23‏/9‏/2020

الذخيرة الخارقة للدروع لسبطانات المدافع ملساء الجوف.

البدايـــة التاريخيـــة لهـــا كــانت مـن ألمانيــا النازيــة 

الذخيــــرة الخارقــــة للــــدروع لسبطانــــات المدافــــع ملســــاء الجــــوف 

أبحاث تطوير المقذوفات الخارقة للدروع المثبتة بزعانف النابذة للقبقاب APFSDS التي تطلق من سبطانات مدافع الدبابات ملساء الجوف smooth-bore guns، بدأت في ألمانيا خلال الحرب العالمية الثانية، لكنها بوشرت جدياً أثناء الخمسينات في كل من الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي. في الولايات المتحدة قرار أتخذ في العام 1954 لإنتاج مدافع دبابات ملساء الجوف من عيار 90 و105 ملم، لكن أي من هذه الأسلحة لم يطور بنجاح. هم تبعوا بعد ذلك بسلاح واعد جداً من نفس النوع عيار 120 ملم، لكن مرة أخرى توقف العمل في العام 1961 بعد قرار الجيش الأمريكي تسليح دباباته بالصواريخ الموجهة guided missiles بدلا من المدافع عالية السرعة.. على العموم، المقذوفات الأمريكية المبكرة من هذا النوع التي أطلق عليها T320، استخدمت مع المدفع أملس الجوف T208 عيار 90 ملم المثبت على الدبابة T95. كان للخارق penetrators في هذه القذائف نسبة طول/قطر منخفضة آنذاك، حيث تذكر بعض المصادر أن قطره بلغ 37 ملم. 


في ذلك الوقت الخوارق كانت ما تزال تصنع من كربيد التنغستن tungsten carbide، الذي لم يكن يسمح بنسبة طول/قطر مرتفعة بسبب هشاشته المرتفعة brittleness، فلم يكون مناسباً لتصنيع هذا النوع من الذخيرة. رغم ذلك استطاعت هذه المقذوفات تحقيق سرعة فوهة بلغت 1525 م/ث، وهي أعلى بكثير من تلك المتحققة بالقذائف المعاصرة نوع APDS. في بداية الستينات أستطاع المدفع الأمريكي Delta من عيار 120 ملم، إطلاق مقذوفات APFSDS بسرعات أعلى، بلغت 1675 م/ث. ولكن كان لا يزال لخوارق هذه القذائف نسب منخفضة من معادلة الطول/القطر، بلغت نحو 8/1. مع ذلك هي كانت قادرة على تحقيق اختراقات لنحو 300 ملم في الفولاذ عند زاوية اصطدام طبيعية من مسافة 1920 م والتي عرضت تفوق مقذوفات APFSDS على منافستها APDS. وتتفاوت سرعات مقذوفات APFSDS الحديثة بين المنتجين، وتتراوح عموماً ما بين 1500-1800 م/ث، وتسير القباقيب بسرعة مماثلة تقريباً عند مرحلة الافتراق والانفصال separation، وقد يصل مدى سقوطهم لعدة مئات من الأمتار، مما قد يلحق إصابات خطيرة بأفراد القوات الصديقة المرافقة إذا كانت على نفس محور رمي المدفع. 

الجيش السوفييتي كان أكثر إصراراً وديمومة في عمله على تطوير مدافع الدبابات ملساء الجوف smooth-bore guns، حيث بوشرت أعمال البحث في العام 1956 وتم تبني المدفع U-5T عيار 115 ملم لصالح الدبابة T-62 التي دخلت حيز الإنتاج الكمي العام 1962. وعلى النقيض من ذلك، لم يتبنى الجيش الأمريكي المدافع ملساء الجوف حتى العام 1981 وإن كان أحرز تقدم كبير في تطوير الذخيرة APFSDS المطلقة من المدافع المحلزنة باستخدام أطواق القيادة الإنزلاقية. الذخيرة السوفييتية APFSDS التي أطلقت من الدبابة T-62 كانت نسخة مماثلة تقريباً لذخيرة Peenemunde Arrow التي طورت في ألمانيا خلال الحرب العالمية الثانية لصالح المدفعية بعيدة المدى. هذا النوع من الذخائر السهمية الذي طور في مختبرات البحث والديناميكيا الهوائية الألمانية في مدينة Peenemunde خلال السنوات 1942-1945، كان يطلق مقذوفات أشبه بالنبل أو السهم dart-like، صممت بشكل رئيس للاستخدام مع قطع مدفعية الجيش الألماني القياسية ذات السبطانات الملساء.

البداية السوفييتية مع المدافع ملساء الجوف كانت مع السلاح T-12 المضاد للدبابات من عيار 100 ملم والذي أدخل الخدمة العام 1955 لاستبدال مدفع آخر مماثل في العيار هو BS-3 لكن مع سبطانة محلزنة. المدفع T-12 كان مع قابلية اختراق جيدة للدروع بلغت نحو 215 ملم على مسافة 1000 م بالمقارنة إلى 170 ملم فقط مع نظيره الأسبق BS-3. وعندما سمع رئيس الوزراء السوفييتي آنذاك " نيكيتا خروشوف" Nikita Khrushchev بهذا الأمر، طلب تثبيت سلاح مماثل على الدبابة الجديدة T-62 يستخدم نفس طلقات المدفع T-12. على أية حال، المشكلة في استخدام ذخيرة المدفع T-12 كانت تتركز على طولهم الكبير والبالغ 1200 ملم، مما أحدث تقييدات في عملية التحميل بسبب محدودية قياسات كوات سقف البرج. أضف لذلك، في نهاية الخمسينات ظهرت في الغرب مدافع دبابات بقطر أكبر، لذا كان هناك حاجة ماسة لدبابة جديدة مع مدفع بقطر أكبر. هكذا، باشر مصنع المدفعية رقم 9 العمل على تطوير مدفع دبابة حديث أملس الجوف من عيار 115 ملم حمل التعيين U-5TS أو التعيين الرسمي 2A20، ليدخل السلاح الجديد الخدمة العام 1959 على الدبابة المتوسطة T-62.


9‏/9‏/2020

صيانة دبابات الجيش العراقي المتقادمة من نوع T-72.

صيانــة دبابــات الجيــش العراقــي المتقادمــة مــن نــوع T-72 

Image

تعمل فرق الدعم في الجيش العراقي جاهدة على إعادة تأهيل عدد من الدبابات المتقادمة من أمثال T-72 وغيرها والمركونة في مقبرة معسكر التاجي. هذه الدبابات هي من مخلفات الحروب السابقة حيث تجري فرق الصيانة إعادة صيانة وطلاء هذه الدبابات من إجل إدخالها للخدمة من جديد مع الفرق المدرعة العراقية، وتحديدا الفرقة المدرعة التاسعة.

