابات . وبشكل عام هناك متطلبان أساسيان لنجاح أي من هذه العقبات : هي يجب أن تكون جزء من خطة متكاملة ، وكذلك هي يجب أن تغطى بنيران المراقبة المنظورة .العقبات الطبيعية Natural obstacles تتضمن مجاري الأنهار ، القنوات والأنفاق ، الغابات الكثيفة والبحيرات والمباني ، لكن عملياً جميع هذه العقبات تتطلب نوع من التحسين والتطوير الاصطناعي لتعزيز قابليتها المضادة للدبابات . ويذكر لنا التاريخ خطورة الثقة الزائدة التي يمكن أن تنشأ عن المناعة الظاهرة apparent impregnability للعقبات كما صور الأمر في حرب أكتوبر العام 1973 . حيث امتدت حدود إسرائيل الغربية على قناة السويس , التي شكلت مانع طبيعي بالتأثير العظيم . مع ذلك ، بدا الإسرائيليون غير راضين عن مستوى الحماية هذا ، فعمدوا على أية حال لتعزيز جانبهم من القناة مع حائط أو جدار رملي sand wall بارتفاع 15-21 م وبعرض كبير جدا ً ، مع زاوية انحدار لنحو 45-65 درجة . طول الجدار العازل بلغ نحو 160 كيلومتراً على طول قناة السويس ، باستثناء البحيرة المرة (حيث كان عبور القناة مستبعد بسبب عرض البحيرة) . الجدار الرملي والذي وصف من قبل وزير الدفاع الإسرائيلي موشي دايان بأنه "أحد أفضل الخنادق المضادة للدبابات في العالم" والدفاعات المشيدة في الموقع سميت في مجموعها بخط بارليف Bar-Lev Line وكانت رائعة التصميم في الحقيقة ، لكنها لسوء الحظ أثارت إعجاب الإسرائيليين أكثر مما أثارت خصومهم المصريين . عندما أقترح ضابط مصري برتبة رائد في سلاح الهندسة المصري استخدام خراطيم المياه ذات الضغط المرتفع high pressure hoses لجرف رمال الجدار الرملي ، مما حقق وأنجز كلتا المفاجآت الإستراتيجية والتكتيكية . الجدار الرملي ودعاماته الخرسانية كانت كفيلة كما قرر مصمموه منع وإعاقة أي وحدات مسلحة أو برمائية من الإنزال على الضفة الشرقية لقناة السويس بدون تحضيرات هندسية مسبقة . وقدر المخططون الإسرائيليون بأنه يتطلب من المصريين على الأقل 24 ساعة ، ومن المحتمل 48 ساعة كاملة لاختراق وعمل ثغرة في حائط الرمل وتأسيس جسر عبر القناة .. وهكذا ساهمت الإتكالية الإسرائيلية والاعتماد على مميزات الجدار ، في تقنين عوامل وأدوات التغطية النارية في الوقت الحرج والحاسم لهذا الموقع الدفاعي تجاه هجوم المشاة المصري في يوم السادس من أكتوبر العام 1973 . واستطاع سلاح المهندسين المصري سوية مع استخدام الأدوات التقنية البسيطة على نحو بارع ، استطاع تمهيد الطريق أمام الفرق المدرعة المصرية للعبور الآمن والتقدم في صحراء سيناء Sinai Desert .