قصة العراقيين مع هذه الدبابة تعود في الأصل للعام 1976، عندما قرر وزير الدفاع السوفيتي آنذاك "دمتري أستينوف" Dmitriy Ustinov تخصيص T-72 كدبابة التصدير القادمة لزبائن السوفييت بدلاً من الدبابة T-62، وبشكل خاص لشركاء حلف وارسو Warsaw Pact. وفي العام 1977 قام أستينوف بزيارة الهند لتوقيع اتفاقية تمهيدية لبيع هذا البلد الآسيوي عدد 5000 دبابة من نوع T-72 وكذلك المساعدة في إنشاء مصنع لإنتاج هذه الدبابة. في النهاية، هذه الصفقة لم تكتمل في الموعد المحدد بسبب تغيرات سياسية في الهند، لكنها في نفس الوقت عجلت من عملية تهيئة T-72 لأسواق التصدير export market. دبابة التصدير الأولى T-72 صنعت العام 1975 في شركة الصناعات الثقيلة أورال فاغون Uralvagon وحملت التعيين الداخلي Object 172M-E، حيث يرمز الحرف E لنسخة التصدير Export (بالروسية Eksportniy)

وفي الوقت الذي كانت فيه الصفقة الهندية قيد المناقشة، الحكومة السوفيتية كانت أيضاً تجري مفاوضات وتشجع بولندا وتشيكوسلوفاكيا للبدء بإنتاج الدبابة T-72 بترخيص license production. وبالفعل، كلا البلدين قاما بشراء أعداد قليلة من الدبابة، سلمت في العام 1977، وبعدها تم توقيع أولى هذه الاتفاقات في العام 1978. إنتاج النسخة التصديرية لدبابة T-72 والخاصة بنموذج العام 1975 بدأ في بولندا لدى مصنع شركة "بومر لابيدي" Bumar Labedy في شهر يوليو العام 1982. هذا المصنع كان ينتج في السابق الدبابات T-54A وT-55. 

البولنديين قاموا بتصدير الدبابة T-72 إلى دول العالم النامي في الثمانينات، على الأخص للزبائن التقليديين بضمن ذلك سوريا وليبيا والهند والعراق. في الحقيقة العراق كان زبون رئيس للدبابات البولندية من نوع T-72M وT-72M1، والعديد من هذه الدبابات التي جرى مصادفتها في عملية عاصفة الصحراء كانت في الحقيقة من صناعة تلك الدولة.

Image

Image

Image

Image

Image

Image

Image 

تلفون المشاة في الدبابة الأمريكية أبرمز.

تلفــون المشــاة فــي الدبابــة الأمريكيــة أبرامــز

صور لأحد تجهيزات الدبابة الأمريكية Abrams والتي أظهرتها الحاجة خلال القتال في التضاريس الحضرية وهو تلفون المشاة Infantry phone. التجهيز عبارة عن أداة للتواصل بين الجنود المرافقين للدبابة وقائدها من أجل توجيه النيران خلال القتال في التضاريس الحضرية urban environments والتي تشوبها عادة الضوضاء والصخب العالي. التجهيز قدم أولا لصالح الدبابة M1A1 (العام 2006 خلال العمليات في العراق) حيث جرى تثبيته في مؤخرة هيكل الدبابة جهة اليمين وهو عبارة عن صندوق يحوي سماعة سلكية وأدوات التحكم الخاصة بالتجهيز. 

دليل الجيش الأمريكي يعرف العمليات في التضاريس الحضرية (يطلق عليها اختصاراً MOUT) على أنها جميع الأعمال العسكرية التي يخطط لها وتجري على التضاريس التي تضم بناء وإنشاءات صناعية بحيث هي تستطيع التأثير على الخيارات التكتيكية المتاحة للقادة في أرض المعركة. هذه العمليات تجري لهزيمة ودحر العدو الذي يختلط مع المدنيين ويتحصن بالإنشاءات والتراكيب الصناعية. لذا، قواعد الاشتباك engagement rules واستعمال قوة النار تكون أكثر تقييداً وتحديداً مقارنة بظروف القتال الأخرى الأكثر إفراطاً في استخدام القوة.

Image

Image

6‏/9‏/2020

تطوير دروع الدبابات التركية من نوع Leopard 2A4.

 رئاسة صناعة الدفاع التركية تعلن عن نجاح الاختبارات النهائية لتأهيل ودمج حزمة الدروع التي طورتها شركة "روكتسان" ROKETSAN لصالح دبابات Leopard 2A4 التي تخدم في الجيش التركي.

Image

Image

Image

Image



4‏/9‏/2020

دونباس .. خسائر الدبابات الأوكرانية خلال الحرب الأهلية.

 دونبـــاس .. خسائـــر الدبابـــات الأوكرانيـــة خـــلال الحـــرب الأهليـــة

دراسة تم إعدادها بعد مرور بضعة أشهر على الحرب الأهلية في منطقة "دونباس" Donbass والتي عرفت كذلك بحرب شرق أوكرانيا (بداية الصراع كان في 6 أبريل العام 2014) بين القوات الأوكرانية من جهة والانفصاليين الموالين لروسيا من جهة أخرى. الدراسة تناولت أسباب تهاوي ودمار الدبابات الأوكرانية والخسائر الجدية serious losses التي تعرضت لها العربات خلال هذا الصراع!! فطبقاً لأحد المواقع الأوكرانية المتخصصة في خسائر الدروع (LostArmour) فإن كلا جانبي النزاع فقدا العشرات من الدبابات والعربات المدرعة الأخرى، وأن الجزء الأكبر من هذه الخسائر كان من نصيب الجانب الأوكراني. الدبابات الأوكرانية التي شكلت الجزء الأهم من القوات الأرضية للبلاد، ظهرت من بداية النزاع بصورة غير مرضية تماماً unsatisfactory condition، حيث ساهمت العديد من العناصر الرئيسة وبشكل مباشر في تخفيض الاستعداد القتالي لهذه الدبابات.

طبقاً لبيانات وزارة الدفاع الأوكرانية التي أعلنت في مرحلة لاحقة وبشيء من التفصيل عن خسائرها المدرعة خلال الفترة من العام 2014 وحتى النصف الأول من العام 2016، فقد ذكرت أنها في السنتان الأولى من القتال، عدد 2576 دبابة معركة، ناقلة جنود مدرعة، عربة مشاة قتالية وغير ذلك من الآليات تلقت أضرار بنسب متفاوتة. من ذلك، عدد 391 وحدة لا يمكن إعادتها للخدمة not recoverable، أو بكلمات أخرى كانت مدمرة بالكامل. أغلب الخسائر كانت في عربات المشاة القتالية IFV (جرى تسجيل عدد 1415 وحدة متضررة في المجمل، منها 214 مدمرة بالكامل). كان هناك تقريبا ثلاث مرات أقل في عدد خسائر الدبابات (عدد 519 متضررة في المجمل، منها 79 مدمرة بالكامل). عدد أقل من الخسائر بين ناقلات الجنود المدرعة APC (عدد 439 متضررة في المجمل، منها 68 مدمرة). أيضاً كان هناك عدد 173 عربة مدرعة أخرى متضررة خلال المعارك، منها 30 عربة دمرت بالكامل. ومما يمكن ملاحظته هو أن معظم أضرار العربات كانت ناتجة عن ضربات أنظمة المدفعية متعددة الفوهات ومدافع القوس ومدافع الهاون (في المجموع، عدد 1159 عربة مدرعة أعطبت بنيران هذه الأنظمة)، في حين نحو 350 عربة مدرعة أعطبت بالألغام الأرضية landmines ومتفجرات الطريق المرتجلة IED. في المرتبة الثانية لمسببات الأضرار، جاء دور أسلحة المشاة المضادة للدروع والتي ألحقت خسائر كبيرة في العربات الأوكرانية أثناء المعارك. الانفصاليين تسلحوا بقاذفات كتفية وأسلحة أخرى خفيفة مضادة للدبابات، مما نتج عنه إعطاب عدد 438 وحدة مدرعة. عدد 361 من وحدات العربات المدرعة استلمت أضرار شديدة من مدافع دبابات العدو وعربات المشاة القتالية. عدد 355 وحدة مدرعة أوكرانية تعرضت للضرر نتيجة الألغام الأرضية ومتفجرات الطريق المرتجلة. عدد 283 وحدة مدرعة أخرى أتلف بواسطة أنظمة الصواريخ الموجهة المضادة للدبابات ATGM. أغلب هذه الخسائر حدثت أثناء القتال العنيف للسيطرة على مطار "دونتسك" Donetsk وفي منطقة "ديبالتسيفي" Debaltseve (بشكل عام، خسائر العربات المدرعة في الأشهر من يوليو وحتى سبتمبر العام 2014 مثلت نحو 44% من إجمالي الخسائر خلال الفترة من 2014 إلى النصف الأول للعام 2016).

في الحقيقة منظر الدبابات التي دمرت من قبل المقاومة الشعبية كان غالباً مشهد فظيع، ومعظم أبراج الدبابات والهياكل تعرض للتلف والأضرار البالغة بعد أن نُزعت عن بعضها البعض. وأحيانا تعرضت هذه الهياكل الملحومة للتمزق tearing بالمعنى الحرفي للكلمة وتبعثرت أجزاءها للخارج. مثل هذه المظاهر المعهودة في التصاميم سوفييتية الأصل وكما شوهد في العديد من ساحات النزاع، كانت ناجمة على الأرجح عن إيقاد وانفجار مخزون الذخيرة الداخلي. شحنات الدافع Propellants وكذلك شحنات المقذوفات الخاصة بالسلاح الرئيس تعرضت للانفجار وأهلكت بالنتيجة طاقم الدبابة بشكل مأساوي. لقد تسببت تقنية التصميم العتيقة في حرمان الطاقم من أي فرصة للهروب بعد أن مُزقت الدبابة إلى أجزاء غير متناسقة. النموذج الأكثر وضوحاً لخسائر الدرع الأوكراني شوهد من خلال دبابات المعركة من نوع T-64BM Bulat التي تركت في أرض المعركة وبدا صعوبة تجاوز أضرارها أو إعادتها ثانية للخدمة.

الدراسة تناولت جملة من الأسباب وراء المشاهد المريعة للدبابات الأوكرانية المدمرة، ووضعت إحدى الفرضيات المحتملة والتي تحدثت بإسهاب عن "ذخيرة دون المستوى" sub-standard ammunition كما ذكر أحد الاختصاصيين المعروفين في هذا المجال، والذي أشار بوضوح لاحتمالية كونها (ذخيرة الدبابة المستخدمة) أحد الأسباب الرئيسة وراء تحصيل هذه الأضرار الحادة في البناء الهيكلي والتركيبي structural damage للدبابات الأوكرانية. فمعطيات وخصائص الذخيرة، كشحنات الدافع وشحنات المقذوفات ذاتها، محكومة بفترة تخزين محددة تضمن سلامتها وجودتها. وبعد تجاوز فترة التخزين المقررة storage period، هذه الذخيرة تتعرض لتبدلات وتغيرات كيميائية ينتج عنها تدهور ملكياتها وخواصها التفاعلية، وبالتالي هي تتسبب في تحولات حادة في منهج القذف الداخلي internal ballistics أثناء عملية الإطلاق. ففي حالة مساحيق الدافع 4Zh40 المستخدمة لإطلاق المقذوفات، نجد أن تجاوز زمن التخزين يتسبب في حدوث تقلبات ملحوظة في نمط وسلوك الاحتراق combustion behavior، وبالنتيجة انحراف أعظم في درجات الطاقة المحررة وكمية الغازات المشكلة (يتركز تصنيعها على مسحوق البيروكسيلين pyroxylin القابل للاحتراق بالكامل والذي يمتلك طاقة انفجار ثابتة أعلى من مسحوق البارود لنحو 2-3 مرة، خصوصاً مع اشتماله على نسبة مرتفعة من النيتروجين تبلغ تقريباً 12.5%). عموماً، الجيش الأوكراني لم يستلم ذخيرة دبابات جديدة خلال 25 سنة الماضية، باستثناء الصواريخ الموجهة المضادة للدروع.

ولإثبات صحة فرضيته، لجأ أحد الاختصاصيين الأوكران ويدعى أندريه تاراسينكو Andrei Tarasenko لبحث علمي عنوانه "دراسة تجريبية حول عمر سبطانات المدافع الملساء" أعد من قبل مجموعة خبراء وباحثين في الجامعة التقنية الوطنية KhPI في مدينة كاركيف Kharkiv (تأسست العام 1885 وهي الجامعة العلمية الأكبر والأقدم في شرق أوكرانيا) ونشرت نتائج البحث العام 2011 في مجلة الجامعة. هدف الدراسة وجه نحو تحرى مستويات اهتراء وتآكل سبطانات المدافع الملساء barrel wearing الخاصة بدبابات المعركة الشرقية والتي تستخدم غالباً ذخيرة متنوعة مختلفة الطاقة. الاختبارات التجريبية للبحث أنجزت بالتعاون مع مكتب تصميم الآلات موروزوف KMDB (شركة مملوكة للدولة الأوكرانية ومسئولة عن تصميم العربات المدرعة، بضمن ذلك الدبابات T-80UD وT-84 بالإضافة إلى المحركات ذات الاستخدام العسكري)، حيث أجريت عمليات إطلاق نار حيه باستخدام ثلاثة سبطانات مدافع. الذخيرة التي استخدمت في التجارب كانت من النوع المخترق للدروع النابذ للكعب المستقر بزعانف APFSDS، وهي من نفس الدفعة التي أنتجت قبل 22 سنة وكانت قيد التخزين. بيانات الاختبار جمعت ودمجت مع مقذوفات أخرى جرى إطلاقها مع عمر تخزين بلغ 9 سنوات فقط. وبعد استيفاء كامل البيانات والتحليل العلمي الدقيق، جاء خبراء كاركيف إلى الاستنتاجات المثيرة interesting conclusions. فقد وجد هؤلاء أنه خلال احتراق شحنات الدافع التي امتدت فترة تخزينها حتى 22 عاماً (تجاوزت فترة التخزين المحددة بنحو 12 سنة) فإن الضغط الأقصى maximum pressure في تجويف سبطانة السلاح نما وتزايد لنحو 1.03-1.2 مرات وعلى هيئة مزيد من الطاقة المحررة. علاوة على ذلك، الحسابات أظهرت أن استخدام مثل هذه الذخيرة المتقادمة سوف يزيد اهتراء وتآكل سبطانة السلاح بشكل ملحوظ لنحو 50-60%. وفي الأساس، فإن البناء الهيكلي للذخيرة السوفييتية/الروسية الخارقة للدروع النابذة للكعب عانى من بعض عيوب ونواقص التصميم التي سببت الضرر الأكبر لتجويف سبطانة المدفع مقارنة بأنواع الذخيرة الأخرى.

بدائل وأفكار أخرى لتطوير أداء مدافع الدبابات .