تصور هذه الحادثة نواحي القوة والضعف في "عقلية وذهنية العائق" barrier mentality ، خصوصاً في المعركة المضادة للدبابات . النوع الصحيح والمناسب للموانع والعقبات يجب أن يكون فعال ، لكن كما عرض من قبل المصريين ، ليس كل ترتيب يمكن أن يكون فعال ومؤثر كلياً . فالمانع أو الحاجز يجب أن يراقب ويحمى كأي موقع دفاعي آخر وبجميع الوسائل المتاحة . إن إنشاء وتكوين العقبات الاصطناعية والمفتعلة artificial obstacles كجزء من خطة الدفاع المضادة للدبابات هي الشغل الشاغل لجميع أفراد سلاح الهندسة في الجيوش النظامية ، في الوقت الذي حتى العقبات الطبيعية natural obstacles تحتاج إلى شكل من أشكال التحسين والتطوير لزيادة تأثيرهم . إن الشكل الأكثر بدائية من العوائق والعقبات هو الخندق المضاد للدبابات anti-tank ditch ، لكن هذا الشكل البسيط جداً من العوائق يبدو حالياً مرفوض ومستبعد كأحد أسلحة الحرب الحديثة من قبل العديد من جيوش العالم المتقدمة . الإسرائيليون على أية حال ، استخدموا الخنادق المضادة للدبابات بالتأثير الأعظم على مرتفعات الجولان Golan Heights في حرب أكتوبر 1973 . هم حفروا خندق طويل لمسافة نحو 55 كلم ، بعرض 10-12 م وعمق 4 م عبر الهضبة المفتوحة التي تمتد من الجبل الشيخ Mount Hermon في الشمال إلى منطقة الرفيد‎ في الجنوب . وعلى الرغم من بساطة المفهوم ، إلا أن الخندق أثبت جدواه ، واضطرت الدبابات السورية المهاجمة للاستعانة بالعمليات الخاصة لإنجاز عملية عبور الخندق واستخدام الجسور المحمولة متعددة الطبقات bridge-layers . نحو 1,700 دبابة سورية هاجمت القوة المدرعة الإسرائيلية المدافعة عن الجولان والمجهزة بعدد 175 دبابة Centurion وM48 (هذه القوة كانت ضرورية للاحتفاظ بخط الدفاع حتى وصول الاحتياطيات) . وعلى الرغم من ضراوة الهجوم ومباغتته الإسرائيليون ، إلا أن هؤلاء ضلوا ثابتين في العديد من المواقع ، كما عبر السوريون الخندق بالتأكيد في العديد من الأماكن ، لكن الكلفة والخسائر في الدبابات والأطقم وربما الأهم من ذلك "الوقت" time ، حتى كانت النهاية بنتائج مدمرة . وفي الوقت الحالي يتم تجهيز وتأمين سلاح المهندسين engineer corps بالكثير من المعدات لمساعدتهم في تهيِئة وإنشاء العقبات . مثل هذه المعدات تتضمن الجرارات مدرعة armoured tractors ، الحفارات كبيرة الحجم عالية التحمل heavy-duty diggers ، ويمكن اللجوء وسحب العديد من العربات الثقيلة مباشرة من قطاع البناء المدني .

هناك تعليقان (2):

  1. هل هناك تصاميم خاصة بالخنادق المضادة للدبابات من نوع t72 .. يعني الأقخاخ التي يمكن ان توقف هذه الدبابة ..؟؟

    ردحذف
    الردود
    1. العقبات obstacles القادرة على منع عبور دبابات المعركة الرئيسة يمكن تحديدها وتصنيفها بشكل عام كالتالي :

      (1) أغلب دبابات المعركة الرئيسة غير قادرة علي تخطي عائق رأسي يزيد ارتفاعه عن 1.5 م في حالة الأرض الصلبة firm ground ، أو 2 م في حالة الأرض اللينة والأكثر نعومةsofter ground .

      (2) أي منحدر مائل Steep slope بزاوية ميل أكبر من 30-35 درجة مع طول لأكثر من 12 م يعتبر عائق أمام حركة أغلب دبابات المعركة ، وهو ما يجعل الدبابة هدف سهل وأكثر عرضة للمشاغلة عن طريق مضادات الدروع أثناء التسلق .

      (3) بالنسبة للخنادق المخصصة كمضادات للدبابات والمعدة حسب الطلب anti-tank ditches ، فهذه يجب أن يكون لها عمق أدنى لا يقل عن 1.5 م في الأراضي الصلبة والقاسية ، أو 2 م في الأراضي الرخوة والناعمة ، كما يجب أن لا يقل عرض الخندق عن 3 م . ولجعل أمر العبور والتجاوز أكثر صعوبة ، يوضع حاجز أو كتلة صلبة في الجانب الآخر للخندق بارتفاع 1.2 م علي الأقل لمنع الدبابات من العبور أو محاولة التسلق .

      حذف