 بدائــــــل وأفكــــــار أخــــــرى لتطويــــــر أداء مدافــــــع الدبابــــــات

التوجه نحو زيادة العيار وبالتالي تحقيق طاقة فوهة أعلى رافقته العديد من المعضلات التقنية والعملياتية ، ربما كان أبرزها صعوبة تناول وحمل ذخيرة هذه الأسلحة بسهولة نسبية . فذخيرة العيار 140 ملم التي ظهرت في الغرب بعض نماذجها ، كانت كبيرة وثقيلة جداً للتداول اليدوي ، حيث تراوح وزن القذيفة ما بين 38-40 كلغم ، وطولها بلغ نحو 1.5 م . لذا كان لابد من البحث عن بعض الحلول الناجعة ، أحدها كان باعتماد أنظمة التلقيم الآلي auto-loading . لكن دراسات أكثر طموحاً كانت تتحدث في إحداها عن استبدال شحنات الدافع الصلبة التقليدية solid propellant بأخرى من النوع السائل liquid propellants . هذا النوع من شحنات الدافع كان يمكن أن يوصل من حاوياته الخاصة بواسطة أنابيب مباشرة إلى عقب المدفع . ففكرة عمل هذا النوع من الدوافع قائمة على حقنه مباشرة في حجرة احتراق السلاح لتتولى شرارة كهربائية بعد ذلك مهمة إشعاله وتحويله إلى غازات عالية الضغط ، تدفع المقذوف للخارج من فوهة السلاح بسرعة مرتفعة جداً . في نفس الوقت ، ظهرت ميزة الكثافة الأعظم للدوافع السائلة وكذلك الأفضلية النسبية لاعتماد عناصر الشكل وموقع حاويات التغذية لانجاز تخفيضات هامة ومجزية في السعة الداخلية internal volume للدبابات وبالتالي في حجمهم وذلك مقارنة باستخدام شحنات الدافع الصلبة التقليدية . أيضاً شحنات الدافع السائلة عند تجربتها ، كانت منعدمة الدخان تقريباً مما خفض عملياً من فرص رصد وكشف مصدر النيران . 

الاختبارات أظهرت أيضاً أن استخدام هذا النوع من الشحنات يزيد من معدل ووتيرة النيران لنحو 2-3 مرات مقارنة بالدوافع الصلبة . كما أمكن معها تعديل مدى الرمي ، ليس عن طريق خفض أو رفع زاوية السلاح فحسب ، بل عن طريق تعيين كمية أو جرعة الشحنة السائلة عند الإطلاق .. تطوير شحنات الدافع السائلة والمدافع العاملة بها بدأت أواخر الأربعينات في الولايات المتحدة الأمريكية ، وذلك بالاستفادة من التقدم الذي أحرزه الألمان خلال الحرب العالمية الثانية في تطبيق الدوافع السائلة لمحركات دفع وتسيير صواريخهم البالستية . الاختبارات الأمريكية قادت لتطوير مدفع تجريبي من عيار 90 ملم يعمل بحشوة دفع سائلة ، وأجريت التجارب عليه أولاً العام 1951 . لكن النتائج التي تم الحصول عليها وكذلك الأمر مع دوافع سائلة أخرى لمدافع أكبر قطراً وبحدود 120 ملم أظهرت أداء متذبذب ومتباين ، لدرجة أن الدافع السائل لم يعرض أي فائدة رئيسة في الأداء مقابل الدوافع الصلبة . علاوة على ذلك ، شحنات الدافع السائلة المستخدمة في المدافع المبكرة العاملة بهذه التقنية ، كانت تتصف بأنها شديدة التآكل والسمية highly corrosive/toxic ، مما تطلب معالجة خاصة للتناول . لذا لم يكن من المستغرب بعد العديد من الدراسات البحثية والاختبارات التي أجريت منتصف الستينات في الولايات المتحدة على المدافع العاملة بالدوافع السائلة أن تنتهي دون نتيجة مثمرة .

مصير مماثل واجه العمل على مدافع بشحنات دافع سائلة في بريطانيا. الجهد البريطاني بدأ في العام 1952 ، وبعد مرور سنة تقريباً هو قاد إلى صناعة مدفع تجريبي مستند على نسخة مدفع دبابات معاصر من عيار 83.8 ملم . هذا المدفع استخدم حمض النتريك الدخاني الأحمر HNO3 كجزء من مزيجه الدافع والذي كان بطبيعة الحال مادة كيميائية شديدة التآكل والحت Corrosive Chemicals ، مما ساهم آنذاك بشكل مثير في تبديد الأفكار حول الأسلحة بشحنات الدافع السائلة التي ستسلح دبابات المستقبل . مع بداية السبعينات تجدد الاهتمام الغربي بشحنات الدافع السائلة ، عندما طورت القوة البحرية الأمريكية دافع سائل أحادي monopropellant لصالح الطوربيدات ، الذي بالإضافة إلى كثافته العالية ، هو عرض مميزات رائعة ، مثل سمية أقل low toxicity ، قابلية اشتعال أدنى low flammability واستعداد أو ميل أكثر انخفاضاً نحو الانفجار . محاولة عمل أنجزت خلال منتصف السبعينات لاستغلال واستثمار ملكيات الدافع السائل الأحادي الجديد في التحميل الحجمي عالي السرعة bulk-loaded high-velocity لصالح مدفع من عيار 75 ملم مع دافع سائل والذي بدوره شكل جزء من برنامج أمريكي لتطوير العربات خفيف الحركة . لكن هذه المبادرة أيضاً واجهت مصاعب تقنية وانتهت بنتائج كارثية . الاهتمام وجه بعد ذلك نحو استعمال تقنية الدافع السائل الأحادي في المدافع العاملة بشحنات سائلة مع الحقن أو التغذية المتجددة regenerative injection أثناء دورة الاحتراق ، التي بدأت فيها العمل شركة جنرال إلكتريك في الولايات المتحدة العام 1973 . وفي العام 1977 وصل هذا العمل لمرحلة متطورة مع تقديم المدفع التجريبي العامل بشحنات دافع سائلة من عيار 105 ملم ، ثم بعد ذلك بعشرة سنوات بدأت دراسات استعمال المدافع العاملة بشحنات سائلة مع التغذية المتجددة في الدبابات . على أية حال ، هذه الدراسات أهملت في العام 1991 لأن الجيش الأمريكي وصل إلى قناعة مفادها أن تلك الدوافع السائلة قد تكون أكثر ملائمة إلى سلاح المدفعية منها إلى مدافع الدبابات .

اللوكلير الإماراتية تغوص في الوحل !!

 صورت ظهرت على الشبكة تعرض دبابة Leclerc إماراتية وهي غائصة في الوحل !! حسب بعض التعليقات المرفقة مع الصور فإن قائد الدبابة أراد إختبار قدرة الدبابة على الخوض في بركة طينية واعتقد أن الأمر سهل الإنجاز خصوصا وأن الوحل لم يكن بالعمق الكبير !!! لكن الرياح جرت بما لا تشتهي السفن وغرزت الدبابة في مكانها، مما تطلب إستدعاء عربة دعم لإخراج الدبابة من الوحل !!! جدير بالذكر أن النسخة الفرنسية من الدبابة مجهزة بمحرك ديزل يحمل التعيين V8X-1500 وهو ذو ثمانية اسطوانات بتقنية "سورالمو هايبربار" Suralmo hyperbar مع قوة خرج حتى 1500 حصان. أما النسخة الإماراتية من الدبابة فهي مجهزة بمحرك ألماني من نوع MTU 883 وهو مع ناتج خرج أقصى حتى 1500 حصان متري.   

جيوش الرمال !!! كيف تدير العقلية العربية شؤون الحرب !!

 

أكثر من كتاب غربي صدر في الماضي وهو يتحدث عن الجيوش العربية وكيفية إدارتها لشؤون المعركة وأسباب النكسات والهزائم التي منيت بها هذه الجيوش خلال العقود الماضية وحتى وقت قريب، إلا أن كاتب متخصص بالشأن العربي ألف كتابين حول نفس المضمون !! من نتحدث عنه هو الكاتب الأمريكي "كينيث بولاك" Kenneth M. Pollack الذي عمل في السابق كمحلل عسكري في وكالة المخابرات المركزية الأمريكية وأيضاً كمدير لشؤون الخليج العربي في مجلس الأمن القومي. الرجل وبحكم عمله كان مقرب من قيادات وزارة الدفاع الأمريكية التي شاركت بشكل أو بآخر في الخطيط والمشاركة في حروب الشرق الأوسط وهو على دراية كاملة بتفاصيل الوضع العسكري والسياسي والإجتماعي العربي !!

العـــرب فــي الحـــرب.. التأثيــر العسكـــري 1948-1991

1599031512197.png

رابط تنزيل الكتاب :

https://mirknig.su/knigi/military_history/385810-arabs-at-war-military-effectiveness-1948-1991.html

الكتاب الأول لكينيث بولاك صدر العام 2004 وأسماه "العرب في الحرب.. التأثير العسكري" Arabs at War: Military Effectiveness, 1948-1991 وتناول فيه بشكل نقدي أداء ستة جيوش عربية هي مصر، العراق، الأردن، ليبيا، العربية السعودية، وسوريا !! الكتاب الثاني والذي هو مدار إهتمامنا هنا صدر العام 2019 وحمل وصف وتفاصيل أكثر دقة وشمولية مما سبق، سماه كينيث "جيوش الرمال" Armies of Sand !! الكاتب تناول الأداء القتالي لخمسة عشر جيش عربي وقواتهم الجوية في عمليا جميع حروب الشرق الأوسط !!! الكتاب حافل بالتفاصيل عن التنظيم العسكري للجيوش العربية المختارة وهو للأمانة حافل بإسقاطات القيادات العسكرية العربية وحقيقة إنجازتها في المعارك التي خاضتها منذ نهاية الحرب العالمية الثانية وحتى الآن !!!!

جيــــــــــــــــــوش الرمــــــــــــــــــــــال

1599031320168.png

رابط تنزيل الكتاب :

https://mirknig.su/knigi/military_history/392464-armies-of-sand-the-past-present-and-future-of-arab-military-effectiveness.html

3‏/9‏/2020

نتائج مخيبة للأمال لأداء الدبابات الروسية.. منتدي الجيش 2020 !!

 نتائج مخيبة للأمال لأداء الدبابات الروسية.. منتدي الجيش 2020 !!

1598371349930.png

تتحدث المصادر الروسية عن نتائج مخيبة للآمال لدقة نيران بعض دباباتها الرئيسة خلال العرض العسكري الأخير في منتدي الجيش 2020 !! فمن أصل 16 مقذوف صاروخي موجه تم إطلاقهم من دبابات روسية مختلفة، فقط 8 صواريخ أصابت أهدافها !!! عمليات وشروط الإطلاق كانت أكثر من مثالية حيث الأهداف كانت ثابتة وكذلك الدبابات كانت في وضع التوقف !!!! أسباب الإخفاق مجهولة لكن بالنسبة للصاروخ المستخدم في عمليات التسديد فقد كان من النوع Refleks أو التسمية الغربية sniper AT-11 (القناص) وهو الوريث الشرعي للمنظومة السابقة 9K112 Cobra التي كانت تجهز الدبابات T-64B وT-80B.

1598371541385.png

بدأ العمل على مشروع هذا النظام العام 1970، وفي العام 1985 أختبر الصاروخ بنجاح وأدخل الخدمة على بعض نسخ الدبابات T-80، ثم ما لبث في العام 1992 أن ادخل الخدمة على الدبابات T-90. النظام يتكون من مقطعين رئيسين، الصاروخ الموجه ويطلق عليه 9M119، في حين يطلق على الجزء الخاص بقذف الصاروخ خارج فوهة المدفع والمشتمل على شحنة الدافع أسم 9Kh94، أما القذيفة بالكامل فتحمل التعيين 3UBK20. يستخدم هذا النظام تقنية التوجيه بركوب شعاع الليزر بدلاً من التوجه الراديوي الذي استخدم مع المقذوف السابق كوبرا، حيث أمكن تذليل وتقليص الكثير من عوائق التوجيه والاستخدام، بالإضافة إلى التعقيدات التقنية لعمليات التصنيع وسهولة الصيانة والإدامة. المدى العملياتي للصاروخ Refleks يتراوح بين 100-5000 م يقطعها خلال 17 ثانية (للمقارنة، الصاروخ الأمريكي TOW يقطع مداه الأقصى البالغ 3.750 م خلال 22 ثانية).

1598371566848.png

نتائج إطلاق الصاروخ الموجه Refleks كانت كالتالي:

- الدبابة T-90A : في الدقيقة 27:14 أطلقت الدبابة صاروخ أصطدم بالأرض قبل بلوغ الهدف !! تم إطلاق صاروخ آخر لكن لم تظهر النتائج ويبدو أنه أخفق هو الآخر في إصابة هدفه !! الرمية الثالثة أصابت الهدف. خطآن من أصل ثلاثة إطلاقات !!!!

- الدبابة T-80U : في الدقيقة 36:20 سبطانة المدفع كانت تهتز بشدة !!! عندما أطلقت الدبابة الصاروخ بإتجاه الهدف الثابت في الدقيقة 37:02، الصاروخ أرتفع للأعلى !!! الصاروخ الثاني هو الآخر أرتفع للأعلى لأسباب مجهولة !! الصاروخ الثالث أصاب الهدف !!! هكذا تكون النتيجة خطآان من أصل ثلاثة إطلاقات !!!!

- الدبابة T-80UE-1 : في الدقيقة 45:16 الصاروخ الأول أخطأ الهدف وارتفع للأعلى، في حين نجح الصاروخين اللاحقين في إصابت أهدافهما (على الرغم من الشكوك حول الإصابة الثانية) !!! هكذا تكون النتيجة خطأ واحد من أصل ثلاثة إطلاقات !!!!

- الدبابة T-72B3 : في الدقيقة 53:35 أطلقت الدبابة أربعة صواريخ وجميعها أصابت أهدافها !!!

- الدبابة T-80BVM : في الدقيقة 1:11:10 الطلقة الأولى أخطأت الهدف والثانية لم تظهر النتيجة والثالثة أخطأت هي الأخرى الهدف ودخلت بين الأشجار !!!!

- النتيجة النهائية : من أصل 16 رمية بالصاروخ، فقط 8 رميات حققت إصابات موثقة، بمعنى نحن نتحدث عن نسبة دقة لا تتجاوز 50% فقط !!!



المفاضلــة بيـن الجنزيــر والعجلــة .. كفــة مـن ترجــح ؟

 هي من تقرر خصائص وسمات التربة التي ستتحرك عليها العربة

المفاضلــــة بيـــن الجنزيــــر والعجلــــة .. كفــــة مـــن ترجــــح ؟

منظومة الجنازير track systems التي تتنقل عبرها دبابات المعركة الرئيسة والكثير من عربات القتال الأخرى، يجب أن تؤدي وظيفتان أساسيتان، أحداهما يرتبط بنشر وتوزيع إجمالي الحمل الخاص بكتلة العربة على مساحة كبيرة بما فيه الكفاية من السطح وذلك لمنع غطس أو غوص العربة على نحو غير ملائم خلال هذا السطح، خصوصاً إذا ما كان ناعماً أو رخواً soft ground. بالنتيجة، منظومة الجنازير توفر فرصة حركة أفضل للعربة خلال أغلب أنواع الأسطح الأرضية التي يمكن للعربة مواجهتها. الوظيفة الأخرى للجنازير هي أن تنقل للسطح الذي تتحرك من خلاله جهد الجر tractive effort أو قوة الاحتكاك الممارسة من قبل فقراتها المتحركة على السطح الذي تسير خلاله. هذا الجهد يتم توليده في الأساس من قبل محرك العربة وذلك لإنجاز قوة زخم كافية لدفع فقرات الجنزير إلى مواجهة المقاومة إلى حركتها. والتوضيح، فإن المنطقة السطحية الكبيرة للجنازير surface area تعمل على توزيع وزن العربة بشكل أفضل مما هو متاح للعجلات المطاطية على عربة مكافئة لها في الوزن. فالجنازير تمكن العربة من عبور واجتياز الأراضي الناعمة مع احتمالية أقل لمواجهة حالة الإنغراز أو الالتصاق stuck. لقد تركز تطوير الأجزاء أو القطع البارزة للصفائح المعدنية والملامسة لسطح الأرض لكي تكون قادرة على مقاومة الأضرار والتلف ومعامل الاهتراء والتآكل الشديدين hard-wearing، خصوصاً بالمقارنة مع العجلات المطاطية.

تتألف الجنازير الحديثة من وصلات/وحدات مسلسلة chain links ذات أبعاد قياسية متماثلة، التي توضب سوية كحلقة سلسلة مغلقة. حيث تربط هذه الوصلات وتجمع بمشابك معدنية، التي بدورها تسمح لحلقة الجنزير كي تكون مرنة وانثنائية flexible وتلف حول مجموعة العجلات لتصنع أنشوطه أو سلسلة حلقات متتابعة. إن وصلات السلسلة واسعة في أغلب الأحيان ومصنوعة من فولاذ سبيكة المنغنيز لتحصيل قوة عالية قادرة على مقاومة مظاهر الحك/القشط abrasion resistance. أما آلية نقل القوة للجنزير فتنجزها عجلة التسيير drive wheel، حيث تشتبك أسنان هذه العجلة مع الفتحات والثقوب الموجودة في وصلات الجنازير أثناء عملية الدوران لقيادة وتسيير الجنزير ومن ثم العربة. تستعمل بعض أنماط الجنازير دحاريج إدارة return rollers لإبقاء قمة الجنزير تجري مباشرة بين أسنان عجلة التسيير والعجلة الحرة/العاطلة idler wheel. أنواع أخرى تسمى "الجنازير المرتخية" slack track، تسمح للجنزير بالتدلي والدوران على طول قمة عجلات الطريق الكبيرة.

أما عن مزايا استخدام الجنازير مقارنة بالعجلات الهوائية التقليدية pneumatic tires، فيمكن إيجازها بالقول إن العربات المجنزرة لها قابلية حركة أفضل من العربات المدولبة على الأرض الوعرة والقاسية. فهم يسهمون بكفاءة في تجاوز العثرات والطيات السطحية. هم قادرون على الانزلاق والانسياب على العقبات والعوائق الصغيرة small obstacles وكذلك عبور الخنادق وتجاوز معظم أنماط التضاريس. الجنازير أكثر قسوة وصلابة من الإطارات لكونهم لا يمكن أن يثقبوا أو يمزقوا punctured، كما أنهم أقل احتمالية بكثير للانحصار والالتصاق في الأراضي الناعمة والطينية أو الجليد وذلك نتيجة قابليتهم على توزيع وزن العربة على منطقة اتصال أكبر، مما ينقص معه من ضغطهم الأرضي. وبالإضافة لمنطقة الاتصال الأكبر، فإن استخدامهم اقترن عادة بالمرابط أو النتوءات المشبكية grousers المثبتة على صفائح الجنزير، مما يسمح بقابلية جر متفوقة جداً، الأمر الذي يؤدي إلى قدرة أفضل بكثير على دفع أو سحب الأحمال الكبيرة (كما هو الحال عندما تزيح الدبابات الرمال لتجهيز مواضعها الخاصة). الجنازير يمكن أن تعطي للعربات المدرعة قابلية حركة maneuverability ومرونة أعلى أيضاً، حيث أنها قادرة على جعل العربة تنعطف وتدور في موقعها دون الحاجة للتقدم أو التراجع وذلك بتوجه الجنازير في اتجاهين متعاكسين. في الحقيقة أحد المساوئ الرئيسة للعجلات التقليدية مقارنة بالجنازير هو قابلية تضررها المرتفعة بالشظايا والذخيرة المتفجرة. فخلال حربي الخليج الأولى والثانية تحدث أطقم العربات المدولبة لقوات التحالف عن معضلة تعرض عرباتهم للذخيرة التقليدية المحسنة ثنائية الغرض DPICM التي نشرت بقذائف المدفعية على مناطق واسعة وكذلك الأمر بالنسبة للذخيرة الفرعية الخاصة بالقنابل العنقودية CBU الملقاة من المقاتلات. فنتيجة العدد الكبير للذخيرة الفرعية غير المنفجرة unexploded bomblets في مناطق العدو، كان على أفراد العربات المدولبة مراعاة هذا الأمر عند الرغبة في التقدم بالإضافة للأفراد الراجلين.

أما عن مساوئ استخدام منظومات الجنازير فهي أيضاً معلومة وملموسة، إذ تتركز أضرار الاستخدام في تحصيل سرعة قصوى دون تلك المحصلة بمنافستها الإطارات الهوائية. أيضاً الجنازير من ناحية الأمور الفنية أكثر تعقيد ميكانيكياً mechanical complexity، والأضرار التي تسببها نسخهم الفولاذية بالكامل (دون وسائد مطاطية) إلى الأسطح التي تتحرك خلالها كبيرة نسبياً، بما في ذلك الإتلاف الشديد للأرصفة وطبقة الإسفلت السطحية. فالجنازير الحالية ليست ثقيلة وصاخبة فقط، لكنها أيضاً يمكن أن تلحق الأضرار الشديدة إلى الطرق الممهدة. هذا الأمر قد يبدو غير مهم في ظروف الحرب لكنه بالتأكيد كذلك وقت السلم. وحتى عند إضافة الوسادات المطاطية rubber pads، فهذه مع أنها تخفض الأضرار للحد الأقصى وتضمن للعربة المجنزرة قابلية انتقال وحركة أكثر سهولة وبشكل هادئ على الأسطح المعبدة، إلا أنها في المقابل تخفض إلى حد ما من قابلية جر عربة في التضاريس الريفية cross-country traction. إضافة إلى ذلك، خسارة قطعة واحدة معدنية من حلقات الجنزير يمكن أن تعرقل وتعطل كامل العربة، التي يمكن حينها أن تكون في موقف حيث الموقف التعبوي والثقة العالية مطلب هام وحاسم. أخيراً يمكن القول إن استخدام الجنازير بشكل مطول ومستمر، يفرض حالة إجهاد هائل على نظام نقل الحركة الدافع وميكانيكا المنظومة ككل، التي يجب أن تفحص بدقة أو تستبدل بانتظام. إن من الشائع رؤية العربات المجنزرة مثل البولدوزرات والدبابات وهي تنقل لمسافات طويلة من قبل ناقلات العربات المدولبة wheeled carrier أو على القاطرات، مما يضع عقبات لوجستية طويلة أمام عمليات الشحن والنقل.

2‏/9‏/2020

تأثيـر قفـزة فوهة المدفع علـى عامـل الدقة

تأثيــــر قفــــزة فوهــــة المدفــــع علــــى عامــــل الدقــــة

1599076396149.png

تأثير القفزة أو كما يطلق عليه أحياناً "قفز الفوهة" muzzle Jump أو "قفز المدفع" gun Jump، هو تعبير يصف الإزاحة الاتجاهية التي تسلكها سبطانة المدفع تحت تأثير صدمة الإطلاق عند إيقاد شحنة الدافع وحتى اللحظة التي يغادر بها المقذوف فوهة السلاح (تتسبب صدمة إطلاق النار في حدوث حركة عمودية وتدويريه سريعة للسبطانة قبل طرد المقذوف). فتعبير القفزة بشكل تقني يشير للانحراف الزاوي angular deviation في المستوى العمودي بين محور فوهة السلاح وخط الطيران الابتدائي للمقذوف. وبكلمات أخرى، هي إزاحة في خط المغادرة تحدث مباشرة في اللحظة التي يترك بها المقذوف فوهة السبطانة، حيث يتحدث المصطلح عن الانحراف الاتجاهي vectorial deviation الكلي للمقذوف عن اتجاه طيرانه المقصود. عملياً، تأثيرات مماثلة قد تلاحظ في المستوى الأفقي، لكنها عادة ما تكون بمستوى أدنى ومدعوة باسم "القفزة الجانبية" lateral jump وتختلف قيم هذه القفزة من قذيفة لأخرى.

1599076445090.png

على مدى سنوات من البحث العلمي، أسباب وتفسيرات عديدة قدمت لتبرير قفزة الفوهة، حيث لوحظ أن تأثير القفزة يعتمد بشكل رئيس على انحراف أو اختلاف مركز ثقل أجزاء مجموعة الارتداد recoiling parts فيما يتعلق بمحور فوهة السلاح. العوامل التي تسبب هذه الظاهرة تعود أولياً لوظيفة كل من المدفع المعين ومجموعة الذخيرة، وقد تتفاوت على نحو واسع بين منظومات السلاح المختلفة وحتى لنفس المدفع عندما يطلق ذخيرة مختلفة. عموماً، بيانات تصحيح القفزة لكل نوع من أنواع ذخيرة السلاح الرئيس تكون مخزنة عادة في الحاسبة الرقمية digital computer الخاصة بنظام السيطرة على النيران، حيث يتم ادخال البيانات الملائمة بشكل آلي إلى الحلول البالستية ballistic solution (بيانات القفزة لأي سلاح، يمكن استحضارها من عمليات التمثيل الرياضي mathematical representation لمركز الارتطام الخاص بالعديد من المقذوفات التي تطلق من عدد كبير من العربات وتحت شروط إطلاق نار مختلفة)

1599076778004.png

حرب أكتوبر 1973.. الصواريخ الموجهه المضادة للدروع.

حـــرب أكتوبـــر 1973.. الصواريـــخ الموجهـــه المضـــادة للـــدروع

1599039541358.png

خلال حرب أكتوبر العام 1973، حرص كلاً من طرفي الصراع العربي والإسرائيلي على تحقيق استخدام مكثف وموسع للدبابات والعربات المدرعة الأخرى armored vehicles. لقد ظهر جلياً في تلك الحرب أن عمل الدبابات بعيداً عن دعم المشاة سيترتب عليه نتائج سلبية وإخفاقات حاسمه. في تلك الحرب (أطلق عليها العدو اسم حرب يوم الغفران Yom Kippur War) طبق الإسرائيليون النظريات الإستراتيجية العسكرية لمنظر الحرب المدرعة الحديثة الجنرال البريطاني "جون شارلز فولر" John Charles Fuller. هذه الإستراتيجية التي أطلق عليها "tank à l'outrance" وتعني الدبابات لأقصى حد أو للنهاية، حرص الإسرائيليون على تنفيذها بدقة خلال حرب أكتوبر. فنتيجة لخبرتهم في الحروب السابقة 1956 و1967 حين كانت الأرتال المدرعة الإسرائيلية - خصوصاً في الحرب الأخيرة - تتقدم سريعاً في مناطق العمليات لمواجهة الوحدات العربية بطيئة الحركة، حتى أن العديد من وحدات المشاة الإسرائيلية لم تشترك فعلياً في المعركة، نتيجة تجاوز الدبابات للعربات نصف مجنزرة half-tracks المرافقة لها والتي كانت تضطلع بمهمة نقل المشاة الإسرائيلي.


1599038566676.png

في المقابل، أخفق قادة الجيش الإسرائيلي في إدراك أهمية الصواريخ الموجهة المضادة للدروع التي جرى إقحامها في المعركة بأعداد كبيرة. آلاف الصواريخ المحمولة من قبل الأفراد من طراز "ساغر" AT-3 Sagger قام الإتحاد السوفييتي بتوفيرها لكل من الجيش المصري والجيش السوري. هذه الصواريخ كان يمكن تشغيلها من قبل جنود المشاة العاديين دون الحاجة لإخضاعهم لتدريبات مكثفة extensive training. لقد كان على الدبابات الإسرائيلية التي عملت لوحدها ودون دعم الوحدات الأخرى، تلقي دروساً وخسائر قاسية heavy losses وجرى تدمير المئات منها من طراز Centurions وM48، خصوصاً على الجبهة المصرية من قبل أفراد المشاة المصريين المسلحين بمقذوفات كتفية وصواريخ موجهة مضادة للدروع. وتذكر مصادر مستقلة أن الجانب الإسرائيلي خسر في الثلاثة أيام الأولى من بدأ القتال نحو 400 دبابة وعربة مدرعة على رمال سيناء وحدها بواسطة الأسلحة المصرية المضادة للدروع، منها 77 دبابة جرى تدميرها خلال 16 ساعة فقط. لحد أنه في يوم 8 أكتوبر لم يتبقى في مسرح القتال سوى 90 دبابة إسرائيلية فقط. لقد أطلقت فرق الجيش المصري آلاف الصواريخ الموجهة من طراز Sagger خلال تلك الحرب (في المعدل، كل فريق صواريخ مصري أنفق نحو 20 مقذوف حيث تم توزيع حوالي 2000 صاروخ لكل فرقة مشاة أثناء الحرب). المصادر السوفييتية ادعت آنذاك أن نحو 800 دبابة تم الإضرار بها من الجانب الإسرائيلي نتيجة استخدام هذه الصواريخ (مصادر أخرى تتحدث عن 1063 إصابة، لكن هذا الرقم ربما شمل أيضاً الدبابات المعطلة أو خارج العمليات out of action لأقل من 24 ساعة).


1599038620251.png

يصف تقرير ضابط إسرائيلي خلال حرب أكتوبر 1973 فاعلية الصاروخ Sagger فيقول: جرى تكليفي بقيادة فصيل دبابات في يوم القتال الأول، وبعد أن تحركنا إلى أماكن تواجد العدو، سمعت أصوات المدافع وبدأت القذائف تتساقط على دباباتنا، وشاهدت غبار الانفجارات الهائلة بالقرب من موقعنا. فجأة برز المشاة المصريين بأعداد غفيرة. لقد خرجوا إلينا من داخل الخنادق المخفية جيداً من وراء التلال وبدئوا الهجوم علينا. كان جميع الجنود المصريين من المشاة في حالة انقضاض، وفجأة شاهدت صاروخاً يطير تماما باتجاه إحدى دباباتنا من طراز Centurion كانت على يميني مباشرة. رأيت الصاروخ يقترب منها ويصيبها إصابة مباشرة ليطير الضابط في الهواء، وهنا بدأت أعطي تعليمات هستيرية للسائق. تعليمات متناقضة لا إرادية "سر إلى اليمين.. سر إلى اليسار.. إلى الخلف.. إلى الأمام.. وهكذا". وبعد قليل كنت بدبابتي وحيدا في المنطقة بأسرها بعد أن تحولت باقي دباباتنا إلى قطع من الخردة. وفجأة شعرت بضربة شديدة. لقد تلقينا صاروخ أصاب البرج. حاولت تشجيع الطاقم بالقول "هذا لا شيء صوب المدفع" ولكن سرعان ما شعرت بإصابة أخرى، هذه المرة من قذيفة RPG. وهكذا بدأت بعد أن تعطلت كافة أجهزة الاتصال الداخلي بالدبابة، أعطي الأوامر للطاقم بالصراخ والرفس. لقد أيقنت أننا نسير نحو النهاية المحتومة، خاصة بعد أن علمت أن كل من قائد الكتيبة وقائد السرية قد أصيبا. إنها لحظات رهيبة لا أستطيع مجرد استعادة ذكراها.


1599038688966.png

لقد كانت المفاجأة المصرية في الاستخدام التكتيكي المميز للأسلحة المضادة للدروع المحمولة من قبل المشاة، خصوصاً خلال معركة العبور لقناة السويس Suez Canal واقتحام خط بارليف Bar-Lev وما تبع ذلك من معارك (استعد المصريين لتقبل نحو 10.000 إصابة خلال تخطيطهم لعملية العبور، لكنهم في الحقيقة لم يفقدوا سوى 208 شهيد). هذه الأسلحة كانت تطلق بغزارة على كل دبابة أو هدف مدرع إسرائيلي يدخل في نطاق مرماها. واستطاعت تكتيكات فرق قتل الدبابات المصرية tank killing teams التي عملت بدعم من نيران مدافع الدبابات وأسلحة الهاون، تحييد الدبابات الإسرائيلية وإجهاض تقدمها لأبعد الحدود. وتؤكد العديد من المصادر الغربية، أن ما معدله 3-4 قذائف RPG ونحو ثلاثة صواريخ Sagger كانت تطلق على كل دبابة إسرائيلية (أما الصاروخ Snapper المتقادم، فقد كانت الأعطال الفنية تعطل واحداً من كل أربعة صواريخ). لقد دفعت هذه الصورة وزير الدفاع السوفييتي آنذاك الجنرال "أندريه غريشكو" Andrei Grechko للاعتراف بأن "معارك الشرق الأوسط وضعت من ثانية مسألة علاقة الهجوم بالدفاع.. الدبابات أصبحت أكثر ضعفاً، واستخدامها في ساحة المعركة أصبح أكثر تعقيداً".


1599038841568.png

أما بالنسبة للقوات السورية التي تزامن هجومها مع الهجوم المصري (تقدمت قواتها بدعم نحو 800 دبابة زائداً 28000 جندي في ثلاثة فرق مشاة آلية mechanized infantry divisions مع غطاء مدفعي وجوي قريب لمواجهة 176 دبابة إسرائيلية) فقد كان أداء فرقهم المسلحة بصواريخ Sagger وقواذف RPG الكتفية مميزاً وعلى درجة كبيرة من النجاح. ويذكر الصحفيون الذين زاروا جبهة الجولان آنذاك، أنهم رأوا الكثير من دبابات Centurion المحترقة وبها ثقب صغير حفره الصاروخ في برجها، وقد التفت عليها أسلاك توجيه الصاروخ.. الإسرائيليون تعلموا لاحقاً جلب مدفعيتهم ومشاتهم لدعم تقدم دباباتهم ووحداتهم المدرعة. فتكتيكات تقدم الدبابات بمرافقة المشاة التي أهملها الجانب الإسرائيلي، وثقت في الحقيقة والى حد كبير خلال معارك الحرب العالمية الثانية، حيث تبين أن عمل الدبابات والمشاة مع بعضهم البعض واستغلال كل طرف لقدرات الطرف الآخر يزيد من طاقة الهجوم، حيث كان من المألوف مشاهدة أفراد المشاة وهم يعتلون ظهر الدبابات المتقدمة، جاهزين للقفز عند الحاجة وتزويد دباباتهم بالدعم المطلوب.


1599038796074.png

شهدت حرب أكتوبر أيضاً حضور الصاروخ الأمريكي الموجه المضاد للدروع نوع TOW والذي يبلغ مداه الأقصى 3750 م. في الحقيقة ومع بداية الحرب، جرى تزويد جيش الدفاع الإسرائيلي بعدد 81 قاذفة مع 2010 صاروخ TOW. هذه الصواريخ جرى تعجيل وصولها ضمن مشروع Project 9DD لاستخدامها في الحرب وتحديدا على الجبهة السورية أولا ثم جبهة سيناء المصرية بعد ذلك. طار رجال القوات الخاصة الإسرائيلية خلال ساعات إلى حصن بيننغ Fort Benning للتدرب على عمل المنظومات الجديدة (أحد أكبر المواقع العسكرية الأمريكية الذي يمتد على جانبي حدود ولايتي ألاباما وجورجيا) وجرى إعادة أفراد هذه القوات بسرعة لاختبار الصواريخ في المعركة الحاسمة على جبهة الجولان Golan Heights، مع متوسط فترة تدريب لم تتجاوز أربعة ساعات. هذه الصواريخ أظهرت قدرة فائقة نسبياً مع بداية صباح يوم 14 أكتوبر أو ما عرف بمعركة تطوير الهجوم التي أمر بها الرئيس أنور السادات على جبهة سيناء (المصادر العسكرية الغربية تطلق عليها اسم معركة سيناء Battle of the Sinai) وذلك من أجل تخفيف الضغط على جبهة الجولان السورية، خصوصا مع وصول القوات الإسرائيلية لمسافة 40 كلم عن العاصمة السورية دمشق. تحرك القوات المصرية جاء بعد وقفة تعبوية استمرت خمسة أيام من يوم 9 إلى يوم 13 أكتوبر.


1599038865328.png

الأهداف المصرية من الهجوم كانت ثلاثة ممرات جبلية إستراتيجية، حيث تقدمت في ذلك اليوم نحو 400 دبابة مصرية بمساندة 5000 من أفراد المشاة الآلي mechanized infantry ببطيء وتأني مع استخدام محدود لعنصري السرعة والمناورة. في المقابل حشد الإسرائيليون نحو 800 دبابة وعربة مدرعة مدعومة بآلاف المشاة الذين جرى تسليح العديد منهم بصواريخ TOW المضادة للدروع. هذه الصواريخ جرى وضعها في مواقع مسبقة التحضير prepared positions، لتتحقق بعد ذلك أكبر معركة دبابات عرفها التاريخ منذ الحرب العالمية الثانية. استطاعت مدافع الدبابات الإسرائيلية وسلاح طيرانها والصواريخ الموجهة نوع TOW أن توقف الهجوم، وتوقع خسائر شديدة في سلاح الدروع المصري الذي كان عليه أن يتحرك بشكل مكشوف وبعيداً عن مظلة دفاعه الجوي air defense umbrella، في حين قامت المدفعية الإسرائيلية بتحييد prevented فرق صيد الدبابات المصرية المسلحة بصواريخ Sagger ومنعها من استخدام أسلحتها. ومع منتصف النهار، فقد المصريين 264 دبابة مع نحو 200 عربة مدرعة وبعض قطع المدفعية خلال أقل من ساعتين، مقابل خسارة الإسرائيليون 40 دبابة فقط (سعد الدين الشاذلي في مذكراته تحدث عن هذه الواقعة وذكر بالنص: لقد نجح العدو في استدراج ألويتنا المهاجِمة إلى مناطق قتال مختارة بعناية ونجح في تدمير معظم قواتنا.. لقد فقدنا في هذا اليوم الأسود 250 دبابة وهو رقم يزيد عن مجموع خسائرنا في الأيام الثمانية الأولى للحرب، وعند الظهر يوم 14، اضطرت قواتنا مرة أخرى للانسحاب إلى داخل رؤوس الكباري شرق القناة).


1599039003198.png